"تركيا غير آمنة".. سعوديون يحذرون من السفر إلى "بلد المُحتل العثمانلي"
مع تكرار حوادث النصب والسرقة والاعتداء والاختفاء التي يتعرض لها مواطنين سعوديين خلال زيارتهم لتركيا، تتجدد الدعوات من جانب النشطاء الخليجيين والسعوديين لمقاطعة السياحة التركية.
مع تكرار حوادث النصب والسرقة والاعتداء والاختفاء التي يتعرض لها مواطنين سعوديين خلال زيارتهم لتركيا، تتجدد الدعوات من جانب النشطاء الخليجيين والسعوديين لمقاطعة السياحة التركية.
على الرغم من كونها بلدا سياحيا، إلا أن حكومة العدالة والتنمية أصبحت تعادي السياح والمقيمين والغرباء بشكل متزايد، ليس فقط كنتيجة لميولها القومية المتطرفة، ولكن أيضا لضيقها ذرعا بالنقد أيا كان مصدره، حتى لو كان مجرد تعليق بوسائل التواصل الإجتماعي، حيث سبق أن حذر وزير الداخلية التركي من ملاحقة من يوجه انتقادات لأنقرة على مواقع التواصل الاجتماعي من السياح الأجانب.
وخلال الأسبوع الأخير، اختفت مواطنة سعودية في مدينة اسطنبول، فيما تعرض مواطن أخر لحادث إطلاق نار بنفس المدينة، وهو ما دعا المواطنين السعوديين إلى التحذير من السفر إلى تركيا بعد الاعتداءات التي يتعرض لها السياح في تركيا.
ودعت سفارة المملكة العربية السعودية في تركيا المواطنين السعوديين المتواجدين في إسطنبول إلى أخذ الحيطة والحذر بعد تعرض مواطنين لحادثة اعتداء مسلح وسرقة، ودعت السفارة المواطنين إلى عدم ارتياد منطقتي تقسيم وشيشلي بعد غروب الشمس.
وتحت عناوين مثل: "تركيا غير آمنة"، و"مقاطعة شعبية بعد اعتداءات متكررة".. "السياحة في تركيا.. الأمان المفقود"، و"قبل زيارة تركيا.. فكر ألف مرة"، تناولت الصحف السعودية مثل عكاظ والجزيرة والمواطن الإلكترونية وغيرها، الاعتداءات التي يتعرض لها السعوديون في تركيا، وقالت صحيفة الجزيرة السعودية في تقرير حديث لها: "تلك الجرائم ضد السياح السعوديين دون تحريك فعلي ومباشر من الجهات الأمنية التركية، بل إن وزارة الداخلية التركية تراجعت في مارس الماضي عن مقطع فيديو لوزيرها سليمان صويلو، الذي هدد فيه الذين ينتقدون بلاده بأن عليهم ملفات مرصودة، متوعدًا بمعاقبتهم عند مجيئهم إلى تركيا للسياحة؛ ليتضح ذلك جليًّا الأيام الماضية بعد تزايد حالات الترصد والاعتداء."
كما حذرت السفارة السعودية في تركيا رعاياها، الشهر الماضي، من سرقة جوازات السفر أو المقتنيات الخاصة بهم من أشخاص "مجهولين" بعد تعرض بعض المواطنين لحوادث سرقة.
وفي آيار/ مايو الماضي، حذرت السفارة السعودية في تركيا من مشكلات عديدة تواجه المواطنين السعوديين الذين يستثمرون في العقارات حيث ينتهي المطاف بالبعض إلى عدم الحصول على سند ملكية أو التعرض للاحتيال.
وتأتي هذه التحذيرات بينما تشهد العلاقات بين تركيا والسعودية توترا ملحوظا على خلفية عدة ملفات.
وبحسب بيانات اتحاد أصحاب الفنادق في تركيا، تراجع السياحة السعودية في تركيا من المرتبة الرابعة إلى المرتبة العاشرة، وانخفض عدد السياح السعوديين بنسبة 33.2 % خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبالمثل، ارتفع عدد الألمان المعتقلين في تركيا خلال الأشهر الستة الماضية من 47 إلى 62 فردا، بحسب بيانات وزارة الخارجية الألمانية، التي قالت إن هناك 38 ألمانيا آخرين عالقون في تركيا بسبب منعهم من السفر لأسباب سياسية أغلبها تتعلق بآراءهم المضادة لتركيا.
الغزو الثقافي من دولة "الاحتلال"
تداول رواد موقع تويتر، الخميس، صورا قالوا إنها لـ"المناهج الدراسية المعدلة" في السعودية التي تصف الدولة العثمانية بدولة الاحتلال الغازية، وقال الأمير سطام بن خالد آل سعود عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "المناهج الجديدة تضع الأمور في نصابها الصحيح بالحديث عن تاريخنا وكشف الوجه الحقيقي للدولة العثمانية المغولية التي كانت توصف بأنها خلافة مع أنها حاربت أجدادنا والدعوة فهذا الأمر يفرح كل مواطن ونشكر وزارة التعليم والدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم على هذا العمل".
ويأتي ذلك فيما نشرت وكالة بلومبرغ الأمريكية اليوم تقريرا بعنوان: "السعوديون لا يستطيعون مقاومة الغزو الثقافي التركي"، يشير إلى تأثير الدراما والمنتجعات السياحية، في إشارة الى استمرار اقبال اعداد من السعوديين على السياحة التركية رغم التحذيرات.
وتنتشر مشاعر العداء لتركيا خلال الآونة الأخيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخليجيين، وذلك بالتزامن مع حالة التوتر بين أنقرة والعديد من دول الخليج، وقال الإعلامي السعودي، سلمان الدوسري: "الأمر ليس له علاقة بالسياسة فلا أحد يختلف على انتهاكات وجرائم العثمانيين في الجزيرة العربية.. كل القصة أن المناهج الجديدة وثقت ما كان غائبا عن أجيال وأجيال آن الأوان أن يوثق الاحتلال العثماني بكل تفاصيله".