تتزايد الهجمات الاحتلالية التي تشنها دولة الاحتلال التركي والدولة الإيرانية على جنوب كردستان يوماً بعد يوم، وفي هذا السياق، تلتزم حكومة العراق وأيضاً حكومة إقليم كردستان الصمت حيالها ولا تظهر أي موقف لأجل إيقافها.
وفي هذا الإطار، صرح المراقب السياسي من جنوب كردستان، عادل عثمان، أن شعب جنوب كردستان لم يقف أبداً مكتوف الأيدي ضد الهجمات والاحتلال، وبهذا الصدد، تعمل الحكومة والمعارضة الحالية التابعة للحزب الحاكم على عرقلة موقف الشعب بطرق وأساليب مختلفة.
أنها هجمات الإبادة الجماعية
ولفت عثمان، في بداية حديثه، إلى هجمات الإبادة الجماعية لدولة الاحتلال التركي، وقال: إن "دولة الاحتلال التركي بدأت هجوماً للقتل والإبادة الجماعية في البداية على قوات الكريلا وجنوب كردستان، كما أنها تستخدم في هجماتها للإبادة الجماعية هذه، جميع أنواع الأسلحة المحظورة وحتى الأسلحة النووية التكتيكية، لكن رغم ذلك تحبط قوات الكريلا هذه الهجمات وتوقفها، فإن دولة الاحتلال التركي أصبحت كالثور الهائج، ولأجل تحقيق نصراً صغيراً، تشن هجماتها على كل مجموعة أو قوة كردية، وواحدة من المناطق التي تريد مهاجمتها واحتلالها هي روج آفا، كما أنها بدأت بشن الهجوم حتى لا يتم تحقيق أي إنجاز كردي.
السلطات تشرعن الهجمات وتعمل لأجل مصالح الاحتلال
وسلط عثمان، الضوء على الهجمات المستمرة التي تستهدف جنوب كردستان، وقيم الوضع على هذا النحو: "تريد دولة الاحتلال التركي القضاء على الإنجازات والمكتسبات الكردية التي تحققت في جنوب كردستان واحتلالها بالكامل من خلال شن هجماتها على مناطق جنوب كردستان وخاصةً على مقاتلي الكريلا، الدولة القاتلة والمبيدة هذه قد عادت إلى مخطط الميثاق الملي، وفي سياق متصل للهجمات والاحتلال، أفشلت قوات الكريلا هذه الخطة وأوقفتها".
وتابع: "للأسف، فإن الأمر الأكثر سوءاً هو أن حكومة إقليم كردستان والأحزاب السياسية لا يعلمون لأجل مصالح الوحدة الوطنية، عكس ذلك، فأنهم يعملون على توغل المحتلين، والتصرف وفق مصالح الاحتلال وشرعنة هجماتهم، فأنهم يبررون ويشرعون المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، ويحببون الشعب بالاحتلال، هذا له تأثير على الساحة الدولية أيضاً، لأنه إذا لم يكن هناك موقف قوي هناك، فلن يُلفت أنظار الساحة الدولية إلى هجمات الاحتلال ومستوى وحشيتها.
يعرقلون موقف الشعب ولا يسمحون برفع أصواتهم في مواجهة الاحتلال
وأشار المراقب السياسي، عادل عثمان، إلى أن كلا من الحكومة والقوى السياسية سواء المعارضة أو المستقلة لا تعمل لأجل مصالح الشعب بل تمنعهم من إظهار موقفهم ورفع أصواتهم في مواجهة الاحتلال، وتابع عثمان قائلاً:" تعتدي حكومة إقليم كردستان والقوى السياسية في جنوب كردستان على المجتمع أيضاً، ولا يسمحون للمجتمع برفع صوته، فأنهم يهاجمون المجتمع في المناطق التي يرفعون صوتهم فيها ثم يتعرضون للعنف، الاعتداء، والاعتقال، كما أنهم يعرقلون موقف الشعب من خلال أساليب القانونية، العسكرية، والسياسية، من وجهة نظرهم، فأنهم إذا لم يفعلوا شيئاً، فأن المجتمع والشعب يمكنهم القيام بذلك، لهذا السبب فأنهم يعرقلون موقف الشعب.
