مثلت كتب القائد عبد الله أوجلان مذاق خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب داخل مكتبة نفرتيتي، والتي تتميز باختلافها في الموضوعات وحتى في الحجم من موسوعة مانيفستو الحضارة الديمقراطية إلى كتب الجيب مثل الأمة الديمقراطية وأورفا، حتى أصبحت صورته الأيقونة الأساسية للكتب التي تتحدث عن القضية الكردية، لتصبح سفير القائد أوجلان ينهل منه القراء المصريين والعرب عن فكره تثبت أنه مهما حاول الاحتلال التركي عزل القائد أوجلان إلا أن أفكاره ستطوف العالم.
كشف الكاتب الصحفي السيد عبد الفتاح، مدير دار نفرتيتي، أن المشاركة في المعرض تعد المشاركة الثالثة على التوالي في أكبر تظاهرة ثقافية في الوطن العربي والمحفل الثقافي الضخم الذي يرتاده سنوياً ما لا يقل عن 5 ملايين زائر، خاصة وأن دار نفرتيتي معنية بنشر الكتاب الكردي باللغة العربية، وكل ما يعني الشعب الكردي حقوقه وتاريخه وقضاياه من الكتاب والمفكرين الكرد.
وأكد عبد الفتاح في تصريح خاص لوكالة فرات، أن دار نفرتيتي أسست لتكون جسر للتواصل بين الشعب المصري خاصة والعربي عامة وبين الشعب الكردي كواحدة من أهم وسائل القوى الناعمة والاكثر فائدة وتأثيرا في الشعوب، مشيراً إلى أن المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب وغيره من المعارض الإقليمية ليس فقط عرض الإصدارات الحديثة وبيع الكتب للجمهور والمثقفين ولكن للتعريف بالدار واصداراتها وللتعريف بالقضية الكردية والشعب الكردي.
وأضاف مدير دار نفرتيتي، أن الدار تقوم بالحوار مع زوار الجناح، ونحاول أن نشرح لهم بكل حيادية وكل شفافية عن القضية الكردية، الصورة كاملة بعيدا عن التشويه والإقصاء الذي يتعرض له الشعب الكردي بقيادته العادلة، وحقوقه المشروعة، وبالتالي نكتسب في مثل هذه المعارض أصدقاء جدد للقضية الكردي والشعب الكردي، الذي يتعرفوا من خلالها الشعب الكردي والقضية الكردية وحقوقه وتاريخه وحضارته، نستطيع القول بأننا ننجح في ذلك، وفي كل عام يزيد عدد أصدقاء الدار، وبالتالي عدد المنصفين الذين ينظرون للشعب الكردي وللقضية الكردية بإنصاف.
وبيّن عبد الفتاح، أنه يأمل أن تزيد رقعة المؤيدين والمتعاطفين والمناصرين للقضية الكردية بين أوساط الشعب المصري، نقوم بإهداء بعض الكتب لبعض الزوار لتعريفهم وحثهم على الشأن التركي والأدب والفن والثقافة الكردية والفكر الكردي، وهذا من أهم أهداف الدار التي تحرص على أدائها في معرض القاهرة الدولي للكتاب واستطاعت أن تحقق نتائج إيجابية ملحوظة، ويطمح فيما أكثر من ذلك.
وأردف مدير دار نفرتيتي، في هذا العام قدمت الدار العديد من الكتب والثقافة والأدب فيما يتعلق بالشأن الكردي، والتي كان أبرزها مانيفستو الحضارة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان، وهي طبعة جديدة منقحة ومزيدة، قدمت في خمس مجلدات، عما يطرحه من أفكار ورؤى، وتشتمل على غطاء و علبة كرتون وهو ما يحافظ على هذه الموسوعة، وأيضا يتناسب مع قيمة وقامة وفكر القائد عبد الله أوجلان المفكر والقائد، كما يوجد صغير لعبد الله أوجلان وهو عن أورفا.
وتعد من أبرز الكتابات عن القائد أوجلان كتاب ومذكرات المحامية الهولندية ريتا بولر، وهي ترصد وترسم الساعات الأخيرة لعبد الله أوجلان قبل اعتقاله والمؤامرة الدولية فهي تذكر تفاصيل لم يتم ذكرها، باعتبارها شاهدة عيان عليها، حيث ترجم الكتاب من الهولندية إلى الكردية ثم من الكردية إلى العربية، كما قدمت الدار مجموعة من الكتب لعبد الله أوجلان مثل كتاب مهم جدا للباحثين بعنوان "كيف نعيش" عبارة عن ثلاثة أجزاء يتحدث عن فكر القائد أوجلان، والأمة الديمقراطية الذي يشرح فيه اختصار فكرته عن الأمة الديمقراطية، ومختارات من تحليلات عبد الله أوجلان، وهي كتب لعبد الله أوجلان وفكر عبد الله أوجلان.
ويوجد كتاب يهم كل الباحثين وهو كتاب الكرد في الشرق القديم للباحث الكردي يوسف خالدي وهو عبارة عن جزأين 800 صفحة، ومجموعة من الكتب المترجمة تعاونت فيها الدار مع دار شلير الموجودة في شمال وشرق سوريا، مثل كتاب روج افا تاريخ الكرد وجغرافيته، وسجن آمد، وكتاب عن ليلة الأرواح الأربعة وصناع الحقيقة، هذه الكتب تعطي صورة كبيرة عن الشعب الكردي والقضية الكردية.
كما استعرض عبد الفتاح، بعض الكتب المترجمة التي صدرت عن الدار وهي لكتاب أجانب سواء صحفيين أو كتاب زاروا روج افا تعرفوا عن تجربتها وبالتالي تكتسب كتاباتهم دقة وشفافية، مثل كتاب روج افا الثورة والحرب لتوماس شميدنجر، تاريخ الكرد وجغرافيتهم لقدري يلدريم، كتاب زهرة الصحراء لدافيدي جراسو، وهي كتب لكتاب أجانب اطلعوا على القضية الكردية في شمال وشرق سوريا وبالتالي كتبوا عنها بشكل حيادي، كتاب الرأسمالية الشرقية لصلاح الدين مسلم، وكتاب ما بعد 2011 الذي كتبه الدار خليل.
كما يوجد في الدار كتب تتناول الثقافة والفلكلور الكردي مثل كتاب دراسة في الفلكلور الكردي لحيدر عمر والثقافة الكردية والثقافات المجاورة لنفس المؤلف، ويوجد لديه المرأة في الفلكلور الكردي ويوجد مذكرات المناضلة سكينة جانسيز.
كما تنشر دار نفرتيتي مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي وهي مجلة بحثية وسياسية وفكرية تصدر دورية كل 3 شهور، وهي الطبعة المصرية، كما لدى الدار الطبعة المصرية من مجلة شرمولا وهي تمثل التواصل الثقافي بين العرب والكرد.
بينما كشفت نجيمة طاي طاي، وزيرة التعليم المغربية السابقة، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب ينفتح العالم، والعالم ينفتح على مصر، وهو ملتقى للمبدعين والكتاب ولتبادل التجارب والأفكار.
وأكدت نجيمة في تصريح خاص لوكالة فرات، انه يمكن للكتاب أن ينهض ببلدان الشرق الأوسط وان يكون لسان حالنا، وأن يعبر عن انتظارات الشعب العربي ومستقبله.
وأضافت وزيرة التعليم المغربية السابقة، أن الكتاب يمكن أن يصبح وسيلة لتمرير القيم والأخلاق، وأن يكون دستور الشباب في التربية والتكوين وصناعة أفكارهم.