الدولة التركية الكيماوية
استخدمت دولة الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية كثيراً من المرات ضد مقاتلي الكريلا والشعب الكردي، إن استخدام هذه الأسلحة من قبل الدولة التركية أصبح روتينياً، حيث يظهر أنها هزمت أمام نضال مقاتلي الكريلا على مدى أربعين عاماً.
استخدمت دولة الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية كثيراً من المرات ضد مقاتلي الكريلا والشعب الكردي، إن استخدام هذه الأسلحة من قبل الدولة التركية أصبح روتينياً، حيث يظهر أنها هزمت أمام نضال مقاتلي الكريلا على مدى أربعين عاماً.
عندما نتحدث عن مظهر الوحشية، من المستحيل عدم الحديث عن الدولة التركية وأخذ زمام المبادرة، هذه الدولة التي تعدت مفهوم العداء وترتكب الفظائع كل يوم، لها وجه أسود جُرّدَت من الأخلاق والشرف، ولا نصيب لها من القيم الإنسانية، لن تعد هناك نوع من الهجمات ولم تقم به في كردستان، بدءاً من التعذيب الجسدي وحتى النفسي، من الاجتماعي إلى الديموغرافي، من الإنسان إلى الكائنات الحية والطبيعة، باختصار، إنها دولة قاتلة وأيديها ملطخة بدماء الملايين من الشعب الكردي.
في القرن الماضي، شوهدت العديد من حالات استخدام الأسلحة الكيماوية في كردستان، ونفذت هذه الهجمات خاصة في الأربعين عاماً الماضية من قبل دولة الاحتلال التركي، هناك العديد من الأحداث التي لا تزال تفاصيلها مجهولة ومخفية.
وكمثال، الهجوم الذي حدث في 1999، ففي 11 أيار عام 1999 استخدم الجيش التركي أسلحة كيماوية ضد قوات الكريلا في قرية بيليكا في شرناخ مما أسفر عن استشهاد 20 من مقاتلي الكريلا في ذلك الوقت، شارك في هذا الهجوم قائد الجيش التركي نجدت أوزل، المعروف باسم نجدت كيماوي، إنه بالتأكيد حدث مؤلم ويظهر وحشية الدولة، لكن هذه الوحشية اليوم لا تقتصر على شخص نجدت كيماوي، بل أصبحت ثقافة الدولة التركية، بهذا، حتى الآن يستخدم هذا السلاح ضد كردستان، لكن ظهر بشكل قوي في العامين الأخيرين، الآن أدركت الدولة التركية أنها لا تستطيع منع المقاتلين من تطوير أنفسهم وستتكبد المزيد من الخسائر في الحرب، لهذا السبب يركز على هذه الأسلحة المحظورة ويحاول القضاء على قوات الكريلا.
استخدام الأسلحة الكيماوية في العام 2021
بدأت دولة الاحتلال التركي في 10 شباط 2021 عملية احتلالية في منطقة سيان بكارى وفشلت فيها، وأجبرت على الانسحاب، وبعدها تبين أنه تم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي الكريلا ونتيجتها استشهد المقاومون في سيان.
في 23 من نيسان في زاب وآفاشين ومتينا، بدأت بعملية واسعة النطاق ومنذ الأيام الأولى وعندما رأى جيش الاحتلال التركي أنه يتعرض للهزيمة، بدأ باستخدام الأسلحة الكيماوية، بالمجمل وفي منتصف العام استخدم الأسلحة الكيماوية في سيان ومام رشو وزندورا وكري صور وورخليه 367 مرة ونتيجة هذه الهجمات استشهد أربعون من مقاتلي الكريلا.
