تحدث عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، لوكالة فرات للأنباء وأجاب على الأسئلة التي وجهت له على النحو التالي:
لم يبق إلا القليل على انتخابات 14 أيار التي وُصفت من قبل العديد من الأشخاص والتنظيمات بـ "الانتخابات المصيرية"، ماذا تقولون حول النهج الذي اتبعه نظام حزب العدالة والتنمية تجاه الشعب الكردي منذ الانتخابات العامة الماضية وحتى الآن؟
تستند السياسات التي طبقها نظام حزب العدالة والتنمية منذ الانتخابات الأخيرة إلى "خطة التدمير" لعام 2016، أي كنتيجة فعلية للمفهوم الذي وضعت الخطة وفقاً لها فيما بعد، من أشهر صيف 2015 حتى الآن، فإنهم يطبقون نفس السياسة، لذلك، خطط تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ومنظمة أرغنكون لجعل نظامهم مستداماً ومواصلة حكمهم من أجل تحقيق خطة التدمير ضد الشعب الكردي، وكان يهدفون من خلال خطة التدمير إلى جعل الكرد بلا قيادة، وتفريق مؤسساتهم، وتدمير كل إنجازاتهم، وإضعافهم، ومنعهم من أن يصبحوا إرادة سياسية، ومن أجل تحقيق ذلك لجأوا إلى كافة الوسائل والطرق لمدة ثماني سنوات، في المقام الأول في إمرالي وعلى الأرض وفي المجال السياسي والاجتماعي أيضاً، باختصار، قام نظام حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ومنظمة أرغنكون بكل ما في وسعهم لقمع وإخضاع وكسر إرادة شعبنا، وبسبب ذلك انتهكوا كافة القوانين وحقوق الإنسان، وجعلوا حالة الطوارئ مستمرة في كردستان، وخلال السنوات الثماني الماضية، لم تكن هناك أية ظروف اعتيادية في كردستان، وفُرضت ظروف الحرب ونُفِّذت حالة طوارئ غير معلنة.
ومن أجل كسب الدعم لممارساتهم تلك، قاموا بتضخيم الأمر وقالوا: "هناك مشكلة وجود ولاوجود في تركيا"، وعلى هذا الأساس أعلنوا حرباً عامة ضد الكرد وتنظيماتهم الديمقراطية وكافة مؤسساتهم، وعندما فعلوا ذلك، ارتكبوا جرائم ضد القوانين الوطنية والدولية، والهدف كان كسر إرادة الشعب الكردي وآماله بالمستقبل وإجباره على الاستسلام والقضاء على كافة مكتسباته، وعلى هذا الأساس، أرادوا تطبيق سياسة جديدة للإبادة والتي تسمى في تركيا بـ "النظام الرئاسي على الطريقة التركية"، والتي هي في الأساس ديكتاتورية فاشية مستدامة.
هل تمكنوا من تحقيق الانتصار؟
وبالإضافة إلى كافة جهودهم ومحاولاتهم تلك، مساهمات ودعم مختلف القوى الأجنبية وفي مقدمتهم تنظيم الغلاديو التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وخط الخيانة الكردي لهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، وإذا ما تمكنوا من القضاء على حركة الحرية ومقاتلي الكريلا، لقاموا بالتخطيط لرفع مستوى التعذيب النفسي على القائد أوجلان في إمرالي وإخضاع المجتمع والسيطرة عليه، ولكن بالهزائم التي تلقوها أمام قوات الكريلا، لم يتمكنوا من تحقيق أي نتائج في كافة المجالات، وأصبحت مقاومة الكريلا قوة وروحاً ودعماً قوياً لجميع الديناميكيات الديمقراطية للكرد ولتلك الموجودة في تركيا، وعلى هذا الأساس، حدثت عملية مقاومة كبيرة على نهج القائد يمكن تسميتها بـ "مقاومة شاملة ضد حرب شاملة"، وبلا شك، قدمت تضحيات، لم يكن الأمر سهلاً، لكن الشعب تمكن من تدمير هذه الخطة الفاشية وحصل على النتيجة.
