تحدثت وكالة فرات للأنباء، مع اثنين من المشاركين في المؤتمر وقد أبدى كل منهما سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، لا سيما مسألة التنوع الكبير والمشاركة الواسعة من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات والعرقيات، على نحو يوسع أفق المشاركين نحو مزيد من الإيمان بالديمقراطية وحرية الآخر.
وحسب المشاركين الذين استطلعت وكالتنا رأيهما، فإن المؤتمر تضمن عديداً من القضايا لا سيما مسألة مشاركة الشبيبة ودورهم في التغيير، كما تطرقت المناقشات إلى المؤامرة الدولية لأسر القائد عبد الله أوجلان، وقد أشارا إلى صدور بيان يدين تلك المؤامرة والممارسات التي ارتكبت ضد حركة التحرر الكردية.
حضور القائد أوجلان
يقول إسلام ضيف، وهو أحد المشاركين في المؤتمر، خلال حديث لوكالة فرات للأنباء، إن مؤتمر شبيبة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استمر يومين في العاصمة اللبنانية بيروت وقد تخللته نقاشات مهمة، وكان له كذلك مخرجات مهمة، في ظل حضور من مختلف مناطق ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتنظيمات شبابية عديدة ومن مختلف القوميات والعرقيات في المنطقة.
وأضاف أن المؤتمر تخلله مناقشات وغرف عمل، وقد كانت هناك محاولات للتقارب في وجهات النظر، وجرى مناقشة الإشكاليات التي تواجه الشبيبة، وحملت غرف العمل عناوين مهمة مثل تلك التي تناقش قضية البيئة وأخرى تناقش المرأة وغرفة تناقش وضع الشبيبة في بلدان المنطقة وأبرز الأزمات التي يواجهونها في محاولة لحل جذورها ومعالجة مشكلة تهميش الشبيبة.
وقال "ضيف" أن المؤتمر كان له مخرجات مهمة على رأسها الموقف الواضح الداعم للقضية الفلسطينية، وقد كانت هناك حالة من الرفض للإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون، وكذلك الدعم لسوريا والسودان، فضلاً عن أنه كان هناك بيان حول حرية الرأي وسجناء الرأي في العالم وكان أبرزهم القائد الكردي الأممي عبد الله أوجلان، وتم إصدار بيان حول المؤامرة الدولية التي حيكت ضد حركة التحرير الكردية واعتقال القائد أوجلان بهذه الطريقة.
ولفت إلى أن هناك بيان ختامي صدر عن تنسيقية عمل المرأة بالمؤتمر وأكد كذلك على دعم حرية القائد عبد الله أوجلان، كما أن موضوع المرأة كان له خصوصيته في هذا المؤتمر، وكان هناك مجهود كبير بذل في بحث مشكلات المرأة بشكل عام وجاءت المخرجات في سياق هذه الأمور التي جرى نقاشها خلال أيام عمل المؤتمر.
وكان البيان الختامي لمؤتمر شبيبة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكد رفضه المشاريع كافة التي تفرض على المنطقة من الخارج، مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير وأيضاً الإسلام السياسي، مضيفاً أن الشبيبة هم القوة الأكثر ديناميكيةً للتغيير والولادة من جديد، كما كلّف منسقيةً تتكون من ممثلين عن جميع التنظيمات والحركات المشاركة من أجل تحقيق توحيد القوة واتخاذ خطوات ملموسة نحو كونفدرالية شبيبة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
دور الشبيبة
وتقول سلمى شيحة، إحدى المشاركات، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، أيضاً إن المؤتمر بكل المقاييس كان ثميناً في تنوعه دينياً ومذهبياً وإثنياً وكان يقدم تجربة جديدة ومفيدة، فمن خلال الاحتكاك المباشر بين كل هذه الاختلافات الثقافية، فإنه يساهم في توسيع الأفق خاصة الشبيبة تجاه رؤيتهم للأمور وتجعلهم أكثر استعداداً لتقبل الآخر وأكثر قبولاً للديمقراطية التي تتيح التعددية والحضور والفعالية.
وأضافت سلمى شيحة أنه من حيث المضمون، فقد كانت الأفكار التي طرحت والندوات مفيدة جداً خاصة حول دور الشبيبة ومساهمتهم في التغيير، وهذا شيء مهم يستوجب مزيداً من البحث والدراسة والعمل عليها حتى يتم التوصل إلى صيغة مثلى تفضي إلى دور فاعل لشبيبة الشرق الأوسط في تغيير مجتمعاتنا إلى صيغ وأوضاع أكثر ديمقراطية.
وأعربت عن قناعتها بأن أنظمة أكثر ديمقراطية تتيح للإثنيات والعرقيات العيش في وئام وأن يكونوا جميعاً على قدم المساواة في الحقوق والواجبات، مؤكدةً أن هذا بدوره يخلق مجتمعات يسودها الأمن والاستقرار وتولي الاهتمام أكثر بالتنمية مما يعود بالفائدة المشتركة على جميع الشعوب في الشرق الأوسط.
وقالت إن المؤتمر شهد مشاركة لشبيبة يغلب عليه الطابع الثوري والرغبة في التغيير، ولكن يغيب عنه جزء الفعالية وهذا يفسر غياب دور الشبيبة في التغيير في المرحلة الراهنة، معربة عن أمنياتها أن يكون هذا المؤتمر قد منح الشبيبة دفعة أكثر إيجابية تحفزه أن يكون أكثر فعالية ونشاطاً في ممارسة التغيير.
وشدد البيان الختامي للمرأة على مناهضة استعباد المرأة وسلطة الرجل على المرأة هي القضية الأساسية للمؤتمر، منوهاً إلى أن الشابات هن القوة الرائدة في عملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط.