جمال شريك: على الطبقة العاملة أن تنتفض في وجه الحرب 

صرح عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، جمال شريك، أن الاحتكار القائم على الاستغلال هو المصدر الرئيسي للحرب في كردستان، مشدداً أنه يجب على العمال والكادحين أن يناضلوا ضد الحرب.

تحدث عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، جمال شريك، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول يوم الأول من أيار.

وذكر جمال شريك أن العمال والكادحين أظهروا مراراً وتكراراً في تركيا وكردستان أن يوم الأول من أيار ليس عيداً عادياً، بل هو تمثيل للنضال من أجل تحقيق النصر، وقال بهذا الصدد: "على الرغم من هجمات المتغطرسين والقوى المتسلطة وقواها شبه العسكرية والقوى الفاشية الرسمية، إلا أن العمال والكادحين تمكنوا من تحقيق النجاح في ذلك، ونتيجة لهذا التصميم والتنظيم والإصرار في خوض النضال، تراجعت القوى الاستعمارية والمسيطرة خطوة إلى الوراء".

وذكر جمال شريك أنه في ظل هذه الفترة، ينبغي اتخاذ هذا الأمر كأساس للحفاظ على الروح الثورية وجوهر يوم الأول من أيار، وأضاف قائلاً: "ينبغي لهم أن يكونوا مدافعين ومنفذين نشطين للنضال من أجل تحرير العمل، وبدون شك، فإن المقصود بتحرير العمل يجب أن يُفهم بشكل صحيح، والمقصود من ذلك هو إنهاء احتكار الاستغلال للعمل، ويجب التأكيد بشكل صحيح على أن النضال من أجل العمل يجب أن يكون أساسياً، وفي هذا السياق، طالما أنه لم يتم تحطيم الاستغلال المبني على العمل والاحتكار القائم على استغلال العمل، فلا يمكن تحرير العمل أبداً بأي شكل من الأشكال، لذا يجب أن يكون النهج المتبع على هذا الأساس، ويجب أن يكون معلوماً أنه فقط بالمطالب والنهج القائم مثل زيادة الرواتب وتوسيع الحقوق، ما هو إلا نهج ضيق ويأتي في سياق حدود نظام النهب والاستغلال، ولا تعني أكثر من إضفاء الشرعية على نظام النهب والاستغلال".

وأفاد جمال شريك أن السياسات والميول والمناهج التي تشكل أكبر عقبة أمام العمال والكادحين اليوم، والتي تخنق وتضيق نضال العمال والكادحين، تقوم على هذا الأساس، وأضاف قائلاً: "يجري القيام بذلك من خلال اللجوء إلى شتى السبل والأساليب، وإخفاء الجوانب السياسية والأيديولوجية، والاستهانة بنضال العمال والكادحين وتصوير هذا النضال على أنه مجرد إشباع للبطن، ويُراد من ذلك تحويل العمال والكادحين إلى جزء من نظام الاستغلال، ولتحقيق ذلك، فإنهم لا يترددون في استغلال كل أنواع الإمكانيات المتاحة لدى الدولة، بل ويمكن القول، إن الأمر المراد منه اليوم في تركيا هو أن يكون هذا النهج والفكر سائدين وذو تأثير، واليوم، أصبحت النقابات الصفراء التي جعلت من هذا ذريعة لوجودها، وجعلتها أساساً لتأديب الشعب الفقير الذي يعاني من الجوع وتحويلهم إلى مقاولين للنظام، ذلك التنظيم الذي يحتكر السلطة في يده، ولهذا السبب، فإن النضال من أجل تحرير العمل يتطلب في الوقت نفسه خوض النضال ضد النقابية الصفراء التي تعبث بوعي العمال والكادحين وتحاول جعلهم جزءاً لا يتجزأ من نظام الاستغلال والنهب".

