عمر أوجلان: الدولة التركية لا تتخذ التدابير اللازمة ضد فيروس كورونا في المدن الكردية

قال عمر أوجلان، النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي في مدينة رها إن الدولة لم تتخذ أي إجراءات ضد الفيروس التاجي في مدن كردستان وأكد على وجود خطورة عالية في السجون لهذا يجب إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين دون تمييز".

تنتشر حمى كوفيد 19 في جميع أنحاء العالم، ويتزايد عدد الأشخاص الوفيات بسببها. كما كان للفيروس التاجي تأثير خطير على تركيا.

لا تدابير في المدن الكردية

وتحدث النائب عن حزب الشعوب الديمقراطية HDP في مدينة رها عمر أوجلان عن التدابير في مدينة رها في شمال كردستان والسجون والسياسات الحكومية في كردستان، مؤكداً أن الدولة لا تتخذ أي إجراءات في المدن الكردية في شمال كردستان، وأبقت السكان يواجهون هذا الفيروس.

وأشار عمر أوجلان إلى أنه لا يوجد عمل مشترك بين تركيا ومدن كردستان، كبقية المدن الأخرى وقال: "إن الدولة التركية تقترب من الكرد بشكل مختلف مثل كل مرة. فلا توجد مشافي خاصة لاحتواء مرضى الفيروس التاجي، مما يؤدي لانتشاره بشكل سريع بين الناس. ورها هي مدينة كبيرة في كردستان ويزداد عدد سكانها إلى أكثر من مليوني نسمة. ورغم أنها مدينة كبيرة، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات، لهذا يلجأ المواطنين إلينا لإبلاغنا عن الوضع، ومن جانب آخر يضع الأمن حواجز عند مدخل مدينة رها، مما يؤدي إلى ازدحام السير وتجمع السيارات والتي تتسبب في انتشار المرض بين الناس. فهناك مشافي في المدينة إلا أنها لا تكفي وتقتصر على الأجهزة والمستلزمات الطبية".

عدم توفر شرائح الاختبار لفحص فيروس كورونا

وأشار عمر أوجلان إلى أنه لا توجد شرائح اختبار لفحص المواطنين رغم وجود عدد كبير المسنين في رها، مضيفًا "جاء عدد كبير من مواطنينا من العمرة ودخلوا المدينة دون أي فحص، مما تسبب ذلك في انتشار الفيروس التاجي بشكل مخيف، حيث توفي مواطناً  في إحدى احياء بيرجوك".

وتابع: وفي مدينة رها يتم الإبلاغ في التقارير عن الوفيات بسبب فيروس كورونا على انهم توفوا بسبب أمراض أخرى، ولم يتم اتخاذ أي تدابير للحد من انتشار هذا الفيروس، وتصريحات وزير الصحة مشكوك فيها. وهناك فئة من المجتمع غير قادرين على كسب قوت يومهم ما لم يعملوا".

القانون العفو القضائي

كما تطرق عمر أوجلان إلى الحزمة القضائية التي قدمتها حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية (AKP-MHP) إلى البرلمان التركي، وقال: "من الواضح كيف أن العالم كله منشغل بمواجهة فيروس كورونا المستجد، كما أن السجون هي أكثر الأماكن التي تثار المخاوف حولها، السلطة الحاكمة في تركيا تناقش الآن حزمة قضائية بخصوص إخلاء سبيل بعض السجناء لديها؛ في الكثير من الدول نتيجة مخاوفها من تفشي وباء كورونا في السجون، أطلقت سراح سجنائها ومن بينهم السياسيين أيضاً؛ جميعنا نعلم أن 90% من السجناء السياسيين في سجون تركيا، هم المناضلين من أجل حرية الشعب الكردي، لذلك لا تريد حكومة (AKP-MHP) أن تطلق سراح هؤلاء المناضلين. لا يمكننا الحديث عن أي وجه عدالة في هذه الحزمة القضائية المقترحة بخصوص إخلاء سبيل بعض التهم المرتبطة بالقتلة والمغتصبين ومرتكبي جرائم ضد الانسانية، واستثناء المعتقلين السياسيين الكرد وغيرهم يأتي في إطار السياسة المعادية للشعب الكردي وإرادته وحريته؛ في الوقت الذي ينشغل فيه كل العالم بكيفية الخلاص من هذا الوباء، نرى أن حزب العدالة والتنمية لا يزال مشغولاً بمناصبة العداء للكرد. هناك العديد من السجناء الذين يعانون من مشاكل صحية بسبب سوء شروط وظروف السجن ونقص إمدادهم بمواد الغسيل والتنظيف، وهذه مسؤولية السلطة الحاكمة، خاصة إذا ما انتشر هذا الفيروس في السجون، ستحدث كارثة إنسانية، وعليها أن تدرك أنها ستتحمل مسؤولية أية عواقب من هذا القبيل، كما يتوجب على الرأي العام أيضاً مطالبة الحكومة التركية بإعادة النظر في حزمتها القضائية بخصوص إطلاق سراح السجناء.

سجن إمرالي مُعرض للمخاطر

وقال النائب عمر اوجلان إن سجن إمرالي مُعرض للخطر أيضاً، مضيفًا "يعد شعب كردستان في جميع أنحاء العالم وفي الأجزاء الأربعة من كردستان القائد عبد الله اوجلان رمزاً لإرادتهم. إن دور ومهمة السيد أوجلان من أجل الحل واضحة، حيث يتم عزله في سجن إمرالي منذ 21 عاماً تحت ظروف قاسية. لهذا هناك مخاطر جمة على حياة القائد أوجلان والمعتقلين السياسيين معه بسبب تفشي فيروس كورونا".

وأوضح: "القائد أوجلان يبلغ من العمر 71 عاماً وبالتالي هناك مخاوف على حياته. لهذا يجب على الدولة التخلي عن هذا النهج الخاطئ وتحسين ظروف سجن إمرالي على الفور. وفقاً للقانون التركي، يجب أن يتمكن المعتقلون من التحدث إلى أسرهم عبر الهاتف كل أسبوعين. إلا أن الدولة التركية قد سحبت هذا الحق من القائد أوجلان منذ اعوام، والآن ليس لدينا أية معلومات عنه، لهذا يجب على الدولة التركية أن تتصرف وفقاً لقوانينها وللقوانين الدولية، لأن القائد اوجلان هو قائد لشعب".

وفي هذا السياق أكد عمر أوجلان على وجوب قيام منظمات حقوق الانسان ولجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات بدورها، لأن القائد أوجلان لا يمثل شخصه فقط، وإنما يمثل الملايين. ويجب على لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات تحذير تركيا في هذا السياق. وعندما ننظر إلى العزلة المطلقة المفروضة على القائد أوجلان وعلى دور لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات نجدها تبتعد عن واجباتها وميثاقها كل البعد. لهذا يجب على الجميع القيام بواجبه ودوره وعلى لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات النهوض ضد هذا الظلم والاضطهاد وعليها التحرك السريع للحد من تفشي فيروس كورونا بين المعتقلين وإنقاذهم".