وأتى صدور العدد الثاني من المجلة تزامنًا مع الإرهاصات الأولى والذكرى 26 للمؤامرة الدولية لاعتقال المفكر عبدالله أوجلان حين خرج من سوريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول عام 1998، وذلك تحت إشراف ورعاية الأستاذ الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة دمنهور المصرية، وبمشاركة عدد من الأكاديميين والكتاب والمثقفين والسياسيين الذين لهم إطلالاتهم البحثية المتميزة حول أفكار ورؤى أوجلان.
وفي أغسطس/آب الماضي ومن عاصمة مصر القاهرة انطلقت مجلة الأمة الديمقراطية في نسخة إلكترونية اسمها يحمل إشارة صريحة وواضحة على ما بلغه نطاق التأثير لأفكار المفكر الأممي عبد الله أوجلان وأطروحته لسلام عالمي وذلك في نطاق الحملة الدولية لحرية القائد أوجلان.
أبرز محاور العدد الثاني
وعلى سبيل الافتتاحية، استهل العدد الثاني من المجلة بمقال حمل اسم المفكر عبدالله أوجلان بعنوان "مؤامرة اعتقالي.. كيف ولماذا؟"، وهو مقال مستوحى من كتابات أوجلان، والذي يتناول جوانب مهمة من تفاصيل المؤامرة الدولية لاعتقاله، خاصة ما أشار إليه من وفاق أوروبي مع تركيا من أجل اعتقاله وتسليمه إليها، خاصة أن أول من قابله خلال نقله إلى سجن إمرالي كان مسؤولًا في مفوضية الاتحاد الأوروبي ما عبر عن مصادقة "قوى الهيمنة الغربية" على هذه المؤامرة.
كما يبرز المقال ما كتبه المفكر عبدالله أوجلان عن أن كل قوى النظام لعبت دورًا في اعتقاله، لكنه يشير بإجلال كذلك إلى انتفاضة شعبه بأكمله من أجله، رفضًا لتلك المؤامرة واللعبة الكبرى، في ظل إدراك شعبي لدعوته والمأساة التاريخية التي يعيشها الكرد، كما أشار كذلك إلى دور إسرائيل كطرف كان له علاقة من الدرجة الأولى باعتقاله، كما شمل المقال كذلك انتقادات للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والتي قال إنها تتحرك بإمرة النظام القائم في تركيا، وتحدث كذلك عن الأطراف التي شاركت في مؤامرة اعتقاله.
مقالات وقضايا متنوعة
تضمن العدد الجديد من المجلة مقالات متنوعة منها مقال "دفاع القائد عبدالله أوجلان عن قيم الإنسانية ضد المتآمرين" للسيد جميل بايك الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني، ومقال "محطات على الدرب الأوجلاني من الميلاد إلى الاختطاف" للدكتور هشام إبراهيم سورو، ومقال "جدلية الحداثة والحفاظ على التراث الإنساني، رؤية أوجلانية" للدكتور حسني أحمد مصطفى.
شمل العدد الجديد كذلك مقالًا للباحث أحمد محمد إنبيوة بعنوان "قراءة في رحلة تطورات الزعامة الكردية من بدرخان إلى أوجلان"، وشملت كذلك مقالًا بعنوان "التراث الثقافي والحضاري الكردي من خلال رحلة أوليا جلبي إلى كردستان 1065ه/1655م" للدكتور أحمد سعيد السيد زيدان، ومقالًا مهمًا كذلك بعنوان "ماركس وأوجلان وجهًا لوجه: دراسة مقارنة" للدكتور طه أحمد علي، ومقالًا بعنوان "حضور أوجلان في القاهرة" من إعداد الكاتبة الصحفية شيماء الشواربي.
سجن الفكر
ورغم إسهاماته الفكرية ومنهاجيته المتفردة القادرة على تضميد جراح المنطقة وحقن دمائها وإخراجها من مأزقها، يقبع المفكر الأممي عبد الله أوجلان في سجن إمرالي بتركيا لنحو 25 عاماً منذ اعتقاله بمؤامرة دولية وتسليمه إلى أنقرة في 15 فبراير/شباط من عام 1999، وعدم إطلاق سراحه رغم انتهاء محكوميته تقريباً، وهو الرجل الذي تجاوز 76 عاماً.
ولم يكتف نظام الديكتاتورية التركي بمؤامرة اعتقال أوجلان، إذ أنه وضعه في ظروف سجن تغيب عنها أدنى درجات المعاملة الإنسانية، بشهادة عديد من المنظمات والجهات المعنية بحقوق الإنسان، إذ يفرض النظام التركي عليه حالة من العزلة التامة، فتم منعه من لقاء ذويه ومحاميه، وسط انقطاع تام كذلك للمعلومات حول حالته الصحية وذلك منذ 43 شهراً.