الكاتب الليبي أحمد الفيتوري لـ ANF: تأجيل الانتخابات كان متوقعًا ولا قرار حول التأجيل حتى الآن

أكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي أحمد الفيتوري، إن الانتخابات الليبية لم تؤجل على المستوى الرسمي حتى الآن ورغم ذلك هي لن تعقد، لافتا إلى أن مؤشرات عدم عقدها يمتد إلى مؤتمر باريس حول ليبيا.

قال أحمد الفيتوري الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن ليبيا تعيش الآن مرحلة يمكن تسميتها مرحلة حروب السلام وهي التي تعتبر أصعب المراحل، لافتًا إلى أن المسألة الليبية هي مسألة دولية حلها ليس بيد الليبيين.

وأضاف الفيتوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرات للأنباء ANF"بالنسبة للانتخابات هي على المستوى الرسمي لم تؤجل، وفي الوقت نفسه ليست هناك انتخابات. على المستوى العملي ليس هناك أي قرار بتأجيل الانتخابات لا من مفوضية الانتخابات ولا من أي جهة رسمية أخرى، وليس هناك أي تصريح من الحكومة، ولا من الجهة المسؤولة عن الانتخابات ولا من مجلس النواب فعلى المستوى الإجرائي ليس هناك قرار ولا إخبار بتأجيل الانتخابات لكن على المستوى العملي في تقديري فإن الانتخابات أصلا لم تكن ستحدث ومنذ فترة وأنا أتحدث بأن هذه الانتخابات وضعت وكأنها لن تتم، لأن هناك مجموعة من الأسس الأساسية الغائبة عن هذه الانتخابات وهناك عناصر قوية منها أنه وبالنسبة لي أعتبر أن المسألة الليبية هي مسألة دولية".

 

 

وأوضح: "كل ما يخص المسألة الليبية هي بالدرجة الأولى مسألة دولية، وما يخص الانتخابات فهي أيضا جاءت من الخارج بقرار من الأمم المتحدة وحدد تاريخ ليكون ٢٤ديسمبر من الأمم المتحدة أيضا وبالتالي تحديد الانتخابات هي مسألة دولية."
وبالنسبة لي فإنه منذ مؤتمر باريس، وهناك مؤشر قوي بأن الانتخابات لن تحدث بحينها، والسبب أنه وفي المؤتمر الصحفي الذي أجري عقب مؤتمر باريس، لميركل المستشارة الألمانية السابقة ورئيس وزراء إيطاليا والرئيس الفرنسي (ماكرون) اختلف رئيس الوزراء الإيطالي، وقال إنه غير متفق على إجراء الانتخابات في ٢٤ ديسمبر وعلل ذلك في تلك اللحظة بأن هناك مجموعة من المستلزمات لم تتم ومنها قوانين تخص الانتخابات".

وتابع: لذلك فإن الذين كانوا مشرفين على مؤتمر دولي وهو آخر مؤتمر دولي عقد حول المسألة الليبية في باريس اختلفوا، وما بين الاختلاف الشهير المعروف بين إيطاليا وفرنسا وصل حتى مؤتمر باريس، وحتى السيدة ميركل تحدثت على أن الأتراك لن يخرجون من ليبيا وقلت وقتها واعتبرته مؤشر بأن الانتخابات لن تتم في حينها، وهذا ما حصل الآن وهو أن الانتخابات لن تُجرى.

