وعُقد المؤتمر في صالة التاج، بحضور أعضاء حزب سوريا المستقبل، من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا وممثلين عن المؤسسات المدنية والعسكرية وشخصيات سياسية وثقافية بارزة, وزُيّنت قاعة المؤتمر بصور شهداء حزب سوريا المستقبل ولافتات كُتب عليها عبارات تحيي أخوّة الشعوب وإرادتها وترفض الإرهاب والاحتلال.
وبدأ المؤتمر التأسيسي بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاها كلمة للجنة التحضيرية قرأتها لينا الطاهر، وتحدثت فيها عن عمل مكاتب الشباب خلال العامين المنصرمين، بهدف نشر مفاهيم الحزب بين فئات الشعب وخصوصاً الشباب، بناءً على توصيات المؤتمرات العامة لحزب سوريا المستقبل.
بدورهِ بارك رئيس حزب سوريا المستقبل، إبراهيم القفطان، للشباب مؤتمرهم ورأى القفطان أن "المؤتمر يعكس نهج الثورة الحقيقية الذي يتبناه الشباب، واعتبر القفطان أن هذا المؤتمر يُعتبر نواة لنشر الديمقراطية ومفاهيمها بين الشباب، وتبني النهج السياسي للمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا".
وأشار القفطان "للمحاولات المتواصلة لاستهداف وحدة مكونات سوريا، والتي تستهدف الشباب في الكثير منها، ولا زالت الدول المتدخلة بالأزمة السورية تسعى لتحقيق مصالحها على حساب الشعب السوري".
ثم ألقى عضو مكتب العلاقات العامة بمجلس سوريا الديمقراطية، خليل خميس، كلمة باسم مسد، هنأ فيها حزب سوريا المستقبل على عقد المؤتمر التأسيسي لشبابه، وتمنّى له خطوات واثقة نحو تحقيق أهدافه السياسية.
بعد ذلك وجّهت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أمينة أوسي، تهنئة "باسم الإدارة للشباب بعقد مؤتمرهم، رغم التحديات التي مرت ولا تزال تمر على مناطق الإدارة الذاتية، وعلى رأسها الاستهدافات التركية المستمرة، بهدف ضرب مشروع الإدارة الذاتية، واستعمال الحرب الخاصة كأداة لضرب وحدة شعوب شمال وشرق سوريا".
ونوّهت أوسي إلى "غياب أُفق حل الأزمة السورية، مع استمرار التغييب المتعمد لممثلين عن مناطق شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية التي باتت تمثل أكثر من خمسة ملايين نسمة من الشعب السوري".
ولاحقاً عاهد القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، عبدو رقة، بكلمته باسم قسد شباب حزب سوريا المستقبل وكافة فئات شعوب شمال وشرق سوريا بأن تكون قسد السند القوي للانتصارات السياسية التي تتحقق في المنطقة.
ثم ألقت والدة الشهيدة، هفرين خلف، كلمة باسم عوائل الشهداء تحدثت فيها عن دور "المقاومة، ودور تضحيات الشهداء في تحقيق النصر للشعوب، وأن المقاومة هي طريق النصر، وأن الوفاء لدماء الشهداء هو وفاء لمن ضحوا لأجل الحرية والسلام الذي نعيشه اليوم".
وطالبت والدة الشهيدة هفرين، "بإجراء تحقيق دولي يحاسب مرتكبي جريمة استهداف، هفرين خلف، على أيدي مرتزقة تركيا، حيث كانت غاية الاستهداف إنهاء مشروع السلام والحرية الذي كانت تتبناه هفرين خلف".
ثم قام عضو حزب سوريا المستقبل، إبراهيم الربيع، بقراءة التوجيهات العامة للمؤتمر، والتي أشارت إلى "التنافس الدولي على تقاسم الحصص على الساحة السورية، وبيان فشل المؤتمرات الدولية السابقة، وخصوصاً استانا التي أنتجت اتفاقات خفض التصعيد التي رسخت الوجود العسكري الدولي وحاولت شرعنته".
وتابعت التوجيهات توضيح خطط حزب سوريا المستقبل السياسية والتي تهدف لإنجاح الحوارات السياسية حتى حل الأزمة السورية وبناء سوريا الديمقراطية اللامركزية وإيجاد نظام ديمقراطي ضمن إطار سورية الموحدة.
وطالبت التوجيهات أعضاء الحزب بأخذ دور فعال أكثر في المجتمع وامتلاك الوعي السياسي للمرحلة الراهنة التي تمر بها سوريا، مشيرةً للدور السياسي والاجتماعي الذي يقع على عاتق الحزب في بناء سورية الجديدة.
ثم تم استعراض أبرز المُنجزات التي حقّقتها مكاتب الشباب في حزب سوريا المستقبل خلال العامين المنصرمين والتي ضمت مشاركات شباب الحزب بأبرز الفعاليات الجماهيرية والمشاركة النوعية بتلك الفعاليات وتنظيم العديد من الندوات والمحاضرات للشباب وإجراء الدورات الفكرية للمنتسبين لمكاتب شباب حزب سوريا المستقبل وصولاً لقرار تحويل مكتب شباب حزب سوريا المستقبل لمجلس عام للشباب.
بعد ذلك عُرض سنفزيون يتضمّن مشاهد من إنجازات ونشاطات حزب سورية المستقبل ولقاءات سابقة مع أعضاء في الحزب.
وقرئت مسودة النظام الداخلي لمجلس شباب حزب سوريا المستقبل من قبل عدنان خليفة والتي تحدّثت عن الأهداف والرؤى السياسية للحزب والطرق التي يجب اتباعها لتحقيق تلك الأهداف وأهمية دور الشباب واعتبر المجلس أعلى هيئة شبابية تمثلهم في الحزب.
وفي نهاية المؤتمر انتخب شباب حزب سوريا المستقبل زانا مصطفى كناطق باسم مجلسهم وجواهر فارس كنائبة له والذين أدّوا القسم مع أعضاء المجلس المُنتخبين وعددهم واحد وعشرون عضواً، وبعدها قراءة البيان الختامي الذي أكّد على مواصلة النضال السياسي للحزب حتّى تحقيق أهدافه وبناء سوريا الديمقراطية وإنهاء عهود الاستبداد والاقتتال بين السوريين.