هدية يوسف: سوريا تعيش صراع تقاسم النفوذ

في الجزء الثاني من الحوار الذي أجرته وكالة فرات للأنباء مع عضوة منسقية مؤتمر ستار، هدية يوسف أوضحت أن أوراق جميع القوى المتدخلة في الأزمة السورية باتت تتكشف ، ووصلت الأزمة السورية إلى مستوى دولي وصراع على النفوذ والتقسيم.

وأوضحت يوسف أن مرحلة جديدة بدأت في سوريا بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية (QSD) من القضاء على داعش وتحرير آخر مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي ، ومع هذا التطور الجديد خلقت توازنات جديدة في المنطقة ووضعت مخططات وتشكلت تحالفات جديدة ،وبأن حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ستستمر لمدة من الزمن.

وتابعت: "بعد القضاء على داعش ، ازدادت قوة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، بكلمة أخرى الأزمة السورية وصلت إلى مستوى دولي ، وتكشفت الجبهات لحد ما في سوريا. ولهذا بات كل طرف ومن جانبه يسعى إلى نيل حصته من سوريا.

وأضافت يوسف أن إسرائيل وبقرار من الرئيس الأمريكي ترامب ضمت مرتفعات الجولان إلى حدودها وباتفاق روسي-إسرائيلي. في السابق كانت إيران وروسيا فقط القوتان الوحيدتان اللتان كانتا تملكان نفوذاً في سوريا لكن اليوم بات التحالف الدولي أيضاً له قوة ونفوذ في سوريا. لهذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسحب من سوريا دون الوصول إلى حل للازمة السورية.

وعن تدخل الدولة التركية في الشأن السوري قالت يوسف: "تركيا تحاول الحفاظ على المناطق التي احتلتها من الأراضي السورية خلال الأزمة وضمان بقائها في هذه المناطق ، إظهار حدود حصتها من الأراضي السورية واحتلال مناطق أخرى ، تركيا اليوم تبني حدوداً للمناطق التي تحتلها وتبني الجدار العازل وتعمل على تغيير ديموغرافية المنطقة بشتى السبل. في نفس الوقت تركيا تعاني من أزمة فيما بينها وبين إيران وروسيا لعدم وفائها بالوعود التي منحتها لهما".

ونوهت يوسف إلى أن الهدف الاستراتيجي لـ "الناتو" بعد القضاء على داعش هو منع تمدد ايران في المنطقة ، والولايات المتحدة الأمريكية تضغط كثيراً على ايران لمنع هيمنتها من جديد على المنطقة ، وتحاصر ايران من جميع النواحي. وأشارت بأن روسيا التي لا تريد أن تدخل في مواجهة مع ايران تغض النظر عن هذا الضغط الأمريكي على ايران وهي من ناحية ترحب بهذه الضغوطات. فإنهاء الهيمنة والنفوذ الإيراني في المنطقة من ناحية يخدم مصالح روسيا وتمنحها المزيد من القوة في المنطقة ولهذا حصل الاتفاق الروسي-الإسرائيلي. فنحن نرى أن روسيا تغض النظر عن الضربات الإسرائيلية لإيران داخل الأراضي السورية والى اليوم لم يصدر أي تصريح مناهض لروسيا أو النظام السوري للضربات الإسرائيلية للقوات الإيرانية في سوريا ، لا شك بأن هذا الوضع يؤدي إلى خلق أزمة ما بين روسيا وإيران".

وأضافت يوسف: "ايران غير راضية عن الموقف الروسي تجاه ما تتعرض له من ضغوطات وضربات ، لهذا ايران تحاول تأليب قسم من النظام السوري المؤيد لإيران ضد روسيا. اليوم هناك أزمة ما بين روسيا وإيران، روسيا والنظام السوري ،روسيا وتركيا. ايران ومن اجل الحفاظ على مصالحها تصطدم بالمصالح الروسية ، إذا إيران لا تهتم لقضية وحدة الأراضي السورية إنما تبحث عن مصالحها في سوريا.

وأشارت يوسف إلى أن جبهة النصرة حولت مدينة إدلب إلى قاعدة لها ، وتمكنت من السيطرة على كامل المنطقة ، وتحضر نفسها لخوض معركة مصيرية. ومعروف أن جبهة النصرة مدرجة على قائمة الجمعات الإرهابية وإذا ما وضعت جماعة الإخوان المسلمين أيضاً على قائمة الإرهاب فإن هذا سيكون له تأثير على تركيا أيضاً".

وفي ختام حديثها أوضحت هدية يوسف بأن مخططات جديدة توضع بخصوص سوريا ، وهناك تحالفات جديدة تعقد. وأيضاً وبدعم من الناتو وبقيادة المملكة العربية السعودية يتشكل تحالف سني. في المقابل كل من ليبيا ومصر تصفان تركيا ب‍ـ "منبع الإرهاب". بمعنى أخر تركيا باتت في مرمى نيران الكثير من الأطراف بهدف الضغط عليها للتخلي عن تحالفها مع روسيا. ودعوة تركيا الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة قضية منظومة الصواريخ S400 الروسية ما هي إلا مؤشرات على مراجعة تركيا لسياساتها وخطوة للوراء".