من ناحية أخرى، عندما يستمع المرء إلى قادة حزب العدالة والتنمية، فهم أيضاً يقولون إنهم انتصروا...
بالطبع، يقول حزب العدالة والتنمية أيضاً إنه انتصر، لكن هذا ليس صحيحاً، لقد أرادوا القضاء على الكريلا بشكل تام، وسعوا إلى القضاء على كافة الإنجازات الحالية، وعلى مدى العامين الماضيين، أرادوا احتلال منطقة زاب والقضاء على قوات الكريلا هناك، ومنذ ذلك الحين، بدأوا بشن حرب تكنولوجية شرسة، واستخدموا أسلحة محظورة، وحصلوا على دعم خط الخيانة الكردي في الجنوب، لكنهم لم يتمكنوا من إخراج الكريلا وفرض سيطرتهم هناك، المكان الأكثر أهمية واستراتيجية في منطقة زاب، هي تلة جودي والمناطق المحيطة بها، وحاولوا كثيراً السيطرة على تلال الشهيد جكدار والشهيد يونس والشهيد لشكر والشهيد بيردوغان وبهار وآمديه..إلخ، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك واضطروا في النهاية إلى الانسحاب، وإذا لم يفعلوا ذلك لكانوا قد تكبدوا الكثير من الخسائر، لأنه إن لم تكن متحكماً بهذه الأماكن، فلا يمكنك أن تقول "لقد توصلت إلى نتيجة في زاب"، وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من نقاط المقاومة المختلفة على خط سيدا وجمجو في نفس المنطقة لم يستطيعوا التغلب عليها.
والجدير بالذكر أيضاً، تأليف سليمان صويلو قصص انتصار لنفسه، يخدع بها المجتمع التركي معتمداً على فهمنا التكتيكي للعصر من حيث عدد المقاتلين في شمال كردستان، نحن لدينا مفهوم سياسي - تكتيكي وفقًا للعملية، كما إنهم كشفوا أنه لا يوجد حل أمام طائرات (ÎHA-SÎHA) المسيرة عالية الموثوقية، وهذا ليس صحيحاً ايضاً، لأنه ومن خلال أعمالنا التكتيكية، كان واضحاً أننا حققنا بعض النتائج، وفي هذا الصدد، من الواضح أن تطوير الطريقة الصحيحة للتحرك والمقاومة سيؤدي إلى تحقيق نتائج أكبر.
الحقيقة هي أنهم لا يستطيعون القضاء على هذه المقاومة، ولا يستطيعون كسر مقاومة وإرادة الشعب الكردي وإجبارهم على التراجع خطوة إلى الوراء، كما أنهم لا يستطيعون الانتصار على القوى التركية اليسارية-الديمقراطية التي تسير مع حركة حرية كردستان والتي أبدت مقاومة كبيرة وإرادة قوية خلال هذه الفترة.
إلى جانب هذا الوضع القائم، من الواضح أن السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مصرة على خطة التدمير، هل يجوز للمرء تقييم عملية الإبادة السياسية، التي ارتكبتها في العديد من المدن الرئيسية في كردستان كجزء لا يتجزأ من ذات المفهوم؟ ماذا بإمكانكم القول عن الغاية من هذه العملية؟
نعم، لا تزال السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تصر على خطة التدمير، وتسعى للوصول من خلاله إلى نتيجة والفوز بالانتخابات، وكجزء من هذا المفهوم، كانت خطواتهم الأخيرة أيضاً هي اعتقال ما يقرب من 150 شخصاً من الدوائر الوطنية-الديمقراطية من خلال هجوم الإبادة السياسية، وتسعى سلطة حزب العدالة والتنمية من خلال هذا الهجوم كسر النضال السياسي-القانوني والتجذر الثقافي والقوة الدعائية للكرد، حيث قامت باستهداف الصحفيين والسياسيين والفنانيين والحقوقيين، ويمكن للمرء القول بأن توجه ضد الدوائر المحيطة يمكن أن تكون منابع ردة الفعل للمجتمع، وهذا الهجوم هو هجوم من أجل كسر القوى المؤثرة لشعب كردستان.
