جثمانا الصحفيين جيهان وناظم يواريان الثرى في قامشلو

وُري جثمانا مراسلة وكالة (هاوار) جيهان بلكين، والصحفي ناظم داشتان الثرى، في مزار الشهيد دليل ساروخان بمدينة قامشلو، وذلك بعد منع سلطات الاحتلال التركي السماح بدخول جثمانهما إلى شمال كردستان.

ارتقت الصحفية جيهان بلكين، مراسلة وكالة هاوار، والصحفي ناظم داشتان إلى مرتبة الشهادة في 19 كانون الأول 2024، إثر استهداف مسيّرة لدولة الاحتلال التركي للسيارة التي كانت تقلّهما على الطريق الواصل بين سد تشرين ومدينة صرين جنوب مدينة كوباني، والصحفيان ينحدران من شمال كردستان.

 

ومنذ 6 كانون الثاني الجاري، ينتظر وفد مؤلف من أفراد عائلة الصحفيَين ونائب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في ميردين كاموران تانهان وممثلي (DFG) و(OHD) ومنظمات المجتمع المدني، في بوابة خابور الحدودية في سلوبي بشرنخ بغية العبور إلى جنوب كردستان.

ومنعت السلطات التركية عبور الوفد إلى جنوب كردستان، بذريعة عدم وجود نظام، ومع تزايد الاحتجاجات على توقيف الوفد، أبلغ مدير الأمن في الناحية الوفد: "لا مشكلة لدينا لكننا ننتظر تعليمات أنقرة".

وتذرعت مديرية الأمن التابع للاحتلال التركي في سلوبي بتعطّل جهاز الأشعة السينية، وقبل التذرع بذلك، تُرك الوفد قرب البوابة ساعتين بذريعة "فقدان النظام"، وما أن انتقل الوفد إلى قسم الأشعة السينية حتى جرى توقيفه هذه المرة بذريعة تعطّل جهاز الأشعة.

وكان كاموران تانهان قد علّق على عرقلة عبور الوفد، وقال: "لم يعد هناك احترام حتى للجثامين والأموات، لا مثيل لهذا في أي مكان بالعالم، يحقّ للناس في جميع الحضارات تشييع جثامين أقربائهم وأحبائهم وفق تعاليم دياناتهم ومعتقداتهم، هذا حق طبيعي، حيث إنه ليس هناك أي داعٍ لتنظيم قوانين لاستلام الجثامين، ولأن هذا حق طبيعي نريد استلام الجثمانين، إننا نقوم بالواجب الإنساني الأخير تجاه الجثمانين، لا نريد إخراج عوائق لعرقلتنا، نريد فقط استلام الجثمانين وتشييعهما في مدينتهما".

وبعد الحجج الواهية التي تذرعت بها سلطات الاحتلال التركي ومنع دخول جثماني الصحفيين إلى شمال كردستان، نُظمت اليوم مراسم دفن لهما، في مدينة قامشلو.

وتوجّه رفاق درب الصحفيين إلى براد الشهداء لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهما، ووضعوا معداتهما الصحفية على نعشيهما، وحملوهما على الأكتاف وتوجهوا بهما إلى مزار الشهيد دليل ساروخان لإقامة مراسم دفن لهما، بموكب ضم العديد من السيارات.

ولدى وصول الموكب إلى مزار الشهداء، حمل رفاقهما نعشيهما على الأكتاف بمشاركة حشد كبير من الأهالي، وسط ترديد شعارات وهتافات تخلد مسيرتهما.

ووُري جثماناهما الثرى في مزار الشهيد دليل ساروخان في مدينة قامشلو.