روسيا تحذر تركيا عسكريا من استمرار استفزازاتها وهجمات مرتزقتها في سوريا

أصدرت موسكو تحذيرات عسكرية عديدة إلى أنقرة على مدار الأيام الماضية، بصورة أبرزت القلق حول احتكاك عسكري وشيك بين الجانبين.

دعت وزارة الدفاع الروسية تركيا لاتخاذ إجراءات "لضمان النظام" على الأراضي التي تنتشر فيها القوات التركية بسوريا ووقف "الأنشطة الإجرامية" للجماعات المسلحة الموالية لها.
وجاء في بيان لرئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء البحري ألكسندر شيربيتسكي، اليوم الجمعة: "رصدنا اشتباكات كثيرة بين مختلف الفصائل المسلحة، مما أسفر عن سقوط قتلى بين المدنيين. وتؤدي هذه الأعمال غير القانونية إلى أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة وتهدد حياة وسلامة الآلاف من المدنيين السوريين".
وأضاف أن عناصر الجماعات الإرهابية الموالية لتركيا تقوم بسرقة ممتلكات المواطنين والمعدات في المنشآت الحيوية الخاصة بتزويد السكان بالمياه والكهرباء.
وقال شيربيتسكي في بيان نشرته قناة "روسيا اليوم": "ندعو الجانب التركي إلى اتخاذ إجراءات لضمان النظام في الأراضي التي تنتشر فيه القوات المسلحة التركية ووقف الأنشطة الإجرامية للجماعات المسلحة الخاضعة لسيطرتها".
تحت عنوان " روسيا عازمة على صد هجمات تركيا على سوريا" كتب فلاديمير موخين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول ارتسام عمليات قتالية جديدة في الأفق السوري، يُنتظر أن يشارك فيها الطيران الحربي الروسي.
وجاء في المقال: تخطط القوات الروسية للاستقرار في سوريا لفترة طويلة. هذا الاستنتاج، يؤكده الاتفاق الموقع مع نظام بشار الأسد، والذي يقضي بإنشاء مركز طبي لرعاية الطيارين الحربيين الروس وتأهيلهم في محافظة اللاذقية السورية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. لكن، على خلفية مقتل جنرال روسي في سوريا، يصعب تلقي هذا الخبر بلا تساؤل.
"فقد نشر عدد من قنوات Telegram اعتراف إحدى الجماعات الموالية لتركيا بمسؤوليتها عن هذه العملية الإرهابية. وإذا كان المسلحون الذين تمولهم أنقرة قد ظهروا بالفعل في وسط سوريا، وفي الأراضي التي تسيطر عليها قوات الأسد، فإن القيادة الروسية في حاجة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية عند مرافقة القوافل في مناطق الصراع المحتملة."
"بالإضافة إلى ذلك، اتضح أن تركيا تنسق، لفظيا فقط، أعمالها العسكرية مع روسيا، أما في الواقع فتنظم عمليات عسكرية ليس فقط ضد النظام السوري، إنما وضد العسكريين الروس. ويبدو أن هذا النشاط القتالي من أنقرة سوف يزداد"، حسبما اشار تقرير روسيا يوم الجمعة.
واعتبر التقرير إن جيش النظام السوري سيشن عاجلاً أم آجلاً هجوما واسع النطاق على إدلب، من أجل تطهير المنطقة من المسلحين. ولا يستبعد أن يدعم الطيران الروسي قوات الأسد. من الواضح أن أنقرة، التي لديها قوة أكبر بكثير من القوة الروسية في سوريا، سوف تعرقل بنشاط هذا الأمر، ولا مفر من اشتباكات جديدة مع العسكريين الروس. فما حاجة موسكو إلى ذلك؟
وفي الصدد، قال الخبير العسكري المقدم ألكسندر أوفشينيكوف، لـ"نيزافيسيما غازيتا":"مركز للرعاية الصحية وإعادة التأهيل في البحر الأبيض المتوسط لطيارينا، جيد، بالطبع. لكن كلمة "إعادة التأهيل" تربكني". وفي رأيه، فإن القيادة الروسية تدرك جيدا أن الطيارين الروس في سوريا لا يزال أمامهم عمل قتالي يقومون به. وهناك حاجة إلى نظام إعادة تأهيل لهم في المنطقة المجاورة مباشرة لقاعدة حميميم الجوية العسكرية.