"السيسي" يدعو للجاهزية.. ماذا يعني الاصطفاف العلني للفرقة الرابعة المدرعة بالجيش المصري؟
تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم أمس الأربعاء، اصطفاف الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني في السويس.
تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم أمس الأربعاء، اصطفاف الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني في السويس.
ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كلمة حملت كثيراً من الرسائل والدلالات لا سيما تزامن تلك التحركات المصرية ضد مطالبة إسرائيل الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة إلى سيناء المصرية، الأمر الذي اعتبره السيسي خطاً أحمراً وتهديدا للأمن القومي المصري لا يمكن التغاضي عنه.
وفي كلمته، قال الرئيس المصري، إن جيش بلاده يبني ويصون ويحمي ولا يعتدي، وتابع: "مهما كانت قوتك فهي قوة رشيدة وهي سمة من سمات الجيش في مصر"، ودعا القوات المسلحة لتكون جاهزة لأي مهمة وقاله نصاً بالعامية المصرية "خليكم جاهزين لأي مهمة"، أي كونوا على استعداد لأي مهمة.
*رسائل للداخل والخارج*
وفي هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي محمود الشناوي مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء، إن ما جرى أمس من اصطفاف للقوات المسلحة المصرية يحمل الكثير من الرسائل سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ويبعث كثيراً من التنبيهات لكل القوى الموجودة في العالم.
أما عن الرسائل الداخلية، يوضح "الشناوي" أن الاصطفاف يؤكد أن الجيش المصري قادر وقوي ودائم التطوير ودائم الاستعداد لأي حدث ممكن، وكذلك رسائل طمأنة للمصريين وحتى للمقيمين من ضيوف مصر من العرب وأن مصر هي القوة الأكبر والأعظم والقادرة دائماً على مواجهة أية صعاب أو مشكلات.
وعن الرسائل الخارجية يوضح الكاتب الصحفي المصري أن الاصطفاف يؤكد أن مصر لديها من القوة ما يكفي للرد على أي اعتداء وأن مصر مع ذلك دولة منضبطة جداً ولا يمكن أن تستخدم القوة العسكرية في غير مجالها.
وتابع: كما أن هناك إشارات قوية على أن مصر لديها فائضاً من القوة العسكرية لمقاومة أي اعتداء ورد أي عدوان على مصر أو أي دولة شقيقة عربية، ولكننا فقط جاهزون للحماية وليس الاعتداء وهذه هي عقيدة الجيش المصري وهو جيش حامي وليس جيشاً معادياً.
وأضاف: "الأمر يحمل كذلك رسائل أخرى بأن مصر لديها تقديراً كبيراً للموقف ومسألة التفاوض، ولكن القاهرة في الوقت ذاته تحتفظ بقوتها إذا تم الاعتداء عليها أو اضطرت لصد عدوان، وتستطيع الرد ضد أي تحرش لكنها في نفس الوقت لا تريد أن تتسع رقعة الصراع في المنطقة أو في العالم، والرئيس عبدالفتاح السيسي متابع جيد لما يجري بالمنطقة ويعلم ما هو ملقى على عاتق مصر ودورها الإقليمي ويعلم كذلك أن الجميع يعلم قوة مصر وهذا الاصطفاف يدل على ذلك لما رأينا من تطور لدى القوة العسكرية المصرية ومنتهى الانضباط والحسم وإيمان بالرئيس السيسي وقيادته للإقليم، وما قاله الرئيس السيسي اليوم يحمل كثيراً من الرسائل للداخل والخارج يعبر عن قوتها وفي نفس الوقت حكمتها ورشدها والدور الوطني الذي يقوم به الجيش المصري في الإقليم ككل، وتوقيت الاصطفاف في حد ذاته له كثيراً من الدلالات.
وتخشى مصر بقوة مسألة تهجير الفلسطينيين إلى قطاع غزة، فإلى جانب أن هذه المسألة تعني بداية تصفية القضية الفلسطينية، فإن القاهرة ترى أن نقل الفلسطينيين إلى سيناء قد يعني انتقال عناصر قد تقوم بأعمال عدوانية تجاه إسرائيل من سيناء فترد تل أبيب ما يعني جر مصر إلى الحرب رسمياً مع إسرائيل.
تاريخ الفرقة الرابعة مدرعات
بدوره يقول اللواء أركان حرب عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء، إن الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني فرقة لديها مكانتها وتاريخها فقد شاركت في حرب أكتوبر وفي حرب الخليج 1991، كما أنه يتم تطويرها وتسليحها بأفضل الأسلحة على نحو يواكب التطورات والتقدم العلمي الذي يحدث على نحو ظهر كما رأيناه اليوم.
وأضاف اللواء عادل العمدة أن الاصطفاف أكد على أن مصر لديها القوة العسكرية الكافية للتعامل مع أي عدوان، لكنها قوة عقلانية ورشيدة أي قوة للدفاع عن مصر وأمنها القومي والأمن القومي العربي لأن الأخير لا يتجزأ عن الأول، وبالتالي هي قوة حماية وليست قوة اعتداء، كما أن مصر تؤكد بهاء الاصطفاف أن قواتها مستعدة لأي تطورات وأي ظروف، لأن استمرار البطش والعدوان الإسرائيلي يمكن أن يدفع المنطقة إلى سيناريوهات لا تحمد عقباها.
وقال الخبير العسكري المصري إن حديث الرئيس السيسي تضمن رسالة بأن مصر دولة تؤمن بالتفاوض والحلول السلمية وتدخلها بالأزمات يكون في إطار هذا السياق، لكنها في الوقت ذاته قادر على الرد وقت الحاجة، كما أننا نرى حالة من الثقة الكبيرة لدى الشعب المصري في جيشه.