عفدال: الحكومة العراقية تمنع عودة الإيزيدين المحررين إلى ديارهم

قال الرئيس المشتركة لبيت الإيزيدين في إقليم الجزيرة زياد شيخ عفدال إن النساء والأطفال الذين تم تحريرهم من أيدي مرتزقة داعش غير قادرين على العودة إلى شنكال لأن الحكومة العراقية إغلقت الممر الإنساني بين شنكال وروج آفا.

أجرت وكالة فرات للأنباء حواراً مع الرئيس المشترك لبيت الإيزيدين في إقليم الجزيرة زياد شيخ عفدال عن دورهم في إيصال المواطنين الإيزيدين، الذين يتم تحريرهم من أيدي مرتزقة داعش إلى ذويهم ومناطقهم في شنكال.

وأوضح عفدال أنهم يبذلون كل جهدهم من أجل إيصال النساء والأطفال المحررين إلى ذويهم في شنكال، لافتاً إلى الدور الكبير الذي يقوم به مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG/YPJ) وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) من أجل تحرير الإيزيدين من أيدي تنظيم داعش الإرهابي.

وقال: "نحن نشكر كل المقاتلين، الذين يضحون بأرواحهم في سبيل تحرير الإيزيدين المخطوفين من أيدي داعش ونعتبرهم رمزاً للمقاومة والحرية".

وأضاف "لدينا إحصائيات عن الإيزيدين المخطوفين من قبل داعش، لكن نعتقد أن العدد الحقيقي يتجاوز ما هو مدرج في سجلاتنا. كذلك الأمر بالنسبة لأعداد الإيزيدين الذين تم تحريرهم لم يتم إدراج أسمائهم في السجلات. آخر المحررين من قبل مقاتلي QSD/YPG/YPJ, وفقاً لسجلاتنا أربعين سيدة وأكثر من 150 طفل، وهذه حصيلة المحررين في منطقة الباغوز فقط".

ولفت إلى أنه "منذ بداية حملة تحرير دير الزور كان يتم تحرير الإيزيدين بشكل فردي وكنا نعمل على إيصالهم لذويهم، لكن ومنذ بداية المعارك في منطقة الباغوز تتم عمليات التحرير بشكل جماعي".

وأشار إلى أنه تم تحرير نحو خمسين مواطن إيزيدي، في حملة تحرير منبج، وتم تسلميهم لذويهم، متطرقاً إلى الدور الكبير لهيئة المرأة في إقليم الجزيرة في عملية إيصال المواطنين الإيزيدين إلى ذويهم في شنكال، مقدماً الشكر للهيئة على مجهودهم الكبير.

وأضاف "بصورة عامة تم تسليم 435 سيدة وطفل إيزيدي إلى عائلاتهم في شنكال حتى الآن".

وتطرق عفدال إلأى الحالة النفسية للمواطنين الإيزيدين، الذين تم تحريرهم من داعش، وخاصة الأطفال، قائلاً: "البعض منهم ونتيجة أنه تم خطفه منذ زمن طويل من قبل داعش، متأثر إلى حد كبير بفكر وعقيدة داعش. وهذه الحالة منتشرة إلى حد كبير بين الأطفال، الذين تربوا على فكر داعش منذ نحو خمسة سنوات، وهذا الموضوع يقلقنا جداً ونحن نتعامل معه بكل حساسية".

وأوضح: "لا شك أن التعامل مع هؤلاء سيكون صعباً، وهذا لأن الأطفال في عمر 6-7 سنوات وتربوا على فكر داعش لمدة 4-5 سنوات، كما أنهم لا يعلمون شيء عن ثقافتهم ودينهم الأصلي، وهو ما يشكل تحدياً أمامنا خلال عملية دمجهم في المجتمع من جديد. لكن الأطفال الذين كانت أعمارهم كبيرة بعض الشيء لم نلاق أي صعوبة في التعامل معهم ودمجهم في المجتمع بشكل أسرع".

وتابع: "بعض الأطفال بحاجة على علاج طبي نتيجة أصابتهم بأمراض خطيرة أو جروح، فمن فترة تم تحرير البعض وتم نقل طفلين بشكل عاجل إلى مستشفى الحسكة وعامودا لإجراء عملية عاجلة، والحقيقة أننا عندما نستمع إلى حديثهم نتعرف عن قرب على مأساتهم الكبيرة".

وأوضح عفدال أن هناك تنسيق مستمر بين كل من بيت الإيزيدين، علاقات YPJ-QSD وهيئة المرأة لتسليم المحررين للمجلس المدني في شنكال، لافتاً إلى أن الحكومة العراقية، ومنذ نحو أسبوع، أغلقت الممر الإنساني بين شنكال وروج آفا وهذا الأمر الذي يمنعهم من إيصال المحررين إلى شنكال وتسليمهم إلى ذويهم.

وعن دورهم في إعادة فتح هذا الممر الإنساني، قال: "أصدرنا العديد من البيانات الرسمية ودعونا إلى فتح الممر الإنساني، كذلك رفاقنا في مجلس شنكال المدني اجتمعوا مع المسؤولين في الحكومة العراقية في بغداد، لكننا لم نتلق أي ردود إيجابية، حتى الآن، وإذا أصرت الحكومة العراقية على منع عودة هؤلاء المحررين إلى ذويهم في شنكال فهذا يعني أن الحكومة العراقية تدعم إرهاب داعش.

وأكد أن إغلاق الممر الإنساني وموقف حكومتي هولير وبغداد من عودة الإيزيدين المحررين إلى أراضيهم ومنازلهم يدفعنا إلى الشك بالعلاقة بينهم وبين تنظيم داعش. فإغلاق الممر الإنساني رسالة مفادها: "نحن نرفض الاعتراف بالمجتمع الإيزيدي ونرفض الاعتراف بهم كمواطنين من هذه البلاد".

واعتبر أن مثل "هذه المواقف هي رفض للاعتراف بالمجتمع الإيزيدي، ونحن بدورنا نرفض هذا التعامل مع المجتمع الإيزيدي وعليه نوصل رسالتنا إلى الرأي العام للتحرك من أجل حماية الإيزيدين".