منظومة المجتمع الكردستاني تستذكر دنيز كزميش ورفاقه

استذكرت منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) دنيز كزميش ويوسف أصلان وحسين عنان، ودعت القوى الديمقراطية إلى التجمع بشكل أكثر حول النضال المشترك والتضامن والوحدة وتحقيق الهدف المتمثل بـ كردستان الحرة وتركيا الديمقراطية.

استذكرت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، دنيز كزميش ويوسف أصلان وحسين عنان من خلال بيان في الذكرى السنوية الـ 52 لإعدامهم، وجاء في البيان ما يلي:   

"إننا نستذكر بكل احترام دنيز كزميش ويوسف أصلان وحسين عنان، من رواد الحركة الاشتراكية في تركيا في الذكرى السنوية الـ 52 لإعدامهم، ونستذكر في شخصهم جميع شهداء الثورة والديمقراطية بكل احترام وامتنان، ونجدد مرة أخرى عهدنا بتحقيق النصر والوفاء للشهداء، وندين بشدة النظام الفاشي المستبد المستعمر والقاتل.

وعلمنا ببالغ الحزن والأسى، بوفاة إلهامي آراس، أحد رواد الحركة الاشتراكية في تركيا، وقد بذل رفيق الدرب إلهامي آراس جهوداً كبيرة في النضال من أجل الديمقراطية والاشتراكية، وعمل بتضامن مع الشعب الكردي، بجد لتعزيز النضال المشترك، ونستذكره بكل احترام، وننحني بكل احترام أمام صموده ونضاله وجهده.  

وكما هو الحال دائماً، دفن التاريخ الذي مجّد وخلّد الشخصيات التي ضحت بأنفسهم من أجل الحرية، المخلوقات السفيهة للنظام الاستعماري في أروقة ظلمة شرهم، وانخدع الذين ظنوا أنه بإمكانهم القضاء على أمل الثورة والحرية بالإعدامات، وانتصر خط وأمل الحرية، ومات الذين ظنوا أنه بإمكانهم الثوار قتل بالقتل، لكن الثوار ظلوا دائماً أحياءً في قلوب الشعوب ونضالهم، ومثل حال كل الثوار، ظل ذكرى دنيز ويوسف وحسين، من رواد الحركة الاشتراكية في تركيا، مخلداً دائماً في قلوب الشعوب ونضالاتهم.

ولقد ترك لنا قادة الحركة الاشتراكية في تركيا، الذين نستذكرهم في شخص دنيز، إرثاً عظيماً، وهذا الإرث أيضاً يمثل استراتيجية النضال المشترك للشعوب والمدينة الفاضلة للحياة الحرة والاشتراكية والديمقراطية، وإدراك هؤلاء القادة والوفاء لهم أمر ممكن من خلال اتخاذ استراتيجيتهم النضالية ومدينتهم الفاضلة كأساس، حيث اتخذت حركتنا في نهجها هذا الأمر كأساس لها، واستمرت على هذا النهج منذ بدايتها وحتى الآن، كما إن وفاء القائد أوجلان المتمثل بهدف تحقيق الحياة الحرة والديمقراطية ووحدة الشعوب ونضاله الكبير من أجل ذلك والذي يدوم منذ نصف قرن من الزمان، وكذلك مساعيه المنقطعة النظير معروفة، وأسس القائد أوجلان، الذي بدأ بخوض النضال الثوري بتأثير من ماهر جايان، أحد القادة العظماء للحركة الثورية في تركيا، حزب العمال الكردستاني، واتخذ من إنشاء كردستان حرة وتركيا ديمقراطية الذي يستند على الوحدة الحرة وديمقراطية الشعوب هدفاً له للجمع بين النضال الديمقراطي الاشتراكي في تركيا والنضال التحرري الكردستاني، وخلق النضال التحرري الكردستاني تطورات كبيرة بالمضي قدماً على الخط الاشتراكي الديمقراطي وتحول إلى نضال من أجل تركيا ديمقراطية وحرة وشرق أوسط ديمقراطي، ولقد أظهر القائد أوجلان، الذي لديه إيمان راسخ بالتقاليد الاشتراكية الثورية، الطريق الصحيح للخلاص للشعوب والنساء والإنسانية جمعاء وأشار إلى أن حل الحياة الحرة يكمن من خلال مشروعه القائم على النظام الكونفدرالي الديمقراطي ونموذج الأمة الديمقراطية. 

وتعيش الحداثة الرأسمالية في خضم أزمة وفوضى كبيرة وحالة من الانهيار، إذ يحاول نظام الهيمنة الرأسمالي الخروج من هذا الوضع الذي يعيشه مع الحرب العالمية الثالثة التي ينفذها بأساليبه الخاصة، وتتجه الحداثة الرأسمالية نحو الانهيار والتفكك، ومن الناحية الأخرى، فإن بحث الإنسانية عن حياة حرة ومجتمعية وديمقراطية يتعزز قوة يوماً بعد يوم، ويتحقق ذلك بقوة وبشكل ملموس في كردستان وتركيا والشرق الأوسط بشكل متزايد، كما خلقت استراتيجية النضال المشترك للشعب الكردي مع شعوب تركيا نتائج مهمة، وتلقى النظام الفاشي الاستعماري والاستبدادي المتمثل في شخص حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ضربات قاسية، وبالنسبة لنا كقوى اشتراكية وديمقراطية وتحررية، فإن تعميق هذه الاستراتيجية والإطاحة بالفاشية بشكل كامل وإرساء الديمقراطية في تركيا هو واجبنا الأساسي، وقد سلّمنا التاريخ مسؤولية من هذا القبيل، وعلينا أن نتحمل هذه المسؤولية التاريخية ونعزز تضامن ووحدة الشعوب ونقوم بدورنا التاريخي، وفي مرحلة من القبيل حيث تلقت فيها الفاشية ضربة قوية، لا يمكن هزيمة الفاشية إلا من خلال وحدة القوى الديمقراطية وتعزيز النضال القائم على هذا الأساس، ويمكن تحقيق تطلعات شعوب تركيا بالحرية والديمقراطية، وعلى القوى الديمقراطية أن تعمل على تعزيز وحدتها وتضامنها وتوسيع نطاق النضال على هذا الأساس، وإننا على يقين أن هذا هو الموقف الأكثر أهمية للوفاء بذكرى دنيز، وعلى هذا الأساس، ندعو القوى الديمقراطية إلى التجمع بشكل أكثر حول النضال المشترك والتضامن والوحدة وتحقيق الهدف المتمثل بـ كردستان الحرة وتركيا الديمقراطية".