وجاء ذلك من خلال بيان اصدره الحزب بمناسبة حلول الذكرى السنوية لثورة الشعب السوري حيث أشار من خلاله ايضاً بأنه يعتمدون على مبادئ وفلسفة الأمة الديمقراطية وجعلوها إطاراً لنموذج يضم كافة التلاوين الأثنية والعقائدية في الوطن السوري، ووضعوا خارطة الطريق لحل الأزمة السورية، وبأنهم دفعوا الثمن المطلوب لمقارعة أعداء الشعوب وأدواتها، ونوه الحزب من خلال بيانه بأن الإدارة الذاتية الديموقراطية التي أسستها مكونات شمال وشرق سوريا أصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في سوريا المستقبل.
وجاء في نص البيان أيضاً:
"اندلعت ثورة الشعب السوري في أواسط آذار 2011 مطالبة بالحرية والديموقراطية التي حرم منها على مدى حكم البعث كباقي شعوب الشرق الأوسط التي عانت من الإستبداد والديكتاتوريات، ولكن الشعارات فقط لم تكن كافية حيث لم تكن هناك طليعة شعبية أو جماهيرية سليمة تشعر بمعاناة الشعب، وتضع أصبعها على موضع الجرح، فظهرت معارضات أغلبها اعتمدت على القوى المغرضة بدلاً من طاقات الشعب التي لن تنضب، مثلما استغلت القوى الإقليمية هذه الفرصة فتظاهرت بعضها باحتضان المعارضة بهدف تمرير أطماعها التاريخية، وبعضها الآخر ساند النظام للغاية ذاتها.
نتيجة هذا الصراع أصبحت كارثية بكل أبعادها على الشعب السوري، مئات آلاف الشهداء وأضعافها من الجرحى ومعوقي الحرب وملايين المهجرين من ديارهم إلى الخارج والداخل ودمار حواضر ومدن وقرى تاريخية عريقة حافظ عليها الآباء والأجداد، وانتشار الفقر والعوزلدى كافة أبناء الشعب، وإستغلال المقاتلين الذين كان من المفروض أن يدافعوا عن أهلهم وشعبهم إلى مرتزقة سوريين يقمعون شعبهم في الداخل والشعوب الأخرى في البقاع الأخرى من العالم، ورب البيت وحاشيته الذين كان استبدادهم سبباً في الكارثة لا زالوا يقبعون في قصورهم بعد عشر سنوات من الصراع ولا تغيير في ذهنيتهم وممارساتهم قيد أنملة يحلمون بالعودة على سابق عهدهم، ويلقون باللوم على الآخرين ومؤامراتهم.
الدرس القاسي الذي دفعنا ثمنه باهظاً هو: الشعب الذي تحول إلى مجتمع الرعية والراعي نتيجة للإستبداد وكتم الأنفاس، لن يستطيع تقرير مصيره من دون طليعة ثورية وليدة من صلب الشعب تشعر بمعاناته وآلامه وتعتمد على طاقاته وإمكانياته، ولديها الإستعداد لدفع الثمن مهما كان كبيراً، ولو استطاع الشعب السوري خلق هكذا طليعة حرة في ذهنيتها وتملك إرادتها، لاستطاع التغلب على كافة المصاعب والتغلب على كافة المكائد لإيصال الشعب السوري إلى بر الأمان وسط هذا البحر المتلاطم الذي يسمى بالشرق الأوسط.
نحن في حزب الإتحاد الديموقراطي التزمنا بمنتهى العقلانية منذ بداية ثورة الشعب السوري وفتحنا عقولنا وصدورنا لكافة القوى الثورية للحوار حول مصير الوطن ولم نرتهن إلى أية قوة خارجية، بل اعتمدنا على طاقات وإمكانيات شعبنا السوري مستفيدين من تجاربنا وتجارب الشعوب الأخرى، وتمسكنا بتراث الآباء والأجداد في العيش المشترك وأخوة الشعوب، متجاوزين أخطاء القوموية والشوفينية واستخدام الدين أداة للسياسة، معتمدين على مبادئ وفلسفة الأمة الديموقراطية وحعلناها إطاراً لنموذج يضم كافة التلاوين الأثنية والعقائدية في الوطن السوري، ووضعنا خارطة الطريق لحل الأزمة السورية، ودفعنا الثمن المطلوب لمقارعة أعداء الشعوب وأدواتها، وأصبحنا بالإدارة الذاتية الديموقراطية التي أسستها مكونات شمال وشرق سوريا رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في سوريا المستقبل.
إننا في المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي وبمناسبة الذكرى العاشرة لإنطلاق ثورة الشعب السوري ندعو مرة أخرى كافة القوى الثورية والديموقراطية المعنية بمصير سوريا شعباً ووطناً إلى مراجعة مواقفها السابقة واستنباط الدروس من الكارثة السورية ومما آل إليه الشعب السوري والوطن السوري، والإلتفاف حول شعار”مصير سوريا بيد السوريين” والدخول في حوارات جادة مسؤولة بعيداً عن كافة الإملاءات السلطوية ومصالح القوى الخارجية، لنتوحد من أجل بناء سوريا حرة ديموقراطية لامركزية تتمتع فيها كافة مكونات الشعب السوري بالحقوق والحرية الفردية والجماعية، فذلك هو الوطن الذي يليق بالشعب السوري ومكوناته الأصيلة."
- يداً بيد من أجل بناء سوريا حرة ديموقراطية لامركزية لكافة السوريين.
المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي
قامشلو 15 آذار 2021