صحف عربية...النفوذ التركي في سوريا واصطدام واضح بين أهداف ترامب ونتنياهو

تطرقت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، إلى زيارة رئيس سلطة دمشق أبو محمد الجولاني إلى تركيا، بالإضافة إلى المعادلات الحاكمة في الدول العالمية، والوضع في غزة.

سلطت صحيفة، الضوء على محاولات تركيا لملء الفراغ الذي خلفته إيران وتوسيع نفوذها في سوريا، فيما يرى محللون أن هناك معادلات في الشرق الأوسط يصعب تغييرها أو التمرد عليها. كما يوضح المشهد في غزة وجود اصطدام واضح بين أهداف ترامب ونتنياهو.

اتفاقية دفاعية تضفي شرعية على النفوذ التركي في سوريا

البداية من صحيفة العرب اللندنية التي تحدثت عن مساعي تركيا بإنشاء قاعدتين لها في سوريا، وقالت الصحيفة:" سعت تركيا لحماية نفوذها في سوريا والحفاظ على جهودها التي بذلتها على مدى سنوات لإسقاط بشار الأسد، من خلال رهن الإدارة الجديدة باتفاق دفاعي يؤسس لوجود عسكري تركي مباشر في البلاد وإنشاء قاعدتين عسكريتين وسطها، لتأمين استعمال الأراضي السورية في أنشطة عسكرية تركية".

ونقلت الصحيفة عن مراقبين، أن الاتفاق الأمني الجديد يُظهر مستوى التخطيط التركي في العلاقة مع المنطقة واستثمار الأزمات وتحويلها إلى فرص، في وقت لا تزال فيه تحركات بعض دول الإقليم تراوح مكانها في التعاطي مع ما يجري في سوريا ومن قبل مع ما جرى في ليبيا".

وأضافت "يرجح المراقبون أن يكون الاتفاق الدفاعي واجهة لاتفاقيات أخرى تفصيلية تمهد الطريق أمام الشركات التركية للسيطرة على الاقتصاد السوري في وقت يقول فيه رؤساء شركات وجمعيات تركية إنهم يعملون على إنشاء طرق شحن جديدة ووضع خطط استثمارية لتعزيز الطاقة الإنتاجية في سوريا التي عصفت بها الحرب، متوقعين نمواً كبيراً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين".

وأضافت الصحيفة: "إن انقرة تستعد للقيام بدور رئيس في سوريا الجديدة وملء الفراغ الذي خلفته إيران، التي كانت داعماً رئيساً للأسد، توسيعاً لنفوذ تركي ربما يثير منافسة مع دول الخليج ويقلق إسرائيل.

معادلات حاكمة على المنطقة!

أما صحيفة البيان الإماراتية، فذكرت أن نتنياهو مرهون لائتلاف اليمين، وترامب مرهون لرجال الحزب المحافظين في البيت الأبيض والكونغرس ومجلس النواب، ومحمود عباس «أبو مازن» لا يستطيع الخروج عن «فتح» ومنظمة التحرير، وحماس لا تستطيع التمرد على الجناح العسكري في كتائب القسام، بوتين لا يستطيع التنازل عن «القرم» أو تعديل وجود قواته في الأراضي الأوكرانية، وحلف الأطلنطي لا يمكن أن يكون له أي دور مؤثر وفعال من دون الوجود المادي والعسكري والتمويل الأمريكي، والصين لا تستطيع الخروج عن تعاونها الاستراتيجي مع الهند وروسيا وكتلة البريكس ومنظمة شنغهاي، و الحوثي لا حياة له دون إيران، و حزب الله لا يستطيع محاربة إسرائيل الآن، وبالتالي لا يستطيع فرض شروطه السياسية داخل النظام السياسي اللبناني، وسوريا بحاجة إلى إسكان وإعادة تأهيل 12 مليون سوري، كذلك مضطرة أن تقبل أي ضغوط دولية من الغرب".

ورأت الصحيفة إن "هذه المعادلات – للأسف – حاكمة، يصعب الخروج منها، لذلك يمكن القول إن السنوات المقبلة هي أعقد سنوات منطقة الشرق الأوسط".

هل تسكت المدافع في غزة… أم تشتعل الحرب من جديد؟

أما صحيفة القدس العربي، فتحدثت عن الأوضاع في غزة والمواضيع الشائكة في الاتفاق، وقالت:" هناك صدام واضح بين أهداف كل من الطرفين، نتنياهو والمقاومة إزاء غزة، إذ إن نتنياهو يرى أن القوة العسكرية للاحتلال، يجب أن تبقى حتى تنتهي حماس تماماً، بينما ترى المقاومة أنها لن تلقي السلاح حتى يرحل الاحتلال تماماً. وليس هذا هو الموضوع الشائك الوحيد في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق الدوحة بشأن غزة؛ لأن هناك موضوعين آخرين، الأول يتعلق بوجود القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، والثاني يتعلق بكيفية إدارة المعابر، حيث إن دور كل من الاتحاد الأوروبي ومصر يتوقف على طبيعة الاتفاق بشأن الإدارة الانتقالية في غزة، التي تصر إسرائيل ألا تكون السلطة الفلسطينية أو حماس جزءاً منها".

ورأت الصحيفة أن إسرائيل ستكون على استعداد لإنهاء الحرب إذا توقفت حماس عن الوجود كقوة عسكرية ومدنية وسياسية، بافتراض أنها يمكن أن تقبل ذلك طوعاً. في مقابل ذلك، فإن الهدف المعلن لحماس هو انسحاب إسرائيل من غزة تماماً. ومن المؤكد أن الصدام بين أهداف كل من الطرفين يشكل تحدياً لاستمرار الاتفاق والتهديد باستئناف القتال. الحرب، في هذه الحالة، لن تنتهي إلا بإعادة صياغة أهداف كل منهما. هذا هو التحدي الرئيس لمفاوضات المرحلة الثانية للاتفاق. ولهذا السبب فإن نتنياهو، طبقاً لتقارير أخيرة، يستعد لتعديل تكوين طاقم المفاوضات بإضافة وزير الشؤون الاستراتيجية رون درمر على رأس الوفد، كما يجهز المسرح السياسي المحلي لاحتمال انهيار الائتلاف الحاكم الذي يضم «الليكود» والأحزاب الصهيونية الدينية والمتطرفة، في حال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب لا توافق عليه بعض أحزاب الائتلاف".

واستبعدت الصحيفة بدء المفاوضات الجدية بشأن المرحلة الثانية قبل عودة نتنياهو من واشنطن، ووضوح رؤية كل من الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي للآخر، فما تزال هناك مسافة تفصل بين سياسة «أمريكا أولاً» وسياسة الهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط. ويكمن وجه الخطورة في غياب خطة عربية واضحة بشأن المستقبل.