عند ينظر المرء أيضاً لتوقيته، ألم يكن هذا الهجوم مفاجئاً؟
بالطبع لم يكن هذا الأمر مفاجئاً، وفي الحقيقة كان من المتوقع أن يحصل هجوم، لأنهم يريدون أن يكون هناك توتر عند إجراء الانتخابات، وربما كان سيشن الهجوم على روج آفا أو الكريلا أو حتى الهجوم على أماكن أخرى، ولكن رغم كل المحاولات، لم تستطع تهيئة الأرضية السياسية التي كانت تطمح إليها بشأن روج آفا، وتعلم أنه ليس بمقدورها الحصول على نتيجة في ساحات الكريلا التي تحولت إلى دعاية سياسية، ولم يبقى بيدها سوى الأطراف غير المسلحة والمحمية، كما أنه لو كانت لديها القوة الكافية، لكانت توجهت إلى روج آفا، ولكانت هاجمت جميع مناطق الدفاع المشروع، ولكن بسبب عدم قدرتها على تنفيذ ذلك، قامت باستهداف الدوائر المدنية والذين يمارسون السياسة المشروعة أو الذين يعبرون في هذا المستوى عن تطلعات الشعب الكردي.
ومن الواضح أنه بمثابة تدخل في انتخابات 14 آيار، والعواقب التي ستتسبب بها، ستنظر وتقرر ما إذا كانت ستستمر في مثل هذه الهجمات أم لا، نعم، إنها تخاف من الانتخابات؛ وهذا صحيح، ولكن من الناحية الأخرى، فهي بذاتها تخلق وضعاً مريباً لإضعاف تحالف الكدح والحرية وأنشطة حزب الخضر اليساري، وتسعى من خلال إضعاف تحالف الكدح والحرية، إلى استهداف تحالف الحرية والديمقراطية في كردستان وكذلك جميع المعارضة في تركيا، وتفسح المجال بهذا الشكل الطريق أمام الفوز بالانتخابات، وإلا، فلماذا تُقدم فجأة على اعتقال الصحفيين والمحامين والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المسرحية التي تعمل بشكل قانوني وموجودين بشكل يومي؟
كيف ترون موقف المعارضة ضد هذا الهجوم؟
للأسف، المعارضة العامة في تركيا أو المعارضة الموجودة ضمن النظام، لم تدرك بشكل كافٍ هذا التوجه لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ولم تعبر حتى الآن عن أي موقف كما يجب أن يكون.
برأيكم، هل ستتمكن السلطة الحالية من تحقيق نتائج عبر هذه الأساليب الأمنية؟
بغض النظر عما يحدث، فإن فرصة تحقيق نتائج عبر الأساليب القمعية من هذا الشكل، أو الاعتقال والتعذيب والترهيب والقتل، سوف تكون ضئيلة للغاية، كما أنها بالأساس مستمرة في ممارسة القمع، حيث تشن دائماً الهجمات على أماكن مختلفة وفي مقدمتها زاب، وتقولها بشكل واضح، "وجهتُ ضربة هنا وهناك"، وتقوم بدعم من روسيا أيضاً بإجراء التحالفات مع دول مثل سوريا وإيران، وتحاول أيضاً ضمهم إلى هذا المفهوم.
لكن حزب العدالة والتنمية الذي يسعى بإصرار إلى عقد تحالفات مع سوريا وإيران، ما هو هدفه من ذلك؟
يريد تحقيق نصر قبل إجراء الانتخابات، فعلى سبيل المثال؛ جعل من انتزاع منطقتي تل رفعت (الشهباء) ومنبج الواقعتين تحت سيطرة الكرد من أيدي قوات سوريا الديمقراطية هدفاً له، وكان يخطط للقيام بذلك مع سوريا.
