وتستمر الندوة الجماهيرية التي ينظمها مجلس سوريا الديمقراطية تحت شعار "نحو مؤتمر وطني لأبناء الجزيرة والفرات"، والتي انطلقت ظهر اليوم، في مدينة الحسكة، بحضور أكثر من 500 شخصية سياسية وعشائرية واجتماعية.
ودخلت الندوة الجماهيرية في محورها الثاني تحت عنوان الحو ار السوري السوري: "الحوار مع المعارضة، الحوار مع الحكومة، الحوار الكردي الكردي وانعكاسه على الحل السياسي"، عبر محاضرة ألقتها أمينة عمر الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية.
واستهلت أمينة عمر محاضرتها بالتطرق إلى الاجتماعات والمؤتمرات التي عُقدت بما يخص حل الأزمة السورية، قائلة: " جميع الاجتماعات والمؤتمرات التي عُقدت إلى الآن بما يخص الأزمة السورية لم تتوصل إلى أية حلول قد تساعد في حلها، لعدم مشاركة كافة مكونات سوريا ضمن هذه الاجتماعات والمؤتمرات، ولا سيما تغيّب مكونات شمال وشرق سوريا".
ونوهت أمينة عمر أن مسد قام بعقد العديد من الاجتماعات والمؤتمرات في سبيل التوصل إلى حل سياسي يضمن مشاركة جميع السوريين في الحل، والخروج بسوريا إلى بر الامان، ودعا فيها جميع أطراف المعارضة الديمقراطية في سوريا، واستطاع التوصل إلى العديد من التوصيات والمقررات للعمل عليها لحل الأزمة.
وتابعت أمينة عمر أن مسد انتقل من اجتماعاته الداخلية ومؤتمراته إلى الخارج، وعقد العديد من الاجتماعات والورش في الخارج مع المعارضة، تكللت مجملها بالاتفاق على ضرورة عقد مؤتمر وطني لقوى المعارضة الديمقراطية، قبل الوصول إلى مؤتمر سوري شامل للمعارضة السورية، إلا أن آلية العمل على هذا النوع من المؤتمرات توقفت بسبب جائحة كورونا، مؤكدًا على استمرار التحضير لهذا المؤتمرات.
وبيّنت أمينة عمر أن استمرار اللقاءات مع الأحزاب والقوى المعارضة السورية تمخضت بالتوصل مع حزب الإرادة الشعبية إلى مذكرة تفاهم بين الطرفين في العاصمة الروسية موسكو، اعتمدت توضيح النظام السياسي الذي سيعتمد عليه في سوريا، ونظام الحكم، وحقوق باقي المكونات في البلاد، وكيفية إدارة البلاد وشكل الإدارة الذاتية ومستقبلها، وخصوصية قوات سوريا الديمقراطية ودورها المستقبلي.
وأضافت أمينة عمر نحن الآن مستمرون في حواراتنا مع جميع الأطراف، وهذا النوع من الندوات الجماهيرية التي تنعقد ليست إلا في هذا المسعى، والتي ستستكمل، لتتكلل بمؤتمر وطني لأبناء الجزيرة والفرات"، وأوضحت أن هذا النوع من الحوارات والتواصل مع كافة أطياف المجتمع في المنطقة ضروري جدًّا لتطوير الإدارة في المنطقة، الإدارة التي جاءت نتيجة التضحيات الجسيمة الكبيرة التي قدمها أبناء المنطقة.
كما تناولت أمينة عمر في محاضرتها الحوار مع الحكومة السورية، وقالت " كانت لدى المنطقة العديد من اللقاءات مع الحكومة السورية، ودائما سعينا إلى الوصول إلى نقاط تفاهم تخدم البلاد، إلا أن بقاء الحكومة السورية على موقفها المتعنت من مشروع المنطقة لم يوصل اللقاءات إلى نتائج ملموسة وحقيقية".
وأشارت أمينة عمر إلى أن الحكومة السورية هي التي لم تساعد في التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف، وهي من تفشل اللقاءات، وأسهمت في بقائها مجرد لقاءات، ولم ترتقِ إلى مستوى الحوار، وأن النتيجة التي استخلصها مسد هي أن الحكومة السورية رافضة رفضًا قطعيًّا الدخول في حوار سوري سوري، الذي أصبح المعرقل الأساسي للوصول إلى حل الأزمة السورية.
وعن الحوار الكردي الكردي بيّنت أمينة عمر أن المبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لاقت ترحيبًا لدى جميع الأطراف السياسية السورية، وبالأخص الكردية منه، وبالتحديد الشارع الكردي، وأن هذه المبادرة كانت ضرورية لتوحيد الصف الكردي، وقالت " إن مسد ترحب بهذا الخطوة التي قد تكون من حقها التأثير في باقي الأطراف لتوحيد الصفوف، وتوحيد مختلف الأطراف السياسية وقوى المعارضة تحت مظلة سياسية جامعة، تخدم الشعب السوري".
وأكدت أمينة عمر أن الحوار الكردي الكردي الذي يجري الآن ليس على حساب باقي مكونات المنطقة، بل إنه سيعود بالفائدة على عموم مكونات المنطقة، وسيحافظ على وحدة الأراضي السورية، وفق القرار 2254.
ونوهت في ختام محاضرتها أن هناك صراع في سوريا، لذلك يجب على السوريين الاتفاق فيما بينهم عبر طاولة الحوار، والدفع بعجلة العملية السياسية إلى الأمام، الأمر الذي سيغلق الطريق أمام أي تدخل خارجي، ويساعد في التوصل إلى حل للأزمة السورية بعيدًا عن أي مخططات خارجية طامعة في البلاد.
هذا وستستمر الندوة الجماهيرية في محورها المتبقي الثالث " الإدارة الذاتية وقواعد العمل المؤسساتي الحوكمة، وآلية تطوير المشاركة في الإدارة الذاتية "، بعد استراحة الغداء.
المصدر: وكالة هاوار