وجاء في نصّ البيان:
"تَستكملُ عفرين عامها الثالث تحت نير الاحتلال والإرهاب التركي وكل صفات القتل والجينوسايد التي لا تمت إلى الإنسانية مُطلقاً بأية صفة.
عفرين كانت انموذجاً ديمقراطياً متجمهر حول مبدأ أخوَّة الشعوب وحرية المرأة وتكريس وجودها وذاتها في ريادة المجتمع وقيادته وأصبحت عفرين مثالاً نابضاً بالحيويَّة لكل المدن في سوريا، فاحتضنت كل الشعب السوري عندما دَقَّتْ ساعة المِحن والمواقف التاريخية وقُرِعَتْ طبول الحرب الأهلية والإقليمية والدولية على التراب والجغرافية السورية التي تشرذمت وتقسمت إلى آلاف المناطق التابعة لفصائل وفرق وتنظيمات متناحرة متقاتلة بعدما انحرفت الثورة السورية عن مسارها وأصبحت مرتعاً لكل جهاديي وإرهابيي العالم بعد أن حشدتهم تركيا ووجهتهم وقامت بأدلجة هذه المجموعات لكي تدّمر بهم كل مكان تتنفس منه حرية وإرادة المرأة وأخوة الشعوب وكرامة الانسان.
في 20 / 1 /2018 وجهت دولة الاحتلال التركي كل مجاميعها الإرهابية الهمجية العنصرية التي تخلو من صفات الأنسنة مستخدمةً كل ترسانتها العسكرية والتكنولوجية إثر صفقة رخيصة مع مَنْ تَعتَبِر نفسها دولة ضامنة ومحافظة على السيادة السورية! وهي روسيا الاتحادية، وقامت تركيا وبصمت دولي ومساندة ضمنية من حلف الناتو بأكبر اجتياح إرهابي فاشي عنصري على القرى والبلدات الآمنة لمقاطعة عفرين، واستخدمت فيها كل أنواع الإجرام والعنف المُمنهج والنهب والسلب والغزو والإبادة العرقية التي كانت تستخدمها الدولة العثمانية إبان احتلالاتها في الشرق الأوسط وكردستان وأوروبا وشمال أفريقيا.
لم تُميز صواريخ وطائرات الاحتلال التركي بين أي شخص وعائلة، أطفالاً كانوا أم نساءً وشباباً وعُجَّزاً، بل كانت مُدمرةً مُستهدفةً البشر والحجر والطبيعة والإرث الثقافي والحضارة المتجذرة منذ فجر التاريخ، وكان جنودها يكتبون على قذائف مدافعهم ودباباتهم باللغة التركية (اختاري أي عائلة عفرينية !) ويتراقصون على أجساد الضحايا والعُزَّل، بالمقابل ومن خِلال حق الدفاع المشروع لم يتوانَ الشعب في عفرين ولم يتردد لحظة بالدفاع عن وجوده وانسانيته وتاريخه وأرضه، فرصَّ الصفوف في خندقٍ واحد مع وحدات حماية الشعب والمرأة التي قاتلت ببسالة وشراسة مستميتين في الدفاع المُطلق عن أرض عفرين الأبية محاولين إبعاد كل
حثالات الأرض التي جمعتها تركيا لاحتلال ترابهم المُقدس، فتعجبت كل الأنظمة الدولية والرأي العام العالمي لهذه المقاومة الأسطورية أمام دولة تُعتبر في مقدمة الدول عسكرياً، والتاريخ القديم والحديث يذكر لنا في صفحاته دولاً تم احتلالها من قبل دولٍ غازية أخرى خلال أيام وجيزة، في حين استمرت المقاومة في عفرين مدة شهرين بوتيرة ثابتة، وفي 18 آذار وبعد المقاومة التاريخية التي أبدتها بنات وأبناء عفرين ومقاتليها، قامت دولة الاحتلال التركي باحتلال عفرين بعد أن قررت الإدارة الذاتية الديمقراطية تجنيب المدنيين الإبادة الجماعية التي كادت أن تحصل من قبل الاحتلال التركي للشعب في عفرين، و بعد التخاذل الدولي وصمت الحكومة السورية وروسيا تم تهجير مئات الآلاف من العوائل وتشريدهم إلى المجهول، كما تم تدمير البنية التحتية لمدينة عفرين بعد أن شهدت نهضة اقتصادية لم تشهدها مدن سوريا بفضل الأمان والاستقرار السياسي والاجتماعي الذي حققته نضالات شعبنا ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الأسايش، وإلى لحظة كتابة هذه الكلمات ما زال الشعب في مخيمات الكرامة بمناطق الشهباء يقاوم كل أنواع الأساليب والسياسات الملتوية التي يمارسها النظامين السوري والتركي ويزداد اصراراً على العودة وبكل السبُل المتاحة، كما أن قوات تحرير عفرين مستمرة في عملياتها النوعية ضد مواقع الاحتلال التركي في الشهباء وعفرين.
نحن في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD نعتبر قضية تحرير عفرين من الفاشية التركية قضية مصيرية ووجودية، وسنعمل جاهدين بكل الإمكانات الشرعية والمُتاحة لتدويلها كي يشهد العالم وكل المنظمات الدولية والحقوقية على مدى فاشية وحقد دولة الإرهاب التركية وشناعة وقباحة أفعالها في المناطق التي احتلتها وخاصة عفرين، ولإبعاد شبح التقسيم عن سوريا والذي تحاول تركيا نسج خيوطه باحتلال المزيد من الأراضي خاصة بعد احتلال سري كانية وتل أبيض بصفقات دنيئة. لذلك، إن عودة شعبنا إلى أراضيه المُحتلة وتحقيق الاستقرار والسلم والأمان هو أحد مطالبنا الأساسية ضمن سوريا ديمقراطية لا مركزية، وخروج الاحتلال التركي من كل المناطق الذي قام باحتلالها للحفاظ على السيادة السورية والتي انتهكتها الدولة التركية، كما أننا نعتبر تحقيق الحل الشامل للأزمة السورية لا يكون إلا عبر إشراك الإدارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية في الإدارة السياسية والعسكرية المستقبلية لسوريا لوضع حلول جذرية للقضية الكردية وتضمين حقوق مكونات شمال وشرق سوريا في الدستور المستقبلي وعودة الأراضي المحتلة وفي مقدمتها عفرين الى شعبها".