يوم الرابع من نيسان هو ميلاد جميع الشعوب

ولد القائد عبدالله أوجلان يوم الرابع من نيسان 1949، هذا الميلاد نعتبره ميلادٌ جديد للشعوب وميلاد المرأة، قال القائد عبدالله أوجلان " المعاناة الأقسى التي خضتها في حياتي، هو كيفية إحياء وولادة أمة".

قَيَّمَتْ عضو مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) سوزدار آفستا، الذكرى الحادية والسبعين لميلاد القائد عبدالله أوجلان.

وجهت سوزدار آفستا في بداية حديثها، أسمى آيات المحبة والاحترام والاشتياق للقائد عبدالله أوجلان بمناسبة هذا الميلاد المجيد؛ وقالت " جميع النساء وشعوب كردستان يرون ميلادهم في هذا اليوم؛ أتوجه بالتهنئة والتبريك لجميع شعوب المنطقة والانسانية؛ حيث أن شعبنا في كافة أنحاء كردستان يحتفل بهذا اليوم مثل عيد وطني يجسد حرية المرأة والشعوب ويعتبرونها ميلاداً تاريخياً ودعوة للانتفاضة في وجه الظلم؛ بتاريخ 4 نيسان 2009 وأثناء الاحتفال بميلاد القائد آبو في قرية آماره، تعرض الرفيقان معصوم قره أوغلان ومصطفى داغ لهجوم غادر للدولة التركية واستشهدا إثر ذلك؛ استذكر جميع شهداء النضال التحرري بكل تقدير واحترام في شخص الرفيقين الشهيدين، اللذين يمثلان شهداء يوم الرابع من نيسان."

و قالت سوزدار آفستا " بلا شك نحن النساء السائرات على نهج القائد آبو وكذلك المناضلين على هذا الدرب، لا ننظر إلى هذا الميلاد على أنه ميلاد شخصي بل على أنه ميلاد تاريخي وانبعاث؛ لذلك في مثل هذا اليوم تزداد مشاعرنا المفعمة بمحبة القائد وعشق الحياة الحرة، ويعتبر هذا اليوم دافعاً لبناء روح ووعي وعقيدة النضال؛ نحن ننظر إلى هذا الميلاد على أنه ميلاد أمة وميلاد مجتمع."

وأشارت آفستا إلى أن أصعب المهام التي واجهت القائد عبدالله أوجلان، هي إحياء وولادة أمة، وقالت " كيف أن آلام المخاض ترافق ولادة أي إنسان، كذلك ولادة وإحياء أمة ديمقراطية؛ حيث يقول القائد آبو : أن المعاناة الأقسى التي خضتها في حياتي، هي إحياء وولادة أمة. تجسد الميلاد في شخص القائد آبو ثلاث مرات؛ كان ميلاده الأول في مرحلة تزامنت مع فترة الحرب العالمية الثانية التي كانت كارثة للبشرية، كما أن الشعب الكردي وكردستان بالعموم كان يتعرض للإنكار الوجودي والإبادات، وكانت كل الانتفاضات التي اندلعت قد فشلت واندثرت، وكان الاغتراب سيد الموقف في الواقع الكردستاني وتردي الأوضاع الاقتصادية، في مثل هذا الزمان، يولد القائد آبو في مواجهة صراعات معقدة وصعبة، ويبدأ مسيرته بالبحث عن حقيقة الأشياء منذ طفولته؛ الميلاد الأول يبدأ في فترة الطفولة ويستمر إلى تاريخ تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK) والبدء بالنضال التحرري الوطني؛ في إطار البحث الدائم للقائد آبو عن الحقيقة، يتخذ من الاشتراكية العلمية أساساً له لبناء مجموعته النضالية واختيار رفاق النضال التحرري مثل : كمال بير، حقي قرر، مظلوم دوغان، ساكنة جانسيز وبهذا الشكل يتم الإعلان عن تأسيس حزب العمال الكردستاني، ويعتبر درب النضال من أجل الاشتراكية والحرية والديمقراطية هو الميلاد الثاني؛ كما أن العنصر الأساسي لاستمرارية النضال في كافة أنحاء كردستان وتركيا هو إمكانية الحماية والدفاع عن النفس، لذلك كان لا بد من تشكيل قوة دفاعية في وجه العدو الفاشي الذي ينكر وجود الشعب الكردي، وبذلك تم إقرار التوجه نحو تأسيس الجيش، هذا لم يكن سهلاً بالطبع، لأن الكردي كان على الدوام محارباً في صفوف القوات المحتلة ولم يكونوا محاربين من أجل قضيتهم  ولم يدافعوا عن أنفسهم ولم تكن هناك وحدة بين الشعب الكردي وكانوا يهربون من حقيقتهم ويخجلون من كرديتهم؛ وهنا كان الميلاد الثاني الذي من شأنه أن يسلح هذا الشعب بالإرادة والقوة والوعي لمعرفة حقيقته والدفاع عنها بكل قوته، وجميعنا نشهد كيف أسس جيشاً يدافع عن حقيقة الكرد وكردستان على مدار 35 عاماً في وجه أعتى جيش دولة في الشرق الأوسط والدولة الثانية في حلف الناتو؛ عندما نعود إلى البدايات، سنرى كيف أن القائد ورفاقه بدأوا من العدم، لم يكن بحوزتهم قطعة مسدس، وكانوا يعملون بالعتالة من أجل تأمين كم قرش من المال، واعتمدوا على أنفسهم في كل شيء ولم يسلموا إرادتهم لأية قوة كانت، والآن قد بلغت هذه القوة درجة كسر سياسة العدو الفاشي واكتسبت احترام شعوب الشرق الأوسط عندما استطاعت هزيمة مرتزقة داعش الإرهابي؛ علينا أن ندرك أن المرحلة التي وصلنا إليها كان نتاج نضالات عشرات السنين وبفضل القائد آبو وميلاده الثاني.

