جيدم دوغو: إننا ندافع عن أنفسنا بـ "المرأة، الحياة، الحرية"-تم التحديث

صرّحت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية جيدم دوغو، أنه يجب على المرأة تعزيز دفاعها بالمعرفة والتنظيم والنضال المنظم والمستمر، وقالت: "نحن ندافع عن أنفسنا بالمرأة، الحياة، الحرية".

أجابت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK) جيدم دوغو، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF).

ما الذي يمكن للمرء قوله عن طابع الحرب العالمية الثالثة التي تنشرها الأنظمة الرأسمالية العالمية وأنظمة الدول القومية في الشرق الأوسط وخارجه بالإضافة إلى ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الشعوب والنساء والطبيعة؟ وبأي أساليب وتكتيكات واستراتيجيات تتطور؟

لقد ترسخت الحرب العالمية في أذهان البشرية في فترة زمنية على مدى أربع سنوات، كمراحل أعلنت فيها الدول وخاضت حروباً بشكل رسمية ضد بعضها البعض في تحالفات متبادلة، ومات فيها ملايين الناس في جغرافيا واسعة، ولحقت أضراراً كبيرة، وبما أن الحربين العالميتين الأولى والثانية حدثتا بهذه الطريقة، فإنهم يتعاملون مع الحرب العالمية الثالثة بطريقة مماثلة، مما يفسح المجال بتقييم الحرب العالمية الثالثة بنفس الطريقة، فكما هو معروف، أدت الحربان العالميتان إلى تحقيق مكاسب دائمة ونجاح النضال الاشتراكي والديمقراطي والتحرر الوطني للمضطهدين.

وإن أهم استنتاج يمكن استخلاصه من قِبل قوى الحداثة الرأسمالية هو أن الحرب العالمية الثالثة تُشن على أساس منع المكاسب الممكنة للمقهورين والمجتمعات، أي أن هناك نهج شامل لإعطاء تصميم جديد وفقاً لمصالحها الرأسمالية الخاصة ولتصفية القوة النضالية القائمة للشعوب والمضطهدين عند تنفيذ استراتيجية التصميم هذه، ولتقييد ديناميكيات النضال المحتملة في مرحلة مبكرة، ولهذا السبب، فإن الحرب طويلة الأمد بحيث لا يمكن أن تترسخ في فترة ثلاث أو أربع سنوات، ويتم تناولها بأساليب حرب غنية بحيث لا يمكن تناولها بأسلوب واحد، في حين أن الجغرافيا التي تدور فيها الحرب تكون أكثر وضوحاً في بعض الأماكن وأكثر شدة في بعض المناطق، إلا أنها موجودة في كل مكان بشكل أساسي، وإن كانت بأشكال مختلفة.

فمن أساليب الحرب الباردة إلى أساليب الحرب الساخنة، ومن استخدام القوة المفرطة إلى القوة الناعمة، ومن الدول القومية إلى الهياكل خارج إطار الدولة، تشكل جميع أنواع أساليب ووسائل الحرب الجسدية والخاصة أسس مراحل الحرب العالمية الثالثة، وتتسم هذه الحرب بأنها حرب تشنها الحداثة الرأسمالية ضد المجتمعات والطبيعة والمرأة وتُنفذ بهذه الطريقة، ومن السمات المهمة الأخرى لهذه الحرب هي أنها حرب طويلة الأمد ومستمرة، ولهذا السبب، تعمق قوى سلطة الحداثة الرأسمالية هذه الحرب وتوسعها بإضافة كل تراكمات وخبرات سلطة الحضارة المركزية.

وعندما تعمل الرأسمالية العالمية على تصميم نظام جديد الذي يتجاوز الحدود الوطنية، تلجأ إلى استخدام جميع أنواع القوموية والدينوية والجنسوية والعلموية بمهارة، وفي الأساس، يمكن إضافة أسلوب الكونية الأجوف والمحلي إلى هذه الأساليب الأربعة.

 من المهم جداً بالنسبة لقوى الحداثة الرأسمالية أن تجعل الحرب غير مرئية حتى تتمكن من تنفيذ استراتيجيتها دون أن تُلحق أي ضرر بذاتها، وللحيلولة دون حدوث أي تطور ثوري للمضطهدين بأي شكل من الأشكال، ولهذا السبب، كلما تم استخدام النزعة القوموية والدينوية والجنسوية والعلموية بمهارة أكبر داخل الدول القومية، كلما أصبح الطابع العنيف للحرب العالمية غير مرئي أكثر، وإن الاستخدام المفرط للعنف في جغرافيا ما يجعل الحرب أكثر وضوحاً، ولكن التطبيق المجزأ للعنف داخل كل دولة قومية يحولُ دون ذلك، كما أن حالة الحرب المفتوحة تهيمن على المجتمعات والمضطهدين وتلعب دوراً في تطوير استراتيجية أكثر شمولية وقوة، وتبدي المجتمعات ردة الفعل متزايدة تجاه الحرب التي تراها علانية بسرعة وبقوة أكبر. 