كري صور
شن جيش الاحتلال التركي هجماته على خنادق المقاومة في منطقة كري صور بشتى أنواع الهجمات، لكنه لم يحقق أية نتائج، كما أنه شن في الثالث من شهر آب 2021 هجوماً جديداً بنوع آخر من المواد الكيماوية، واستشهد على إثره 6 مقاتلين في صفوف قوات الكريلا، وفي إطار هذا الهجوم، قال المقاتلون الذين نجوا من هذه الهجمات ما يلي:
"تستخدم دولة الاحتلال التركي كافة الاسلحة المحظورة دولياً في حربها ضدنا، ومن بينها المتفجرات والغازات الكيماوية من هذه المتفجرات غاز الفلفل، حتى الآن، لم يتسبب العدو باستشهاد أحد رفاقنا/رفيقاتنا برصاصة حية، ولم يتمكن من خوض الحرب وجهاً لوجه في أي مكان، كان الضباب، الدخان، ورائحة هذه الغازات الكيماوية مختلفة عن بعضها البعض، جيش الاحتلال كان يطلق غاز الفلفل، وفي بعض الأحيان أطلقوا غازات كيماوية مختلفة الأنواع، كان الغاز الذي تم استخدامه أولاً أخضر اللون، ومذاقه مثل طعم السكر ورائحته مثل السكر المحروق، كانت رائحة هذا الغاز طيبة جداً، وكانوا يستخدمون هذا الغاز، لكي لا ينزعج الشخص من هذه الرائحة والمذاق واستنشاقها حتى الرئتين، وقد استشهد رفيقنا باز على إثر استنشاقه لأحد أنواع هذه الغازات والذي رائحته تشبه رائحة ماء الغسيل، وكان يؤثر على المرء لفترة طويلة، لم يستشهد الرفيق باز فور استنشاقه لهذا الغاز، لكنه استشهد فيما بعد، طوال يوم كامل، تدفقت مياه صفراء اللون من فم الرفيق باز وثم ارتقى شهيداً، وفي بعض الأحيان كانوا يستخدمون غازات مختلفة ضدنا، و كان لون معظم هذه الغازات مائل للبياض".
خمسة أنواع من الأسلحة الكيماوية
كشفت القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي في 27 تشرين الثاني عن خمسة أنواع من الأسلحة الكيماوية، ووفقاً لقره يلان النوع الأول هو غاز الأعصاب، الذي يشل الخلايا العصبية للإنسان، يترك الإنسان دون تأثير لفترة، ثم يموت، يُعرف هذا الغاز باسم تابون، الثاني، يتسبب في اختناق الانسان، يحتوي هذا النوع على غاز الكلوروبين، ويسمى هذا الغاز بـ Green Cross، والثالث هو غاز احداث النار، هذا الغاز يحرق الانسان ويجففه، وحيثما يتم استخدامه تضرم النار بذلك المكان، اسم هذا السلاح غاز ثاني أوكسيد الكبريت، ويسمى أيضا Yellow Cross يعطي هذا الغاز اللون الأخضر، الرابع يجعل الانسان متعباً ويفقده وعيه، ويسبب شللاً مؤقتاً للإنسان، تم استخدام هذا الغاز في تلة كارتال، الخامس هو غاز الفلفل، عند استخدام هذا الغاز في مكان مغلق فإنه يحدث تأثيراً كبيراً ويؤدي بالإنسان إلى الموت.
استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين
استخدم جيش الاحتلال القنابل الكيماوية ليس فقط ضد قوات الكريلا، ولكن أيضا ضد السكان المدنيين، في 4 أيلول 2021، أصيب أهالي قرية حرور التابعة لمتينا، وخاصة المواطن عبد الله حروري وزوجته وابنته، تأثر بهذا الغاز وتم نقلهم إلى المستشفى، تقيأ المدنيون الثلاثة في قرية حرور وفقدوا وعيهم، واتضح لاحقاً أن مدنيين آخرين تضرروا أيضاً من هذا الغاز، لكن حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني أخفت ذلك ولم ترغب في ظهوره في وسائل الإعلام.
استخدام الأسلحة الكيماوية في عام 2022
في عام 2022، كانت موجة الهجمات بالأسلحة الكيماوية عالية جدًا، فقط بين 14 نيسان و14 آب، تم تنفيذ 1532 هجوماً بالأسلحة الكيماوية، من جهة، هذه علامة على هزيمة وفشل الدولة التركية، ومن جهة أخرى، هو التعاون اللامتناهي للقوى المهيمنة، ومما لا شك فيه أن قوات الكريلا اتخذت في هذا الشأن الإجراءات اللازمة للدفاع عن النفس مقارنة بالأعوام السابقة، خلاف ذلك، لا يمكن للانسان أن يقاتل من أجل البقاء في الأنفاق لأكثر من 4 أشهر وتوجيه ضربات قوية للمحتلين.
