الديمقراطي الكردستاني يشارك الاحتلال التركي في هجماته ويتسبب في استشهاد الكريلا منذ 31 عاماً

للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، الذي يدعي انه حزبٌ كردي ويناضل لأجل حرية الكرد، دورٌ محوري وسلبي في الهجمات الاحتلالية للفاشية التركية ضد حركة التحرر الوطني الكردستاني منذ أوائل التسعينيات، حيث تسبب باستشهاد المئات من مقاتلي الكريلا.

بدأ جيش الاحتلال التركي عملياته الاحتلالية في جنوب كردستان في 25 أيار 1983، حيث كانت الخيانة والعمالة الركيزة الأساسية لعرقلة النضال التحرري لـــ حركة حرية كردستان منذ اليوم الأول، وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني المثال الأبرز لهذه الخيانة والعمالة مع العدو التركي.

أسست دولة الاحتلال التركي عشرات القواعد العسكرية في جنوب كردستان، ووضعت خططها بهدف القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK) بتواطؤ ملموس من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، مما أسفر عن استشهاد المئات من خيرة أبناء وبنات الشعب الكردستاني في مسيرة الحرية.

القواعد العسكرية للاحتلال التركي في جنوب كردستان:

تنتشر في جنوب كردستان عدد كبير من القواعد العسكرية والاستخباراتية لجيش الاحتلال التركي، منها بعض القواعد المتواجدة في باتوفا و بامرنيه وآميديه وديرلوك وشيلادزه، وتهدف دولة الاحتلال التركي من خلال نشرها لهذه القواعد العسكرية والاستخباراتية إلى أهداف عدة، من أهمها:

  • يهدف الاحتلال التركي من إقامة قواعده العسكرية في كل من (باتوفا، بامرنيه، آميديه، كاني ماسي) إلى التضييق على مقاتلي الكريلا في منطقتي حفتانين ومتينا وفرض السيطرة عليها، وكذلك استخدامها كمراكز قيادة عمليات وإسناد في اية عمليات عسكرية لجيش الاحتلال.

  • تسعى دولة الاحتلال التركي وحليفها الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، من خلال نشر قواعدها في كل من (آميديه، ديرلوك، شيلادزه) إلى فرض السيطرة على منطقتي زاب وزاغروس.

  • الهدف الأساسي من إنشاء القاعدة العسكرية لجيش الاحتلال التركي في ناحية ديرلوك، هو قطع الاتصال والتنقل فيما بين منطقتي كارى والزاب.

كما تنتشر عدد من المخافر الحدودية لدولة الاحتلال التركي مثل (دشتان، كاراتاش، تبه سور، محمد جيك تبسي، كاني ماسي، آشوته، زفيته، كوبرولو، سربستا، آروشه وألمنه، وكذلك بعض النقاط العسكرية التركية التابعة للقاعدة العسكرية (49) التابعة لفوج حرس الحدود، مثل (كري، شكير، سيفري تبه، سري شفي، بلجان، خان تبه، أرتوش، كاله، كوردينه، علي شير)

وتوجد كذلك عدد من القواعد العسكرية التركية في مناطق بارزان وصوران وديرلوك في الجنوب الشرقي من جنوب كردستان.

كما أن هدف الاحتلال التركي من نشر القواعد العسكرية في منطقة صوران، هو استهداف مناطق (خنيره، خاكوركه، كلا شين)، و للقواعد العسكرية التركية في مناطق سنكه سر وقلادزه هدف رئيسي يتمثل في مركز انطلاق الهجمات على قنديل.

وتنتشر أيضاً الكثير من المخافر والنقاط العسكرية التابعة لجيش الاحتلال التركي على جغرافية جنوب كردستان، ومنها: (مخفري أورامار وشيتازنه في منطقة جيلو شمال منطقتي خاكوركه وخنيره) ومخافر (بيسوسن، كري نرزه، بيزله وباروك) على حدود آفاشين؛ ويوجد في خاكوركه معسكرات ومخافر (خابسكه، هارونا وكري كونسروه).

نقاط تمركز البيشمركة في خدمة غرف عمليات الاستخبارات التركية

تمكنت الاستخبارات التركية من توسيع شبكاتها وتعزيز تواجدها في جنوب كردستان من خلال التنسيق العالي المستوى مع جهاز الباراستن التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث تلعب نقاط تمركز البيشمركة دوراً هاماً بالنسبة للاستخبارات التركية، حيث تعمل على توفير معلومات تفصيلية عن مقاتلي الكريلا من حيث طرق الإمداد اللوجستي ومراقبة نقاط وتحركات الكريل، وهي بالفعل دخلت في خدمة غرف عمليات الاستخبارات التركية؛ وتسبب هذا التعامل والتواطؤ مع الاحتلال التركي باستشهاد عدد من خيرة أبناء الشعب الكردستاني من أمثال (ديار غريب، قاسم أنكين، دمهات عكيد، جميل آمد) وعشرات آخرين من مقاتلي الكريلا.
 

