عمر لأجل الحرية: احمد روبار
القيادي يجب ان يكون هكذا، في كل لحظة متفاعل مع مقاتليه، يشاركهم، دائم الضحكة، يحفزهم ويخلق لديهم الدافع. اي بما معناه يجب أن يكون مثل الرفيق احمد، قائد جدي بالفطرة.
القيادي يجب ان يكون هكذا، في كل لحظة متفاعل مع مقاتليه، يشاركهم، دائم الضحكة، يحفزهم ويخلق لديهم الدافع. اي بما معناه يجب أن يكون مثل الرفيق احمد، قائد جدي بالفطرة.
لمرات عديدة كنت أشهد على أسفار رحلاتهم. كل واحد منهم، بالقصص والذكريات التي تركها خلفه، قام بإيثاقنا مع الحرية. أتساءل إن كان هناك في الديار الأخرى مثل هؤلاء الذين يقومون بتعزيز الولاء؟ لا اعلم ما إذا كان يوجد مثلهم في الديار الأخرى ام لا، ولكن هذه الارض تزدهر بأمثال مقاتلي الكريلا مثل الشهيد أحمد روبار. ذكرياته التي تركها خلفه تزدهر واحدة تلو الأخرى.
العام ٢٠١٧، كنا متواجدين في ساحة (جمجو) في منطقة زاب. بدأنا رحلة طويلة وعميقة للقاء مقاتلي الكريلا الذين قابلوا القائد APO وكانوا في أكاديمية التدريب في دمشق. كل شخص يلتقي ويتعرف على العديد من الأشخاص، ولكن قلة منهم يقومون بالتأثير على الإنسان ولا يمكن نسيانهم. ولأجل محبة واحترام الشخص، عندما يسير ذاك الشخص من أجل الحرية، كل نظراته وضحكاته تكون ذات معنى. وأحد أولئك الأشخاص الذين قاموا بالتأثير علي، مقاتل الحرية الكريلا، القائد الشجاع احمد روبار.
التقط صورة، لتبقى ذكرى للتاريخ
يقوم بتغطية نفسه أمام الكاميرا ويقول، "سوف اشارك معك ذكرياتي مع القائد، ولكن هل يجوز ذلك أمام الكاميرا ام لا؟". بكل عناد اقول له لا، يجب ان تكون أنت وأمثالك جزءً من التاريخ. اقول له، لأنه يجب ان تتم رؤيتك، القراءة عنك، معرفتك أنت وكل شخص مثلك. مرة أخرى يضحك ويقول، "حسناً التقط صورة ولتبقى للتاريخ. ربما ستبقى كتذكار في المستقبل". ذهب انتباهه الى شيء ما على الأرض. لم ارغب في إفساد تلك اللحظة، لأنني أحسست أن الأشياء الجميلة سوف تتبعها. كانت عيناه تلمع وبحماس كبير بدأ يتحدث: "كان في العام ١٩٩٧، ونتيجة للتدرب كنت في ميدان القيادة، كانت من أهم وأكثر اللحظات القيمة بالنسبة لي."
القائد كان محبا للناس
لم نبدأ البرنامج بعد، هو كان قد بدأ بالحديث. في تلك اللحظة كنت اقوم بأرشفة كلماته داخل قلبي. أستمع له بتركيز. احمد روبار. عندما كان يذكر القائد APO، يقوم بإعطاء احساس للشخص عن كيفية خروج هذا من قلبه. اتساءل كيف هو هذا الولاء. اي نوع من أنواع الحب قد كان. بالرغم من أنني لم التقي به من قبل إلا انه بسبب احاديث وكلمات الكريلا احمد، مرة اخرى اصبحت عاشقاً للعلم والمعرفة.
يتابع: "عندما رأيت القائد لأول مرة، اكثر ما تأثرت به كانت طبيعته. يقوم بجمع كل الأشخاص حول نفسه. هذا الشيء كان يحدث تلقائيا. كان القائد محبا للناس. كان يحب ان يكون على علاقة بالناس. يثقفهم. لأن القائد كان يقدر الناس ويعطيهم قيمة. ولهذا السبب عندما يقابل شخصاً لا ينساه ابداً. حتى بعد سنوات عديدة عندما يلتقي به مرة اخرى ينظر إليه ويقول اسمه، عندما كان ينظر إلى عيني شخص ما كان يريه حلم الحياة الحرة."
لم يستطع أن يتمالك نفسه امام العزلة
حلم وخيال الحياة الحرة؟ عندما كان الشهيد روبار احمد يتحدث عن هذا الأمر. كان يعبر عن آماله وأحلامه. ونتيجة لهذا هو قد غادر الأراضي الأصيلة لمنطقة آكري. زرع بذرة الحياة الحرة في حياته، متعة القتال في سبيل حياة بهذا الشكل تظهر معنى كبيراً وتؤثر في داخل الشخص. كان يتحدث عن العزلة المفروضة على القائد APO، كان يتحدث عن كيفية تأثير ذلك عليه في كل لحظة وبالنسبة له كان ذلك هو السبب الأكبر للقتال: "القائد هو شخص يعيش في اعلى مستويات الحقيقة وقد فعل ذلك في مكان مثل إمرالي، وليحدث ما قد يحدث، الحرية الجسدية للقائد يجب أن تكون السبب الأكبر بالنسبة لنا للقتال. إبقاء شخص حر في مكان للتعذيب ليس وضعا بإمكاننا تحمله، ولأجل هذا أنا سوف ابقى أقاتل وأستمر بالنضال حتى النهاية."
القيادي يجب ان يكون هكذا
بعد انتهاء البرنامج، كنا نتبادل الحديث مع مقاتلي الكريلا الشبان في الساحة. أثناء الحديث، احد هؤلاء الكريلا تحدث عن قائده احمد روبار وقال، "القيادي يجب ان يكون هكذا، في كل لحظة متفاعل مع مقاتليه، يشاركهم، دائم الضحكة، يحفزهم ويخلق لديهم الدافع. اي بما معناه يجب أن يكون مثل الرفيق احمد، على طبيعته. وبقدر طبيعته هو قائد يقاتل بكل جدية،"
اللقاء الأخير
كان القيادي احمد روبار يقول، "يا رفاق، يزداد القتال ضراوة، احملوا كاميراتكم لتصوروا مكان الحقيقة ومقاتليها، سوف تأتون" وكان يضحك. كان يقول لنا الحقيقة، التقطوا وصوروا حتى لا يفقد الناس الامل ابداً، وحتى لا ينسى أي احد ابناء هذه الجبال. لأن النسيان خيانة.
عندما بدأنا الرحيل وتركنا الشهيد احمد روبار خلفنا، زرعنا ذكرياته في قلوبنا. ذكرياته سوف تبقى دائما موجودة داخل قلوبنا.