وإن الحرب العالمية الثالثة، التي هي حرب ضد المجتمعات والنساء والطبيعة، تُشن على هذا النحو منذ ما يقرب من 30 عاماً، وتُشن هذه الحرب دون تسميتها ودون إبرازها للعيان، من خلال خلق تصور كما لو أنها تقتصر على البنية الداخلية للدول القومية وبعض خصومها، ويجري تنفيذ هذه المرحلة بطريقة ذكية وقاسية للغاية، وفي هذا المعنى، من المهم الإشارة إلى أن الحرب العالمية الثالثة التي يناقشها الجميع الآن على أن ”الحرب العالمية الثالثة بدأت وعلى وشك أن تبدأ“، بدأت في الواقع في سنوات التسعينيات من القرن الماضي عندما استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، وكان القائد أوجلان قد قام بهذا التحليل قبل سنوات طويلة، وباتت القيمة الاستراتيجية لهذا القرار مفهومة بشكل أفضل في الوقت الحاضر، وفي 7 تشرين الأول من العام الماضي، وبعد الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل، لا تزال الحرب التي تواصل إسرائيلي شنّها على أساس الإبادة الجماعية مستمرة كحقبة جديدة من الحرب العالمية الثالثة، وفي واقع الأمر، أفاد نتنياهو في تصريحاته الأولية بعد 7 تشرين الأول بأن الخرائط ستتغير والأحداث التي جرت تشير إلى ذلك بوضوح شديد.

وإن تناول مناقشة تغيير الخرائط فقط بالمعنى السياسي البحت سيكون مقاربة وضعية، فخرائط نظام الهيمنة، وحسابات طرق الطاقة الجديدة، والحسابات الجيوستراتيجية والجيوسياسية هي في الأساس خرائط لارتكاب المجازر بحق المجتمعات والنساء والأطفال، وهذا أمر لا ينبغي أن يغيب عن عقلهم أبداً.

إلى أي مدى تؤجج هذه الحرب نزعة التمييز الجنسي، وبأي طرق تعمل على استدامتها؟ وكيف تؤثر سياسات القوموية والدينوية والجنسوية والعلموية التي تجعل الفاشية مستدامة على وجود المرأة وهويتها في يومنا الحالي؟

إن الهدف الرئيسي للرأسمالية الكونية هو تقويض إرادة المجتمع، والمجتمع يعني أولاً وقبل كل شيء المرأة، والمرأة تعني الحياة، والتعبير القائل "المرأة، الحياة، الحرية" باللغة الكردية تصف ذلك بالضبط، وهنا، بينما يكون راس المال قائم على الهيمنة الذكورية، فإن المجتمع قائم على للمرأة، فالحياة الاجتماعية هي الحياة الأخلاقية-السياسية، والأمر الذي يجعل الحياة الأخلاقية-السياسية صامدة ويعمل على إدارتها هي المرأة نفسها، وبالمعنى المادي والمعنوي المرأة هي التي تدير الحياة الاجتماعية، ومما لا شك فيه أنه منذ الساعات الأولى للهيمنة وحتى يومنا هذا، كانت الاستراتيجية الرئيسية للتقليل من حدة إرادة المجتمع تقوم على التقليل من حدة إرادة المرأة، وفي هذا المعنى، هناك خبرة ومجموعة تاريخ وسلطة قائمة خلقت هذا التاريخ بالهيمنة الذكورية، وبهذه التراكم المعرفي والخبرة، فإن المستوى الذي وصلت إليه رأسمالية الهيمنة الذكورية، تتطلب تجاوز كل الحدود والأساليب والسياسات التي تتجاوز كل العصور.

ويجد سؤالكم الذي طرحتموه إجابته في هذه النقطة بالذات، وبما أن الحرب العالمية الثالثة التي نتحدث عنها تقوم على تدمير إرادة المجتمع على المدى الطويل، وبالتالي استهداف إرادة المرأة بكل معنى الكلمة، وتسعى لبناء هيمنتها من خلال ذلك، فإن القوموية والدينوية والعلموية والجنسوية تصبح حينها الأسلحة الرئيسية.

وتلعب هذه العناصر الأربعة، التي تُسمى أيضاً بالحروب الهجينة، دوراً هائلاً كعناصر للحرب الخاصة وكذلك الحرب الجسدية، فهي تحلل المجتمع وتفككه حتى ذراته، وتضعف القوة الأخلاقية-السياسية، خاصة من خلال المرأة، ومن خلال تطبيق كل هذه الأساليب الإيديولوجية الاستقطابية والتفكيكية، تؤلب المجتمعات والنساء والرجال والأديان والأمم والأفراد ضد بعضهم البعض، وتجعلهم يتحاربون ضد بعضهم البعض، وفي جو هذه الحرب تعمل على تقليل القوة السياسية الأخلاقية إلى أقصى حد معنوياً وروحياً، وعندما يضعف مبدأ الحياة الأخلاقية والسياسية، والوعي بكونه مجتمعاً، لا تبقى قوة المقاومة.

ولهذا السبب، نقوم بتقييم الحرب العالمية الثالثة عل أنها بمثابة حرب بدأت من المرأة وشُنّت حتى ضد المجتمع والطبيعة، ولا يتم تسمية هذه الحرب بشكل متعمد للغاية، بل تكاد تكون غير مرئية، والآن، ماذا يمكننا أن نعرّف المجازر التي تُرتكب بحق النساء بألف وجه ووجه التي تحدث في جميع أنحاء العالم والشرق الأوسط وكردستان بأي شيء آخر غير تعريف الحرب؟ وفي أي عصر من العصور وقعت المجازر القاسية بحق النساء بهذا القدر، والمجازر بحق الطبيعة، والتدهور الاجتماعي وانحطاط الحياة؟ ولكن حتى مع نظرة عامة، يمكننا أن نرى بوضوح أن المرأة تواجه مجزرة هائلة للمرأة في كل جغرافيا تقريباً وفي كل متر مربع من العالم، وإنها لكذبة كبرى في يتم الادعاء بأن عنف الحرب هذا ضد المرأة لا تشهده إلا بعض البلدان "المتخلفة" أو أنه ناجم عن إقدام الأفراد عليه.