أما الميلاد الثالث فقد بدأ مع مرحلة إمرالي؛ حيث ان المؤامرة الدولية القذرة كانت تهدف إلى تسليم القائد آبو وإعدامه وبذلك تنشب حرباً شعواء ما بين الشعبين الكردي والتركي والقضاء على حركة التحرر؛ وهنا كان موقف القائد آبو الذي أدرك حقيقة هذه المؤامرة وهو في أصعب الشروط والظروف المحيطة به منعزلاً عن العالم تماماً، حيث أجرى تحديثاً هاما ومنعطفاً ديمقراطياً جديداً في مواجهة المؤامرة الكونية، حيث كشف عن حقيقة النظام الرأسمالي الذي يقف وراء المؤامرة، وعرف الحداثة الرأسمالية وأوجد البديل عنها المتمثل في مشروع العصرانية الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية ونموذج الأمة الديمقراطية واتخذها أساساً لحل القضية الكردية؛ نعم جميعنا نعلم أن هذا الميلاد الثالث هو ولادة نظام الشعوب المضطهدة في مواجهة نظام الحداثة الرأسمالية."

أكدت سوزدار آفستا على أن نضال حرية المرأة يعتبر الركيزة الأساسية في النضال التحرري الذي قاده القائد آبو، وقالت " المرأة تعني الحياة في فلسفتنا، فلسفة الحرية التي بناها القائد آبو، لذلك فالمرأة الحرة تعني الحياة الحرة وذلك كله من خلال المجتمع السياسي والأخلاقي، حيث كشف القائد آبو من خلال بحثه الدائم عن الحقيقة، أن المرأة هي صاحبة الفضل في الحفاظ على الحياة البشرية وتطور المجتمعية، وأن لديها القدرة الكامنة لإعادة صياغة المجتمع البشري وفق قواعد صحيحة وحقيقية من خلال وصولها إلى حريتها، جميع الأنظمة العبودية الممتدة إلى خمسة آلاف عام، نشأت بعد الانقلاب الذكوري على المرأة، وكل هذه الآلام والحروب والمذابح التي نعيشها اليوم، هي نتيجة هذا النظام الممتد لآلاف السنين، لذلك لطالما يربط القائد آبو حرية المجتمع بحرية المرأة، ويقولها على الدوام أن المرأة الحرة تعني الحياة الحرة، لذلك يعتبر هذا الميلاد هو ميلاد الحياة الحرة وهي اصعب مراحل الميلاد."

