الملحمة البطولية لحرية المرأة.. شيلان كوباني

انتفضت المناضلة والمقاومة وبطلة المرأة الحرة "شيلان كوباني"، في أصعب الظروف ضد كل أنواع السلطة والأفكار العشائرية وأصبحت باحثة عن الحرية وأصبحت مناضلة العصر بأفكار القائد آبو.

ولدت المناضلة "شيلان كوباني" في عام 1971 لعائلة وطنية من عشيرة كيتكان. رفعت المناضلة "شيلان كوباني" رأسها ضد الذهنية المتخلفة للمجتمع في طفولتها. في البداية وقفت ضد السلطة العشائرية التي ترى في المرأة أداة، ثم انتفضتْ في وجه الدول المستعمرة وبهذه الانتفاضة سمحت للجميع باحترام إرادتها. 

في طفولتها، كانت "شيلان" تتمتع بالشجاعة اللازمة لامتلاك صفات ثوروية في عائلتها وفي سن السادسة وقفت ضد الذهنية القبلية وبدأت بالمدرسة على الرغم من رفض عائلتها. وبعد فترة قصيرة انتقلت عائلتها إلى مدينة حلب بسبب الوضع الاقتصادي، حيث تتعرف شيلان على حركة حرية كردستان وهي في السابعة من عمرها. 

انتفضت ضد القوالب العشائرية وكسرتها 

تتمتع مدينة كوباني بثقافة عشائرية، ونشأت "شيلان" بين نزاعات النظام والعشائر. انتقلت عائلتها إلى مدينة حلب بسبب الوضع الاقتصادي، لكن العائلة واصلت عقليتها وثقافتها هناك. ولم يُسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة. ومع ذلك، كسرت "شيلان" هذا النمط في الأسرة بإصرار كبير. كانت دائماً تبحث عن الحرية. 

فُشلت القوالب القبلية ضد نضال شيلان 

انتفضت "شيلان كوباني" ضد الأنماط القبلية، وفُشلت تلك الأنماط أمام شجاعة "شيلان" وإرادتها. كانت "شيلان" ناجحة جداً في دراستها وكانت الطالبة الأكثر نجاحاً في شعبتها. كان الجميع يحترمها بسبب موقفها. كانت "شيلان" محلُ ثقة. 

بدأت بالنضال ضد السلطة 

وفي عام ١٩٨٠، تعرَّفت عائلة "شيلان" على حركة حرية كردستان. وكان لدى "شيلان" اهتمام كبير وحب لمقاتلي حرية كردستان وتريد التعرُّف عليهم عن قرب. وتشارك في اجتماعاتهم وفعالياتهم بحب كبير. ثم قامت مع أصدقائها بتشكيل مجموعة فنية تسمى "أكري" وتشارك في الكثير من الحفلات. وفي سن الثانية عشرة، شاركت في حفلة عيد نوروز، ثم وقعت في الأسر لدى النظام السوري لمدة خمسةِ أيام تقريباً. منذ ذلك الحين، بدأت "شيلان" في القتال ضد السلطات. 

كانت من عاشقات اللغة الكردية 

تقف الشهيدة "شيلان كوباني" ضد كافة أنواع العنف والظلم، وخاصة تلك التي تتعرض لها المرأة، وتصبح شرارة حرية المرأة. عندما كانت طفلة، تعلمت "شيلان" اللغة الكردية على يد كبار القياديين وبسبب حبها للغة الكردية، جمعت أصدقائها وعائلتها حولها وقامت بتعليمهم اللغة الكردية سراً وبشكلٍ منظم. 

رؤية القائد آبو 

رأت "شيلان" القائد آبو عام 1982 عندما كان عمرها إحدى عشرَ عاماً وتُعلق حول ذلك بالقول؛ "كانت تلك اللحظة الأكثر أهمية في حياتي. بعد ذلك اليوم، أدركت أن حياتي لن تستمر كما كانت من قبل. سوف أقع في حب كردستان والحرية وسأتبعهما، بدأت "شيلان" العمل في سن مبكرة". وأصبحت باحثة عن الحرية. 

وفي آب عام 1987، انضمت إلى حركة حرية كردستان في مدينة حلب وتوجهت إلى لبنان مع أصدقائها الأربعة حيث التحقت بأكاديمية "محسوم قرقماز". وتم أسر "شيلان" هناك بين الحدود السورية ولبنان، واحتُجزت كرهينة في سجون النظام السوري لمدة شهرين تقريباً. بعد خروجها من السجن تريد الذهاب إلى الأكاديمية مرة أخرى. تدخل وتأخذ مكاناً لها في القسم العربي بإذاعة صوت المقاتلين، حيث بدأت العمل كصحفية. 

أمضت "شيلان كوباني" عاماً في مخيمات لبنان مع القائد عبد الله أوجلان، حيث تلقت تدريباً سياسياً وعسكرياً. رغم صغر سنها، تصر "شيلان كوباني" على القتال في جبال كردستان. لكن بسبب صغر سنها، لا يقبل القائد آبو إصرارها، وتبدأ "شيلان" بأعمال تنظيمية في عفرين وحلب. 

العضوة الأكثر تأثيرا في الحزب 

في عام 1991، عادت "شيلان" إلى الجبال الحرة وأصبحت مراسلة حربية إلى جانب نشر المجلات. وفي مؤتمر اتحاد حرية المرأة الكردستانية عام 1995، تم انتخاب "شيلان" عضوة في اللجنة المركزية لاتحاد حرية المرأة الكردستانية (YAJK). وفي وسط أصعب الظروف تصبح مصدر إلهام وقوة ومعنويات لزملائها بشجاعتها دون تردد. بمرور الوقت، تأخذ "شيلان" مكانها في إدارة الحركة وتصبح بشكل متزايد عضواً مؤثراً في الحركة.  

في عام 2003، ومع تأسيس مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، أصبحت "شيلان" عضوة في الهيئة التنفيذية للحزب. وعلى هذا الأساس تتوجه إلى روج آفا وتواصل عملها. 
بتاريخ التاسع والعشرون من شهر تشرين الثاني 2004، وعلى الحدود بين العراق وسوريا، ونتيجة لكمين مشترك لنظام البعث والدولة التركية، انضمت "شيلان كوباني" إلى قافلة الشهداء مع رفاقها "زكريا و"جوان" و"فؤاد" و"جميل" في مدينة الموصل. 

أصبحت "شيلان" رمزاً للمرأة الحرة ليس فقط في روج آفا، بل في جميع أنحاء كردستان وأصبحت قيادية لجميع النساء اللواتي تناضلنَ ضد الذهنية السلطوية. ولهذا السبب، بدأت ثورة روج آفا، التي تُعرف باسم ثورة المرأة، يوماً بعد يوم، وأصبحت إرثاً لجميع النساء المحبات للحرية، وفي الوقت نفسه، وبفضل النساء القياديات، تردد صدى هذه الثورة في جميع أنحاء العالم.