هريم محمود: سنواصل نضالنا حتى تنتهي العزلة المفروضة على القائد أوجلان 

عبر المناضل هريم محمود، المشارك في الإضراب المفتوح عن الطعام، عن ثقته بتحقيق الإضراب لهدفه، مشدداً على تمسكه به هو ورفاق دربه المشاركين فيه حتى يتم رفع العزلة عن القائد أوجلان.

تتواصل حملات الإضراب عن الطعام في عدد من المدن في جنوب كردستان في هولير، مخمور والسليمانية، حيث أضرب المناضل ناصر ياغز عن الطعام في 21 من تشرين الثاني عام 2018 في هولير، في حين يواصل كل من العضوة في الهيئة الإدارية لمجلس عشتار فضيلة توك في مخمور وهريم محمود في كلار إضراباً عن الطعام في 24 شباط وذلك لرفع العزلة المفروضة على القائد أوجلان. 

وولد هريم محمود عزيز في ناحية كلار التابعة لمنطقة كرميان في عام 1984، أثناء اشتداد المعارك بين النظام البعثي العراقي وبين البيشمركة التابعين للاتحاد الوطني الكردستاني(YNK) في منطقة كرميان، وكان منزلهم أحد المراكز التي تحتضن البيشمركة الذين كانوا يناضلون ضد النظام البعثي في العراق. 
وجاءت تسميته هريم تخليداً لاسم بطل في صفوف البيشمركة. وكان هريم يلقى مصاعب في مدارس النظام البعثي بسبب اسمه، إلا أنه أكمل تعليمه بتصميم عالي.
ودخل جامعة صلاح الدين قسم الهندسة الإنشائية وبعد الجامعة تزوج في عام 2009 ولديه الآن ثلاثة أولاد.
استمر هريم في عمله السياسي إلى جانب تعليمه وكان يسعى إلى التعرف على أحزاب جديدة تهدف إلى حرية الكرد وكردستان لأنه كان يدرك جيداً أهداف الأحزاب في جنوب كردستان. ولأن والده ابتعد عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني(YNK) في عام 2004 بعد مدة طويلة من العمل في الحزب بدأ بالعمل على رعاية أسرته، ترك هذا في نفس هريم أثراً كبيراً لذلك سعى للتعرف على أحزاب وتنظيمات جديدة.
وفي هولير أسس هريم مع زوجته منزلاً وسكنا فيه وهناك تعرف على حزب غوران(حزب التغيير) وبعد بقائه في مدينة هولير لمدة سبعة أعوام، عاد الى مسقط رأسه في ناحية كلار.
وكان هريم يعلم بوجود حركة التحرر الكردستاني وبعد ابتعاده عن حركة كوران حاول الاقتراب من حركة التحرر الكردستاني والتعرف عليها عن قرب. حيث بدأ بقراءة كتب القائد أوجلان المترجمة إلى اللغة السورانية وعندما تعرف على هذه الحركة علم بأن هذه الحركة تقوم على فكر حر وتعمل من أجل الشعب الكردي ومن أجل كردستان وقرر النضال ضمن هذا الحزب.
وبعدها رغب بالانضمام إلى دورات تدريبية فكرية للتعرف بشكل أكبر على هذه الحركة وتمت الموافقة على مطلبه. 
وانضم إلى دورة تدريب فكري وأخلاقي، وقال: "بعد أن خضعت لتلك الدورة التدريبية توسعت آفاقي وأدركت أشياء كثيرة عن الحياة لم أكن أعلم بها. حيث تعلمت بأنه كيف على المرء أن يتعرف على الموازين الأخلاقية، المجتمعية والتاريخية وتعلمت أن فكر القائد أوجلان مبني على هذه الموازين".
وأكد هريم أن الفعاليات التي يخوضونها في جنوب كردستان ليست جديدة وذكر حملات الإضراب عن الطعام التي خاضها النشطاء في عام 1990 و1991 وحينها كان يبلغ من العمر سبعة أعوام. رغم عمره الصغير كان قريب من النشطاء حينها ويمدهم بالمعنويات.
وقال: إن "هناك بعض التقاربات بأنه لم يخض الشعب في جنوب كردستان مثل هذه الفعاليات وهذا تشويه للتاريخ. والتاريخ لا يتم تشويهه من خلال إخفاء الحقائق وهناك أشخاص يُثبتون صحته".
وتعرض هريم محمود للعديد من التهديدات للتخلي عن فعاليته كما أن عائلته حاولت الضغط عليه، ولكنهم في النهاية استسلموا لإصراره واضطروا إلى احترام نضاله وفعاليته. وأكد هريم: "لقد حققنا الكثير من الانتصارات من خلال هذه الفعالية، التي لم يعطيها العديد من الأشخاص معناها الحقيقي، واضطرت تركيا إلى السماح بلقاء القائد أوجلان بمحاميه، وبفضل مقاومة المناضلة ليلى كوفن في آمد وناصر ياغز في هولير ورفاقنا المناضلين في ستراسبورغ وفي المعتقلات استطعنا كسر الحدود بيننا من خلال مقاومتنا المشتركة". 
وأوضح أن "الذين كانوا يضغطون عليّ كي اتخلى عن نضالي بعد أن ادركوا النتائج، باتوا يحترمون هذه المقاومة وهم الآن يدعمونني من صميم قلبهم".
وفي نهاية حديثه أكد هريم أن اللقاء الذي جرى بين القائد أوجلان ومحاميه في الثاني من آيار لا يعني انتهاء العزلة، مشدداً على أنه سيواصل إضرابه مع رفاقه حتى تنتهي العزلة بشكل كامل.