منظومة المجتمع الكردستاني: سنصعّد المقاومة من خلال تقوية التحالف الديمقراطي

أكدت منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) بأن تجسد التحالف الديمقراطي في حزب الشعوب الديمقراطي كان واضحاً وهو على غاية من الأهمية، ودعت الشعب الكردي وجميع القوى الديمقراطية إلى تقوية هذا التحالف وتصعيد النضال من أجل دمقرطة تركيا.

أصدرت الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) بياناً كتابياً حيال انتخابات اسطنبول مؤكدة بأن حملة "لنرفع العزلة عن القائد اوجلان ولندحر الفاشية ونحرر كردستان" التي بدأت بقيادة حركة التحرر الكردية والقوى الديمقراطية بجميع مكوناتها في شهر تشرين الثاني، فتحت جميع ابواب إمرالي من جهة ومن جهة اخرى كانت صفعة قوية للفاشية المتمثلة بحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية. حيث كانت حملة "لندحر الفاشية ونحقق تركيا ديمقراطية" التي بدأت في 31 من أيار سبباً مهماً في إفشال التحالف الفاشي في اسطنبول. لذلك أن الذي انتصر هو الخط الذي ينادي به القائد أوجلان في دمقرطة تركيا المبني على أساس التحالف الديمقراطي.

كما أشارت منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) إلى أن القائد أوجلان هو من خلق موقف حزب الشعوب الديمقراطي الذي فتح الطريق النصر أمام القوى الديمقراطية والتحالف الديمقراطي في 23 من حزيران، وكان سبباً في جعل الشعب الكردي يتحرك بوعي ديمقراطي خلاق.

كما جاء في البيان: "إن وجهات النظر التي ترى بأن الوعي الديمقراطي للشعب الكردي والبحث عن التحالف الديمقراطي  يتعارض والخط الأيديولوجي والسياسي للقائد اوجلان، إما أنها لا تدرك الحقيقة أو  أنها تسعى إلى تشويهها. قائد الشعب الكردي يربط حل قضية الشعب الكردي بتحقيق الديمقراطية في تركيا؛ ويجد بأن موازين الموقف السياسي للشعب الكردي تكمن في خدمة دمقرطة تركيا. وأن الشعب الكردي أوضح موقفه في 23 حزيران على أساس المعايير التي نادى بها القائد اوجلان. وإن وضع القائد اوجلان في جزيرة إمرالي على درجة من الأهمية لتحقيق السلام والحل الديمقراطي الذي يبنى على التحاور والنقاش الديمقراطي. وكما نرى اليوم بإن القائد اوجلان هو المحاور الرئيسي في الحل الديمقراطي للقضية الكردية.

ويجب على الجميع إدراك هذه الحقيقة جيداً، بأن الجزء الأكبر من الحرب التي تشنها الدولة التركية ضد النضال التحرري لشعبنا، هي الحرب الخاصة النفسية؛ ولذلك كانوا في سعي دائم من أجل تشتيت كفاحنا التحرري أو إظهارها على أنها مشتتة، إنهم لم يتمكنوا من ذلك إلى الآن، ولن يتمكنوا من تحقيق ذلك مستقبلاً؛ فهناك رابط تاريخي واجتماعي وفكري قوي بين حركتنا والقائد اوجلان وبين القائد والشعب الكردي، لا تستطيع قوى الحرب الخاصة إدراك هذا الارتباط؛ ولذلك فمن يحاول أن يظهر أن هناك مقاربات مختلفة ما بين القائد اوجلان وشعبنا وحركتنا في ساحة السياسة الديمقراطية، سيكون أداة للحرب النفسية الموجهة ضد حركتنا.

ان القوى الديمقراطية والشعب الكردي من خلال وقفتهم في 23 حزيران، خلقوا فرص وأرضية قوية من أجل دمقرطة تركيا. والأبواب مفتوحة على مصراعيها أمام التحالف الثوري الديمقراطي لتتحرر من الأوليغارشية السياسية، وأن تلعب دور المحفز والمحرك في عملية الدمقرطة؛ وحزب الشعوب الديمقراطي أكدت للجميع من خلال الانتخابات المحلية في اسطنبول بأن الحزب والمكون الأساسي في التحالف الديمقراطي. فالتحالف الديمقراطي الذي ينشأ بين صفوف الشعب يدفع بمرور الأيام القوى السياسية أيضاً لدخول هذه المرحلة.

