الحل في سوريا يكمن في الحوار السوري-السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية

صرّح الأمين العام لحزب الوطن السوري ثابت الجوهر لوكالة فرات للأنباء (ANF) أن الدولة التركية تسعى لتحقيق أهدافها عن طريق مرتزقتها للسيطرة على المزيد من الأراضي السورية، وضمها إلى أراضيها في ظل الأحداث المتسارعة وتغير خارطة السيطرة وسقوط النظام في دمشق.

منذ بداية الحراك في سوريا، دعمت تركيا المرتزقة وفتحت الحدود أمامهم لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية في المنطقة، سعت تركيا للسيطرة على مناطق واسعة من سوريا، وهاجمت عدة مدن سيطرت عليها، مرتكبة أبشع المجازر والانتهاكات بحق سكانها الأصليين، وفي الآونة الأخيرة، وبعد سقوط النظام في دمشق، تحاول دولة الاحتلال التركي فرض نفسها على الساحة السورية، وإفشال الحلول السياسية، ونشر الفتنة بين المكونات المختلفة.

 

قال الأمين العام لحزب الوطن السوري ثابت الجوهر: "بعد أكثر من 54 عاماً من الحكم الاستبدادي لنظام البعث، يعيش السوريون اليوم فرحة النصر والانتهاء من هذه الحقبة المريرة، وخاصة منذ اندلاع الحراك السوري قبل 14 عاماً"، وأضاف الجوهر أن الدولة التركية، عبر الفصائل المنضوية تحت رايتها، تسعى للسيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، ونهب مقدراتها، ووضع هذه الفصائل تحت مظلة الجيش التركي وحكومة حزب العدالة والتنمية، وذكر أن حزب الوطن السوري، من بين الأحزاب السياسية في شمال سوريا، ينظر إلى ما تقوم به الحكومة المؤقتة في دمشق بعد سقوط النظام، ويأمل في أن يتم تنفيذ التصريحات التي تطمئن إلى وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وأكد أن العمليات الحربية في الجغرافيا السورية، ودعم الحكومة المؤقتة في دمشق لضمان حقوق كل المكونات السورية وفق دستور يضمن سيادة الدولة السورية، يتماشى مع رؤية حزب الوطن السوري وبرنامجه السياسي."

وأكد الأمين العام لحزب الوطن السوري ثابت الجوهر أن حزب الوطن السوري، إلى جانب الأحزاب السياسية الأخرى ومجلس الديمقراطية، الذي يُعد المظلة السياسية لمؤسسات الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، كان دائماً إلى جانب مؤسسات الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في الأعمال الخدمية والإدارية، بما يلبي احتياجات ومتطلبات السكان في شمال وشرق سوريا.
وأضاف الجوهر أن المشروع الديمقراطي، الذي تحقق بفضل تضحيات الشهداء، قدمته جميع المكونات من كرد وعرب وسريان وآشور وإيزيديين، وأكد أن هناك تضحيات كبيرة بُذلت في سبيل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، كما أشار إلى أن سكان إقليم شمال وشرق سوريا تحملوا حصاراً طويلاً ووجود سجون إرهابيي داعش والمخيمات التي تقطن فيها عائلاتهم، بالإضافة إلى المخاطر التي يواجهونها في كافة المناطق."

وأكد الأمين العام لحزب الوطن السوري، ثابت الجوهر، أن الإدارة الذاتية، بالتعاون مع مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية، كانت دائماً تدعو إلى الحوار السوري-السوري والجلوس على طاولة المفاوضات بهدف تخليص سوريا من سنوات الظلم والاضطهاد التي عاشتها، خاصة خلال فترة الحرب، وأوضح أن الإدارة الذاتية، بعد سقوط النظام الاستبدادي لنظام بشار الأسد، تسعى مع قوات سوريا الديمقراطية والأحزاب السياسية إلى التواصل مع الحكومة المؤقتة وإدارة العمليات العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام عبر وسطاء دوليين تثق بهم، لفتح باب الحوار والجلوس على طاولة واحدة بعيداً عن الحروب واستغلال المصالح والظروف الدولية التي تؤثر بشكل مباشر على الشأن السوري، وأضاف أن حزب الوطن السوري يرى أن حل القضية السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حوار جامع يضم جميع السوريين، للوصول إلى برنامج سياسي ودستور جديد يحقق تطلعات الشعب السوري ويضمن حقوقه.

ونوّه الجوهر بأن حزب الوطن السوري مستعد للتفاوض والدخول في عملية سياسية تضمن حقوق السوريين بشكل عام، ومناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص، وأشار إلى أن مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية كانت خلال السنوات الماضية، ورغم الأزمة التي عصفت بسوريا، الأكثر أماناً واستقراراً من حيث التنظيم العسكري والإداري والسياسي، على الرغم من وجود بعض النواقص التي تُعد حالة طبيعية بسبب الحرب الدائرة، وأكد أن التوجه الآن هو نحو دمشق جديدة، خالية من النظام الاستبدادي، دمشق لكل السوريين، تُحقق توزيعاً عادلاً للحقوق والثروات على كامل الشعب السوري، وتضمن الحريات السياسية والانتقال إلى سوريا جديدة تكفل حقوق كافة المكونات على الأراضي السورية.

وفي ختام حديثه، شدد الأمين العام لحزب الوطن السوري، ثابت الجوهر، على أن حزب الوطن السوري يدعم الحل السياسي الشامل، مشيراً إلى أن الحزب يعمل من خلال التواصل مع الوجهاء وشيوخ العشائر والمثقفين والأحزاب السياسية والمؤسسات على امتداد الجغرافيا السورية، بهدف جمع السوريين على طاولة حوار واحدة، وأكد أن هذا الحوار هو السبيل للخلاص من الظلم والاستبداد الذي مارسه النظام الفاسد على مدار أكثر من 54 عاماً.