اقتصاد المرأة ينظم نفسه بشكل مستقل ضمن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
تتبع النساء، اللواتي تم إقصاؤهن كلياً عن الاقتصاد إبان النظام البعثي، اليوم، نظامهن الاقتصادي الخاص في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
تتبع النساء، اللواتي تم إقصاؤهن كلياً عن الاقتصاد إبان النظام البعثي، اليوم، نظامهن الاقتصادي الخاص في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
تشارك المرأة في الإنتاج الاجتماعي من خلال عمل اللجنة الاقتصادية للحكومة الذاتية واللجنة الاقتصادية للمرأة التابعة لمؤتمر ستار، حيث هناك 60 تعاونية نسائية كجزء من هذا العمل.
استبعد النظام البعثي في سوريا النساء بشكل شبه كامل من المجال الاقتصادي، حيث تم تجنيد النساء العربيات المنتسبات للنظام في بعض الأحيان من قبل الدولة كموظفات في الخدمة المدنية، وفي أماكن مثل الرقة والطبقة، عملت النساء في الزراعة والحقول، لكن لم يكن لديهن المجال الإنتاجي الخاص بهن، وكانت جميع النساء الكرديات محصورات في المنزل باستثناء عدد قليل من النساء العاملات في الحقول.
لكن مع بزوغ فجر ثورة روج افا، أصبحت المرأة تشارك في الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية والعمل بعد ان كن عديمي الخبرة في المجال الاقتصادي، لذا كان هناك حاجة ماسة إلى نهج تمييزي إيجابي وتمثيل متساوٍ للمرأة في المجال الاقتصادي، حيث تم تشكيل اللجنة الاقتصادية على أساس المساواة في تمثيل المرأة وتقوم بعملها، وتوظف هذه اللجنة نصف النساء في مجالات عملها.
يتم تمثيل المرأة بالتساوي في اللجنة الاقتصادية العامة ولجانها الفرعية، ومن بين الجمعيات التعاونية العشرين التي تم إنشاؤها بدعم من اللجنة الاقتصادية، هناك 13 جمعية تعاونية نسائية، وتحوي هذه الجمعيات العدد الأكبر من النساء وتقدم اللجنة الاقتصادية للإدارة الذاتية القروض وأماكن العمل والأراضي والمعدات للنساء اللواتي يرغبن في إنشاء مكان عمل خاص بهن أو تكوين جمعيات تعاونية، وبالتالي تشجع النساء على المشاركة في الإنتاج.
مؤتمر ستار يقود اقتصاد المرأة بما يضمن حريتها
انخرطت النساء في الشؤون الاقتصادية بمبادرة من مؤتمر ستار، الذي تأسس عام 2003، هذا المؤتمر الذي يأخذ مكانه تلقائياً ضمن النظام في شمال وشرق سوريا، له دور يلعبه في سياساته لضمان إدارة الشؤون الاقتصادية العامة بطريقة ديمقراطية وفي إطار حرية المرأة، كما أسس اللجنة الاقتصادية للمرأة في عام 2015، وبالتالي نظم النظام الاقتصادي المستقل للمرأة، ويستمر بعمله حتى الآن دون انقطاع.
مؤتمر ستار ينظم اقتصاد المرأة
وفي هذا السياق اشارت عضوة اللجنة التنسيقية للجنة الاقتصادية للمرأة في مؤتمر ستار، دجلة آمد، إن مهمتها الرئيسية ستكون بناء نظام اقتصادي يمكِن النساء من الاعتماد على أنفسهن وقالت: "يقوم مؤتمر ستار على تنظيم جميع الاعمال والجوانب المتعلقة بها بشكل مستقل كما ينظم نفسه بشكل مستقل، مثل لجنة المرأة الاقتصادية التي نركز عليها، ويضمن نظامه دون ان يرتبط بالنظام العام بشكل كامل، لدينا هذا النوع من التنظيم والخط الأيديولوجي، أي نسعى لإبراز فن المرأة بدون دعم النساء في الخارج أو الاتصال بالعالم الخارجي، وإشراك النساء في العمل وإعادة خلق القوة الإنتاجية".
