المقاتلان في سبيل الحرية.. الشهيد هوزان وخبات

تحدثت جواهرعثمان والدة الشهيدين خبات وهوزان عن حياة ابنيها الشهيدين وقالت:" كان أبنائي يرغبون أيضاً مثل بقية الشبيبة الوطنيين بالسير على هذا الطريق المشرف، شاركوا في النشاط العملي في الساحات والقوات العسكرية، واستشهدوا في سبيل الثورة".

 جواهرعثمان والدة الشهيدين والتي تعتبر والدة لمناضلة، تقيم في قرية هيمو، قدمت اثنان من زهورها في سبيل هذا الوطن ، تمركز ابنها هوزان ضمن وحدات حماية الشعب، واستشهد خلال معارك في تل حميس وتل براك ضد مرتزقة داعش، كما كان ابنها خبات منضم إلى كريلا قوات الدفاع الشعبي، واستشهد الشهيد خبات أيضاً نتيجة هجمات دولة الاحتلال التركي في متينا، كما والتحقت ابنتها عام 2014 لحمل سلاح شقيقها إلى النضال، واسمها افيستا هوزان، قطعت افيستا هوزان وعد مواصلة نضال الشهد هوزان، وهذا محط فخر عظيم بالنسبة للأم جواهر

تحدثت الأم جواهر عثمان بخصوص حياة شهدائها لوكالة فرات للأنباء وقالت:" أراد أبنائي أيضاً مثل كافة الشبيبة الوطنية السير على هذا الطريق المشرف، شاركوا في الساحات والقوى العسكرية، وارتقوا من خلال رغبتهم في الثورة إلى مرتبة الشهادة، لقد نشأ ابنائي على أسلوب حب الوطن كون عائلتنا عائلة وطنية، تعرفوا منذ صغرهم على الحركة وأفكار القائد عبدالله أوجلان".

 كان يرغب دائماً بأن يصبح الدفاع عن الوطن كواجب بالنسبة إليه  

وتابعت جواهر عثمان :" كان الشهيد هوزان الأبن البكر للعائلة، ولد عام 1991 والتحق عام 2012 بصفوف الحركة، وارتقى عام 2014، وصل للإعدادية في دراسته وتخلى عن الدارسة فيما بعد للانضمام إلى الحركة، ترعرع ابني هوزان على الثقافة الوطنية، وكنا نحن كعائلة نعرف دائماً أبنائنا بثورة روج آفا، كان لدى الشهيد هوزان منذ طفولته حب كبير للوطن، وكان يريد دائماً الدفاع عن أرض الوطن، وهو أيضاً دافع مثل عموم الشبيبة عن أرض وطنه وانضم إلى جبهات المعارك.

 التحق عام 2012 بصفوف قوات اتحاد الطلبة الكرد
كانت عائلتنا قبيل قيام ثورة روج آفا تقيم في لبنان بسبب قلة فرص العمل في سوريا، وقال الشهيد هوزان عندما سمع المعركة الأولى لسري كانيه بانه يجب عليهم العودة إلى الوطن، ولأنه لم تسنح لنا الفرصة بالعودة عاد الشهيد هوزان دون علمنا من لبنان إلى غرب كردستان وانضم عام 2012 إلى قوات اتحاد الطلبة الكرد، وبعد ان عدنا إلى روج آفا، كانت هناك مناشدة من الجبال الحرة ليمارس الشعب والشبيبة الكرد مقاومة من اجل الوطن، وشارك الشهيد هوزان من اجل ذلك إلى النضال".

واضافت الأم جواهر:" دخل الشهيد هوزان ضمن الحرب والمقاومة أثناء انضمامه إلى النضال، حيث كانت حينها المعركة ضد النظام البعثي، وقد انتصر هو ورفاقه في تلك الحرب، وبعدها عدنا نحن كعائلة من لبنان إلى روج آفا، وعندما قطعنا الحدود رأينا رايات خضراء، وحمراء وصفراء ، بقينا متعجبين مندهشين فقد كان النظام البعثي يحظر تلك الرايات، حينها قال لي الشهيد هوزان،’ أمي تفوح رائحة الحرية من وطننا، لم نكن نصدق يوماً بأننا سنرى بفخر وكرامة راياتنا ترفرف عالياً’، وقد قلت للشهيد هوزان" دماء الشهداء هي ثمن هذه الراية، وقد ضحى مئات الشهداء بأرواحهم كون كانت بداية ثورة روج آفا، أجابني الشهيد هوزان بما يلي: نحن أيضاً مستعدون للتضحية، سنوسع المقاومة".
 تعلمت العديد من الأشياء منه 