ويسعى جاهداً بهوس متزايد لتوجيه ضربة للكرد، فقبل إجراء الانتخابات، ومن خلال القيام بشيء من هذا القبيل، وبتصوره سيحول هذه النتيجة التي حققها إلى أصوات، وهذا هو حسابه، ولكن بقدر ما يتضح، لم يحصل على النتيجة المرجوة في الاجتماع الرباعي، تحاول الدولة التركية عبر هذا الموقف أن تجعل من سوريا أضحوكة، فالمسؤولين الرئيسيين عن دمار سوريا إلى هذا الحد، هما كل من حكومة حزب العدالة والتنمية ودولة قطر، وهؤلاء هم القوة الكامنة وراء كل المعارضة السورية المدمرة، حيث إنه قام باحتلال أراضي سوريا، وعلاوة على ذلك، يقول "تعال لنشن الهجوم على الكرد"، وعلى ما يبدو أن سوريا لم تقبل بذلك، ولن يكون بمقدوره منذ هذه الساعة فصاعداً تحقيق اية نتيجة عبر العنف، لذلك، فإن آليات المقاومة الأساسية لقضية الحرية والديمقراطية منتفضة، وإن شعبنا، والقوى الديمقراطية في تركيا، ومن خلال الاعتماد على هذه الآليات للمقاومة الأساسية، قد أفضى إلى ظهور إرادة، ومن الصعب للغاية التراجع عنها، بمعنى آخر، اكتسب شعبنا والقوى الاخرى للحرية والديمقراطية الخبرة؛ وشاهدت الجماهير الحاشدة في تركيا حقيقة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، واصبحت تتمتع بخبرة وتجربة، وقالوا هذه الأمور "الوطن-الأمة- سقاريا"، ودفعوا تركيا نحو الجوع على الرغم من كل ثرواتها الغنية، اليوم ، فالناس لا تستطيع تأمين الحد الأدنى من الدخل الأساسي الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة، فقد أنفقوا كل شيء على الحرب، و دمروا تركيا، لذلك ، مهما فعلوا، لم يعد بإمكانهم الحصول على نتيجة.
حسناً، متى بدأت هذه العلاقة التي تحدثت عنها الإدارة؟ وما المراحل التي مرت بها وكيف تطورت؟
في الحقيقة، بدأت قبل 11 عام، منذ عام 2005 إلى عام 2015، كانت هناك دائما علاقة مباشرة أو غير مباشرة، ليس غريبا أن نقول إن العلاقات بين حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية كانت على مستويات مختلفة خلال هذه الأوقات، في البداية، في عام 2005، أرادت منظمة دولية أن تلعب دور الوساطة، وذكرت أنها ذهبت إلى تركيا والتقت برئيس الوزراء أردوغان، والذي بدوره قبل الوساطة وأرسلها إلى شخص يدعى أمره تانر، الذي كان مستشار الاستخبارات التركية آنذاك، لذا أرادوا معرفة آرائنا في هذا الأمر، نحن أيضا قبلنا، لأننا كنا نريد حل المشكلة الكردية من خلال الحوار، وكما يعلم الجميع أن قائدنا حاول جاهدا لسنوات عدة، وإذا كان هناك أي أمل في حل المشكلة الكردية بالطرق الديمقراطية السياسية، فلن نتخلى عن هذا، لذلك قمنا بتقييم هذا الاقتراح الذي قدم لنا وبدأنا عملية الحوار من أجل حل ديمقراطي.
