"الاعتداء على الكريلا يعني الاعتداء على المجتمع الإيزيدي"

أدان مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال الاعتداءات على مقاتلي كريلا حرية كردستان وقال: "إننا نعتبر الاعتداءات على قوات الكريلا كـ اعتداء على الإنسانية جمعاء وبالأخص هي بمثابة اعتداء على المجتمع الإيزيدي".

أدان مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال (MXDŞ) ، في بيان نصي، هجمات جيش الاحتلال التركي، وذكر المجلس أن جيش الاحتلال التركي يستخدم أسلحة كيماوية في هذه الهجمات ويرتكب جريمة ضد الإنسانية.

وجاء في بيان مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال:

"كما هو معروف، بدأت دولة الاحتلال التركي بهجوم جديد يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ضد مقاتلي كريلا حزب العمال الكردستاني في زاب وماتينا وآفاشين في 14 نيسان 2022، وهذه الموجة الأخيرة من الاعتداءات هي أيضاً في نفس الوقت هجمات لاحتلال جنوب كردستان والعراق، وفي مواجهة هجمات الإبادة الجماعية هذه، يقوم مقاتلو كريلا الحرية بمقاومة تاريخية ضد دولة الاحتلال التركي من خلال إرادة وإيمان عظيمين، فعلى الرغم من استخدام الجيش التركي لأحدث التقنيات المتطورة في العالم ضد الكريلا، لا يستطيع كسر إرادة الكريلا، بل على العكس مما كان يسعى لتحقيقه، لذلك فإن الجيش التركي فشل أمام مقاومة الكريلا.

ولكي تتجنب هذه الهزيمة، تلجأ دولة الاحتلال التركي لاستخدام جميع أنواع الأسلحة المحظورة والأسلحة الكيماوية إلى جانب التكنولوجيا المتطورة الموجودة لديها بالأصل، فوفقاً للمعطيات التي أعلنها مركز الدفاع الشعبي للرأي العام، فإن الدولة التركية هاجمت قوات الكريلا بالأسلحة الكيماوية أو بالأسلحة المحظورة خلال الأشهر الستة حوالي 2500 مرة، وخاصةً في الآونة الأخيرة، حيث يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل يومي، ففي الشهرين الماضيين فقط ، استشهد بهذه الأسلحة 17 من مقاتلي الحرية بطريقة وحشية.

ويتواصل هذا الهجوم أمام مرأى العالم أجمع، فحتى الآن، لم تبدأ القوى الدولية والمؤسسات المعنية بإجراء أي تحقيق ولم تدلِ بأي تصريح حول هذا الموضوع، لكن قوات الكريلا شاركت مع الرأي العام العديد من مقاطع الفيديو والوثائق حول الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وأثبتت بالمشاهد المصورة ارتكاب جرائم حرب، وبناءً على ذلك، أرادت بعض المنظمات المستقلة والأفراد دخول جنوب كردستان والذهاب إلى مناطق الحرب لإجراء التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن هذه المرة، عرقل الحزب الديمقراطي الكردستاني قيام هذه الوفود بإجراء التحقيق، محاولةً بهذه الطريقة التستر على جرائم الحرب التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي، وبسبب هذه الحقيقة، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو أيضاً شريك في هذه الجرائم ضد الإنسانية ومسؤول عن استشهاد الكريلا.

إن دولة الاحتلال التركي لا تشن حرباً متكافئة ضد الكريلا، بل تشن حرباً كيماوية، وترتكب جريمة ضد الإنسانية،  كما أن صمت القوى الدولية والمؤسسات ذات الصلة والدولة العراقية يفتح الطريق لاستمرار هذه الهجمات ويمنح الجرأة لدولة الاحتلال التركي بارتكاب المزيد من الجرائم.

ونحن، كـ مجتمع إيزيدي، نعتبر الهجمات على قوات الكريلا على أنها هجمات على الإنسانية جمعاء، ونعتبرها على وجه الخصوص أيضاً، على أنه هجوم على المجتمع الإيزيدي، لأننا نعلم جيداً، بأن كريلا الحرية يقاومون من أجل حماية كرامة الإنسانية جمعاء، وجميع الشعوب والمعتقدات، فـ كريلا الحرية، استجابت لنداء جميع الشعوب والمعتقدات بغض النظر عن الاختلافات والفروقات، وقد رأى المجتمع الإيزيدي هذه الحقيقة وعاشها في هجمات الإبادة الجماعية عام 2014.

لقد استجاب كريلا الحرية خلال أيام الإبادة الجماعية، لندائنا، واليوم، تُرتكب هجمات الإبادة الجماعية بحق كريلا الحرية، حتى اليوم ، تقع على عاتقنا مسؤولية منع هذه الهجمات بالأسلحة الكيميائية، واليوم فمن واجبنا ومسؤوليتنا عرقلة هذه الهجمات بالأسلحة الكيماوية، فكما قام الكريلا بحماية المجتمع الإيزيدي، فمن واجبنا اليوم حماية كريلا الحرية بكل قوتنا، وإننا ندعو جميع الإيزيديين إلى حشد كل قوتهم وطاقاتهم ضد جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة التركية، ويجب على جميع الإيزيديين من شنكال وحتى أوروبا الوقوف ضد هذه الهجمات بصوت وقلبٍ موحد، ونحن نعلم جيداً أن حماية كريلا الحرية هي حماية للكرامة الإنسانية جمعاء.

كما ندعو جميع القوى الدولية والمؤسسات المعنية وعلى رأسهم الأمم المتحدة، إلى رفع أصواتها أمام الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجيش التركي، ومن الضروري على مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات المعنية أن تبدأ بإجراء التحقيق عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وبالأخص، يتوجب على الدولة العراقية أن تتحمل المسؤولية ضد هجمات الاحتلال واستخدام الأسلحة الكيماوية، وتضع هذه الهجمات على جدول أعمالها وتقوم باتخاذ الخطوات اللازمة، ويجب على الدولة العراقية ألا تنسى تاريخها الذي عانت فيه الكثير من المعاناة بسبب الأسلحة الكيماوية، وما زال الشعب العراقي لم ينسى أيام شن الهجمات الكيماوية عليه.

نحن، كـ مجتمع إيزيدي وشعوب شنكال، نجدد الوقوف بكل قوتنا وجبنا إلى جانب كريلا الحرية، قلوبنا تنبض مع مقاتلي كريلا الحرية، وسنعمل بكل قوتنا وطاقتنا لمنع حدوث مثل هذه الهجمات.