أنا والدة الشهيد هوزان، لكنني تعلمت العديد من الأشياء من الشهيد هوزان، ولأن مشاعر الأم حساسة وصعبة تجاه أبنائها فهي ترغب دائماً برؤية أبنائها امام اعينها، لكن جعل الشهيد هوزان بأن أصل لنتيجة أن أكثر الأشياء فخراً هو مساندة ودعم الإنسان لوطنه، كان نظهر هذا الطريق دائماً امام أبنائنا، وبالفعل كانت شخصية الشهيد هوزان محببة جداً، وكانت رغبته الكبرى بمواصلة دراسته، ولكنه كان يقول من اجل الدفاع الشريف عن أرض الوطن،’ إن كنا دون وطن وألا نكون محررين، لكان حينها دراستنا دون قيمة’.

 أصبح شهادة الشهيد هوزان قوة بالنسبة إلي 
نعلم ان كل وطن انتصر قد قدم آلاف الشهداء  ويصل بفضل تضحيات الشهداء إلى مستوى الشهادة، كل راية رُفعت في هذا العالم هي بفضل  دماء الشهداء، كان يقول الشهيد هوزان دائماً ساندوا بهذه المقاومة دماء شهدائنا،  كان الشهيد هوزان متحمس في الحرب، كان رفاق الشهيد هوزان يقولون أنه عندما كان العدو يشن هجماته، كان يتقدم الشهيد هوزان إلى الخطوط الامامية ولم يتردد أبداً ولم يسمح للعدو بالتقدم، كان استشهاد الشهيد هوزان صعب جداً بالنسبة إلينا، لكنني استمدت كأم القوة من استشهاد الشهيد هوزان، كان يقول دائماً،’ أن استشهدت، ليكن استشهادي محط فخر وقوة بالنسبة إليكم ’، كان ذلك الحزن قوة بالنسبة لي، لأكون على خط مقاومة شهدائنا، وإلى الآن يقول رفاق الشهيد هوزان أثناء زيارتهم لنا عندما نأتي إلى هنا نشعر بأن الشهيد هوزان جالساً معنا".

 كان يرى الدفاع عن أرضه شيء مقدس 
وأفادت الأم جواهر بما يلي عن حياة الشهيد خبات:" ولد الشهيد خبات عام 1994، والتحق عام 2012 في لبنان بصفوف قوات الدفاع الشعبي، كانت رغبته منذ طفولته الدفاع عن أرض وطنه، لم يكن يرى نفسه كشاب صغير في السن أثناء انضمامه للثورة، وانضم بجرأة وحماس، واتخذ اسم خبات هيمو كاسم حركي لنفسه، كانت يحب قريته كثيراً، كما كان محبب جداً في القرية ولم يكن هناك أحد لم يحبه، ارتقي الشهيد خبات عام 2022 نتيجة لهجوم دولة الاحتلال التركي على منطقة متينا، أرسل لي رسالة عندما انضم لثورة الحرية قال فيها:" يقوم كل إنسان بشكل مختلف بوطنيته ".

بالرغم من صغر سنه إلا انه ابنها الأصغر الشهيد خبات كان شجاع جداً، عندما التحق الشهيد خبات بالرغم من صغر سنه بحركة الحرية، كنا مندهشين كيف سيحمل السلاح ضد العدو، لكن كان يقال لنا دائماً أن الشهيد خبات ماهر، وبالفعل عندما سمعنا كنا سعداء جداً بذلك، بعد خمسة أعوام سمعنا نبأ عن الشهيد خبات، قال لي أنا ضمن حركة الحرية، وأرسل لنا بعض من صوره وصور رفاقه ، عندما رأينا صوره، رأينا سعادة كبيرة على وجه الشهيد خبات، كان واعياً بفكره وجسارته، وكان قد قال في رسالته:" عندما استشهد، كونوا على يقين أن الشهادة هي أعلى مستوى للفخر والقيم في الحياة’، وقد قُرأت تلك الرسالة في خيمة مراسم تشييعه.

و في الختام نعاهد شهدائنا بأننا سنكون حتى النهاية مع شهدائنا، وسنسير على خطى شهدائنا حتى الرمق الأخير، سيبقى شهدائنا في قلوبنا وذاكرتنا، ليعلم العدو جيداً إن استشهد خبات وهوزان هناك الآلاف يواصلون خطى نضال الشهيد خبات وهوزان".