وقال: أجريت مجموعة من الأيقونات التي تشير إلى اجراء الانتخابات منها تسجيل بعض المرشحين لأنفسهم، وتسجيل الناخبين، وهذه جوانب فنية أكثر منها سياسية، لكن على المستوى السياسي لم يكن هناك مؤشرات قوية دولية رغم وجود نائبة الرئيس الأمريكي في مؤتمر باريس لكن لم نشهد لها حضورا قويا وكان يبدو أنه حضور رمزي لا أكثر ولا أقل.
واستطرد: إذا فإن هذا عامل رئيسي في تقديري إلى أن الانتخابات في ليبيا لن تُجرى في وقتها، وأعتقد أن ها لن تجرى على الأقل في المنظور، حتى نذهب إلى نقطة أخرى أنه في حال أجريت الانتخابات في ليبيا، فإنها ستكون أيضا وكأنها لم تجرى، وذلك مثل الانتخابات في العراق تمت وحتى هذه الساعة لم نعرف نتائجها وأيضا ما حدث في تونس من مشهد انقلاب من شخص جلبته الانتخابات.
وأردف: هذا يؤشر إلى أن الوضع في ليبيا لا يختلف حقيقة عن العراق ولا عن تونس والمنطقة تسير برؤوية واحدة والوقائع تقول ذلك وحتى السودان وكثير من المؤشرات تشير إلى أننا في حالة بأننا في الشرق هم واحد.
وبالتالي فبالنسبة لي أعتقد الانتخابات منذ البداية لم تكن ستتم في حينها، لكن هناك نقطة أخرى، وهي أن مؤشر الانتخابات أو النقطة نحو الانتخابات أحدثت حراكًا في ليبيا نبدأ من استقالة كوبيش التي جاءت بعد استقالة غسان سلامة، عودة السيدة وليامز التي أمسكت بالأمر بعد سلامة ثم جاء كوبيش واليوم تعود لتستلم المسألة في ليبيا، وأرى أن هذا مؤشر إلى أن المسألة الليبية تكاد تكون أمريكية، لكن إشكالات التواجد الروسي على الأرض والتواجد التركي يحدث إشكالات بالنسبة للتواجد الأمريكي الفاعل في المسألة الليبية، أيضا الذهاب إلى الانتخابات أحدث خلال اليومين، وما يسمى بـ (تأجيل الانتخابات) أحدث حراك في ليبيا، فهناك الآن في هذه الساعة لقاء بين شخصيات ترشحت للانتخابات وهي على الأقل على الأرض لديها قوى مثل السيد خليفة حفتر، والسيد باشاغا ومعتيق وشخصيات أخرى تلتقي الآن في بني غازي وهذا لم يحدث خلال العشر سنوات الماضية، هناك أيضا تحركات للقوات على الأرض في طرابلس وهذا أيضا وإن دل على الأوضاع فإنها في حالة ارتجاج وحالة تغيرات، وعلى الأقل بشكل مبدأي على غير ما كانت عليه الأوضاع قبل ذلك.

وحول ما إذا كان هناك مجهول جديد تذهب إليه ليبيا.. أو أن الحاصل ربما يؤدي إلى حلحلة الأوضاع بالإشارة إلى لقاءات بني غازي، قال: أضيف إلى ذلك أن بعض الأصوات تشير الى تواجد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في القاهرة، وهذا يؤشر إلى أن الانتخابات الليبية هي مسألة إقليمية ودولية، وبالتالي أيضا مجيء السفير الأمريكي بشكل سريع إلى طرابلس وتحدثه عن الانتخابات وكأن هذه الانتخابات هي أول انتخابات تحدث في العالم، هناك اهتمام مُرَكّز بهذه الانتخابات وحديث حول ما يدور في الدول، روسيا الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا.

وتابع: بالنسبة لي لا أعتقد أن هناك تغير يشير إلى خطورة الأوضاع في ليبيا، في تقدير الانتخابات والشخصيات الممسكة بزمام الأمور على الأرض كانت تعرف أن الانتخابات لن تتم في وقتها وبالتالي بالنسبة لهم ليس أمرا مفاجئا حتى نقول إنهم سيتمترسون نتيجة عدم حدوث الانتخابات.
وأشار إلى أن "اللقاء الذي تم في بني غازي تم قبله تحالف بين الشخصيات التي أشرنا إليها.. تحالف تم من أجل الدخول لانتخابات الرئاسة وبالتالي هذه التحالفات تمت قبل وقت كبير لكن هي فقط لم تعلن بشكل رسمي وبالتالي فإن تأجيل الانتخابات قد يكون جعل الأمور تتم بعلنية لكن هناك كانت هناك بكل تأكيد لقاءات سرية عديدة بين وفود في أماكن متعددة بل ان اخبار اشارت إلى لقاء تم بين شخص من جهة خليفة حفتر وآخر من جهة الدبيبة ويقال انه تم في الامارات وما إلى ذلك".
وأكمل: لذلك أنا في تقديري أن بالنسبة للأوضاع الليبية هي كما كانت عليه حتى في الفترة الماضية في نوع من التوتر ولم نصل بعد إلى السلام، وأنا كنت قد تحدثت وكتبت بأننا في مرحلة حروب السلام وفي اعتقادي أن مرحلة حروب السلام تكون أخطر وأشد توترًا وقلقا من الحرب الساخنة أو كما يقال.