منذ بداية تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK) بقيادة القائد عبد الله أوجلان، حتى هذا اليوم، تم حماية العديد من إنجازات الفن الكردي كما حدث الكثير من التطورات في الفن الكردي، يظهر الفنانون الذين يسيرون على طريق حماية الفن وطبيعتهم المختلفة عن الفنانين الآخرين، أو بمعنى آخر، أن الفنانين الذين يسيرون على هذا، يظهرون الفن الحقيقي والحقيقة للعالم بأسره.
تحدثت الفنانة سوسن لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن العزلة المفروضة على القائد أوجلان، الهجمات الكيماوية التي تشنها دولة الاحتلال التركي، الموقف الذي يتخذه الفنانون ضد هذا والمسؤولية التي تقع على كاهلهم كفنانين.
يتم الحفاظ على الثقافة والفن الكردي مع تأسيس حزب العمال الكردستاني
ذكرت الفنانة سوسن في بداية حديثها، أن الشعب الكردي صاحب ثقافة غنية في تاريخ الإنسانية، وقالت: "لقد حمى نفسه من خلال ثقافته لقرون، كما أن أعداء الشعب الكردي يشنون الهجمات عليه بهدف إبادته وتدمير ثقافته، لكن تم الحفاظ على الثقافة الكردية مع تأسيس حزب العمال الكردستاني، وقد تم إنشاء العديد من المؤسسات والمجموعات الثقافية في كردستان وخارجها، ولقد أعطى القائد أهمية كبيرة للفن الكردي بهدف جعل أبناء الكرد يُعرِّفون العالم أجمع على ثقافتهم الكردية، ولولا فضل وجهود القائد أوجلان، لكان الفن الكردي ضعيفاً، يوجد أسلوب فني مختلف في كل منطقة من كردستان، وأغلبه في مجال الأغاني، لكن الأساطير مثل جكرخوين، فقي طيرا، ومريم خان، أي الفن الذي يعود تاريخه إلى مئات الأعوام، تم حمايتها جميعهاً من قبل حزب العمال الكردستاني، و مع حزب العمال الكردستاني، تطور الفن الكردي كثيراً في الجانب السياسي، ويقول القائد أوجلان، إنه إذا حدثت إبادة ثقافة فإن الشعب الكردي سيعاني كثيراً".
تم إدانة ثقافة الإبادة من خلال تجمع أهالي مخمور في المهرجان
وأشارت الفنانة سوسن إلى أن مهرجان الثقافة والفنون، الذي يحتفل به في شخص الشهيدة بريتان في 24- 25 تشرين الأول ، لا يتعلق بتقديم الأغاني، المسرحيات، الرقصات فقط، بل يتعلق بشكل أساسي بالحفاظ على التقاليد والثقافة وأضافت قائلةً: " يتم تقديم هذه الثقافة من خلال المهرجان، نحن مدينون لشهدائنا مثل الشهيدة مزكين، جيا، صفقان، ساريا، فيان بيمان وجميع الشهداء الآخرين الذين أصبحوا رياديين للشعب الكردي، من ناحية ثقافتنا وفننا، كان المهرجان الذي تم الاحتفال به في مخمور ذا مغزى كبير، لأنه كان يتم إدانة ثقافة الإبادة الجماعية ليس فقط من خلال الأنشطة التي أقامت في المهرجان، ولكن أيضاً من خلال تجمع الأهالي في ساحة المهرجان، وفي نفس الوقت، كانوا يتجهون إلى ساحة المهرجان، بهدف حماية ثقافتهم، نحن كفنانين، يجب أن نتبنى ثقافتنا الغنية أكثر فأكثر، وأن نضع مسؤولية حماتيها على عاتقنا، ويجب أن يشارك كل فنان في المهرجان بنهج حماية ثقافته".
مهمة الفنانون الكرد هي القيادة والثورية
كما تحدثت سوسن عن الاختلاف بين الفنانين الكرد والفنانين الآخرين، وتابعت قائلةً: "الفنانون الكرد يبدأون فنهم بهدف، واختلافهم عن الفنانين الذين يعيشون في الرأسمالية هو أنها هوية، وهذه الهوية هي أيضاً قيادة للشعب الكردي وبهذه القيادة يحمون أنفسهم، بينما الفنانون العاديون يصنعون الفن من حيث الاهتمامات الفردية، لكن هذا وضع مختلف بالنسبة للفنانين الكرد، في الواقع، نستطيع القول أن مهام الفنانون الكرد هي القيادة والثورية، أو أن يكون مهامه/ها هي حماية فلسفة الإيديولوجية الكردية، إذا لم يتحرك الفنانون الكرد بهذه المعرفة والنهج، فلن يكونوا منتمون إلى الشعب الكردي، لأن الشعب الكردي قد عانوا كثيراً عبر التاريخ، ويجب أن يتحمل الفنانون الكرد آلام ومعاناة شعبهم، باختصار، يقدم الفنانون العاديون فنهم لأجل مصلحتهم، والفنانون الكرد يقدمونه من أجل حماية ثقافتهم".