الوثائق التي أعلنتها قوات الكريلا
أ-الأسلحة الحرارية في ورخليه
ظهرت وثائق جديدة بصدد حرب جيش الاحتلال التركي في أنفاق الحرب بمنطقة ورخليه، وسجلت قوات الكريلا مشاهد وصور لهذه الأسلحة وأعلنتها للرأي العام، ويظهر في المشاهد المصورة هذه، كلمة "الحرارية (TERMOBARÎK)" مكتوبة على علب الكراتين، وهذه القنبلة تولد الضغط فجأةً وتحت حرارة عالية وتدمر المنطقة إلى أجزاء، لهذا السبب، أن استخدامها محظور في اتفاقية جنيف.
وفقاً للبحث، تعنى كملة " Termos(الحرارة) " في اللغة اليونانية، وكذلك كلمة " baros (التحطيم)"، فأن هذا السلاح ينتج موجات صدمة ذات حرارة عالية لإحداث انفجار كبير، ويتكون هذا السلاح من الأوكسجين ووقود الهواء الحراري ويتم تفجيره بواسطة فتيل إلكتروني، وبهذه الطريقة يحدث انفجار كبير ويلحق الضرر بالمكان الذي ينفجر فيه.
ويعود صنع هذا السلاح لروسيا والولايات المتحدة الأمريكية (DYE) واستخدم في العراق وأفغانستان بعد الحرب العالمية الثانية، لكن من الواضح أن دولة الاحتلال التركي قد استلمت هذه الأسلحة وهي الآن تستخدمها ضد قوات الكريلا بشكل فعال، وأفاد مقاتلو الكريلا في منطقتي كري صور وورخليه أنه بعد انفجار كبير كان هناك هزة مثل الزلزال.
ب-الأسلحة الكيماوية في منطقة المقاومة باسم الشهيد شاهين
يستخدم جيش الاحتلال التركي في منطقة المقاومة باسم الشهيد شاهين، الذي حاول احتلالها والتمركز فيها لمدة شهرين على التوالي، سلاحاً كيماوياً مختلفاً ضد خنادق الحرب في تل الشهيد برخدان، وأبدت مجموعة من مقاتلي الكريلا بقيادة الرفيق باكر كفر وآفزم جيا مقاومة لا مثيل لها ضد جميع أنواع تقنيات الحرب لمدة 47 يوماً في هذه الساحة.
واستشهد 4 مقاتلين في صفوف الكريلا في الثاني من حزيران بمنطقة الشهيد شاهين، وقبل ارتقائهم إلى مرتبة الشهادة وثقوا جرائم دولة الاحتلال التركي بمشاهد الفيديو ووصولهم إلى قاعدتهم العسكرية، ويتضح في تلك المشاهد الموثقة أن السلاح الكيماوي يتكون من مسحوق أبيض وأسود اللون، وبحسب وصف مقاتلي الكريلا لها فإن له رائحة قوية جداً، ويدخل هذا الغاز في حلق الشخص ويضيق أنفاسه، ويظهر في المشاهد أن مقاتلي الكريلا يستخدمون الأقنعة الواقية للغازات.
قد تنشط الغازات التي تستخدمها دولة الاحتلال التركي نفسها بعد عدة أيام ويفقد الأشخاص حياتهم على إثرها، عندما تضرب الرياح الغاز من الغبار، يتم تنشيطها مرة أخرى، إضافة إلى استخدام هذا النوع، تم أيضاً استخدام غاز الفلفل وغاز كيماوي آخر ذو لون الأصفر، حيث أن هذا الغاز أصفر اللون وهو عديم الرائحة ويرهق الأشخاص.
ج-إطلاق الغازات الكيماوية داخل أنفاق الحرب في ورخليه
وتظهر في المشاهد التي صورتها الفرق المتحركة لقوات الكريلا والتي نشرتها في 16 تموز، أن جنود جيش الاحتلال التركي يلقون بأكياس أسلحة كيماوية في الأنفاق ثم يمدون خرطوماً كبيراً وطويلاً لتفجير المادة الكيماوية في الأنفاق، وهذه الوثائق هي أبرز الوثائق لهجمات الأسلحة الكيماوية ووحشية الدولة التركية.
د-تم تسجيل وتوثيق عدد من هجمات الاحتلال التركي في ساحات الحرب في تلة هكاري.
