قره سو: لا يمكن لأية قوة أن تقف في وجه نضالات المرأة

نشر عضو الهيئة التنفيذية لـمنظومة المجتمع الكردستاني، مصطفى قره سو، مقالاً في صحيفة (يني أوزغور بوليتيكا) بعنوان " لا يمكن لأية قوة أن تقف في وجه نضال حرية المرأة القائم على الأساس الإيديولوجي".

بمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العاملة العالمي، بارك مصطفى قره سو هذا اليوم لجميع النساء المناضلات والكادحات في العالم، ونشر مقالاً له بعنوان " لا يمكن لأية قوة أن تقف في وجه نضال حرية المرأة القائم على الأساس الإيديولوجي".

وأشار قره سو في بداية مقاله إلى أن جميع النساء كادحات، قائلاً " لا يوجد كدح وتعب يعلو آلام الولادة وتعب تربية الأولاد، هذه التربية هي التي تنمي الانسانية والمجتمع، وتربية أطفال الانسان ليس سهلاً كباقي الأحياء، وهي تتطلب تضحيات وجهود عظيمة، تقوم بها المرأة التي هي الأم وهنا تكمن قداسة كدح الأم، كما يجب أن نحسب النساء جميعاً كادحات استناداً على هذا الأساس."

وأضاف قره سو "أن المجتمعية سبب بقاء الانسان وأن جميع القيم الانسانية قد خُلِقَتْ في ظل الحياة المجتمعية، والجميع يعلم مدى الدور الهام والقيادي للمرأة في الحياة المجتمعية؛ وعلى هذا الأساس من الضروري فهم (جنس المرأة) لأن فهمها يؤدي إلى الفهم الصحيح للقيم الانسانية والمجتمعية."

ونوه قره سو في مقاله إلى أحد الأفكار التي ذكرها القائد عبدالله أوجلان في مرافعته، بخصوص العلاقة ما بين المرأة والمجتمع ودورها في حماية المجتمع وقيادته، وقال " من عظيم الأهمية فهم حقيقة المرأة من أجل التعمق في فهم حقيقة المجتمع، ولأن المفهوم الذكوري هو السائد، لذلك تحطيم هذا المفهوم الذكوري حيال المرأة لا يقل شأناً عن انشطار الذرة، وهذا يتطلب تعمقاً ومحاولات كبرى من قبل النخبة والمختصين لهدم مفهوم سلطوية الرجل؛ كما لا بد من تحطيم نمط العلاقات التي فرضت على المرأة والتي ألبستها ثوباً لا يمت لحقيقتها بشيء، ولا بد من تحطيم العلاقات التي تعزز من العبودية والاستبداد والفاشية والعسكرتارية، وبذلك سنفهم المعنى الحقيقي لمصطلحات المساواة والحرية والديمقراطية والاشتراكية."

وأكد قره على أن الحياة المجتمعية تقوم على أساس الشراكة الندية ما بين المرأة والرجل، كما أن علاقات الانتاج قامت على أساس فرض السلطة على المرأة وتأسست بذلك الطبقة الاستبدادية الذكورية وعليها تأسست طبقة المجتمعات المستعمرة، هذه الوقائع توضح لنا حقيقة علاقات الاستعمار وثقافته، وهي تستمر الآن في ظل النظام الاستعماري الدولتي.

وتطرق قره سو في مقاله إلى التجربة السوفيتية، مؤكداً أن النظام السوفيتي لم يستطع تجاوز النظام الاستعماري والسلطوي، بل تمت إعادة خلقها بشكل جديد ولذلك لندم تتحقق الاشتراكية الحقة في الاتحاد السوفيتي، وقال " القائد عبدالله أوجلان أدرك حقيقة أن نضال حرية المرأة أهم من كفاح الطبقة والأمة، بلا شك هذا لا يقلل من أهمية كفاح الطبقة والأمة، ولكن يتضح لنا أنه من خلال نضال حرية المرأة يتم تحطيم الذهنية الذكورية السلطوية والنظام القائم على أساسه."

واستشهد قره سو في مقاله بكلمات أخرى للقائد عبدالله أوجلان عن حقيقة المرأة ودورها في حرية المجتمع، قائلاً " المرأة هي المستعمرة الأولى والأخيرة، ولأنها المستعمرة الأولى في التاريخ، فقد تولدت لديها طاقة كامنة هائلة للانتفاض، شهدنا مشاركتها الواسعة والمتقدمة في جميع الحركات الثورية ونضالات الحرية والديمقراطية، وقد أعلنوا خشيتهم جهاراً من المرأة في الثورة الفرنسية 1789 عندما قالوا " ماذا كنا سنفعل لو أن العالم كله كانوا نساءً..؟".

وتابع قره سو مقاله، مشيراً إلى أن القائد عبدالله أوجلان قد بنى عصراً جديداً في إطار نضال حرية المرأة وحلل تاريخ المرأة ضمن الحقيقة التاريخية والمجتمعية، وطور من نهج حرية المرأة متجاوزاً بذلك المفاهيم الفامينية، واتخذ من "الجنولوجيا" رؤية علمية وإيديولوجية لنضال حرية المرأة.

وأشاد قره سو بالمجهود العظيم الذي بذله القائد عبدالله أوجلان من أجل " قتل الرجولة" في شخصه بالمفهوم التقليدي الذكوري السلطوي وفرض ذلك على جميع أعضاء تنظيمنا، وأسس الإطار النظري لإيديولوجية حرية المرأة وبدأ الثورة بها.

وقال قره سو " يتطور نضال حرية المرأة في جميع أرجاء العالم، لكن من الناحية الأخرى يظهر التأثير الأناني للحداثة الرأسمالية على العديد من الحركات النسائية وخاصة في أوروبا، وهذا الأمر يفتح الباب أمام ذهنية البرجوازية الصغيرة التي تقف عائقاً أمام وصول المرأة إلى حريتها الحقة، المرأة بمقدورها أن تحقق حريتها وتصبح قوة كبيرة ضمن نظام المجتمع الديمقراطي."

وشدد قره سو مرة أخرى في مقاله على أن نضال حرية المرأة مرتبط بالمجتمعية وهذا لا يرتبط فقط بالمفهوم الإيديولوجي، بل الدور التاريخي المناط بالمرأة وكذلك حقيقتها وجوهرها يتمحوران حول الحياة المجتمعية، لأن الحياة المجتمعية بالأساس تأسست حول المرأة.