الخبر العاجل: الطيران الحربي للاحتلال التركي يقصف ريف كوباني الجنوبي 

سد تشرين تحت النار.. 6 أسباب وراء إصرار الاحتلال التركي على استهدافه

رغم أن مهاجمة السدود والمرافق الحيوية تعد من جرائم الحروب، إلا أن خطط الاحتلال التركي بشأن الهجوم على سد تشرين تبدو واضحة، والتي تقف خلفها العديد من الأسباب.

على مدار الأسابيع الماضية، يواصل الاحتلال التركي ومرتزقته بلا هوادة الهجوم على سد تشرين الواقع على نهر الفرات في شمال وشرق سوريا، والذي يشكل عصباً وشرياناً رئيسياً للحياة في تلك المناطق وفي سوريا بصفة عامة، مستهدفاً المناوبين والمناوبات، فيسقط الشهداء عند هذا السد الذي يعاني أساساً من إشكاليات تتعلق بكفاءته نتيجة سنوات الصراع السوري.

ويجمع مراقبون على أن هناك العديد من الأسباب وراء إصرار الاحتلال التركي على مهاجمة السد ومحيطه، لكن جميع الأسباب التي ذُكرت تؤكد أن الأمر ليس مجرد قصف عشوائي في إطار مواجهة عسكرية، بل يأتي القصف في إطار جرائم نظام أردوغان ومساعيه للهيمنة والنفوذ في المنطقة، حتى لو كان ذلك على حساب قوت السوريين، ووضع أي سلطة سورية محلية أو مركزية تحت رحمة أنقرة.

أهمية سد تشرين

يقع سد تشرين على نهر الفرات في شمال شرق سوريا، على بعد حوالي 115 كيلومتراً شرق مدينة حلب، وقد تم بناؤه عام 1999 بهدف تعزيز البنية التحتية للطاقة والمياه في المنطقة، حيث يحتوي على محطة كهرومائية تولد نحو 630 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، ما يساهم في تزويد المنطقة الشمالية من سوريا بالكهرباء.

ويساعد سد تشرين في ري الأراضي الزراعية المحيطة بالمنطقة، ما يعزز الإنتاج الزراعي، كما يساهم في تنظيم تدفق المياه بشكل يقلل من مخاطر الفيضانات، فضلاً عن أنه يقع في منطقة حيوية تتحكم في الممرات المائية الاستراتيجية، ويُعتبر نقطة ارتكاز عسكرية وسياسية بسبب قربه من العديد من مناطق النزاع المختلفة في شمال سوريا.

ويواجه السد على مدار السنوات الماضية العديد من التحديات، على رأسها المخاوف بشأن تراجع مستوى المياه؛ نتيجة السحب المفرط من تركيا التي تتحكم في منابع نهر الفرات، فضلاً عن تعرضه خلال النزاع السوري لأضرار نتيجة القصف والاشتباكات، ما أثر على كفاءته، ثم تأتي هجمات الاحتلال التركي لتفاقم الوضع بشأنه.

وتواصل قوات سوريا الديمقراطية التصدي لمحاولات تقدم المليشيات التابعة للاحتلال التركي يومياً في محيط سد تشرين، مقدمة العديد من الشهداء، فيما يقدم أبناء شمال وشرق سوريا واحدة من أروع المشاهد باحتشاد المئات منهم عند محيط السد لحمايته من الانهيار، ليسقط من بينهم كذلك الشهداء جراء تلك الهجمات البربرية.

هذا ما يريده الاحتلال التركي

لا يتوفر وصف.

يقول الباحث والمحلل السياسي المصري الدكتور طه علي، في حديث لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن منطقة سد تشرين ذات أهمية كبيرة للجغرافيا السورية، وتشرف على أحد المرافق المائية المهمة في الداخل السوري، وبالتالي، فإن أي مشروعات تنموية أو عمليات لإعادة الإعمار في الفترة المقبلة ستكون مرتبطة بسد تشرين بدرجة كبيرة، إلى جانب اقتراب هذه المنطقة من الجغرافيا التركية.

وأضاف أن هناك سبباً ثانياً للهجوم يتعلق بمحاولات النظام التركي تأكيد دوره ونفوذه في الساحة السورية، وتأكيد نفوذه الإقليمي بعد سقوط بشار الأسد، لا سيما وأن سوريا مؤثرة للغاية في كثير من الملفات، سواءً في لبنان أو ليبيا، أو فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني الذي تراجع، وبالتالي، تتحرك أنقرة لوضع مناطق استراتيجية في الداخل السوري تحت سيطرتها.

في المقابل، يأتي السبب الثالث، وفقاً للدكتور طه علي، وهو الحد من نفوذ قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والتربص بالإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، والعمل على إضعافها وإفشال تجربتها في تنفيذ أي مشروعات كبرى أو تنموية، ومن ثم تأزيم الوضع الاقتصادي هناك، ما يفتح الباب أمام إمكانية حدوث ثورات ضد تلك الإدارة، وبالتالي إسقاطها ضمن ما يمكن تسميته بحروب الجيل الرابع التي تشنها تركيا.

الأسباب تتعدد

لا يتوفر وصف.

يتفق الأكاديمي والباحث في علم التاريخ الدكتورعلي ثابت مع كل ما ذكره الدكتور طه علي بشأن الهجمات التركية على سد تشرين، لكنه يضيف سبباً رابعاً، حيث يرى أنها تأتي في إطار استمرار النظام التركي في محاولاته لتنفيذ مشروع العثمانية الجديدة، الذي يستهدف المنطقة ككل، والذي سيشهد التاريخ للدور الكردي المحوري، على الأقل في عرقلته، جراء المقاومة التي تحدث هناك.

ويلفت، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى سبب خامس، وهو أن استهداف سد تشرين بهذه الطريقة يأتي في إطار عمليات تعطيش الاحتلال التركي للشعب السوري من خلال بناء السدود التركية والمشروعات المائية، ثم يأتي وضع سد تشرين على حافة الانهيار بهذا الشكل كاستكمال لتلك العمليات، خصوصاً أنه السد الرئيسي لسوريا، وفي حال انهياره، تصبح السدود التركية هي المسيطرة، ومن ثم تتحكم أنقرة في كل شيء في سوريا.

ثم يتحدث علي ثابت عن سبب سادس له أبعاد فكرية، إذ يرى أن الهجوم هدفه إفشال نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، التي جاءت لتعبر عن آلية حقيقية لمواجهة دولة الحداثة الرأسمالية، واستطاعت جمع كل مكونات المنطقة تحت ظلال مشروع أخوة الشعوب، المستلهم من فلسفة المفكر عبدالله أوجلان.

وكان أهالي مدينة عامودا وقراها ومهجري مقاطعة عفرين والشهباء، قد خرجوا في مسيرة، يوم الإثنين، تنديداً بهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على السد، حيث حمل المشاركون أعلام قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وصور شهداء السد وأغصان الزيتون، وسط ترديد هتافات مثل "تحيا مقاومة قسد"، "الشهداء خالدون"، "لا للاحتلال التركي"، داعين إلى ضرورة تصعيد النضال حتى النصر.