الأسلحة النووية التكتيكية
طالما تطرق المركز الإعلامي في قوات الدفاع الشعبي خلال بياناته الى استخدام دولة الاحتلال التركي الأسلحة النووية التكتيكية. ما هي هذه الأسلحة...؟
وفقًا لبعض الدراسات، بعد الحرب العالمية الثانية وبعد رؤية تأثير الأسلحة النووية في ساحة المعركة، عملت القوى المهيمنة على طريقة لصنع سلاح صغير ويمكن استخدامه في منطقة محدودة، أيضاً، لكي يكون لهذا السلاح تأثير كبير لا يقل عن الأسلحة النووية، فقد تم تصنيع القنابل النووية التكتيكية وفقًا لذلك، أي أن الأسلحة النووية معروفة بمجالاتها الواسعة والأسلحة النووية التكتيكية بمنطقة محدودة، ووفقًا لبعض الباحثين، فإن هذا السلاح لديه القدرة على إحداث انفجار بقوة تفجيرية تبلغ 50 طنًا، فمثلا، تمتلك القنبلة النووية التكتيكية الأمريكية B61 القدرة على إنتاج 340 طنًا من القوة التفجيرية، تتمثل القوة الرئيسية لهذه الأسلحة في قدرتها على اختراق الجدران والصخور وبهذه الطريقة تدمر المنطقة بشكل عام.
الصمت
رسمياً، استخدام الأسلحة الكيماوية محظور، وبموجب هذا القرار، تم إنشاء مؤسسات ذات صلة لمتابعة ذلك والوقوف ضدها، لكن بما أن النظام الرأسمالي يروج للحرب وفقًا لمصالحه، فقد تم في نفس الوقت بناء هذه المؤسسات في إطار المصالح، عندما يتعلق الأمر بالكرد، فإن هذه المؤسسات صماء وعمياء وبكماء، حتى الآن، ثبت عشرات المرات أن الدولة التركية تستخدم هذه الأسلحة، تم تنفيذ قصف كيماوي على كردستان منذ التسعينيات وحتى الآن، الشعب يُقتل، والطبيعة تُنهب، يجري تنفيذ إبادة بيولوجية وديموغرافية، لم تتحدث أية مؤسسة ضد هذه الأفعال، وبهذا الصمت أعطت الضوء الأخضر للدولة التركية، كلما صمت العالم، كلما تم بيع الأسلحة للدولة التركية، لا يوجد فرق بينهما، لذلك، فإن هذه المؤسسات هي الشريك الرئيسي للدولة التركية.
عندما يحدث نفس الموقف في مكان مختلف، يسمع صوت عال ويظهر الموقف، مثال على ذلك في سوريا، عندما تم استخدام هذا السلاح، جميع المؤسسات انتفضت ضد هذا الشيء، لكن حتى الآن، استشهد العشرات من مقاتلي الكريلا، ولم يصدر أي صوت من أحد.
المقاومة التاريخية للكريلا
قوات الكريلا لديها استعدادات كبيرة لمواجهة هذه الهجمات، دعونا نلقي نظرة على القوة أو الأمة التي تمكنت من حماية نفسها من الأسلحة الكيماوية في التاريخ الحديث، اليوم، تستخدم هذه الأسلحة كل يوم في جبال كردستان، ومع ذلك، فإن هذا الوضع يعني أن الدولة التركية قد انهارت وفشلت في مواجهة نضال الكريلا المستمر منذ 40 عاماً، اليوم، الكرد فخورون بأن لديهم مثل هؤلاء الأبناء الذين يقاتلون ضد أثقل الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة وأخضعوا الجيش التركي، على الرغم من وجود هجمات عنيفة، فإنهم يقاتلون بإرادة فولاذية وإيمان كبير وأكثر من القوة البشرية وحماية راية الحرية، في ورخليه، وشكفتا برينداران، وجيا رش، وكوري جارو، وجمجو، وتلة جودي، و تلة إف إم، و تلة هكاري، وتلة آميديه ، هناك وقفة جادة ومهيبة ضد هذه الأسلحة، إذا كان لدى مقاتلي الكريلا هذا المستوى في هذه الفترة، فمن المؤكد أن أساليب الحرب ستصبح أكثر غنىً في السنوات القادمة وسيتم تطوير تكتيكات جديدة ضد هجمات الاحتلال، لأن الكريلا لديها تلك القوة التي تتطور عاماً بعد آخر، وتصبح ملكاً للتاريخ، لكن الدولة التركية، من الآن فصاعداً، لم يبقى لديها شيء لم تستخدمه، سوف تختنق في هجماتها.