بدأت الأزمة السورية في منتصف آذار 2011 عند خروج مظاهرات سلمية في عدة مدن سوريا مطالبة بإخراج المعتقلين ورفع حالة الطوارئ، وازداد سقف المطالبة تدريجياً حتى وصل إلى إسقاط النظام، وتحولت المظاهرات السلمية إلى أهلية بعد تشكيل فصائل مسلحة من أبناء المناطق السورية.
وبعد نشوب الحرب في الداخل السوري تصاعدت إلى نزاع مسلح بعد قيام القوات الحكومية بقمع الاحتجاجات السلمية بقوة السلاح، وشاركت عدة أطراف دولية، روسيا وإيران وحزب الله، وعلى الطرف الآخر الفصائل السورية التي تحاول محاربة النظام الفاشي الذي قتل المدنيين بدماء باردة دون أي رادع.
وبدأ مقاتلو تنظيم داعش بالتدفق للأراضي السورية من العراق في أواخر عام 2013، وكان الظهور العلني في بداية العام 2014، وشكلت وحدات حماية الشعب في هذه الآونة قوات سوريا الديمقراطية بكافة مكونات المنطقة للقضاء على تنظيم داعش، وحررت آخر جيب في بلدة الباغوز في عام 2019 لتعلن إنه أعتى تنظيم عرفة التاريخ البشري في سوريا.
وفي السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاء مع عدد من شيوخ ووجهاء عشائر الرقة، وبدورهم وأوضحوا أن الأجندات الخارجية تسعى لإشعال فتيل الحرب في سوريا بهدف نشوب الحرب الأهلية بين أبناء سوريا وعدم استقرار المنطقة.
وقال شيخ عشيرة العلي قلبية الولدة الشيخ رمضان الرحال في مستهل حديثه: "قُبيل نشوب الحرب في سوريا، الخطط كانت تحاك من قبل الدولة التركية بإدخال السلاح والمرتزقة عبر الحدود التركية السورية وتزودهم بمعدات ثقيلة وفردية، وتدريبهم في معسكرات في الداخل التركي لشن العمليات وزرع الخلايا في المدن السورية، لإشعال فتيل الحرب وزرع النزاع الطائفي بين افراد الشعب السوري".
ونوه الرحال بأنه "وبعد تشكيل الفصائل المسلحة بتمويل تركي عمد العدوان على تشكيل فصائل تحت مسميات تركية لشن الهجمات على مناطق في الشمال السوري واحتلال المناطق بذرائع كاذبة بهدف نهب واحتلال المناطق الآمنة والمستقرة، وبعد تمدد الجيش الحر على مساحات شاسعة في الجغرافية السورية، تم تشكيل فصائل إسلامية تدعي الاسلام في مدن كان الجيش الحر مسيطراً عليها، وكانت تركيا لها الدور الرئيسي من خلال فتح الحدود على مصراعيها أمام الإرهابيين القادمين من كافة بقاع العالم".
وأضاف رمضان الرحال "الجيش الحر المدعوم تركياً يدعي الثورة من أجل الحرية، ولكن تبيين خلال السنوات السابقة أن هدفه الرئيسي قتل الشعب السوري ونهب خيراته تحت مسميات لدول إقليمية ولمصالحة الشخصية، حيث عمل العدوان على إرسال المرتزقة إلى خارج الحدود السورية عبر حدوده على مناطق ليست لها أي صلة بالثورة السورية".
وأشار الرحال إلى أنه "وبعد نهب خيرات الشعب السوري في معظم المدن والبلدات، استخدمت تركيا طرقاً غير شرعية ضاربة كافة المواثيق الدولية عرض الحائط من خلال قطع مياه نهر الفرات على الجانب السوري مما إثر سلباً على الجانب الاقتصادي والزراعي في معظم المدن السوري لإخضاعها وإضعاف المنطقة".
الحوار السوري
وقال رمضان الرحال: "لا نسمح بتقسيم سوريا، جميعنا سوريين ونحمل الهوية السورية، تراب السوري مقدس، ترابنا لا نساوم عليه لسنا انفصالين ولن نسمح بالتقسم فكافة المدن السورية غالية على قلوبنا، ومن الجانب الحكومة السورية ترفض الحوار مع الإدارة الذاتية، وأصبح الملف بيد الدول الإقليمية لعدم التفاهم بين أطراف الصراع في الداخل السوري.
وطالب الشيخ في ختام حديثه "جميع الشرفاء والشعوب أن يساندوا قضية الأمة الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتية الذي ينقل سوريا إلى بر الأمان بمشاركة كافة المكونات تحت مظلة سياسية موحدة".
وبدوره قال وجيه قبيلة العفادلة دحام الشبلي: "قبيل بداية نشوب الأزمة السورية، كانت هناك مخططات إرهابية وزرع الخلايا النائمة بهدف إشعال فتيل الحرب الأهلية، والدولة التركية الراعية الرسمية للإرهاب والتي عملت على تسليح السوريين تحت ذريعة الثورة".
ما السبب الذي يمنع الأطراف السورية من الجلوس على طاولة الحوار
وأضاف الشبلي "الأطراف السورية المعارضة تتبع إلى دول ذات مصالح، العملية السورية ليست بيد السوريين، وتحاول الدول الإقليمية إفشال أي محاولة لحل الأزمة السورية بهدف مماطلة الأزمة على حساب دماء الشعب السوري الأعزل".
وأضوح الشبلي: "نسمع من أطراف دولية سواء كانت روسية أو أمريكية أنه يجب على الأطراف السورية الجلوس على طاولة الحوار، ولكنها مجرد العيب تحاك على الشعب السوري لتسيير مصالح الدول الإقليمية في الداخل السوري".
وتابع الشبلي: "تحاول الدول الإقليمية إبعاد الأطراف المتصارعة ومنعهم من الجلوس إلى طاولة الحوار، ومنع إنشاء إدارة ذاتية في الداخل السوري دليل واضح على الأكاذيب التي تنتهجها الدول الرأسمالية".
وأشار دحام الشبلي إلى أن "الأجندات الخارجية تعمل على إضعاف الداخل السوري من خلال حَبْك الألاعيب على أبناء الشعب السوري وتحوليهم إلى مرتزقة لصالح الدول الخارجية التي تحاول زعزعة المنطقة لنشوب حروب أهلية".
قانون قيصر
واختتم دحام الشبلي قائلاً:"فرضت الإدارة الأمريكية قانون قصير على معظم رؤوس الأموال التابعة للدولة السورية وعلى الذين تلطخت أيدهم بدماء الشعب السوري، وبالتالي أصبح قانون قيصر ساري المفعول في سوريا ولكن دون جدوى، واستهدف القانون السوريين فقط من خلال ارتفاع الأسعار الجنوني في الأسواق السورية ما انعكس سلباً على كافة مقومات الحياة لكل فرد، وتسعى الأجندات الخارجية إلى تجويع الشعب السوري".