والد الشهيدة روكن: نحن فخورين بشهادتها

صرح فلمز زاوي والد الشهيدة روكن زلال التي استشهدت مع سارة أثناء تنفيذهما عملية فدائية أن ابنته ضحت بحياتها من أجل شعبها وحرية وطنها، وقال: "نحن فخورين بشهادة ابنتنا".

لقد بدأت روكن وسارة النضال معاً، وقاومنّ واستشهدنّ معاً.

نفذت روكن زلال وسارة تولهلدان غوي في 26 أيلول 2023 عملية فدائية في مرسين، وفي هذا الصدد، تحدث والد روكن زلال فلمز زاوي، لوكالتنا وكالة فرات للأنباء ANF بمناسبة ذكرى استشهاد ابنته، وأوضح إنهم كعائلة منخرطين في النضال التحرري الكردستاني منذ بدايته، وكان أبوابهم مفتوحةً دائماً لأعضاء حزب العمال الكردستاني، وقال: "أعتقد أنه كان ذلك في عام 1992، عندما قال لي الرفاق، ’هل تود رؤية القائد آبو؟‘ فقلت: بالطبع أريد رؤيته، وبعدها ذهبنا إلى حلب كمجموعة مكونة من 30 شخصاً للقائد القائد آبو، وكنت لم أره من قبل، ذهبنا إلى حلب كمجموعة مكونة من 30 شخصًا للقاء القائد آبو. لانني لم اره من قبل، بمجرد أن يرى المرء القائد آبو، لا يمكنه ترك السير على نهجه وخطاه، لقد بدأ القائد هذا النضال من أجل حرية المضطهدين وحقوقهم، ولا يمكن لشعب الذي لا يحمون حقوقهم وبلدهم ولغتهم وثقافتهم الوقوف على أقدامهم، وتعد حركة الحرية التي بدأت بقيادة القائد آبو، حركة تحمي كرامة الإنسانية والديمقراطية والمساواة والحرية، ومنذ أن رأيته قطعت وعداً على نفسي بأنني لن أحيد أبداً عن خط القائد، وطالما أن أطفالي وأبنائهم موجودون، فسيحملون فكر القائد هذه، وسواء عشنا أو متنا، فلن نتخلى عن هذا النضال، لسنوات عديدة عشنا نحن وأبنائنا بهذه الفلسفة وهذا الإيمان وسنواصل حياتنا على هذا المنوال.

 

لقد كبرت وترعرعت روكن في كنف الحزب 

نشأت روكن وترعرعت في كنف الحزب، فعندما كان الرفاق يأتون إلى المنزل، كان احترامهم وأسلوبهم في التعامل مع الناس وحبهم للأطفال مختلفاً تماماً، ولهذا السبب كان يحبهم الأطفال كثيراً، وكان لهذا تأثير كبير على شخصية الأطفال، وترعرت روكن أيضاً بهذه الطريقة، وأثر ذلك على حياتها بأكملها، وكانت طالبة ناجحة في المدرسة ومحبوبة من قبل أصدقائها، وكانت محبوبة بين أهلها، إخوتها وفي الحي أيضاً، وقد وصل لمرحلة الصف التاسع بتفوق، أنهت دراسته بمرتبة امتياز، وكانت ترغب كثيراً بإكمال دراستها، لكن مع حلول عام 2011، كانت سوريا تشهد حالة اضطراب، بحيث كانت تلك هي السنوات الأولى للثورة، في كل يوم كنا نقدم شهيداً، وكانت هناك مسيرات وأنشطة تقوم بها الشعب، شاركت روكن في المسيرات ومراسم الشهداء، وفي أحد الأيام عادت إلى المنزل وقالت لي: "يا ابتي لقد حملت السلاح"، لقد سار هذا الأمر معي بشكل جيد وقلت لها، هذا العبء ثقيل، وليس سهلاً ويصعب على الإنسان تحمله، وردت علي قائلةً: "يا أبتي، سوف تكون فخورا بي، فأنا على دراية بكل شيء وأعلم بصعوباته. فليطمئن قلبك، سأنهض وانتصر" وعندما أراد رفاقها أخباري بقرارها قالت لهم روكن: "لماذا تخبرون والدي؟، حتى قبل ولادتي، كانت أبواب منزلنا مفتوحة دائماً أمام مقاتلي هذه الثورة، هذا واجبنا وسنقوم به"، لقد فعلت ما تريده، وجاءت بنفسها وأخبرتني برغبتها وكل ما كان على فعله هو أن أقول لها "الطريق مفتوح أمامك".

نحن نعرف معنى الاستشهاد جيداً

وبعد ذلك لم أراها لفترة طويلة، وكنا سعداء للغاية عندما اتصلت بي والدتها واخبرتني أن روكن ورفيقتها سارة قد عادا إلى المنزل، كانت سارة بالنسبة لنا واحدة من أبنائنا، ولم نفرق بينهما أبدا، لقد مكثتا معنا لفترة طويلة ثم غادرن، ولم نعد نسمع منهما أي معلومات أخرى حتى وصل إلينا خبر الاستشهاد، فنحن عائلة وطنية ونعرف معنى الاستشهاد أيضاً، بالنسبة لنا، كانت روكن مثل جميع رفاقها، لقد ضحى آلاف الشبيبة مثلها بحياتهم، قرروا النضال من أجل وطنهم وضعوا الاستشهاد نصب أعينهم، والعدو لا يمنح المرء أي شي بسهولة، فإذا أراد المرء أن يحقق هدفه عليه أن يضع كل شيء نصب عينيه، ويؤسر قائدنا منذ 25-26 عاماً، وحتى محاميه لا يسمح لهم برؤيته، فكل وطني عندما يطالب حقوقه، فإن له تضحيات سيقدمها مقابل ذلك.