لعبت هذه المجموعة الدولية دور الوساطة بيننا لفترة طويلة، كانت تبادل مراسلاتنا، إلى أن تم اجتماع الوفود وجها لوجه في بلجيكا، بعد ذلك، عقدت اجتماعات منتظمة بين الوفد الرسمي للجمهورية التركية ووفد حزب العمال الكردستاني من أيلول 2008 إلى نيسان 2011، والأرقام موجودة في السجلات؛ حيث تم استقبال وفدنا رسمياً من هولير ونقله إلى أوسلو عدة مرات في السنة، كما توجه قسم من وفدنا من بلجيكا إلى أوسلو، وتم عقد الاجتماع بحضور الوفد التركي على هذا النحو، قدم وفدنا تقريراً موجزاً عن محتوى كل اجتماع وقدمه إلى الوفد التركي؛ حيث أخذها إلى إمرالي وسلمها إلى القائد أوجلان، باختصار، كانت هناك علاقة من هذا القبيل لحل المشكلة، وكان هذا أمراً إيجابياً لحل المشكلة ولضمان استقرار تركيا ومستقبلها، كان هذا الحل الأنسب لتركيا وللشعب الكردي، ولو تم الأخذ بهذا الحل لما عانى شعب تركيا من المشاكل الحالية حتى يومنا هذا.
ونتيجة للمفاوضات، تم إعداد اتفاق مشترك في ربيع عام 2011، تم تسليم الاتفاق الذي تم التوصل إليه من قبل الوفود إلى حكومة حزب العدالة والتنمية والوفد التركي، ومع ذلك، لم نحصل على أي رد وبقي ضبابياً، ثم تحدث قادة حزب العدالة والتنمية عن تكتيكات سريلانكا ضد التاميل وبدأت مرحلة الحرب، في نهاية عام 2012، تم عقد اجتماع مع قائدنا في إمرالي وبدأت عملية جديدة.
في غضون ذلك، في عام 2010 تأزم الوضع، ودعت إدارة أنقرة السيد جلال طالباني للحضور والمشاركة بحل المشكلة، ومن جهتنا قمنا بعقد عدة اجتماعات معه، وبناءً على توصية من الوفد التركي لجلال طالباني، أرسل شخصياً المفكر والسياسي المعروف محمد أمين بنجويني ممثلاً عنه إلى أنقرة، حيث توصل مع الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK)، إلى قرار مفاده أن "حل المشكلة في أوسلو لن يتقدم من خلال الحوار والنقاش، والأصوب هو بناء خط مباشر بين أنقرة وقنديل"، كان هذا قراراً مشتركاً بين حكومة الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العدالة والتنمية، وقد أبلغنا الاتحاد (YNK) بهذا الأمر ولكننا لم نقبل ذلك.
لماذا لم تقبلوا بذلك...؟
لأنه ارتأينا بأنه سيكون على غرار محادثات أوسلو وواصلت المحادثات بين قنديل وأنقرة لحل المشكلة من خلال الحوار، إلا أنهم استهدفوا بشكل أساسي إمرالي، وبطريقة سرية، ابتكروا تكتيكاً كهذا لتجاوز القائد آبو، قالوا: لماذا سيتوسط الأغراب بيننا؟ دعونا نناقش مشكلتنا ونحلها، فليساعدنا مام جلال في هذا الأمر أيضاً، بدا هذا وكأنه نهج معقول، ولكن تم استبعاد إمرالي من هذه الخطة، لذلك لم ننخرط في هذا التكتيك، رفضنا ذلك لهذا السبب، وفي هذا الصدد قمنا بإرسال رسالة خاصة إلى الاتحاد الوطني الكردستاني وناقشنا الموضوع معه، كيلا يُساءْ فهمنا، بعد ذلك بدأت مرحلة جمود بين الاتحاد الوطني الكردستاني وتركيا.
