إننا نمشي لأيام، إذا سُئِل ما هو الشيء الذي لا ينتهي لدى الكريلا؟ جوابي هو أنه أولًا إيمانهم بالثورة، ومن ثم مسيرتهم، إن المسير بالنسبة للكريلا، لم يعد مجرد واجب، ولكنه أيضًا طريقة للحياة، التقيت بالعديد من الكريلا الذين قالوا بعد البقاء في مكان ما لبضعة أيام، "رفيقي، ساقاي تؤلماني، أعلم أن المشي هو علاجي". نحن نسير خلف مجموعة هكذا من الكريلا.

أخذنا برهة للاستراحة بعد مسيرنا هذا، نأخذ استراحة قصيرة في رحلتنا ذهابًا وإيابًا في مكان ما, على الرغم من أنهم كانوا يقاومون في هذه الجبال منذ 10 أو 20 أو 30 عامًا ، إلا أن كل يوم بالنسبة لهم بداية جديدة ، والنصر هو عقيدة وأمل جديدان, إنهم مناضلون وأشخاص يدركون بأن الحياة تقف إلى بجانبهم.

بعد تلك الاستراحة القصيرة والتقاط الأنفاس، قاموا بعمل موسّع، من تحليق طائرات الاستطلاع وهجمات طائرات الكوبرا، أدركنا أن عملية قد بدأت في المنطقة، حيث تهاجم الكوبرا، تشتعل النيران في المنطقة، وتحرق الأماكن التي لا تحترق أيضًا بالكرات أو البالونات النارية، منطقة بوطان، التي تواجه المحتل، تحترق كل مكان فيها، الأرض تحترق، والأشجار تحترق، والحيوانات تحترق، والغلاف الجوي ملوث بالدخان، لو كان لجبال كردستان لسان ماذا كان سيقول عن وحشية الدولة التركية؟ لو كانت للأرض لغة، مثل أمهات كردستان، لشتمت إرهاب الدولة التركية وقالت إنها ترفض وجود هكذا دولة.

لم نتمكن من المشي لمدة يومين بسبب العملية، على طريق بحيرة مائية صغيرة، حيث كنا نذهب ونرجع إليها مدة يومين، لفت انتباهي شيء ما، الحقيقة، كانت مشية مقاتلة كريلا، شعرت بزهرة تتفتح عند قدمها، في فصل الخريف هذا حيث بات العشب مصفراً، كما قلت، لم أشاهد بعيني، لكن خطوات مقاتلة الكريلا جعلتني أرى ذلك.

تختلف طبيعة الأرض عن طبيعة الإنسان التي أصبحت تحت حكم القانون، الحقيقة هي من تقرر أين ومتى وكيف ومع من ستزهر، فالطبيعة التي أراد الإنسان تغييرها في مكان ما، كانت على الدوام ميداناً للمقاومة، فهي إما عن طريق المقاومة لأم تفتح ذراعيها لكل الكائنات الحية، أو إنها ستبيد كل الكائنات الحية عندما تستلم.

قلنا طبيعتها مقاومة، أرض كردستان وهبت هذه المقاومة لشعبها ترعى مقاومة عبر مقاومة، ومن معاقل هؤلاء المقاومين أرض بوطان، الأرض النباتية تجدد نفسها رغم وحشية الدولة التركية والنهب والدمار، في طبيعتها الجديدة، تزهر على الطريق حيث يسير الكريلا، فالأرض تعرف لمن ستنمو زهورها.

" من كتابات جيان آمارغي قبل استشهادها"