العمليات العسكرية للاحتلال التركي التي شاركت بها قوات الديمقراطي الكردستاني:

  • أطلق جيش الاحتلال التركي في الــ 5 من آب 1991 عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "عملية المكنسة"، واستمرت هذه العملية العسكرية التي شاركت فيها قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى تاريخ الــ 13 من آب 1991، وانتهت العملية دون الوصول إلى نتائج أو حتى الإفصاح عن حصيلة الخسائر البشرية.

  • في الــــ 5 من تشرين الأول 1992، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال التركي دوغان غوريش، إطلاق عملية عسكرية واسعة خارج حدود تركيا في منطقة خاكوركه في جنوب كردستان، وانضمت بيشمركة الديمقراطي الكردستانية بفعالية منقطعة النظير إلى هذه العملية الاحتلالية التي استمرت حتى أوائل شهر كانون الأول 1992، ولم تتوضح أيضاً حصيلة العملية العسكرية أو النتائج التي تم الوصول إليها، إلا أنها تعتبر العملية العسكرية الأوسع التي شهدت تواطؤاً وعمالة مع الاحتلال التركي من قبل قوات الديمقراطي الكردستاني.

  • عاد جيش الاحتلال التركي ليطلق عملية عسكرية عابرة للحدود بمشاركة قوات من الديمقراطي الكردستاني في الـــ 21 من آذار 1995، وأطلق عليها اسم "عملية الفولاذ" بقيادة رئيس أركان الجيش التركي آنذاك حسن قونداقجي، واستمرت هذه العملية العسكرية حتى تاريخ الـــ 2 من أيار 1995، وانسحبت فلول جيش الاحتلال التركي من المنطقة دون تحقيق أية نتائج ملموسة بعد تلقيها وقوات الديمقراطي الكردستاني خسائر فادحة في الأرواح على يد مقاتلي الحرية في كردستان.

  • و في شهر نيسان من العام 1996 شن جيش الاحتلال التركي مرة أخرى عملية احتلالية، أطلق عليها اسم "عملية الصقر" بقيادة الجنرال التركي حلمي أوزكوك، وهي أيضاً كسابقاتها من العمليات العسكرية، اضطرت إلى الانسحاب مدحورة دون تحقيق أية نتائج ملموسة.

  • شن جيش الاحتلال التركي مرة أخرى عملية احتلالية أطلق عليها اسم "عملية الصفعة" ما بين الــ 14 من حزيران 1996 وبداية شهر كانون الثاني 1997، وتلقى فيها جيش الاحتلال التركي وقوات الديمقراطي الكردستاني صفعة قوية من قوات الكريلا وخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

  • وفي الفترة الواقعة ما بين الــ 12 من أيار 1997 و 7 تموز 1997، شن جيش الاحتلال التركي عملية احتلالية أطلق عليها "عملية المطرقة" بقيادة ألتاي توكات، والتي انتهت بهزيمة نكراء لجنود الاحتلال التركي.

  • في 25 أيلول 1997 -15 تشرين الأول 1997، نفذ جيش الاحتلال التركي عملية احتلال واسعة النطاق أطلق عليها اسم "عملية الفجر" بقيادة عدد من الجنرالات التركية مثل اسماعيل حقي قره داي وحسين كفرك أوغلو وإحسان كليتش؛ وبرز الدور الخياني مرة أخرى بكل وضوح لــــ بيشمركة الديمقراطي الكردستاني، حيث شاركت بفعالية إلى جانب قوات الاحتلال التركي ضد مقاتلي كريلا حرية كردستان.

  • في نيسان 1998 و أيار 1998، أطلق جيش الاحتلال التركي مرة أخرى عملية واسعة أطلق عليها "مراد" حيث شاركت في هذه العملية عشرات الآلاف من القوات التركية، وشهدت هذه العملية مرة أخرى مشاركة قوات الديمقراطي الكردستاني، حيث ظهر جلياً مدى التنسيق العسكري الواسع ما بين جيش الاحتلال التركي وقوات الديمقراطي الكردستاني وتسبب ذلك في شرخٍ لا يلتئم في الصف الكردي.

  • بعد اندلاع ثورة روج آفا في عام 2014، كان للحزب الديمقراطي الكردستاني وأذنابه في المجلس الوطني الكردي السوري (ENKS)،  يدٌ في الهجمات التي استهدفت المدنيين الكرد في منطقتي تل عران وتل حاصل وسري كانيه وعفرين، بالإضافة إلى عدة مناطق أخرى، ولا يزال الديمقراطي الكردستاني يواصل تواطؤه وعمالته مع دولة الاحتلال التركي.

