العراق: إطلاق رصاص حي في بغداد وفرنسا قلقة من التهديدات التي يواجهها الصحافيون

أطلقت القوات العراقية الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين على جسر الشهداء، فيما لم تخرج تفاصيل عن وقوع إصابات في صفوف المحتجين.

وتجمع المتظاهرون في ساحة التحرير وجسري الشهداء والأحرار وسط بغداد أمس الأربعاء.
وأجلت إدارات المصرف المركزي العراقي ومصرفي الرافدين والرشيد في بغداد موظفيها من الأبواب الخلفية تزامنا مع وصول متظاهرين إليها. 
وقتلت قوات الأمن 13 محتجاً على الأقل بالرصاص خلال الساعات الـ24 حتى مساء أمس الأول الثلاثاء متخلية عن ضبط النفس الذي مارسته نسبيا على مدى أسابيع في محاولة لإخماد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وفي ذي قار أحرق متظاهرون غاضبون منازل ثلاثة نواب عراقيين. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن المنازل تعود للنواب ناجي السعيدي عن كتلة سائرون، ومنى الغرابي عن كتلة الفتح، وزينب الخزرجي عن كتلة دولةالقانون. وأن النواب غادروا منازلهم وانتقلوا إلى مناطق أخرى ومنهم من غادر إلى أربيل.

وفي البصرة أصيب 10 أشخاص أثناء محاولة محتجين اقتحام مبنى المحافظة، فيما اعتقلت السلطة ستة أشخاص، وفق مفوضية حقوق الإنسان.

وأفادت المفوضية بأن قتيلين سقطا في عملية فض اعتصام ميناء أم قصر، وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة، بينهم ثلاثة في حالة موت سريري، إضافة إلى تسجيل عشرات حالات الاختناق.

ولا تزال شبكة الإنترنت مقطوعة في بغداد والمحافظات الأخرى. 

ودانت فرنسا الأربعاء "أعمال العنف الخطيرة" في العراق ودعت السلطات العراقية إلى فتح "حوار سلمي وديموقراطي".

وأضافت أن "فرنسا تعبر أيضا عن قلقها من عمليات الترهيب والتهديدات التي يواجهها الصحافيون في العراق".

وتابعت فون دير مول "بعد سنوات من الحرب، يتطلب بناء ديموقراطية عادلة وشاملة فتح حوار سلمي وديموقراطي"، مؤكدة أن فرنسا تشجع السلطات العراقية إلى "إجراء هذا الحوار" و"تطبيق الإصلاحات التي أعلن عنها للاستجابة للتطلعات الشرعية للسكان".

وعبرت الولايات المتحدة الأربعاء عن شجبها لعمليات "قتل وخطف المحتجين العزل وتهديد حرية التعبير ودوامة العنف الدائر" في العراق.

وأكدت في بيان للسفارة الأميركية في بغداد، تلقى "موقع الحرة" نسخة منه، على أن "يكون العراقيون أحرارا لاتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن مستقبل بلدهم".

وأضاف البيان أن واشنطن مهتمة بدعم "عراق آمن ومزدهر وقادر على الدفاع عن شعبه ضد المجاميع العنيفة المتطرفة وردع أولئك الذين يقوضون سيادته وديمقراطيته".

وأوضحت الحكومة الأميركية أنه "في الوقت الذي يتابع فيه العالم تطور الأحداث في العراق، بات جليا أن على الحكومة العراقية والقادة السياسيين التفاعل عاجلا وبجدية مع المواطنين العراقيين المطالبين بالإصلاح، فلا مستقبل للعراق بقمع إرادة شعبه".

ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر موجة احتجاجات غير مسبوقة ضد الحكومة تخللتها اشتباكات وعمليات قمع دامية من قبل قوات الأمن ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 260 شخص وإصابة المئات.

واقترحت الحكومة العراقية إصلاحات اجتماعية وتعديلات دستورية لكن المتظاهرين يواصلون المطالبة برحيل كل المسؤولين الذين يعتبرونهم فاسدين وغير مؤهلين، وإعادة بناء كل النظام السياسي الذي أقيم بعد سقوط صدام حسين.