قره يلان: لسنا إرهابيين والدولة التركية هي الإرهابية

أوضح قائد قيادة مركز الدفاع الشعبي مراد قره يلان، أن مرحلة جديدة ستبدأ في كردستان مع انتصار مقاومة مقاتلي الحرية والشعب في مواجهة دولة الاحتلال التركية الفاشية.

 أجاب مراد قره يلان قائد قيادة مركز الدفاع الشعبي عن اسئلة الصحفية آرجين فرات في برنامج خاص بثتها فضائية Sterk TV  ليلة أمس.

وأشار مراد قره يلان في بداية حديثه إلى الذكرى 21 للمؤامرة الدولية التي استهدف القائد عبد الله أوجلان في 9 تشرين الأول 1988 وقال " بهذه المناسبة نجدد استنكارنا الشديد للقوى المتآمرة التي شاركت في المؤامرة الدولية ونستذكر بكل إجلال واحترام كافة شهداء الحرية الذين أضرموا النيران بأجسادهم تحت شعار " لن تستطيعوا حجب شمسنا" ونجدد عهدنا لهم بالمضي على دربهم."

وأكد قره يلان على أن الرأي العام العالمي قد بات يدرك بعض الحقائق بشكل أفضل وهذا ما من شأنه إضعاف ركائز المؤامرة الدولية وبات النضال من أجل الحرية أقرب إلى النصر.

كفاح حزب العمال الكردستاني هو كفاح مشروع

وتحدث قره يلان متسائلاً " لو تعرض أي شعب في مكان آخر من هذا العالم إلى احتلال وطنه وترابه وتعرضه للإنكار والإبادة الثقافية واللغوية والاستيلاء على جميع منابعه الطبيعية، حينها كيف سيكون موقف الوطنيين من ذلك الشعب؟ حزب العمال الكردستاني (PKK) كان الجواب على هذا السؤال وهو ليس حزب إرهابي، والشعب الكردستاني كباقي شعوب العالم يسعى إلى العيش بحرية على ترابه وتحقيق ذلك عبر الحوار والحل السياسي، لكن عندما تهاجم القوى الفاشية وتنكر كافة حقوق الشعب، حينها يضطر (PKK) لخوض الكفاح المسلح، القائد أوجلان أوضح في لقائه مع المحاميين بتاريخ 7 آب أن باستطاعته حل هذه القضية خلال أسبوع ونادى من أجل السلام على نهج خارطة الطريق التي أوضحها في العام 2013، نحن من جهتنا أكدنا مراراً أننا نقف وراء القائد أوجلان ونؤيد مساعيه ونلزم بها، ولكن الدولة التركية باشرت بسياساتها الإنكارية باستيلائها على البلديات الكبرى في ماردين وآمد ووان وبدأت بالعمليات للعسكرية واعتقال المئات من الكرد.

الدولة التركية أصبحت لها 96 عاماً تمارس الإرهاب

وتطرق قره يلان إلى التاريخ الدموي للدولة التركية الحديثة وقال " الدولة التركية هي قوة ساعية للحرب وتمارس الإرهاب في كردستان على مدار 96 عاماً، ونحن لسنا إرهابيين بل الدولة التركية هي الإرهابية ونحن نقاوم ونكافح في وجه إرهاب دولة، لسنا نحن من يمارس العنف وحروب الإبادة بحق الشعوب بل الدولة التركية هي من تفعل ذلك." مشيراً إلى هجمات دولة الاحتلال التركي التي تستهدف شمال وشرق سوريا ومخاوفها من نشوء اعتراف بحقوق الكرد من خلال الاعتراف بالإدارة الذاتية القائمة في شمال وشرق سوريا، ولذلك تهاجم بعنجهية من خلال سياسات الإبادة والإنكار.

موقف الأمم المتحدة يندى له جبين البشرية

وذكر قره يلان بأن الدولة التركية لا تزال تستند في هجومها الاستعماري إلى معاهدة لوزان وقال " كان هناك اعتراف بالكرد وبالإدارة الذاتية لهم حتى ما قبل معاهدة لوزان وهذا مثبت في العديد من أحاديث آتاتورك في هذا السياق، بعد معاهدة لوزان بدأت الدولة التركية بانتهاج سياسة الإنكار والإبادة بحق الشعب الكردي ولا زالت تمارس هذه السياسات على مدار 96 عام، وتهدف هذه السياسات إلى صهر الشعب الكردي في كافة أجزاء كردستان، والقوى الدولية شاركت في هذه السياسات من خلال الموافقة على هذه المعاهدة، على الرغم من أن معاهدة لوزان قد فقدت معناها بعد مرور كل هذه السنين إلا أن القوى الدولية لا تزال تتقرب في هذا الإطار، ووضع الأمم المتحدة الحالي يجسد تماماً هذه الحالة، في حين أن مهمة وواجب الأمم المتحدة هو جمع كافة الأمم والاعتراف بها، إلا أن رئيس الجمهورية التركية أردوغان أخرج خارطة لغربي كردستان/ شمال وشرق سوريا في حضور اجتماع الأمم المتحدة الأخير، قال أنه يريد احتلال تلك المنطقة ويوطن أكثر من مليوني لاجئ هناك، ولكن ألا يعلم الحضور أن هناك أناس في تلك المنطقة يعيشون على ترابهم وأرضهم هناك؟ المسألة تكمن في أن سكان تلك المنطقة هم من الشعب الكردي، ويسعى أردوغان إلى جلب اللاجئين من حماه وحمص ودمشق وتوطينهم هناك، وبذلك يقولها صراحة أنه سوف يحدث تغييراً ديموغرافياً ويمارس سياسة الإنكار والإبادة بحق الكرد وللأسف يحدث كل ذلك في حضرة الأمم المتحدة وهذا شيء يندى له جبين البشرية.

ليست أمم متحدة بل دول متحدة

وأشار قره يلان إلى تشكل لجنة دستورية بخصوص سوريا قبل عدة أيام وقال " الأمم المتحدة وافقت على اللائحة المقدمة من قبل منصة آستانا بخصوص اللجنة الدستورية، ولكن لا يوجد تمثيل للكرد في هذه اللائحة على الرغم من أن الكرد يمثلون 13% من سوريا، وكان من اللازم أن يكون هناك نسبة للكرد ضمن الـ 150 شخصاً في هذه اللجنة الدستورية أي ما يقارب 20 شخصية كردية، ولكن هناك فقط شخصين اثنين وهما لا يمثلان قضية شعب، وممثل الأمم المتحدة أشار إلى وجود الكرد في هذه اللجنة وهذا الموقف يتوافق تماماً مع سياسة الإنكار والإبادة التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي، لذلك على الأمم المتحدة أن تغير اسمها إلى الدول المتحدة لأنها لا تمثل مصالح الأمم وحقوقها، وعليهم أن يدركوا أن الكرد لهم الحق في العيش بكرامة على أرضهم وبثقافتهم ولغتهم وهويتهم وتاريخهم."

يحق للولايات المتحدة الخروج من سوريا ولكن خروجها في هذا الوقت يعتبر دعماً لسياسات الدولة التركية

لفت قره يلان النظر إلى سعي الولايات المتحدة إلى الانسحاب من سوريا وقال " ليس واضحاً تماماً ما إذا كان قرار الانسحاب الأمريكي هو قرار أمريكي بالإجماع أم هو قرار يعود فقط للرئيس الأمريكي ترامب، ولكن بلا شك أن هذا القرار ليس منفصلاً عن النظام الأمريكي، بالطبع قرار الانسحاب الأمريكي هو قرار منتظر وطبيعي ومن حق كل دولة أن تتصرف وفق مصالحها، ولكن في الوقت الذي تسعى فيه الدولة التركية إلى احتلال غرب كردستان وتهجير الشعوب الأصيلة من هناك، مثل هكذا قرار يعتبر دعماً لسياسات الدولة التركية الاحتلالية بحق الكرد، فالولايات المتحدة والأمم المتحدة تدركان تماماً ما فعلته وتفعله الدولة التركية في عفرين، حيث هناك العشرات من الجرائم بحق الإنسانية كل يوم في عفرين، ولكن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً في هذا السياق وحتى الولايات المتحدة أيضاً مسؤولة عن هذا الوضع، وقرار الانسحاب الأمريكي يتسبب في تكرار ما حدث في عفرين في مناطق شمال وشرق سوريا، يقوم الرئيس الأمريكي بإبلاغ الرئيس التركي عبر اتصال هاتفي " نوكل مسؤولية معتقلي داعش  إليك" وهذا يؤكد وجود اتفاق بينهما وخطة قذرة وقرار الرئيس الأمريكي هذا بعيد عن الأخلاق والتربية، إن قوات سوريا الديمقراطية حاربوا ضد داعش وبدلاً عن البشرية جمعاء على طول 5 أعوام وضحوا بأكثر من 11 ألف شهيد وأكثر من 24 ألفاً من جرحى الحرب على داعش الإرهابي، ومن الواضح أن الدولة التركية تريد الانتقام لداعش من القوى التي هزمتها إلى جانب الولايات المتحدة، أي أن هذا الانسحاب يعتبر تآمراً على القوى الثورية في شمال وشرق سوريا ويتضح مرة أخرى أن أمريكا تتخلى عن حلفائها."

