تحدث عضو لجنة البيئة التابعة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، باهوز جيار، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن زلزال 6 شباط ونتائجه.
وذكر باهوز جيار في بداية حديثه، أن عكس التصريحات التي يتم الادلاء بها، فإن حصيلة ضحايا الزلزال كبيرة جداً وقد تصل إلى أكثر من مائة ألف شخص، وأشار إلى أن كتلة فاشية حزب العدالة والتنمية والحركة القومية ترك الشعب تحت الأنقاض، وندد بشدة هذه الكتلة، كما أنه قدم العزاء لذوي ضحايا الزلزال وتمنّى الشفاء للجرحى.
وسلط باهوز جيار، الضوء على إثبات "الدولة تقتل الناس، وليس الزلزال" التي تداولت بين الرأي العام، وأشار إلى أن هذا التثبيت مهم للغاية.
وذكر جيار أن قسم كبير من سكان المنطقة المنكوبة جراء الزلزال كانوا من أهالي القرى وقال: "لو انقطعوا يوماً واحداً عن القرية، سيبقون جائعين، لذلك فأن تشييد المباني العامة لا يتوافق مع واقع المنطقة، فهذه المباني المعمارية لا يتناسب لا مع حياة المنطقة ولا مع ثقافتها، النهج في تشييد المباني العامة بعيد كل البعد عن واقع السكان المحليين، لهذا السبب، فأنهم يسعون من خلال مشروع دائرة التنمية العمرانية في تركيا (TOKÎ)، إبعاد المجتمع عن التنشئة الاجتماعية، وجعل النهب والقمع ممارسات دائمة، لهذا، سوف يريد النظام القمعي أن يبعد المجتمع من الإنتاج، وسيصبح سهول إصلاحية، التي تعيل عدة مدن، منطقة للإيجار، نحن نعلم من خلال الممارسات التي قاموا بها في منطقة سور، أن هدفهم هو التحول إلى التمدن عبر مشروع دائرة التنمية العمرانية في تركيا، يجب ألا يعني هذا أنه لا يمكن بناء المباني وفقاً للواقع التاريخي، الاجتماعي، الثقافي، والديني للمجتمع، لا زال هناك مؤسسات علمية ملتزمة بالقيم الأخلاقية والضميرية، ونحن نؤمن بأنهم سيقومون بواجبهم على أكمل وجه في هذا الصدد، أولاً الحركات البيئية والمدافعين عن البيئة، وأيضاً مجتمعات الحضارة الديمقراطية، بأنهم لن يقبلوا بمباني تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية الفاشي".
وتابع جيار خلال بالحديث عن خصائص المنطقة المنكوبة، وقال: "هذه المنطقة تعرف بمزوبوتاميا العليا، لذلك فهي أصل وجذور الشعب الكردي، كما أنها جغرافية نشأت فيها ملاحم المقاومة في كل عصورها من ناحية العرق وأيضاً من ناحية الإيمان".
وأشار جيار إلى أنه رغم ظروف الزلزال الصعبة، يقوم الشعب بمهامهم الوطني ويتبنون جغرافيتهم، وقال: " لهذا السبب معظم شعبنا على الرغم من الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها، لم يتركوا ديارهم، ومنذ أن رأى شعبنا هذه الحقيقة، قالوا ’لن نغادر أرضنا‘، كما أننا نؤمن أن شعبنا سيتضامن مع بعضهم البعض وسيخرجون من تحت أنقاض الدولة وسيعاودون بناء مكانهم من جديد".
وتابع جيار قائلاً: "في البداية إذا شكلنا التضامن والدعم القوي إلى جانب شعبنا العلوي في كل من بازارجخ، ألبستان، سمسور، ملاطيا، وهاتاي، ونضمن أمان مستقبل شعبنا، في ذلك الحين سنبني أكبر حاجز للدفاع عن النفس، فإذا تمكنا من تحقيق هذا الأمر، فلن يستطيع تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي من تحقيق سيناريوهاته القذرة".
وأفاد باهوز جيار، أنه أحد الأكثر الأمثلة الملموسة لسرطنة المجتمع، هو أن المدن تتوسع بشكل كبير، وقال: أن "النظام الرأسمالي من خلال سياسة ’كلما كان الشخص عديم القيمة، كلما تزايد‘، ويحول جميع قيم المجتمع إلى المتاع في المدن الكبرى للغاية، ومن خلال توسيع المدن، فإنهم يحوّلون القداسة، التاريخ، الثقافة، والطبيعية، باختصار، كل شي إلى إيجار، المدن التي يسكنها ملايين الأشخاص إنها السبب الرئيسي للسرطنة، ولأجل تلبية احتياجات إحدى المدن، فإنهم يدمرون كل شيء من حولها، لذلك لا يكفي أن ينقذ الناس أنفسهم من فخ التصنيع الذي تحول إلى وحش لا يشبع من النهب والدمار، ولأجل إنقاذ أنفسهم من اقتصاد الإيجار وهجماته الطامعة، عليهم البدء بحملات العودة إلى القرى.
لا يمكن خوض نضال بيئي، دون تنظيم هذه الحملة، كما أن التنفيذ يعتمد على الاقتصاد البيئي في القرى، العيش في المناطق الريفية هو أحد الأهداف لتحرير البشرية من الكوارث".
وسلط عضو لجنة البيئة التابعة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، باهوز جيار، الضوء على أهمية تشكيل مجالس المدن، وقال: "سيتمكن الشعب من أن يكون صاحب قوة وقرار من خلال إنشاء مجالس المدن، على أساس الصناعة البيئة وتنظيم التعاونيات والكومينات الاقتصادية البيئية، ويستطيع كل شخص أن يخلق مساحة معيشة حرة من خلال التنظيم بهذه الطريقة، كما أنه سيكون تطوراً مهاماً للغاية في الثورة من الناحية التاريخية، خصائص المجتمع الطبيعي للإنسان والشعب في المنطقة يفسح الطريق لتحقيق هذا الهدف، إنها تلك المنطقة التي لا تزال قيم المجتمع فيها قوية، إنها تلك الجغرافية التي لا زالت فيها الثقافة، لذلك كان تأثير هذه الثقافة كبيراً جداً في تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK)".
وختم باهوز جيار حديثه بالقول: "بداية، ستكون الحركات البيئة عبر إنشاء أدوات تنظيمية أساسية لنظام الحضارة الديمقراطية مصدراً لتحرر الشعب في مناطق الكوارث، من جهة سيصبح تحرر الشعب ومن جهة أخرى ستكون ساحة لتحرير الإنسانية".