حرية القائد أوجلان هي مسؤولية كل محبي الفن والفنانين
وأكدت الفنانة سوسن أن هدفهم الرئيسي والأعظم هو تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وقالت: "من المعروف أن القائد أكثر حرية من كل الأشخاص من الجانب الفكري، وفي الوقت نفسه أنه صاحب فلسفة التي أصبحت الآن ملكاً للشرق الأوسط بأكمله والخارج، فهذه الفعاليات التي تطالب بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، عندما يكون حراً جسدياً، عندئذٍ سيرى بأنها كافية، تبني القائد أوجلان، هو تبني للذات، في هذا الإطار، إن مسؤولية حرية القائد أوجلان تقع على عاتق كل محبي الفن والفنانين، لذلك يجب تطوير وتقوية الأعمال الفنية والثقافية التي تتم الآن، إن انتصار الشعب الكردي ممكن بحرية القائد أوجلان، يكمن حل القرن الحادي والعشرين من خلال فكر القائد، لذلك يجب على المرء التحرك على أساس فكر القائد من خلال قراءة مرافعاته".
على كل الفنانيين إظهار حقيقة هجمات الأسلحة الكيماوية لجميع أنحاء العالم من خلال فنهم
وذكرت سوسن أنه على الفنانيين أصحاب الضمير أن يتبنوا أبناء الشعب الكردي الذين استشهدوا بسبب الأسلحة الكيماوية لدولة الاحتلال التركي، من خلال فنهم، وقالت: " عليهم أن يكشفوا عن ذلك من خلال مسرحية، قصيدة شعرية، نص فني، وأغانيهم وأيضاً بالعديد من أنواع الفن، أي أنه على الفنانين استنكار هذه الهجمات بالأسلحة الكيماوية بفنهم، لكي لا يتم نسيان هذه جدول الأعمال، يعني أنه على الموسيقي أن يصنع هذه الهجمات الكيماوية في موسيقاه، ويجب على المسرحي أن يظهر ذلك من خلال أدائه المسرحي، ويجب على الرسام أن يرسم هذا من خلال رسوماته كما أنه على المصور أن يصور هذه المشاهد في تصويره ويظهر حقيقة دولة الاحتلال التركي أمام أنظار عموم العالم، إنها مهمة كبيرة لكل فنان أن يذكر العالم باستشهاد 17 رفيقاً/ة جراء الأسلحة الكيماوية لدولة الاحتلال التركي للعالم بأسره، لكي يبدي العالم ردة فعله واستيائه وفقاً لذلك".
على شعبنا في شمال كردستان عدم المشاركة في مهرجانات الدولة الفاشية
وسلطت الفنانة سوسن الضوء على سياسات التجاهل واللامبالاة لدولة الاحتلال التركي لثقافة الشعب الكردي، وقالت في ختام حديثها: "تقيم الدولة التركية في شمال كردستان مهرجانات باسم الثقافة الكردية ويشارك فيها الشعب الكردي، دعوتي للفنانين هو عدم المشاركة في مثل هذه المهرجانات وإدانة من يشارك فيها، يجب أن يدافع الفنانون عن الشعب حتى لا يشاركون في الاحتفالات التي تقيمها الدولة التركية الفاشية باسم الثقافة الكردية، كما أن معظم أبناء شعبنا في شمال كردستان يتعلمون التحدث باللغة التركية، نحن لسنا ضد التحدث باللغات، ولكن يجب أن يعرف الشعب لغتهم أولاً وألا ينسوها، حتى لا يتم إبادتها ونسيانها، من أهداف النظام التركي من خلال إقامة هذه المهرجانات هو نشر التجاهل بين الشعب، أي أنه يريد أن يظهر نفسه كأنه داعم لثقافتنا وجعلها ثقافته، كما أنني أدعو شعبنا أن لا يشارك في المهرجانات والاحتفالات التي ينظمها النظام التركي".