كما أن حرباً خاصة كهذه تُشنّ للحيلولة دون رؤية الحرب ضد المرأة، ونحن نعلم جيداً أن القوى المهيمنة بالأساس تثير الاختلافات القوموية والدينوية والمذهبية والثقافية في المجتمعات من خلال القوموية والدينوية، بل إنها تشجع العنف الذكوري وتخلق بيئات للصراع وتجعل من إبادة المرأة أمراً عادياً.

وبطبيعة الحال، هناك خصوصية مهمة جداً هنا وهي أن الحرب التي تُشن ضد المرأة لا ينبغي أن تكون مقتصرة من خلال تقييم نتائج الصراعات الناشئة عن الاستفزاز القومي والديني، وهذا في الواقع مهم للغاية، لأننا إذا فشلنا في رؤية الجانب الخاص من الحرب، أي جانب عدم قتل النساء جسدياً، بل تحويل أجساد النساء وأرواحهن إلى سلعة في السوق، فسوف نقلل من أهمية استراتيجية الحرب العالمية الثالثة وبالتالي نخطئ في تقييمها على الوجه الصحيح، وإن الانتقاص من قيمة جهد المرأة، وتحويل كل عضو من أعضاء جسد المرأة إلى سلعة جنسية، والوصول بالأنوثة إلى مستوى مهين، وتحويل جسد المرأة إلى حقل للعمليات الجراحية من خلال العمليات التجميلية، وتحديد كل شيء بدءاً من عدد الأطفال الذين يجب إنجابهم إلى كيفية اللباس والعيش من قِبل الهيمنة الذكورية، هي مشاريع تكتيكية للحرب التي تواجهها المرأة في كل لحظة، وبالطبع، بما أنها مجزأة، فإن العنف ليس مرئياً بالكامل، ولكن إذا جمعنا هذه العمليات الجسدية والمعنوية المجزأة سيظهر مستوى عنف على مستوى القنبلة الذرية، وتُحدث هذه الحرب تفككاً رهيباً في المرأة، في بنيتها الجسدية والنفسية والروحية وعالم علاقاتها، فالمرأة التي تتفكك بنيتها الجسدية وعالمها يعني تفكك المجتمع وتفكك الطبيعة، ولهذا السبب، تحوّل عالمنا إلى عالم مجرد من الحب والنور والمعنى.

تؤدي المرحلة التي تُسمى بالحرب العالمية الثالثة، كما في حالة فلسطين ولبنان وكردستان وأوكرانيا، إلى إفساح المجال أمام الانهيار والمجازر والهجرة الجماعية بحيث يصل بها الأمر إلى الإبادة الجماعية والتغيير الديمغرافي، فما هو الخط السياسي ونوع النضال الذي يجب أن تتبعه نساء العالم في مواجهة هذه المرحلة؟ ومن هي ديناميكيات جبهة المقاومة ضد الحرب؟

أولاً وقبل كل شيء، من المهم جداً أن نفهم أن هناك حرباً خطيرة جداً ومنظمة ومستمرة، وبهذا المعنى، من المهم جداً أن نحلل جيداً من وما هو معادٍ للمرأة، فكما أننا عندما نرى قدماً واحدة للفيل ونتعرف عليها، فإن هذه القدم لا تمثل الفيل، ولا يجوز التعبير عن الهيمنة الذكورية بإصدارات مختلفة ومجزأة، ومن الضروري أن يرى الإنسان التكامل والاستمرارية هنا، وهذا هو الجانب الأكثر حسماً للنظام.

ولهذا السبب، في هذه النقطة، يجب كحركات نسائية، من الضروري أن نرى ونُسمّي الحرب التي طورتها الهيمنة الذكورية من كافة الجوانب في جميع أرجاء العالم، وأن نحدد استراتيجيات وتكتيكات النضال في هذا الاتجاه، ومن المهم النظر إلى عمليات الإبادة الجماعية على أنها وجهان لعملة واحدة انطلاقاً من مناطق الحرب مثل فلسطين وكردستان ولبنان وأفغانستان والسودان وإثيوبيا واليمن وأوكرانيا وغيرها، وصولاً إلى عمليات الإبادة الجماعية المرتكبة بأشكال مختلفة في البلدان التي لا توجد فيها صراعات من هذا النوع، وتحديد خارطة طريق من خلال تحديد الاختلافات في إطار تكاملها، وخوض النضال من خلال التعاون في هذه المسألة وتقسيم العمل.

