"الثورة البنفسجية".. دور كبير للنساء في الاحتجاجات العراقية
مئة وخمس وثلاثون يوم وما زالت الاحتجاجات مستمرة في عموم العراق والتي عمادها الأساسي النساء رغم ما تعرضن لهن من تهديدات بالقتل والخطاف والاتهامات الكثيرة بطعن بشرف وغيرها.
مئة وخمس وثلاثون يوم وما زالت الاحتجاجات مستمرة في عموم العراق والتي عمادها الأساسي النساء رغم ما تعرضن لهن من تهديدات بالقتل والخطاف والاتهامات الكثيرة بطعن بشرف وغيرها.
كانت آخرها تغريدة السيد مقتدى الصدر، الذي دعى فيها إلى عدم الاختلاط في ساحات التظاهر، الأمر الذي دفع النساء للخروج بشكل أكبر تحت اسم "الثورة البنفسجية".
وكان الرد كبيراً إذ عبرت المتظاهرة منال لوكالة أنباء فرات من داخل ساحة التحرير قائله: "كانت مسيرة الأمس رداً على التغريدة، أول الأمر من أجل أن نوضح أن النساء هن أساس وجزء لا يتجزء من الثورة هن الأساس مثلهن مثل الثوار الآخرين وخرجن مساندة لهم".
وأضافت "كان العدد كبيراً جداً ورأينا شغفاً كبيراً في عيون الثوار عندما استقبلوا الحشود البنفسجية إذ كان الأمر أقرب للخيال ولم أكن أتوقع أن تكون المسيرة بهكذا جمال".
وأوضحت منال: "نحن مستمرات رغم ما يخرج من كلام وشائعات ففي النهاية هدف الثورة واضح والنساء دورهن واضح ونحن مستمرات للنهاية، رغم ماتم من خطف واعتقال لشابات في الفترة السابقة".
وعن أهمية دور النساء في التظاهرات قال الطالب والنشاط المدني سمير في حديث مع فرات: "دور المرأة في المجتمع كبير جداً بل إنها أساس وجود أي إنسان فأي حي جاء من رجل وامرأة لذلك هي تمثل نصف المجتمع أو بالأحرى هي تمثل كل المجتمع".
واستطرد: وطالما أنها تمثل المجتمع فمن الضروري أن تخرج للاحتجاجات ومن الضروري تشارك، من الضروري أن تُطالب بحقها هذا الأمر فهذا حق مشروع لها، حقها كحق الرجل ويجب أن تتساوى الحقوق، وهذا أساس تطور المجتمعات، فعندما تتساوى المرأة مع الرجل هذا يثبت كمية تطور المجتمع.
ومن جهته أكد الكربلائي المتحدث باسم المرجعية وقوف المرجعية مع التظاهرات الشعبية المطالبة بحقوقها داعية إلى احترام جميع الآراء وعدم الإساءة، ومقدمة نصائح ورسائل تشير إلى أهمية استمرار دور النساء في الاحتجاجات، وكان من أجمل ما قالته المرجعية: إن "الدول المتقدمة ليس لديها ديانات سماوية، ولكنها تمتلك من الأخلاق والقيم".
وهذه رساله واضحة وصريحة لمن نصبوا أنفسهم خلفاء الله في الأرض لأن يكفوا عن ذلك ويعملوا على محاسبة المقصرين لتحقيق مطالب الاحتجاجات من دون التهجم عليهم.
وكما رفعت شعارات كثيرة في ساحات التظاهرات من قبل الشبيبة النسوية كان أبرزها "خلقنا لنحذف راء الحرب، #احنا_الوطن، نطيع الوطن ونسكت بس للوطن افتهمت حبيبي، صاحب الحق سلطان" وشعارات أخرى مماثلة ومنددة بما حصل من تهجم عليهن من قبل بعض رجال الدين وسياسين.