فتح المجال الجوي للطائرات التركية، سيحمل الرئيس الأمريكي ترامب وأمريكا مسؤولية إراقة الدماء في شمال وشرق سوريا

وأكد قره يلان على مسؤولية الولايات المتحدة عن الهجمات التركية التي تشن على شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى فتح المجال الجوي الي من شأنه التسبب في المجازر، وقال " إن لم تفتح الولايات المتحدة الأمريكية المجال الجوي للطيران التركي، لن يكون بإمكان دولة الاحتلال التركي التقدم، وحينها سيكون بإمكان قوات سوريا الديمقراطية هزيمة الدولة التركية بسهولة، فالدولة التركية مع مرتزقتها لا يمكنهم مواجهة قوات سوريا الديمقراطية دون استخدام الطيران، وإذا فتحت أمريكا المجال الجوي للدولة التركية، حينها يتحمل الرئيس الأمريكي ترامب والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن سفك دماء أبناء شمال وشرق سوريا، وعلى الشعب الكردي والرأي العام أن يدرك هذه الحقيقة جيداً."

 على شعبنا في روج آفا أن يثق بقدراته الذاتية

وقال قره يلان " أن شعبنا في روج آفا يخوض حرباً على مدار ثمانية أعوام في مواجهة الإرهاب بدلاً عن البشرية جمعاء وتحملوا مسؤولياتهم التاريخية ولعبوا دوراً هاماً من أجل حل الأزمة السورية بمشروعهم الداعي إلى أخوة الشعوب العربية الكردية الآشورية والسريانية في شمال وشرق سوريا، وأن هذه المقاومة التي يبديها كامل شعوب شمال شرق سوريا في وجه الاحتلال التركي هو ميراث الشهداء والمقاومة البطولية التي تجسدت على مدار السنوات السابقة كوباني وعفرين، وسيكون باستطاعة هذه المقاومة الحاق هزيمة بالقوى الباغية والفاشية لدولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، العالم بأجمع يترقب الوضع هناك ويراقبون عن كثب YPG ، YPJ وQSD ويدركون تماماً أنها قوات ثورية مقاتلة ومضحية حاربت دفاعاً عن البشرية جمعاء، بالطبع هناك مواقف رافضة للهجوم التركي ضمن الإدارة الأمريكية وكذلك بين الدول الأوروبية وأماكن أخرى، هذا يدل على أن حكومة (MHP-AKP) وحيدة في غزوها هذا، لأن شعبنا على حق وصداقاتهم مع العالم في تزايد."

وأكد قره يلان على ضرورة التكامل العضوي ما بين المقاتلين والشعب، وقال " إذا بقي شعبنا في مكانه وقام مقاتلو الحرية في روج آفا بأداء واجباتهم ولاقوا المساندة من قبل شعبنا، حينها سيكون النصر مؤكداً وأنا على ثقة أن فدائيو YPG، YPJ على هذا القدر من التضحية والعزيمة والقوة والفداء، وعلى شعبنا أيضاً أن يثقوا بقدراتهم وقواتهم والأهم هنا هو استخلاص العبر والدروس من الأخطاء والنواقص والتجارب التي مروا بها سابقاً."