قبل هذه المرحلة، أعلن هاكان فيدان عن رغبته في القدوم إلى قنديل واللقاء معي من أجل إيجاد الحل، كنت حينها رئيس المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، وبإصرار كبير اقترح الاتحاد الوطني الكردستاني بأنه سيأتي مع وفد إلى قنديل، وهاكان فيدان يريد مقابلة إدارتنا بشكل مباشر، كان هذا بالأمر الجيد، سيكون الاجتماع معكم مفيداً في حل المشكلة، إلا أننا لم نقبل بهذا، قلت: "إمرالي أقرب إلى أنقرة، اعقدوا الاجتماع هناك، لمَ سيأتي ويلتقي بي"، ورفضنا هذا الاجتماع على هذا الأساس.
في نهاية عام 2012، بدأت مرحلة الاجتماعات في إمرالي وكان الرأي العام على علم بها، وقد بادر وفد من حزب الشعوب الديمقراطي الذي كان له دور فعال في الحل حيث تولى دور الوساطة، وجاء إلى قنديل عدة مرات ونقل إلينا معلومات من الجمهورية التركية، وشاركنا نتائج اللقاء بكل وضوح، أرسلنا رسالة وتم تسليم هذه الرسائل إلى الدولة التركية، وبعد قراءتها والبحث فيها، قامت الدولة بتسليمها إلى القائد أوجلان في إمرالي، ويعد هذا الأمر قانونياً في ذلك الوقت، وتم إعداد قانون في المجلس لعدم ملاحقة من يقوم بهذا العمل ومع ذلك، أدركنا لاحقاً أنهم وضعوا القانون فقط لأنفسهم.
وفي هذا الصدد ما يتوجب على الجميع ملاحظته بهذا الشكل هو أن مشكلة حزب العدالة والتنمية ليست حل القضية الكردية التي تعد القضية الرئيسية لتركيا، وإن همه الوحيد مصالحه الخاصة، ويتصرف وفقاً لهذه المصالح، عمل القائد أوجلان بإخلاص كبير لأجل حل القضية، ونحن أيضاً عملنا بالطريقة نفسها، لكن حزب العدالة والتنمية لم يتقرب إلى القضية بالجدية ولم يحلها.
لكن حزب العدالة والتنمية يستخدم هذه القضية كأداة الاتهام ويستخدمها ضد أشخاص آخرين...
في النهاية، الشعب الكردي هو واقع في تركيا، هناك قضية كردية وهذه حقيقة، وحزب العمال الكردستاني هو أيضاً قوة خاضت نضالاً لأجل حل هذه القضية، القضية الكردية هي اقضية رئيسية في تركيا، وفي هذا الصدد، إن القوة الأكثر مقبولة للتفاوض والحوار معها، بلا شك هي حزب العمال الكردستاني وقائدها عبد الله أوجلان، بل أكثر من ذلك، أصبح القائد أوجلان إرادة عظيمة للشعب الكردي، لماذا يجب أن يكون الاجتماع لحل القضية معيباً، التي يستخدمها حزب العدالة والتنمية الآن كأداة اتهام!، حتماً، هم فتحوا هذا الباب على أنفسهم، وبدأوا هذا الاجتماع بأنفسهم، على الرغم من أنه لم يجري أحد لقاءً وليس هناك علاقة، فإنه لأمر مخزي أن يتهموا قوى مختلفة بإجراء العلاقات.
يعني أنه ليس هناك مثل هذا الاجتماعات مع المعارضة..
