بدعوة من مركز القدس للدراسات السياسية ولجنة المبادرة الكرية – العربية في المؤتمر الوطني الكردستاني KNK، تم عقد مؤتمر الحوار العربي الكُردي وسبل تعزيزه يوم السبت الموافق في 22 من شهر كانون الثاني من عام 2022 في مدينة عمَّان، وذلك بحضور العشرات من الشخصيات من الأردن ومصر ولبنان وإقليم كردستان العراق وأوروبا.
وقد ابتدأت أعمال المؤتمر بالترحيب بالحضور، ثم القاء كلمتين للجنة التحضيرية يستهلها الأستاذ عريب الرنتاوي مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية والأستاذ رفیق غفور عضو لجنة المبادرة الکردیة – العربیة في المؤتمر الوطني الكردستاني. وقد تركزت أعمال المؤتمر على ثلاثة محاور، وتضمن كل محور عدد من الأوراق وفي أجواء من النقاش الحر تم تقديم عدد من المداخلات والملاحظات.
واختتم المؤتمر ببيان ختامي، تضمن عدة توصيات، وجاء في نص البيان الختامي: "عقدنا مؤتمرنا في مرحلة تاريخية مهمة ومنطقة الشرق الأوسط التي تدور فيها الصراعات والتناقضات للسيطرة على مقدرات شعوب المنطقة من قبل الدول ذات النفوذ والمشاريع التوسعية. إن انعقاد مؤتمرنا في عمّان عاصمة السلام والتعايش السلمي، إنما يدل على أنه انعقد بهدف إنتاج حوار بنّاءة بين مكونات المنطقة المختلفة".
وأضاف البيان "نتيجة الأزمة التي يعاني منها النظام العالمي والذي يعمل بكل مساعيه للخروج من الأزمة البنيوية التي يعاني منها، وذلك عن طريق إعادة ترسيم حدود منطقتنا سياسياً واجتماعياً وثقافياً وجغرافياً من جديد، وذلك رغماً عن إرادة شعوب المنطقة من عرب وكرد وتركمان وآشوريين ومكونات اخرى. هذه الشعوب التي تعتبر أصيلة في المنطقة والتي لا يمكن الفصل بينهما بسبب التاريخ والثقافة المشتركة التي تجمعهما مع بعض. ويمكن اعتبار سبب بقائها حتى الآن هو اتباعها منهجية العيش المشترك بهوياتها الثقافية المتعددة فيما بينها طيلة آلاف السنين".
وتابع البيان: "في ظِل هذه الفوضى والأزمة انعقد مؤتمرنا في عمّان وتم النقاش حول جملة من القضايا التي تعانيها المنطقة. وانعقاد المؤتمر هذا بحد ذاته محاولة لإرجاع الثقة بين شعوب المنطقة من خلال مناقشة القضايا التي يعاني منها وخاصة كيفية الخروج من مأزق الدولة القومية المتعصبة والدينية والطائفية، التي قوضت أواصر العيش المشترك ما بين شعوبه المختلفة".
ولفت البيان الختامي أيضا إلى "قضية المرأة التي أوصلت المنطقة لطريق مسدود يبحث عن أية طريقة للخروج من عنق الزجاجة التي تم إقحامه فيها، رغم أن المرأة العربية كانت السباقة عبر التاريخ في رصف مسيرة التطور الإنساني والحضاري للمنطقة، لأن هذه المنطقة تعتبر أول مكان برزت فيه العقائد والأخلاق وأول بقعة شهدت استقرار الانسان، وأن ذلك لن يكون إلا بتآخي شعوبها وثقافاتها ووحدتهم للتخلص من حالة الاغتراب التي يعيشها وذلك بالعودة للجذور التاريخية والثقافية والحضارية المختلفة".
وأوصى المؤتمرون بعدة توصيات تمثلت في التالي:
1- يؤكد المؤتمر على ضرورة اعتماد الحوار والشفافية لحل القضايا والتناقضات المتجذرة في الشرق الأوسط، وكذلك عند وجود أي اشكاليات واتباع الوسائل القانونية والدستورية عند حدوث اي خلاف او نزاع.
2- يؤكد المؤتمر على الحوار الثقافي المترسخ على مرّ التاريخ بين الشعوب والعقائد الموجودة في المنطقة أساساً.
3- يرى المؤتمر ان العمل على قبول واعتراف كافة الهويات العقائدية والقومية والثقافية (والإثنية)، التي تعيش في منطقة الشرق الأوسط وشمالي افريقيا بشكل عام على أن ذلك منبع غنى وتنوع.
4- يولي المؤتمر "مشروع الأمة الديمقراطية ودولة المواطنة" أهمية باعتماده أساساً في بناءِ مستقبلٍ واعدٍ للمنطقة، مرتكزٍ إلى السلام والديمقراطية والحرية.
5- يعمل على حماية وتطوير القيم الثقافية والديمقراطية والاجتماعية والسياسية المشتركة لشعوب المنطقة.
6- يتضامن المؤتمر مع قضية المرأة ومساواتها مع الرجل في شتى المجالات، وينبذ كل أنواع العنف ضدهنّ، ويؤكد على ضرورة تمكين المرأة وان تأخذ مواقعها بفعالية في كافة ميادين الحياة.
7- إن النظم الفردية والديكتاتورية والحزب الواحد وسياسة المركزية الشديدة أساليب قد فشلت في بناء دولة المواطنة القائمة على الهوية الوطنية.
8- إن الديمقراطية واعتماد الفيدرالية واللا مركزية الادارية هي ضمان للتطور الحر في البلاد.
9- إن من مستلزمات دولة المواطنة الحديثة هي العلاقة المتكافئة بين الشعبين العربي والكُردي. نظراً لتاريخهما وثقافتهما المشتركة وكذلك المصير المشترك.
10- یؤکد المؤتمر علی ضرورة عقد مؤتمرات ولقاءات حواریة بین ابناء الشعبین العربي والکردي. وکذلك إشراک الشباب والمرأة بشکل أوسع.