الكرد في عهد الانتداب الفرنسي ودورهم في الثورة السورية الكبرى

اشار العديد من الكتاب والمؤرخين الى الدور الريادي للكرد في اشعال الثورة السورية الكبرى التي ادت الى جلاء الانتداب الفرنسي عن سوريا

وكان الكاتب ،ادهم الجندي، قد أكد في كتابه (تاريخ الثورة السورية)، ان للكرد فضل في اشعال الثورة السورية الكبرى عام 1925، حيث كانت الرصاصة والشرارة الاولى لهذه الثورة التي حققت الاستقلال لسوريا برجالها الكرد، وكانت الرصاصة الاولى قد اطلقت من الكرد، اطلقها من عفرين محو شاشو بالتعاون والتنسيق مع قائد ثورة الشمال السوري الكردي ابراهيم بن سليمان آغا هنانو.

عمت الثورة السورية كل المدن، ولاحقت السلطات الفرنسية الفكر المخطط لهذه الثورة السياسي المخضرم الكردي الاصل الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي طرح شعار (الكفاح المسلح) آنذاك، بينما الكتلة الوطنية طرحت شعار (سياسة التفاهم النزيه مع سلطة الانتداب الفرنسي)، ومن هنا اختلف الشهبندر مع الكتلة الوطنية مما دفعه للجوء الى السويداء مع رفاقه من العرب السوريين، ونصب الدكتور الشهبندر مع رفاقه الثوار سلطان باشا الاطرش قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى، وساهم الكرد ايضاً في قيادة العمل السياسي والعسكري حينها.

كما ساهم خريج السوربون الحقوقي، الثائر احمد الملا، وهو الصديق الحميم للدكتور عبد الرحمن الشهبندر، في قيادة النشاط السياسي والعسكري بمدينة دمشق وغوطتها، وذلك بالعمل والتنسيق بين الكرد والعرب مع ثورة الجنوب السوري وثورة الشمال السوري بقيادة المناضل الكردي ابراهيم بن سليمان آغا هنانو، وبالتعاون مع الزعماء الكرد بالوسط السوري في حمص بتل كلخ بقيادة عبد الرزاق الدندشي، وهو من العشيرة الشيخانية، وثورة حماه، بقيادة محمود البرازي الشهير بأبو دياب البرازي، والناشط السياسي نجيب آغا البرازي الذي قدم المال والرجال والسلاح لدعم الثورة السورية الكبرى.

وفي الوقت نفسه كانت اتصالات الزعماء الكرد من الجنوب السوري وحتى الشمال السوري متواصلة فيما بينهم، حيث انضم اليهم في اللاذقية الكرد من جبل الاكراد بقيادة المحامي الكردي نور الدين بازيدو بقرية سلمى والقرى المحيطة بها.

دور الكرد الشبابي والطلابي في عهد الانتداب الفرنسي

للشبيبة والطلبة الكرد مساهمة كبيرة في النضال الوطني؛ وهنا لا بد من ذكر النخبة الكردية الدمشقية التي ساهمت في قيادة الطلاب والشبيبة من اجل الاستقلال والحرية للشعب السوري والخلاص من الانتداب الفرنسي على البلاد السورية.

كانت المظاهرات الطلابية والشبابية من ابناء الشعب السوري تضم كل المكونات والاطياف السورية في جميع المدن والمناطق مطالبة بانهاء الانتداب واستقلال سوريا حرة ديمقراطية تعددية؛ ومن ابرز هؤلاء الشباب في الحركة الطلابية، طالب الثانوية في مكتب عنبر، خالد بكداش، الذي اصبح فيما بعد الامين العام للحزب الشيوعي السوري وهو من عشيرة الكيكان الكردية المعروفة، والطالب الكردي علي بن عبد الوهاب بوظو من العشيرة الكردية الزازية وهو من المؤسسين لاتحاد طلاب سوريا والحركة الطلابية والشبابية في سوريا، كما يعتبر علي بوظو من المؤسسين ايضاً لفوج كردستان الكشفي لنادي كردستان بدمشق عام 1936 مع القائد الكشفي محمد صالح ظاظا، ومفتشا وزارة المعارف، ممدوح سليم وانلي، والدكتور خالد قوطرش، وحمل علي بوظو في خمسينيات القرن الماضي حقائب وزارية عديدة بالمعهد الوطني.

يتبع.....