وأكد عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، جمال شريك، على أن النضال من أجل تحرير العمل لا يقتصر بطبيعة الحال على هذا النحو فقط، وقال بهذا الخصوص: "إن الاحتكار المبني على الاستغلال ونظام الاستغلال والنهب في تركيا وكردستان هو المصدر الرئيسي للحرب القذرة الخاصة والمستبدة التي تجري في كردستان، ويبدو هذا الاحتكار في الوقت نفسه بمثابة سلسلة من القيود التي تقيد أيدي وسواعد العمال والكادحين، وللخلاص من هذا القيد، لا بد من كسر هذا الاحتكار حتماً، وهذا الأمر يتحقق بالمشاركة في خوض النضال ضد الحرب القذرة-الخاصة الفاشية الاستعمارية والاستبدادية الدائرة في كردستان، فإذا تم تجفيف هذا المورد، فسوف تزول أكبر عقبة أمام تحرير العمل.   

ولذلك، فإن الخروج إلى ساحات الأول من أيار والأعمال التي يجب القيام بها، لا بد أن تكون متماشية مع ذلك الأمر، ولا ينبغي فصل النضال من أجل تحرير العمل عن النضال ضد حرب القذرة والاستعمارية والاستبدادية الدائرة في كردستان، لذلك يجب الدفاع عن التقليد الدارج للأول من أيار وتمثيل تقليد النضال، ويجب أن تهتز ساحات الأول من أيار أيضاً بالشعارات القائمة على هذا الأساس". 

وأوضح جمال شريك أن ثورة كردستان هي ثورة أممية، مؤكداً على أن الاستعمار الذي تتعرض له كردستان سواءً على الساحة الدولية أو داخل الدول يشير إلى هذه الحقيقة.

وذكر عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، جمال شريك، أنهم يمرون في خضم مرحلة حرجة وتاريخية، وأضاف قائلاً: "إن الحرب العالمية الثالثة توشك على إكمال عامها الرابع والثلاثين، حيث تتزايد التساؤلات في هذه المعركة حول نتائج هذه المرحلة الحرجة، وبدون شك، من بين هذه التساؤلات، السؤال الأكثر أهمية والأكثر إثارة للاهتمام يتعلق بالعمال والكادحين والشعوب والمرأة والشبيبة، لأن هؤلاء يمثلون أولئك الذين لا يؤيدون الحرب العالمية الثالثة، ولا يقومون بهذا الأمر فحسب، بل يقومون أيضاً بخلق البديل الخاص بهم وتحديد واجباتهم في مواجهة  أطراف الحرب العالمية الثالثة، وهذا يعني وجود مهمة ومسؤولية على المستوى العالمي، ومن المهم للغاية أن يتم تحديد هذه المهمة وتنفيذها في الأول من أيار، والقائد أوجلان الذي يعد قائداً عالمياً، يوضح الطريق بالنموذج الذي طوره، كما أن الحملة التي انطلقت في 10 تشرين الأول 2023 تحت شعار "الحرية للقائد أوجلان، الحل للقضية الكردية" يمنح القوة لذلك.

وفي مرحلة من هذا القبيل، فإن استقبال يوم الأول من أيار يكون ذا معنى كبير ومختلف للغاية، وقد أظهر كل من العمال والكادحين والمرأة والشبيبة وشعوب كردستان وتركيا، في 15 شباط و8 آذار و21 آذار وفي الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 آذار والرابع من نيسان بموقفهم وصمودهم الثوري، أن الترحيب بيوم الأول من أيار سيحظى باستقبال رائع أكثر من أي وقت مضى وأنه سيملأ الساحات عن آخرها.  

وإيماناً بأن يوم الأول من أيار سيتم الترحيب به بحماس وإثارة من هذا القبيل، أهنئ في البداية القائد أوجلان، العمال والكادحين، وشعوبنا وكافة الشعوب المضطهدة والعمال والكادحين المظلومين بيوم الأول من أيار".

واستذكر جمال شريك في ختام حديثه شهداء شهر أيار بكل احترام وامتنان وتقدير.