ولقد جُعلت المرأة أسيرة الرجل في عملها وجسدها وروحها وهويتها وكل ما تملك، وتم سجنها في أقفاص التي تُرى أحياناً ولا تُرى في كثير من الأحيان، كما أن طموح النظام الرأسمالي وهدفه في الهيمنة على العالم يهيمن أيضاً على الأفراد الذكور المنضوين في هذا النظام، ولهذا السبب يشجع على امتلاك المرأة في كل جانب من جوانبها وجعلها ملكاً له، وهناك نسبة كبيرة من النساء اللواتي تعرضنَّ للقتل والاضطهاد والاستغلال يكون الجناة فيها إما أزواجهنّ أو عشيقاتهنّ أو ذوهنّ مثل الآباء والإخوة وأقاربهنّ المقربين، وقد أدى تشجيع الرغبة في الهيمنة في التمييز الجنسي لدرجة أنه لم يتركوا أي طريق آخر للرجال سوى امتلاك المرأة والاستحواذ عليها، وإن قانون ”إما أن تكوني لي أو للأرض“ يجري تنفيذه بشكل عام، بدءاً من الدول الذكورية، مروراً بهياكلها المؤسساتية، وانتهاءً بالأفراد الذكور، لذا، فإن هذا الوضع الحالي يفرض علينا كحركات نسائية أن نضع استراتيجية تضمن للمرأة الدفاع عن نفسها وبناء حياة حرة ومتساوية، من الأهمية بمكان أن يكون لهذه الاستراتيجية طابع موحد من المحلية إلى العالمية، ولا يمكن تحقيق نضال مثمر ضد النظام الرأسمالي المهيمن وإصداراته المختلفة التي تجزئ الاختلافات وتجانسها وتضعف الإرادة بهذا المعنى، إلا من خلال تنظيم النساء اللواتي يرينَّ اختلافاتهن كثراءً وينمّينَّ أنفسهنّ من خلال الالتقاء بالآخر وتنظيمه، ولا شك أنه قبل كل هذه الأمور، لا يمكن أن يكون ممكناً إلا بالحفاظ على استمرارية وجودنا أولاً، أي بالدفاع عن أنفسنا بطريقة منظمة ضد هذا النظام المدمر، وليس محكوماً على أجسادنا أن تُغتصب وتُقتل وتُدفن تحت الأرض، ويُعثر عليهنّ على ضفاف السدود والبحيرات، ممزقة إلى أشلاء وفي أكياس القمامة، وإن الاستغلال ضد كل جزء من أجزاء روحنا وجسدنا وجهدنا والقيام بأشياء سيئة ليس قدراً، ولكنه مفروض كقدر، وإن السبيل الوحيد لتغيير هذا المصير المفروض هو تطوير الدفاع الذاتي للمرأة من خلال تطوير نضال واعٍ ومنظم ومنهجي ومستمر.

وقد أفضت الحرب العالمية الأولى إلى بروز الثورات الاشتراكية، ومهدت الحرب العالمية الثانية الطريق لتوسيع النضال الاشتراكي، وانتصار نضالات التحرر الوطني، وتطور النضالات البيئية  واللاسلطوية والنسوية، أما الحرب العالمية الثالثة تمهد الطريق لثورة المرأة والثورات بقيادة المرأة، وعندما تعبر هذه المرحلة الثورية عن نضال موحد للمجموعات والشرائح الديمقراطية والاشتراكية والبيئية واللاسلطوية والنسوية والثقافة والمعتقدات، فإن المرأة هي تتولى الريادة لها، وعندما تكون هذه الشرائح بشكل أساسي هي التي تشكل ديناميكية المقاومة ضد الحرب ومن أجل السلام، فإن الحاجة الأكثر إلحاحاً هنا هي تحقيق تعاون هذه القوى الديناميكية المتفككة، ونحن النساء أيضاً لدينا مسؤولية تاريخية كهذه، حيث أن استراتيجية الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية لديها في الوقت نفسه القوة البناءة والوظيفية للقيام بدور تاريخي كهذا.

إن الأزمة والفوضى التي تعيشها الحداثة الرأسمالية تخلق الفرص أيضًا وكيف يمكن للمرأة أن تستفيد من هذا الوضع؟ وكيف وبأي وسيلة يتوجب اتخاذ موقف ضد هذا الحروب؟
نحن بصفة المرأة ضد جميع حروب الاستغلال بكافة أنواعها والحرب العالمية الثالثة التي نتحدث عنها، و لكن الجدلية الأساسية للكون والحياة هي تطوير الحماية الذاتية، حتى الكائنات البدائية لم يخطؤوا اتجاه هذه الحقيقة الواضحة والبسيطة وتمكنوا من ضمانها بطريقة ما، وفي مقابل هذه الحرب ضد المرأة و المجتمع والطبيعة والحياة، لا يوجد شيء أكثر طبيعية من تطوير الحماية الذاتية  ومن الواضح أنَّنا لا نستطيع التعامل مع وحش العنف"اللوياثان" الذي يهيمن عليه الذكور بمجرد الكلمات أو ببعض الانشطة وبالطبع لا نستبعد هذه الاشكال من الانشطة، ولكننا نريد أن نقول إنها ليست كافية، النقطة الأساسية هي أنه من خلال إنشاء استراتيجية ونظام الحماية الذاتية، يمكنهم منع ومنع وإنهاء هذه الحرب والإبادة الجماعية ضد المرأة.

ولهذا لا بد من وضع استراتيجية موحدة ضد الهجمات القومية والدينية والجنسوية والعلموية ولو أعطينا مثالاً من المناطق التي تشهد حرباً حالياً؛ في الحرب الأوكرانية الروسية، لا يتعين على النساء الأوكرانيات والروسيات قبول الصراعات العنصرية بين الدولتين والدخول في هذه السياسات العنصرية.