شعب جنوب كردستان دائماً تواق لثورة الحرية والانتفاضة
العديد من شعوب جنوب كردستان ينقدون الحكومة المحلية، لكنهم ينظرون إلى الوضع من بعيد، في الواقع، أن شعب جنوب كردستان تواق دائماً لثورات الحرية والانتفاضة، كما أنهم أظهروا هذا الموقف بحماس وجدية في العديد من المراحل، لكن القوى السياسية والمعارضة ومجدداً المجتمع المدني في جنوب كردستان، يشكلون ضغطاً كبيراً على المجتمع، وهم عبء ثقيل على نضال الشعب الكردي من أجل الحرية في جنوب كردستان، فهؤلاء هم قوة ضغط لا يريدون أن تظهر حقيقة الثورة ضد الاحتلال، لقد وضعوا المجتمع في موقف صعب من الناحية الاقتصادية والحياتية، لكي لا يرى أمامه ويتلهى بهذه المسائل، حيث أنهم يهاجمون المجتمع بألوان وأساليب مختلقة التي تنتهجها قوى الظلام ومرة أخرى بالجيش، وأستطيع القول مرة أخرى، أن بعض الأطراف تساعد العدو ومن ناحية الحرب النفسية، يخلق العدو الفتنة والقلق بين المجتمع، هذه الممارسات جميعها عوائق أمام الوحدة الوطنية للشعب الكردي، من ناحية أخرى، لقد انتفض الشعب من ناحية الروحية والضمير، أينما وقع حدث في هذه الجغرافية، بروحه وقلبه، وبنوا اتحاداً بالضمير والروح، دون معرفتهم كيف سيصبحون رداً في مواجهة القمع والاحتلال".
عليهم أن يعرفوا في أي جانب يأخذون مكانهم في النضال
وصرح عثمان بأن ما يتعين على الشعب الكردي والأحزاب السياسية فعله هو معرفة أي جانب يأخذون مكانهم في النضال لأجل الحرية، وأضاف "عليهم أن يعرفوا هل هذا النضال الذي يبدونه سيكون لأجل الشعب الكردي وحريته، أو مصالح فرداً ما أو أنه حزبياً وهو يخدم الاحتلال، عليهم أن يعرفوا حقيقة مسيرة نضالهم هل سيكون مرتبطاً بمصالح الشعب الكردي أو الاحتلال.
يجب أن يتوخى مجتمع جنوب كردستان اليقظة..أنهم تعرضوا للاضطهاد والخداع منذ 30 عاماً
وتابع: لقد استيقظ الشعب الكردي من سباته، ووصل إلى المستوى الذي يستطيع فيه تكليل النضال بالنصر والنجاح، بينما يجب أن يتوخى مجتمع جنوب كردستان الحذر من الآن وصاعداً، لأنهم كالشعب قد تعرضوا للاضطهاد والخداع على مدار 30 عاماً، لأن حكومتهم قد خرجت عن مسارها الصحيح منذ 30 عاماً، فأنها لا تتصرف من أجل قضية الشعب الكردي وحريته، فأنها تأخذ الأجور، يطردون ويفقرون الشعب، ويجبرونهم على الاستسلام للاحتلال والهجرة، كلهم يقدمون على ممارسة ذلك لإطالة سلطتهم من خلال تواطئهم مع الاحتلال، على المجتمع أن يتعرف على الأحزاب السياسية المزيفة وقوى المعارضة، يجب وضع سياسة مستقلة للشعب الكردي يمكن أن تطالب بحقوق الشعب وحريته في إطار القضية السياسية الكردية المتمثلة في تشكيل الوحدة الوطنية.
واستطرد: نحن في خضم حرب مدمرة وقاتلة، إذا لم نتمكن من بناء وحدة لجميع المكونات المختلفة، سيكون مستقبلنا سيئاً، وتقع مسؤولية كبيرة على عاتق تلك القوات التي تناضل من أجل الشعب الكردي.
يريدون تضييق أنفاس الكرد بالهجمات على جنوب كردستان
ولفت المراقب السياسي، عادل عثمان، إلى قصف الاحتلال الذي يستهدف المدنيين، وقال في نهاية حديثه: إن "المقاومة التي أبداها مقاتلو وثوار الكريلا، جعلت من دولة الاحتلال التركي عاجزة في مواصلة الحرب ضدهم، لهذا لجأت دولة الاحتلال إلى المدنيين، ومن خلاله، تريد أن يواجه الشعب والمقاتلون بعضهم، مثلما حدث عندما قصف قرية برخ، خرج الشعب والقوات العراقية إلى الساحات، موقف الحكومة المحلية مهم أيضاً هنا، هذه الحكومة تشرعن الهجمات وتبررها، لهذا لا يظهر موقف سياسي جاد حيالها، بينما يريد العدو من خلال هذه الهجمات تضييق أنفاس الشعب الكردي في جنوب كردستان والضغط عليه، وبالتالي استخدم هذه السياسة القذرة بين الكريلا والقوى السياسية للشعب الكردي، لكن الشعب لا يخوض حرباً داخلية ضد القوى السياسية الكردية، لأن مقاتلي الكريلا هم الأمل بالنسبة لهم، وهذه القوة يمكنها أن تحررهم من الاضطهاد والقمع".