عشرات الآلاف من النساء يشاركن في الحياة الاقتصادية مع بزوغ فجر ثورة روج افا
وذكرت دجلة آمد أن النظام استبعد المرأة عن الاقتصاد، حيث استمرت مشاركتها النشطة في الإنتاج لسنوات، وقالت: "لذلك فإن العمل الذي كان يمكن إنجازه في غضون عام استغرق أحياناً ثلاث أو أربع سنوات، إنها ميزة فريدة من نوعها، فمن جهة تتعلم النساء المهنة، ومن جهة أخرى تخلق مهن أخرى معها".
ونوهت دجلة آمد أن عشرات الآلاف من النساء يشاركن في الحياة الاقتصادية مع الثورة، سواء في المجال العام أو في قطاعات الخدمات والزراعة والصناعة، وقالت: "تم إنشاء مجالات اقتصادية ايضاً، حيث تكون النساء فيها المنتجة والإدارية، لقد تدربنا خلال عملنا وقمنا أيضاً بإنشاء مجالات اقتصادية، وفي هذا السياق تم تدريب كل لجنة من لجاننا الفرعية، وفي المستقبل نريد إنشاء أكاديمية اقتصادية نسائية ايضاً، وسيتم تضمين معظم دورات هذه الأكاديمية خلال ساعات العمل".
هناك 60 جمعية تعاونية للمرأة
وبالإضافة إلى جميع الكانتونات والنواحي التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، نظمت اللجنة الاقتصادية للمرأة في الشهباء وحي الشيخ مقصود في حلب، نفسها على شكل اللجان الفرعية وتضم النساء في المجال الاقتصادي، وتقدم الاستشارات لإنشاء اماكن العمل، والتمويل، وإنشاء أماكن للإنتاج؛ تأخذ اللجنة الاقتصادية للمرأة زمام المبادرة من منظمة نسائية في شكل جمعيات تعاونية، وهي الآن تزرع مساحة 60 ألف دونم في اراضي شمال وشرق سوريا، كما تم منح 30 ألف دونم للجمعيات التعاونية الزراعية للمرأة؛ وتضم مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومن ضمنها حلب ومناطق الشهباء، 60 جمعية تعاونية نسائية التابعة للجنة الاقتصادية للمرأة لمؤتمر ستار.
ومن بين الجمعيات التعاونية التي تم إنشاؤها في إطار اللجنة الاقتصادية للمرأة، تعمل 30 جمعية في قطاعات التعليب والمخابز وتربية الحيوانات والخدمات، 18 منها جمعيات لخبز التنور و8 أفران، وتعمل فيها 90 امرأة؛ كما هناك جمعيتين تعاونيتين للمرأة الى جانب اللجنة الاقتصادية للمرأة، تعمل خلالها النساء في الأرز والتعليب منذ أربع سنوات بالإضافة إلى هذه الجمعيات، تم فتح متاجر ايضاً لبيع المنتجات".
وتابعت دجلة آمد: "الآن، وعلى الرغم من نقص الدقيق، تعد الافران التي انشأتها الجمعيات التعاونية للمرأة السباقة في تأمين الخبز، حيث تقوم المرأة بإعداد مادة الخبز بمعايير جيدة من النظافة والجودة والمجتمع يرحب بأعمالهن، حيث نسعى لتشكيل جمعية مكونة من 3 الى 5 نساء في كل قرية، وتعزيز الثروة الحيوانية".
وفي ختام حديثها صرحت دجلة آمد أن الشيء الرئيسي بالنسبة لهم في هذا الإنتاج هو أن يكونوا مكتفين ذاتياً وقالوا: "هذا ما نقوم به، نحن لا نحصل على فائدة من الجمعيات التعاونية ولسنا شركاء معها، فقط ندفع النساء للعمل وبيع منتجاتهن وتقاسم الفائدة منها، نحن نساعدهن على تأمين فرص العمل ودعمهن بالآلات والرأسمال، كما نساعدهن كي يتمكن من بيع منتجاتهن عبر فتح متاجر لهن في السوق".