 في النهاية، هذه هي المُسألة للحرب الأهلية لسلطة الذكور وهم يريدون الانتصار في هذه الحرب الأهلية ومن ينتصر في الحرب فلينتصر ولكنَّ الخاسر الحقيقي في الحرب هم النساء والأمهات والأطفال والمجتمع والطبيعة، فلماذا لا تتخذ المرأة الأوكرانية والمرأة الروسية موقفاً ضد هذه الحرب، ولماذا لا ترفعنَ صوتاً موحدا وتمنعنَها؟ ومرة أخرى، إذا التقت المرأة الفلسطينية والمرأة الإسرائيلية ونظمنَ صفوفهنَ وفق منظور مشترك قائم على استراتيجية الكونفدرالية الديمقراطية الإسرائيلية -الفلسطينية التي ستجلب السلام الحقيقي بدلاً من حل الدولتين، وتتجمعنَ وفق منظورٍ مشتركٍ ومنظم وإذا ناضلنَ وفقاً لذلك ، أفلا تتمكنَ من تغيير مصير الحرب؟ إذا اتحدت المرأة التركية والمرأة الكردية على أساس الجمهورية الديمقراطية، واتخذنَ موقفاً مشتركاً ضد هذه الحرب المستمرة، وتقمنَ ببناء جمهورية على أساس نظام ديمقراطي وتحرري ومتساوي، ألن يغير ذلك مسار التاريخ بشكل جذري؟ 

وتستخدم سلطات الدول المتحاربة كل الموارد الروحية والمادية والقيم والشبيبة والمرأة والأطفال والاقتصاد وكل موارد البلاد، إذا ناضلنَ النساء لقطع هذه الموارد المادية والروحية التي تستخدمها الدولة باسم المشاعر الوطنية، قامت بمشاركة جميع مكونات المجتمع الأخرى، فإنَّهنَ من ستغيرنَ المصير وبهذا المعنى، ينبغي تطوير سياسة السلام النسائية ضد العنصرية من منظور الأمة الديمقراطية وعلى أساس تنظيم القوة السياسية الموحدة للمرأة والحماية الذاتية.

 عندما تجتمع المرأة التركية والكردية والإسرائيلية والفلسطينية، ونساء الدول الأخرى معًا على أساس الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية، ستظهر القوة السلمية الحقيقية لبديل الحرب العالمية الثالثة.  

مرة أخرى، في مواجهة سياسات الفرقة والعداء والصراعات الدينية، تستطيع النساء من مختلف الشعوب والمعتقدات أن يقفنَ في وجه هذه الحروب الدينية التي لا نهاية لها تحت مظلة الإيمان بالديمقراطية، ويصبحنَ عائقاً أمام ذلك ويصبحنَ القوة البديلة للعقيدة الديمقراطية. 

كافة المصادر العقائدية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والفنية والقانونية والإعلامية وغيرها التي تدعم التمييز الجنسوي وتعزز العناصر القوية أيديولوجياً وسياسياً وأنَّ القيام بالواجبات السلبية والإيجابية حيالها تظهر جانباً مهماً جداً في نضال المرأة، ومن وجهة نظر المرأة، أدى التنظيم الذاتي واتخاذ القرارات المتعلقة بها وتنفيذها إلى ظهور الجنسوية والفاشية بين الذكور.
على سبيل المثال، لا تحاكم الدولة المجرمين القتلة والمغتصبين الذكور؛ وقتها تلتزم على المرأة أن تبني مؤسسة العدالة داخل نفسها، وتتولى وضعها هناك، وتجري محاكمة لهم وتنصفهم بنفسها. تتوجب على النساء التي تعاني ظروفاً اقتصاديًا سيئة أن تجتمعنَ معًا في خلية صغيرة "كومين" أو لجنة وتديرنَ أنشطة مجتمعية حتى تتمكنَ من إعالة أنفسهنَ، وبعد ذلك يمكنهنَ إنقاذ أنفسهنَ من الوضع الحتمي المتمثل في الاعتماد على الرجال وأرباب العمل. 

المشاكل الصحية خطيرة للغاية، بالنسبة لصحة المرأة والأطفال، على أساس الكومينات والمجالس الصحية، يجب بذل جهود كبيرة ويجب تحرير المرأة من براسن السلطات في هذا المجال، و يمكن لوسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الحديثة "الدجيتال" تمكين المرأة من حيث الفخاخ التي تقع فيها المرأة، وكشفها، والسماح لها بالإدانة، وإظهار مواقفها، وإنشاء شبكات إعلامية من منظور المرأة تمكنها من تطوير حل من خلال إنشاء بديل خاص بها.

 وبنفس الطريقة يمكن اتخاذ موقف واضح ضد الفاشية الجنسوية التي يعاد بناؤها في مجال الثقافة والفن ويمكن تعزيز البدائل ويمكن إيقاف العمليات التجميلية الفاشية على جسد المرأة، وتأسيس تصور جمالي قائم على الأخلاق ويجب على المرأة أن تقرر مدى جمالها وألا تترك الأمر للرجال ويمكن الحصول على الأدوات المادية للحماية الذاتية ويمكن تنظيم الشبكات مرة أخرى.

يمكن تقديم العديد من الأمثلة الأخرى من الحياة، لكن النقطة الرئيسية التي نريد توضيحها هي أن النساء المحاطات بجدران رهيبة، مقابل هذا الجدار، تلتقينَ ببعضهنَ البعض كلما رأوا الحاجة، ويشعرن بالتنظيم من خلال مساعدة بعضهنَ البعض، وتقوية بعضهنَ البعض من الناحية السياسية والتنظيمية والحماية الذاتية وبناء الشبكات واللجان والمجالس بدعم متبادل وفي بعض الأنشطة النسائية ترفع شعارات "لن يسِرنَ وحدهم" يمكننا أن نساهم بهذه الطريقة: "سوف يسِرنَ مع اللجنة"، "سوف يسِرنَ مع الكومين"، "سوف يسِرنَ مع المجلس"! أي أنه عندما تمشي امرأة، فهذا يعني في الواقع أن المنظمات والحركات النسائية وشبكات حرية المرأة تسير معها، إن التنظيم والمسيرة بمثل هذا الادعاء والنضال والإدارة الذاتية ضد الجنسوية سوف ينشر أشعة نور المرأة في كل مكان.    
مرة أخرى، في مواجهة العلموية التي تمثل قمة الذهنية الذكورية المهيمنة، فإنَّ نمو القيم الفكرية والأفكار النظرية المتمركز حول المرأة والذي ظهر حول علم المرأة "الجنولوجي" أمر مهم للغاية، بداية كل شيء هي المعرفة والتنوير بقيم الوعي النسوي.