كما رُفع الشعار
"أعظم شعائر الله 'الحج' *مختلط * وان لم تكن زينب مع الحسين من كان يقود معركة الإصلاح من بعده #بينا تكمل الثورة".
وبعد ردود الأفعال تلم التي ظهرت في الساحات عاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والذي أفتى بعدم جواز الاختلاط في التظاهرات، مرة أخرى للتغريد داعياً انصاره النساء للخروج في مسيرة غير مختلطة تعبيرا عن حرمة الاختلاط.
وعن دور المرأة الكبير في المجتمع أكدت الشابة مريم عبد الرزاق الخريجة الجامعية من داخل ساحة التحرير لوكالة فرات أهمية دور المرأة والذي هو بمثابة دعم معنوي ونفسي للمتظاهرين، مُضيفة "نحن بظهوركم ومعكم ودورنا ما يختلف عن دوركم بأي شيء حتى لو كنا في البيت أو في الساحة فنحن نساندكم بكل وقت، ومن المستحيل أن نتخلى عنكم أو نتقاضى عن حقنا أو عن دورنا المهم في المجتمع، فنحن نصف المجتمع وبدورنا هذا أصبحنا كل المجتمع".
وأردفت: "إذا كان هناك من الرجال من تخلوا عن الثورة فنحن لا نتخلى عنها وإن كنا شابات أو نساء كبار أو أطفال فنحن كلنا مع المتظاهرين قلباً وقالباً، بل وإن أي شخص انتقد دور المرأة كدينيا ليس له الحق، فنحن عندما نأتي للتحرير ونرى الشباب كيف هم متعاونون مع النساء وكيف يحمي النساء ويضحون بأنفسهم من أجل حمايتنا فمن المستحيل أن تتعرض أي متظاهرة للتحرش او حتى كلمة سلبية من المتظاهرين فهم إخواننا بالساحات يساندونا كما نساندهم وجميعنا خرجنا بهدف وطني واحد".
واعتبرت أن "الهدف من خلف هذا الكلام تحت غطاء الدين هو تخريب التظاهرات أو لألغاء دور المرأة لفعاليته في دعم التظاهرات ودعم المتظاهرين في الساحات، بل إن تواجدهن في ساحات التظاهرات هو أمر حضاري".
وشددت على أهمية الدور الذي يلعبه المتظاهرون في الساحات من أي جنس كانوا، معتبرة أن من انتقدوا ذلك هم لا يملكون أي شيء على الأرض وأنهم يسعون بذلك فقط لأنهاء هذه التظاهرات، إلا أن ذلك الأمر لن يجد صدى وإنما على العكس سيزيد من وإصرار المتظاهرات.
وعلى كافة المستويات الشعبية يرفض المتظاهرين كل ما يخرج من حديث عن مشاركة المرأة فيقول العم ياس عباس العامري المتواجد في ساحة التحرير منذ الأول من أكتوبر: إن "دور النساء فعّال جداً ونحن نتمنى من كل نساء العراق أن تحضرن وتشاركن في التظاهرات فالحقوق للجميع ليس فقط للمتظاهرين وإنما لجميع الشعب العراقي وتحسين المستوى المعيشي يصب في صالح الوطن، أما ما يخرج من حديث مُغرض فأقول إن كل إناء بما فيه ينضح، جميع المتواجدات كلهن أخواتنا وكلهم إخوانهن، نحن نخرج للتظاهرات وجميعنا واحد، الأم الكبيرة هي أمنا والصغيرة هي بنتنا وأختنا ونتشرف بهن وبجميع العراقيات".
وتحدثت مصادر من داخل ساحة التحرير عن استشهاد ناشط بسلاح كاتم مساء يوم الجمعة وتعرض آخرين للطعن في الأسلحة البيضاء للطعن وتسمم آخرين وما تزال التظاهرات مستمرة وسط دعوة من الحراك لتجديد المشاركات الطلابية ورفض لحكومة علاوي حتى الآن.