أوضحت سوزدار آفستا أهمية العمر النضالي للقائد عبدالله أوجلان الممتد لستين عاماً من إجمالي عمره الواحد والسبعين، وقالت " نحن في حركة الحرية نركز بشكل أساسي على حرية القائد آبو، الذي أفنى عمره في خدمة قضية شعبنا، ونسعى على الدوام من أجل الحفاظ صحة القائد وتحقيق حريته، هذا سيكون هدفنا الأساسي في العام 2020، والمعنى الحقيقي ليوم الرابع من نيسان يكمن في تصعيد النضال من أجل تحقيق حرية القائد وإدراك حقيقة ما يصبو إليه القائد في فلسفته ونهجه التحرري الديمقراطي من أجل بناء مجتمع سياسي أخلاقي."

نوهت آفستا إلى أن ألاعيب الدولة التركية لا تزال مستمرة وكان إشعال النار بجزيرة إمرالي إحدى هذه الألاعيب، وقالت " في يوم 27 شباط افتعلت الدولة التركية حريقاً في جزيرة إمرالي، وكان الهدف منها اختبار الشعب الكردي وحركة الحرية، وكانت لديها بعض الحسابات السياسية بخصوص الشعب الكردي، وقد قال القائد آبو في لقائه الذي جرى يوم 3 آذار، حيث أكد أن ذلك الحريق كانت رسالة سياسية ويجب قراءة الرسائل السياسية بتمعن شديد؛ وقد أثبت القائد آبو مرة أخرى مدى تأثيره على الشعب الكردي وشعوب المنطقة كافة ودوره في تحقيق الحل الديمقراطي، كما أن الأزمة التي تعاني منها الفاشية التركية، ماثلة للعيان في الداخل والخارج، وأزمة إدلب وتدخلاتها الخارجية، تثبت جميعها مدى إفلاس السياسة التركية، لذلك أرادت الدولة التركية من خلال إشعال النيران في إمرالي، تغيير الحدث السياسي ولفت الأنظار، لكن الشعب الكردي وحركة الحرية من خلال تحويل جميع الساحات إلى ميادين للنضال والمقاومة، استطاعوا أن يفشلوا مخططات الفاشية، ويتم السماح باللقاء مع القائد للاطمئنان على صحته، ولكن مع ذلك نقول بأنه بمجرد عقد اللقاء مع القائد آبو، هذا لا يعني أن الأمور تسير على ما يرام وقد تم حل المشكلة؛ لأن العزلة المطلقة لا تزال مستمرة والخطورة موجودة خاصة بعد انتشار فيروس كورونا (Covid-19)؛ والقول أن هذا الفيروس هو صناعة النظام الرأسمالي، هو أمر صحيح تماماً، لأن الحداثة الرأسمالية تخلق الأوبئة، حيث أنتجت قبل ذلك أمراض السرطان وكذلك مرض الأيدز، وها هو اليوم يتسبب في وباء عالمي، لكن هذه المرة تهتز عرش الحداثة الرأسمالية"

واختتمت سوزدار آفستا حديثها بتوجيه الخطاب إلى الشعب في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم أجمع بما فيها شعبنا الكردستاني، وحذرت من عواقب ها الوباء المنتشر (فيروس كورونا)، حيث اكدت أن الدولة التركية ليست جهة موثوقة، ويجب على الشعب نفسه بنفسه اتخاذ التدابير والاجراءات الوقائية الصحية والالتزام بها، والتقيد بالحجر المنزلي، واشارت إلى أن أيام الحجر المنزلي فرصة لقراءة فكر القائد آبو وفهمه، بدلاً من البحث عن الأخبار المحيطة اليومية المتعلقة بأعداد الضحايا؛ كما أكدت على أنه صحة جميع المعتقلين في السجون التركية وعل رأسها سجن إمرالي، هي مسؤولية الدولة التركية، وعلى هذا الأساس على شعبنا محاسبة هذا النظام الفاشي وهذه الحكومة الفاشية."