 في منظور المرأة وعلمها، ضد التناقضات الحالية والتاريخية وضد ممارسات الحرب الخاصة، يمكن أن تكون قوة مع الحس السليم للنساء وفي الحقيقة فإنَّ الوعي الذي يتطور من خلال طريقة ونظرية الجنولوجي سيجعل من الحركات النسائية قوة موحدة ومتكاملة، وبالطبع نحن ندرج والفكر والذهنية النسوية في ذلك وبهذا المنظور يمكن تصحيح التشوهات التاريخية، وتدمير كل سياسات الإبادة والحرب الخاصة المفروضة الآن، وكذلك تطوير وبناء القيم البديلة.

وفي هذا الصدد، فإنَّ الحماية الذاتية هي بمعنى بناء نظام نسائي ديمقراطي ضد كل عناصر نظام الهيمنة الذكورية – السلبية وفي نفس الوقت تتطلب واجبات نضالية إيجابية أمامنا و إذا لاحظتم، فنحن لا نتحدث فقط عن حماية امرأة أو مجموعة أو قسم من النساء هنا، نحن نتحدث عن نظام الحماية الذاتية، الذي يتوسع ويضمن جميع أنواع الحماية والمطلوب هو الحماية الذاتية للمرأة بشكل خاص  وأصدقائها وأطفالها وطبيعتها ومجتمعها والحياة بشكل عام ولهذا السبب، من المهم رفع وتيرة النضال المنظم والمنتفض والبناء، سواء كان صغيراً أو كبيراً، سواء كان بسيطاً أو معقداً، سواء كان المستوى الإقليمي أو العالمي، فهما متصلان في كل مكان وفي أي وقت، إنَّ مثل هذه الاستراتيجية الشاملة للحماية الذاتية، من دون قول "ماذا لي" أو انتظار حدوث ذلك، من شأنها أن تخلق قوة سلام بديلة ضد الحرب العالمية الثالثة.

نشرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية وحزب الحياة الحرة الكردستاني بيانًا مهمًا للغاية في الربيع الماضي ودعت جميع النساء إلى تطوير ومشاركة نضال الحماية الذاتية ضد الحرب العالمية الثالثة بهدف حماية المرأة والمجتمع والحياة والطبيعة، كيف كان الرد على هذا البيان؟ ما هو أساس شروط هذه المساهمة وما هي الطرق التي يمكن تحديدها؟

لقد حدد بيان الحماية الكردستانية الذي نشرناه في نيسان، أجندة في كردستان وخارج كردستان كحركة نسائية، لدينا تاريخ يمتد لاثنين وثلاثين عامًا من الحماية الذاتية ونحن نعتبر أنَّه من المهم جدًا مشاركة هذه التجربة المهمة والتاريخية مع الحركات النسائية الأخرى ،و في عملية تواجه فيها النساء مثل هذه المشاكل الخطيرة، لدينا العديد من الأدوار التي يجب أن نلعبها، كحركات نسائية، نحتاج إلى وضع هذه القضية على جدول الأعمال ومناقشتها بشكل أكبر واتخاذ خطوات ملموسة بقرارات مشتركة وبطبيعة الحال، لم نعتبر هذه القضية مسألة قصيرة الأمد ومؤقتة وفي وقت نشر البيان، اعتبرنا هذا الموضوع من المواضيع التي يجب أن تبقى على جدول الأعمال خلال العام وما بعده وأن يتم تقيمه وفي هذا الصدد ورغم أنَّه ليس بالمستوى الذي أردناه، إلا أنه في بعض الجوانب تم وضع جدول أعمال ودائرة نقاش وقد تطورت بعض الأبحاث التربوية وحلقات النقاش حول هذا الموضوع وبما أن بداية كل شيء هي الوعي، فقد كانت هذه الأمور مهمة بالتأكيد ومع تطور الوعي بالحماية الذاتية، تتطور قوة التنظيم والنضال وفقًا لذلك و لكن بالطبع لا ينبغي حصر ذلك  على المناقشة والتعليم  فقط ،فهذه الأجندة تحتوي بشكل أساسي على أهداف وغايات لتطوير منظمات الحماية الذاتية وفقاً لبعض الشروط.

في الفترة الماضية، كان صوت المرأة في الهند ضد جرائم القتل العام للمرأة التي تحمل شعار "المرأة ، الحياة، الحرية" وردود الفعل التي تطورت ذات معنى كبير ومع ذلك، فمن المهم جدًا للمرأة الافغانية  ونساء أمريكا اللاتينية ونساء جنوب أفريقيا والنساء البلوش والنساء في الدول الغربية أن يرفعوا أصواتهنَ ضد جرائم القتل العام التي تمارس ضد المرأة وتصرخنَ وتدافعنَ عن حقوقهنَ، لكن من الضروري أن نتوج كل ذلك بتنظيم الحماية الذاتية.

وكما قلنا في منطقتنا وفي العالم، فإن الاعتداءات ضد النساء كبيرة ومشتركة في جميع المجالات هناك حاجة إلى نظام متماسك للحل ولهذا السبب، يتوجب علينا على الفور تطوير منظمات الحماية الذاتية وهذا أمر حيوي وإذا وضعت الحركات النسائية في العالم هذه القضية على جدول أعمالها بشكل واسع وجدي، فسيتمكنَ الجميع من تطوير أدوات وأساليب الحماية الذاتية بمهارة وفقاً لخصائصهم وبيئتهم المحلية.  