لا توجد لقاءات كهذه، لا أحد يستطيع بالفعل أن يطرح هذه القضية بسبب الخوف من حزب العدالة والتنمية، لقد خلق تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية أرغنكون للضغط، بحيث تخاف المعارضة والقوى المختلفة الحديث عن هذه القضية حتى، بعضهم عندما يتعلق القضية بالكرد، لا يفكرون بشكل مختلف عن السلطات، رأينا، تم تعريف التحالف بطاولة الستة وتمت مناقشته لمدة عام، قالوا إنهم أعدوا وثيقة من حوالي ألف صفحة، لا توجد كلمة كردية واحدة فيه، لا تناقش القضية الكردية، لماذا؟ بسبب الخوف الذي خلقه السلطات، بحس الفاشيين والعنصريين، عند لقاء ممثلين عن الشعب الكردي، يظهرون كما أنه قامت القيامة، لنضع حزب العمال الكردستاني جانباً، تم تقديم حزب الشعوب الديمقراطي في الاجتماع على أنه أمر غير مقبول به، وبكل الأحوال، فإن حزب الشعوب الديمقراطي هو ثالث أكبر حزب في تركيا وهو حركة قانونية، فهو يستند على الشعب الكردي، يُزعم أنه يمثل القضية الكردية ويتمتع ببرنامج لجلب الديمقراطية إلى تركيا، لهذا السبب يعتدون عليه، إنهم يرون إنه يشكل عقبة أمامهم، يتعرض الشعوب الديمقراطي للضغوط بكل أنواعها بسبب موقفه الذي أظهره في 2012، يظهرون على أننا وحزب الشعوب الديمقراطي واحد، بالطبع لا يوجد شيء من هذا القبيل، فحزب الشعوب الديمقراطي هو حزب سياسي يعمل على أساس قانوني، لكن، نظراً لموقفه، يدعون عليه كما يدعون على روج آفا، بأنه هم أيضاً جزء من حزب العمال الكردستاني، بالطبع هذا يعكس الحقيقة.
هل تريدون أن نأتي إلى جزء روج آفا كردستان لاحقاً، لقد تحدثتم عن موقف حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) في عام 2015، كيف كان موقف الشعوب الديمقراطي؟
في هذا الصدد، يجب شرح حقيقة أخرى، إن طيب أردوغان يبحث عن مصالحه الشخصية وغير راضٍ، ففي الأساس لديه حس الانتقام، إذا كنتم تتذكرون، أن الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي أنهى اجتماع مجموعة المجلس الأسبوعي بجملة كررها فقط ثلاث مرات، بطريقة غير عادية، قال "لن نجعلك رئيساً"، وغضب طيب أردوغان من صلاح الدين دميرتاش وحزب الشعوب الديمقراطي، بسبب هذا الموقف.
وسأدلي ببعض المعلومات المختلفة بهذا الشأن، على سبيل المثال، بحسب المعلومات التي وصلت إلينا فيما بعد، هناك نفس الحادث وراء الموقف تجاه عثمان كافالا.
ما هي علاقة عثمان كافالا بهذه الحادثة...؟
حسب المعلومات التي وصلت إلينا، فإن هذا النوع من الكلام في البرلمان كان فكرة عثمان كافالا، أي أنه اقترح بنفسه على صلاح الدين دميرتاش أن يفعل ذلك بهذه الطريقة، صلاح الدين دميرتاش وافق أيضاً على هذا وذهب إلى المجلس لإلقاء كلمة في الاجتماع، أعلم أن نظام حزب العدالة والتنمية وأردوغان يقيمان هذا الأمر على هذا النحو.
لهذا السبب وضع رجب طيب أردوغان صلاح الدين دميرتاش وعثمان كافالا في السجن، بالنسبة إلى رجب طيب أردوغان، فإن الجريمة الحقيقية لهذين الشخصين هي هذه، صاحب فكرة قول "لن نجعلك رئيساً" ورؤية صحة هذه الفكرة وقولها في البرلمان، كل الأشياء الأخرى المعروضة في المحاكم ضد عثمان كافالا وصلاح الدين دميرتاش فارغة ولا أساس لها،
لا شيء منها صحيح، ما قلته هو الشيء الرئيسي، لاحظوا، أن رجب طيب أردوغان طالما كان حضر شخصياً في قضايا هذين الشخصين النبيلين، قال" لن تفرجوا عنهما، إن جرمهم كبير"، لأنهم اعتقلوا بالأساس للسبب الذي ذكرته، وهذا يوضح جلياً على أن رجب طيب أردوغان وضع القضاء في خدمته وجعله أداةً لنفسه.
يتبع...