شعبنا في قامشلو كان شاهداً على مقاومة نصيبين التي استمرت تسعة أشهر

واستذكر قره يلان مقاومة نصيبين، مشيراً إلى الشعب في قامشلو عليه الاقتداء بروح المقاومة تلك وقال " شعبنا في قامشلو شهد المقاومة البطولية والتاريخية في نصيبين عن قرب لمدة تسعة اشهر، كان هناك حينها 90 مقاتلاً وأغلبيتهم من الطلاب ولم يسمحوا للدولة التركية أن يتوغلوا داخل الأحياء، واستطاعوا المقاومة لمدة تسعة اشهر، والعديد من الجنود الأتراك أصيبوا بانهيار نفسي جراء المقاومة التي جرت في نصيبين، وبكل تأكيد لو تم اتباع الأساليب والطرق الصحيحة في المقاومة سيكون النصر حليف قوات سوريا الديمقراطية وشعوب شمال شورق سوريا دون شك، يجب أن لا يقول أحد أنها دولة ولديها قوات كثيرة، كلا هذا ليس صحيحاً لأننا نعرفها جيداً وأصبح لنا 40 عاماً نحاربها."

هناك مقاومة تاريخية بطولية ونحن ندعمها إلى النهاية

واشار قره يلان إلى المقاومة البطولية التي تجري على أرض روج آفا/ شمال وشرق سوريا، مؤكداً الوقوف بجانبهم ودعمهم لهذه المقاومة البطولية، وقال " سنساندهم إلى النهاية في مقاومتهم البطولية التاريخية، ومن خلال متابعتنا لردود الأفعال والمواقف الكردستانية نرى أن هناك إجماعاً على الدعم للمقاومة التي يبديها أبناء روج آفا وكذلك دعم من قبل الراي العام، ومن الضروري أن يدرك شعبنا أن العدو الذي يواجهنا يعاني من الضعف وأن حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يقوم بهذه الحرب من أجل إطالة عمره والحصول على مكاسب سياسية، والظروف الحالية لا تتشابه مع الظروف التي كانت موجودة في مقاومة عفرين، إن تحقيق النصر في هذه المعركة يعني تحقيق النصر للشعب الكردستاني ولكافة شعوب شمال وشرق سوريا، لذلك هذه المعركة مصيرية وحاسمة والعدو التركي في أضعف حالاته، وإذا استطاعت حكومة العدالة والتنمية الفاشية تحقيق التقدم في هذه الحرب سيكون انعكاسها سلبياً جداً على كامل شعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، لأنها سوف تتوحد مع داعش وتعيد إحيائه."

ثورة شمال وشرق سوريا لديها أكثر من خيار

وأكد قره يلان على أن ثورة شمال وشرق سوريا لديها الكثير من الخيارات وغير ملزمة بخيار واحد، وقال " لديهم الكثير من القدرات والإمكانيات العسكرية والسياسية والدبلوماسية ولديهم الكثير من الخيارات في الوقت نفسه، حيث أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن بإمكانهم عقد علاقات مع الدولة السورية، وهذا موضوع هام جداً ويدل على أن لديهم خيارات متعددة وعلى الجميع أن يدرك أن الكرد اصبحوا اليوم لديهم القوة السياسية والدبلوماسية والعسكرية وباستطاعتهم عقد علاقات الأخوة والجيرة مع الشعوب المجاورة

نحن بحاجة إلى موقف على غرار الموقف المتخذ في كوباني

ونوه قره يلان في نهاية حديثه إلى وجوب اتخاذ موقف وطني على غرار الموقف الذي تم اتخاذه في مقاومة كوباني، وقال " في مقاومة كوباني كان الموقف وطنياً موحداً في كل من روج آفا وشمال كردستان وجنوب وشرق كردستان، وهذا هو الموقف الذي نحتاجه الآن، المؤتمر الوطني الكردستاني أعلن النفير العام وأنا أيضاً من هنا أعلن النفير العام وعلى الجميع أن يدرك أن عملنا الرئيسي اليوم هو النضال ضد الفاشية وهجمات الدولة التركية، لأن هذه الهجمات تهدف إلى القضاء على كل ما هو كردي وكردستاني دون أن يفرق بين أحد، لذلك على الجميع سواء في كردستان أو المهجر أن يستنفروا وخاصة الشبيبة الكردستانية عليهم أن لا يهدؤوا أبداً."