هل هناك مناطق في كردستان تتطلب الحماية الذاتية للمرأة؟ لأنكم قلتم: "على المرأة أن تحمي نفسها بالتصويت والكلام والسياسة والتنظيم والفن والعدالة والتعليم والاقتصاد" فكيف سيتم القضاء على هذه الفجوات والنواقص؟

تتطور سياسات الإبادة الجماعية في كردستان على أساس الإبادة الجماعية للنساء وتستمر بطريقة متعددة الأوجه ويمكن رؤية ذلك بوضوح في شمال وجنوب وشرق كردستان، و يستمر هجوم النظام الإيراني ضد النساء بلا هوادة وخاصة إعدام المقاومات اللواتي شاركنَ في انتفاضة "المرأة،الحياة، الحرية"، حيث يتم تنفيذ حكم الإعدام كل يوم على النساء اللواتي استمررنَ في النضال الديمقراطي ضد النظام.

 بعد صدور قرار حكم بالإعدام على الرفيقة باخشان، صدر حكم الإعدام على الرفيقة فريشة مرادي وهذه هي ذروة سياسة الإبادة الجماعية بحق المرأة، كل يوم في أجزاء الثلاثة من كردستان، يتم ممارسة عمليات؛ القتل والإساءة والاستغلال والهجرة والاختفاء وتحويل الدعارة وإدمان المخدرات والتحريض والتجسس والهجمات العنصرية والإبادة الجماعية للدول المضطهدة تحت قيادة الدولة التركية ويصاحبها الجنسوية المتخلفة التي تتم إثارتها في المجتمع تتم محاولة لقمع إرادة المرأة التي بدأت في التحرر، وتتطلب أن تكون النساء تحت الحصار بالكامل وفي مناطق مثل روج آفا وشنكال ومخمور، حيث تطورت ثورة المرأة من خلال نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، هناك هجمات خطيرة ضد إنجازات ومكتسبات المرأة وبنيتها التنظيمية.

وبما أن كل هذا يحدث بشكل منهجي، فإنَّه يوضح أيضًا أن الحماية الذاتية ليست كافية، نعم، هناك نضال منظم للمرأة الكردية في جميع أنحاء كردستان الأربعة وخارجها وهو يستحق ذلك، ومع ذلك، كما نقول بإصرار هناك هجمات قتل عام للمرأة على أساس الإبادة الجماعية، ولا ينبغي النظر إليها  خارج الخط و تكمن المشكلة هنا في القدرة على الاستمرار في نضال الردع والإعاقة  ضد نظام الحرب الخاصة الذي يهيمن عليه الذهنية الذكورية المستبدة للحصول على نتائج بشكل مستمر ويجب عليهم تطوير بدائلهم الخاصة التي تضع بصمتهم على جدول الأعمال.

 وفي هذه المرحلة، هناك أحياناً قصور في تطوير البرامج والأساليب الإبداعية، وأحياناً في ضمان الاستمرارية، وقد تكون هناك صعوبات في التركيز على الوعي والتنظيم المرتكزين على المرأة بمعنى آخر، أن تكون منظمًا لا يكفي، فمن الضروري أن تكون منظمًا بما يتماشى مع حرية المرأة ومقتل نارين، التي هي على جدول الأعمال، هي خيرُ مثالٍ على ذلك وهو نفس الحال بعد مقتل روجين إذا لم يكن هناك تنظيم وتوعية وردع فمن يستطيع أن يمنع هذا النظام الذكوري الفاشي؟

وبالطبع في هذا الموضوع نود أن نذكر ما يلي: "حركة المرأة الحرة –ستار هي قوة الحماية الذاتية في القرن الحادي والعشرين، التي تقاوم وتناضل ضد هجمات الجيش التركي الفاشي الذي اعتمد على قوة مثل الناتو، هذه الهجمات ليست مجرد هجمات عادية، بل هي حرب يتم فيها إسقاط أطنان من القنابل يومياً، وتستخدم فيها القنابل التكتيكية الكيميائية والنووية، من مرتزقة داعش إلى قوات الكوماندوز الخاصة وحماة القرى وقوات البيشمركة التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني وتستخدم جميع أنواع العناصر الأخرى ويقف مقاتلات حركة  المرأة الحرة في  مواجهة كل هذه القوى بشجاعة كبيرة وإتقان واحترافية وهذا مثال عظيم لكل من المرأة الكردية ونساء العالم.

إذا فكرت النساء بأنفسهن، وآمنن بأنفسهنَ وناضلنَ من أجل تنظيمهنَ، فلا شيء يمكن أن يوقف أمامهنَ، تقوم مقاتلات حركة المرأة الحرة-ستار بالوقوف في وجه الموت وعلى إبراز قيم الحماية الذاتية في عصرنا واحدة تلو الآخرى،و ينبغي استقاء القوة والإلهام من هذا، ومن المهم جدًا تنظيم وحشد هذه القوة ضد الدولة التي يهيمن عليها الذهنية الذكورية، والأفراد والمؤسسات التي يهيمن عليها  الذهنية الذكورية في الحياة الاجتماعية.