حان الوقت لنشر هذا التجمع الديمقراطي الذي أنشأه حزب الشعوب الديمقراطي ما بين الناخبين أن تتحول نحو مساحات أوسع وتتحول إلى تحالف ديمقراطي للبدء بحملة دمقرطة تركيا؛ وإن نهج السياسة الديمقراطية الذي يعرفه القائد اوجلان بالخط الثالث، هو المكون الأكثر فاعلية في التحالف الديمقراطي، وإن بدء حملة الدمقرطة بهذا التحالف الديمقراطي، سيكون من شأنه أن يغير المناخ السياسي والثقافة السياسية في تركيا؛ وفي مثل هكذا أوضاع سوف يتحتم على أوليغارشية الأحزاب أن يصبحوا جزءاً من مرحلة الديمقراطية هذه على أساس من المصالحة، أو سيتم القضاء عليهم في مرحلة تحقيق الديمقراطية.

أن الانتخابات التي جرت في 23 حزيران، تحولت إلى استفتاء على الديمقراطية كما أشار إليها حزب الشعوب الديمقراطي، وهذا الاستفتاء في الوقت ذاته يعبر عن مطلب شعبنا الساعي إلى حل القضية الكردية على أساس دمقرطة تركيا. هذا الاستفتاء دليل على إرادة الشعب التي تهم جميع القوى السياسية؛ وإذا أزيلت مشاعر العداء والانقسام وتحقق اتفاق ديمقراطي، بلا شك يكون ذلك بصياغة دستور يضمن فيه حقوق جميع المكونات والأطياف من كرد وعلويين، وكذلك النساء والمجتمعات الساعية إلى الحرية والمساواة؛ فمن الضروري لتحقيق ذلك يجب القضاء على فراسة وذهنية السلطة الحالية التي تفتح الطريق أمام العداوة والانقسام والعنصرية. ان شعبنا الذي أظهر موقف الصلب والمناهض لفراسة السلطة الحالية، عليه أن يسعى من خلال تحالفه الديمقراطي ونضاله إلى جر تلك الذهنية وتلك السياسة نحو الديمقراطية أو القضاء عليها نهائياً.

ان التحالف الديمقراطي الذي أسماه القائد اوجلان بالخط الثالث،  قد لعب دوراً واضحاً في هذه الانتخابات وازداد قوة من جهة، وازدادت مسؤوليته التاريخية من جهة أخرى. إن الوعي والذهنية التي أسسها القائد اوجلان والنهج السياسي الذي اشار إليه، أكسبت الكرد والقوى الديمقراطية قوة ديمقراطية كبيرة لأجل مستقبل الديمقراطية في تركيا، وخلقوا آمالاً كبيرة للشعوب. عندما تعقد التحالفات الديمقراطية وفق النهج الايديولوجي- السياسي الذي ينادي به القائد اوجلان، ستبدأ مرحلة جديدة في دمقرطة تركيا وحل القضية الكردية. وتجمع القوى الديمقراطية في المجتمع تزيد فرص تحقيق هذا التحالف.

إن تَجَسُدْ التحالف الديمقراطي في حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) كان واضحاً، وهو على غاية من الأهمية. والانتصار الحاصل في 23 حزيران ليس انتصاراً للكرد وحدهم، بل هو انتصار لجميع المكونات والأطياف الذين خلقوا الديمقراطية الثورية في ظل حزب الشعوب الديمقراطي(HDP). وفي هذا الاطار ننادي الشعب الكردي والقوى الديمقراطية تصعيد هذا التحالف الديمقراطي الذي حقق نصراً كبيراً، وتصعيد النضال من أجل تحقيق الديمقراطية في تركيا، هذا الهدف الذي لا عودة عنه.

ويجب على الجميع إدراك هذه الحقيقة جيداً؛ بأن حركتنا التحررية والشعب الكردي والحراك السياسي الديمقراطي الناشئ مع نهج القيادة، سوف يستمرون في نضالهم بشتى صور التضحية والفداء وفق نهج القائد آبو من أجل الديمقراطية في تركيا وحرية الشعب الكردي وتحقيق الديمقراطية والحرية في منطقة شرق الاوسط بأكمله، كما كانوا على عهدهم في السابق".