  • كما لا يخفى على أحد انسحاب قوات الديمقراطي الكردستاني من شنكال في شهر آب 2014 وإتاحة المجال لتقدم تنظيم داعش الإرهابي وارتكاب مجازر وحشية بحق الإيزيديين الكرد.

  • وفي الـــ 15 من نيسان 2020 قصفت الطائرات الحربية التركية منطقة زيني ورتي الواقعة بين جبل كاروخ وسفوح جبل قنديل، بناء على معلومات استخباراتية وإحداثيات تلقتها غرف عمليات الاستخبارات التركية من نقاط تمركز البيشمركة، حيث  أسفر القصف عن استشهاد 3 مقاتلين من قوات الدفاع الشعبي (HPG).

  • وفي عام 2017 شنت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي تركت في وقتٍ سابق الإيزيديين ليواجهوا مصيرهم المحتوم على يد داعش الإرهابي، هجوماً عسكرياً استهدف وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) على محور (سنوني، خانصور) وأسفر هذا الهجوم عن استشهاد الفتاة الايزيدية ناز نايف والصحفية نوجيان أرهان و5 مقاتلين من وحدات مقاومة شنكال.

  • وفي عام 2018 شاركت العصابات المسلحة التابعة للمجلس الوطني الكردي السوري (ENKS)، التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بدور فعال في هجمات الدولة التركية على عفرين.

  • في 9 تشرين الأول 2017، توصل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تخلى عن الشعب الايزيدي، مرة أخرى إلى اتفاق مع الحكومة المركزية لزعزعة الهيكلية التي شكلها الشعب الايزيدي في شنكال.

  • في 26 حزيران 2021، استشهدت مجموعة من مقاتلي الكريلا مكونة من 3 مقاتلين، هم (سرور سرهات (أردال أصلان / أرضروم)، روكش جافرش (أيهان تاتلي / شرناخ) و دجوار برخدان (محمود خلف / حسكة)، بقيادة سرور سرهات في قرية برخمه جرا، إثر هجوم شنته قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، ولم ترد اية معلومات عن مصيرهم أو جثامينهم الى الآن.

  • في ليلة الــ 28 و 29 آب، نصبت المرتزقة المسماة (لشكري روج) التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، كميناً لـــ 7 من مقاتلي ومقاتلات حزب العمال الكردستاني في منطقة خليفان، حيث أسفر الكمين عن استشهاد 5 مقاتل ومقاتلة ونجاة مقاتل واحد فيما بقي مصير المقاتل السابع مجهولاً حتى الآن.

وأوكلت دولة الاحتلال التركي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهمة تقييد حركة الكريلا وإغلاق الطرق والممرات أمام تحركاتهم خلال عملية احتلال واسعة للدولة التركية في 23 نيسان 2021، والتي بدأت في مناطق آفاشين ومتينا وزاب ومناطق الدفاع المشروع، حيث استشهدت مجموعة من مقاتلي الكريلا في كمين لجيش الاحتلال التركي، أثناء تجنبهم الاشتباك مع قوات الديمقراطي الكردستاني.

قال "الاقتتال الأخوي خط أحمر" لكن قواته تشارك العدو في قتل الكرد

عندما ينظر المرء إلى حصيلة الهجمات أعلاه، يدرك مدى غوغائية زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني حينما قال: "لن أسمح بحرب كردية -كردية ما دمت على قيد الحياة"، لأن قواته شاركت في معظم العمليات العسكرية التي شنها جيش الاحتلال التركي على مناطق الكريلا وتسببت باستشهاد المئات من خيرة أبناء وبنات الشعب الكردستاني.

وبادرت منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) إلى إصدار بيان في 26 أذار 202، الذي أفادت خلاله بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني هاجم مناطق الكريلا بالتنسيق مع جيش الاحتلال التركي؛ وهكذا يتضح تماماً مدى التواطؤ وعمق عمالة الديمقراطي الكردستاني لدولة الاحتلال التركي في محاربة حركة التحرر الوطني الكردستاني.

وفي الوقت الحالي تتجه الأنظار إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، في انتظار كيف سيبرر هجماته ضد مقاتلي الكريلا وتواطؤه مع دولة الاحتلال التركي في محاولاتها الاحتلالية لفرض سيطرتها التامة على جنوب كردستان.

وأبدى الرأي العام الكردي موقفاً قوياً تجاه تواطؤ الديمقراطي الكردستاني مع الاحتلال التركي، وقامت العديد من الأطراف السياسية والشخصيات الاعتبارية الكردستانية من فنانين وسياسيين ومثقفين وكتاب كرد، بتوجيه نداء ردع إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك الدعوة إلى كل الأطراف الكردستانية لإبداء الحساسية واليقظة اللازمة حيال هذه مسألة تواطؤ وعمالة الديمقراطي الكردستاني مع الاحتلال التركي.