موضوع آخر مهم هو توضيح الحرب في كردستان لشعب تركيا وخاصة المرأة، لقد مهدت حرب الإبادة الجماعية التي قامت بها دولة الاحتلال التركية والعنصرية التي أطلقتها، الطريق للشخصية الذكورية الفاشية ، في السنوات الأخيرة، لا شك أن عدد وأنواع الهجمات على المرأة والأطفال هي من عمل وسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، إنَّ نظام أردوغان القائم على الرجل الواحد و"الرجل" الذي طوره في نفسه، هو مثال للذكورة المهيمنة، وبالتالي فإنَّ الفاشية تنتشر أكثر فأكثر في المجتمع وتسبب دماراً كبيراً، و إنَّ تزايد المشاكل الاقتصادية يعود إلى تكلفة هذه الحرب على الشعب الكردي، وهذا ما يجعل المشكلة تعمق وتصبح أكثر صعوبةٍ وهذه هي نطلق عليها الفوضى بعين ذاته.

تحارب المرأة الكردستانية والتركية ضد سياسات الحرب والهجمات التي تشنها حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ولهنَ مكانة مهمة جدًا في الحماية الذاتية للمرأة وعندما نقول إنَّ هذه الحرب ونموذج الرجل الواحد انتشرت في الشرق الأوسط، فإنَّ أهمية الموضوع تتزايد، المرتزقة، المافيا، حزب الكونترا، قتلة الإنترنت، أولئك الذين يصابون بالجنون، أولئك الذين يتفاخرون بارتكابهم للمجازر، أولئك الذين يحرضون على العنف، كل هؤلاء يتزايدون سواء في تركيا أو في المناطق التي تحتلها دولة الاحتلال التركية والشعار هو "لا تصمت، طالما بقيت صامتاً، سيأتي دورك" واليوم انتقلت هذه الدور من كردستان إلى تركيا، وتأكدت هذه الحقيقة مرة أخرى. في مثل هذه العملية، من المهم جدًا تطوير وتفعيل الخط المشترك للحركات النسوية التركية والكردية اللاتي يعززنَ بعضهنَ البعض ويظهرنَ التضامن والنضال معًا و يمكننا أن ننتصر على نظام الرجل الواحد هذا من خلال نضال المرأة الموحد ومتعدد الأوجه.

وكحركة المراة، يتوجب علينا أن نرفع أصواتنا ونتخذ الإجراءات بشأن تركيا في القرن الحادي والعشرين، أي الجمهورية التركية التي تمت مناقشتها منذ 101 عام، يتوجب علينا أن نضيف لوناً وبعداً جديدا لتطور النضال الموحد والتحرري للمرأة وأن نطور بأيدينا جمهورية جديدة وديمقراطية مرتبطة بثورة المرأة، هذه الجمهورية الديمقراطية التي ستنشأ من خلال ثورة المرأة والحماية الذاتية، ستكون نموذجاً حقيقياً للشرق الأوسط، ونموذجاً يستحقه الشعب والمراة وكل الفئات المضطهدة، لدينا مثل هذا الأفق التاريخي الواسع.

ما الرسالة التي تود توجيهها بمناسبة 25 تشرين الثاني، اليوم العاملي لمناهضة العنف ضد المراة؟

وكانت منسقية منظومة المرأة الكردستانية قد نشرت رسالة قبل هذا الشهر بتاريخ 25 تشرين الاول، وكان هذا على مستوى البيان وهي مهمة وفي الفترة ما بين 10 و25 تشرين الثاني، انطلقت الحملة تحت شعار "نحمي حريتنا بالمرأة،الحياة ،الحرية" في هذه الأيام الخمسة عشر، يتم الكشف عن المجازر ضد المرأة وجميع أنواع العنف ضد المرأة، وبهذه الطريقة يتم تمكين المرأة في قضايا كيف سنوقف هذا العنف وكيف سنتغلب عليه ومناقشته وتحويله إلى خطوات ملموسة، مهمة جداً، الشيء الأكثر قيمة وذات مغزى هو أن جميع القضايا التي تحدثنا عنها أعلاه يجب أن يتم طرحها على جدول الأعمال من خلال مختلف المظاهرات والأنشطة، وكل مناقشة وتعليم من شأنه أن يؤدي إلى تنظيم وتطوير شبكات الحماية الذاتية.

من استهداف أخوات ميرابال إلى سارة ونخشان وكلستانان والنساء الثوريات اللواتي تم استهدافهنَ، في كل لحظة يتم استهداف الآلاف والملايين من النساء والأطفال الذين لا تُعرف أسماؤهم، ويتم إغتصابهم ويواجهون أشكالًا مختلفة من العنف في المجتمع، ونحن مدينون لهم في بناء حياة حرة ومتساوية، إن نتائج هذه الإبادة الجماعية وأعمال العنف لها التزامات تفرض علينا وفي هذا الصدد، أود أن ألفت الانتباه مرة أخرى إلى رسالة منسقية منظومة المرأة الكردستانية.

نحن نساء، نحن موجودون! نحن الطبيعة والمجتمع والحياة! لا يمكنك قتل الحياة!

كلنا نقول "حرية المرأة" ضد اضطهاد المرأة!

كل امرأة تم استهدافها هي دعوة لثورة المرأة!

المرأة، الحياة، الحرية ضد الاحتلال والخيانة وعنف الرجال!

انتصروا بالمقاومة ودعونا لا نصمت وننتظر دورنا ولذلك فإنَّني أدعو جميع الرفاق والأصدقاء من المرأة والأمهات والنساء والشبيبة الثورية والفتيات والرجال الذين يبحثون عن الحرية ويناضلون من أجلها، إلى المشاركة بقوة في حملة منسقية منظومة المرأة الكردستانية هذه التي تستمر 15 يومًا.

وأخيرا أحيي كل المناضلين من أجل الحرية وأتمنى لهم التوفيق.