تحدثت الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بروين يوسف، في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول الوضع الراهن في سوريا بعد سقوط النظام البعثي الذي حكم البلاد على مدار 52 عاماً، مؤكدةً أنه خلف إرثاً ثقيلاً من الظلم والقمع بحق الشعب السوري، وأضافت بروين أن هذا النظام كان قد فرض عقليته الديكتاتورية على الشعب، مانعاً إياه من حقوقه الأساسية، حيث كان السوريون بعيدين عن مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة.
وأوضحت بروين يوسف أن التوقعات والتطلعات التي يطمح إليها الشعب السوري قد تبدت مع استمرار العقلية الذكورية والفكر الأحادي في سوريا حتى بعد التغيير السياسي الظاهري، وقالت بهذا الصدد: "إن التوقعات بتحقيق التغيير بعد سقوط النظام البعثي تبددت عندما تولت "هيئة تحرير الشام" قيادة غرفة العمليات العسكرية في سوريا، مشيرة إلى أن هذه الهيئة تبنت نفس الذهنية التي فرضها النظام البعثي، لا سيما فيما يتعلق بالمرأة السورية، واعتبرت أن هذه الذهنية تروّج لفكر أحادي وذكوري يتعارض مع مبادئ العدالة والمساواة".
وفي سياق حديثها عن دور المرأة السورية، ذكرت بروين : "بعد مضي 13 عاماً من النضال، تمكنت النساء السوريات من تأسيس منظمات نسائية وأحزاب وتنظيمات سياسية واجتماعية وعسكرية، وأسهمنَّ بشكل فعّال في مختلف مجالات الحياة"، كما سلطت الضوء على تجربة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مشيرة إلى أن هذه التجربة تمثل نموذجاً مثالياً لإدارة شؤون المرأة وتحقيق المساواة.
وأكدت بروين يوسف أن الدور الريادي للمرأة في هذه الإدارة يعتبر مثالاً يُحتذى به عالمياً، وشددت على أن هذه التجربة تستحق أن تكون جزءاً من الدستور السوري الجديد، وذكرت أن العقد الاجتماعي لشمال وشرق سوريا يعكس هذه الحقوق ويضمن حماية حقوق جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك النساء والمجموعات العرقية المختلفة.
كما دعت بروين يوسف جميع النساء السوريات إلى أن يكنَّ صاحبات قرار في بناء سوريا الجديدة، معتبرةً أن ما تحقق من مكتسبات كان بفضل نضال طويل وشهداء قدموا أرواحهم في سبيل ذلك، تابعت قائلةً: "لقد استطاع نظام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أن يحمي ويصون حقوق كافة المكونات، وهو النظام الذي أسهم في كسر الديكتاتورية والعنف ضد النساء، وأسهم في تغيير دورهن في المجتمع".
وفي ختام حديثها، أكدت الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بروين يوسف، على أن تجربة الإدارة الذاتية تعد بمثابة نموذج لبناء سوريا ديمقراطية تعددية، وقالت بهذا الخصوص: "إن تجربة الإدارة الذاتية يمكن أن تكون مثالاً يُحتذى به لبناء سوريا ديمقراطية تعددية، وأنه يجب الاستفادة من هذه التجربة لبناء دولة ديمقراطية غنية بكافة مكوناتها"، وانتقدت السلطة في دمشق لرفضها الاعتراف بدور المرأة، معتبرة أن ذلك يشكل عائقاً أمام بناء سوريا ديمقراطية حقيقية.