نحن لا نفكر أبداً بالهروب

لم يتم الحصول على وطن ما بسهولة، مما لا شك فيه كل من يحمي وطنه يصبح شهيداً أيضاً، لقد كانوا يهاجموننا كثيراً في روج آفا وكانت بشكل يومي، كان علينا أن نقاوم، لو لم ندافع عن أنفسنا، لما كانت أي منطقة من المناطق التي حررناها اليوم في أيدينا، وكل واحد منا كان سيفترق في مكان ما، وكانت الدولة التركية ترسل مرتزقتها عبر الحدود إلى روج آفا، كلما هاجمونا، دافعنا عن أنفسنا أيضاً، ولم يأتوا في مجموعات صغيرة، بل كانوا يأتون نحونا بالآلاف وعشرات الآلاف، كما كانوا يهاجموننا بأسلحة من أحدث التقنيات. لم يكن لدينا أي شيء سوى السلاح الروسي، وفي بعض الأحيان كانوا يتقدمون من قرية إلى أخرى، ومن مدينة إلى أخرى، ولم نفكر قط في الهروب، على أية حال، الانسان الوطني لا يهرب ولا يترك أرضه ووطنه، يموت في منزله ولكنه لا يهرب أبداً، والهروب ليس من شأننا، ولكن إلى أين تذهب؟ ففي كل مكان يوجد أعداء، هل ستذهب إلى تركيا؟ فهو العدو الأكبر، ولهذا السبب حملنا السلاح ودافعنا عن أنفسنا.

 كان علينا أن نقدم التضحيات

أنت تحمي أرضك ولغتك وثقافتك، لقد جاءك العدو بالفعل وأنت لم تهاجم أحداً، لقد دافعنا عن وطننا، وبالتأكيد هذا غير ممكن دون تقديم الشهداء، لم يتم تحرير أي وطن دون تقديم تضحيات عظيمة، ولا أحد يمنحك الاستقلال كهدية، لذا عليك أن تدافع عن نفسك، ولا يمكنك العيش حتى تدافع عن نفسك، لا يمكنك الحصول على أي شيء حتى أن تقدم أغلى ما عندك، كل من يريد الحرية لوطنه عليه أن يكون على استعداد لتقديم التضحيات.

إنه لشرف عظيم أن يكون أحد أفراد عائلتي شهيداً

كانت الرفيقة روكن أحد أولئك الذين قدموا تضحيات عظيمة من أجل شعبهم ووطنهم وحرية بلدهم، وضحت بنفسها مثل رفاق دربها ورفاقها الذين ضحوا بحياتهم من أجل شعبهم، وأمام نضالهم نحن فخورين بهم، الرفاق الذين جاءوا ليعلمونا بخبر استشهادها كانوا مترددين بعض الشيء، حتى عندما سألتهم عما قد حدث كانوا مترددين قليلاً في البداية، ولكن عندما أُعلموني باستشهاد روكن، كان هذا أعظم شرف لي، بالنسبة للوطنيين والصالحين، فإن معنى الاستشهاد مختلف تماماً، الاستشهاد مقدس عندنا، مما لا شك أن وجود شهيد في عائلتنا هو شرف عظيم، ليس فقط في العائلة، بل لدى جميع الأقارب، وصورتها معلقة في كل مكان، إن نضالهم واستشهادهم يجعل عائلتنا بأكملها فخورة، والشهادة لا يحظى بها أي شخص كان، لقد ضحت روكن وسارة بحياتهما في هذا الطريق المقدس، وليس لدينا ما نقوله سوى ما يليق بنضالهما.

لم نفرق بين روكن وسارة

بالنسبة لنا كنا نعتبر روكن وسارة شخص واحد، ولم نفرق بين الاثنين قط، جميع أقاربنا لديهم صور لسارة وروكن معاً، لقد بدأن بالنضال معاً، وقفوا معًا، وضحا بحياتهما في سبيل نفس الفكر والفلسفة واستشهدا معاً، ونحن نقاتل من أجل الحياة وفقاً لفلسفة القائد آبو، ونخوض حرب الوجود واللاوجود. إما أن نعيش وفق فلسفة القائد آبو أو لن نعيش، فإذا لم تكن لديك اللغة، الحرية، البلد والثقافة، فإن وجودك الجسدي لا معنى له، فالمرء يكون له معنى لوجوده بقيمه الخاصة، فإذا لم تتحلى بكل هذا، فخير لك ألا تعيش، ولا يوجد معنى لمثل هذه الحياة، سنسير على خطى القائد آبو حتى النهاية، ولن نقبل الحياة خارج ذلك لأنفسنا، لا يوجد سوى طريق واحد أمامنا؛ فإما أن نصبح أحراراً أو نموت، ولن نقبل لأنفسنا بديلاً أخر، فهذه هي الكرامة الإنسانية".