تملي: القضية الكردية الأهم في تركيا ووحده أوجلان يمثل الحل

أكد الرئيس المشترك العام لحزب الشعوب الديمقراطي، سيزاي تملي، أن العزلة المفروضة على أوجلان تجاوزت حدود إمرالي وأصبحت مفروضة على كل المجتمع، وأنه لابد من تصعيد النضال من اجل كسر هذه العزلة.

وأكد تملي أن عنوان حل القضية الكردية هو إمرالي وأوجلان، مضيفاً أنهم كحزب لديهم إصرار على تخليص المجتمع من تسلط رجال الدولة والمكلفين على مؤسسات الدولة من قبل الحكومة عبر فوزهم في الانتخابات المحلية المقبلة نهاية آذار القادم.

جاء هذا في حوار أجرته وكالة فرات للأنباء (ANF) مع الرئيس المشترك العام لحزب الشعوب الديمقراطي(HDP) سيزاي تملي. وأوضح تملي في بداية حديثه أن العزلة المشددة المفروضة على أوجلان هي دليل انعدام القانون والحقوق في تركيا، لافتاً إلى أن الحكومة التركية ومنذ مدة طويلة تنتهك قوانين البلاد وتنتهك الحريات وحقوق الإنسان.

وقال: "نستطيع القول إن العزلة هي مصدر الأزمة في تركيا، وهذا لأنها أهم قضية في تركيا هي والقضية الكردية ومن يمثل الكرد في هذه القضية هو أوجلان، ولن يكون بالإمكان حل أي قضية وأزمة أخرى في تركيا ما لم تحل القضية الكردية، وتجاهلها سيؤدي إلى تعميق الأزمة الحالية في تركيا إضافة إلى خلق أزمات أخرى. لهذا فحل هذه القضية يجب أن تكون من أولويات تركيا.

الحكومة التركية ومن أجل عدم حل القضية الكردية تقوم بتشديد العزلة على أوجلان وبشكل تنتهك فيه الحقوق وقوانين البلاد نفسها وتنتهك القوانين والمعاهدات الدولية".

وأضاف "لهذا نقول أن العزلة تجاوزت حدود إمرالي، وتفرض على كل المجتمع. لذا يجب رفع العزلة المشددة وهذا مطلب شرعي وقانوني".

وانتقد تملي بشدة موقف لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات حيال العزلة المشددة المفروضة على أوجلان، قائلاً: "إنه من الواضح أننا نعاني من قضية إنعدام الحقوق والعدالة ليس في تركيا فقط، بل على المستوى الدولي أيضاً. في تركيا نعاني من تحيز القضاء، تغيب العدالة وإنعدام دور المحاكم".

وأوضح: "تركيا وقعت على معاهدات واتفاقات دولية، لهذا نحن ننتظر تلك المؤسسات لتقوم بدورها وتتحمل مسؤولياتها وخاصة المؤسسات الأوروبية. هذه المؤسسات وفي الكثير من القضايا والأمور تتدخل وتقوم بواجبها لكن عندما تتعلق القضية بتركيا نرى أن هذه المؤسسات تتجاهل وتلتزم الصمت.

لذا نحن نعتبر أن موقف لجنة مناهضة التعذيب والمفوضية الأوروبية من قضية العزلة المفروضة على أوجلان هو نفاق وعليه يجب أن تكف هذه المؤسسات عن لعب هذا الدور وأن تقوم بواجبها وأن تتحمل مسؤولياتها".

وتطرق تملي إلى حملة الإضراب المفتوحة التي أعلنتها الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي KCD والبرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) ليلى كوفن قائلاً: "يجب أن لا يتجاهل أحد نداء كوفن، آخر زيارة قمت بها للقاء كوفن كانت في اليوم 105 للحملة، ووضعها الصحي خطير للغاية، ونحن لا نرغب أن يفقد أحد من رفاقنا في حملة الإضراب حياته.

الكثير منهم يعانون من أمراض خطيرة. لهذا أدعو مرة أخرى وزارة العدل في تركيا إلى القيام بدورها وتلبية مطلب المضربين عن الطعام".

وأكد أن "تحيز القضاء التركي وانتهاكها للقوانين سيكون السبب في أن يفقد رفاقنا لحياتهم، صوت ليلى كوفن وصل إلى كل العالم وانضم إليها في الحملة 317 من المعتقلين السياسين، ويطالبون بالعدالة والديمقراطية، تجاهل صوت كوفن ورفاقها هو انتهاك لحقوق الإنسان وجريمة".

وأضاف "نحن ندعو السلطات التركية والقضاء التركي لطبيق القوانين ويجب عليها أن لا تتجاهل دعواتنا، كل لحظة تستجيب فيها الدولة التركية لمطالب المضربين مهمة، لهذا يجب على الدولة أن تقوم بإنهاء سياسات العزلة وتلبية مطلب المضربين في أسرع وقت".

وأشار تملي في حديثه إلى أهمية الانتخابات المحلية المقبلة نهاية آذار/مارس القادم في تركيا، وقال: "تركيا تجري هذه الانتخابات في ظل ظروف سيئة للغاية وانعدام الأمن والاستقرار.

أي سلطة في العالم عندما تفقد شرعيتها تلجأ إلى استخدام جميع الأساليب والخدع حتى تبقى محافظة على حكمها، وهذا ما تقوم به الحكومة الحالية وهو نفسه سبب انعدام الأمن وعدم توفر شروط مناسبة لإجراء الانتخابات، التي تحاول فرض نفسها فيها على المجتمع بالقوة، وتمارس الضغط والإرهاب في الانتخابات، وتزور الانتخابات، تسرق الأصوات وتبدلها بأخرى مزيفة وتقوم بنقل سجلات القيد المدني للمواطنين إلى الأماكن التي لا يدخل صناديقها أي صوت".

ولفت إلى أن الهيئة العليا للانتخابات مؤسسة حكومية رسمية وعليها أن تقوم بواجبها لمنع حصول هذه الانتهاكات والمخالفات. وتابع: "لكن للأسف فهذه الأخيرة تنتهك القوانين، وإلى جانب كل هذه الانتهاكات تقوم السلطة والحكومة بمهاجمة حزبنا الشعوب الديمقراطي(HDP) وتقوم بتحريض الجماهير على حزبنا، كما تعمل على تشتيت المجتمع".

وقال: "نحن نؤكد دائماً على وحدة المجتمع في تركيا وكردستان، ولا نريد أن يكون هناك شرخ بين المجتمعين، في التاريخ أكثر من وقف إلى جانب الشعب التركي هو الشعب الكردي، فلماذا تعمل الحكومة، اليوم، على تأليب المجتمعات على بعضها البعض وإحداث شرخ بين المجتمعات هذا سيؤدي على المدى الطويل إلى المزيد من الصدام وتقسيم البلاد".

وأكد تملي أن حزبهم يمثل كل تركيا وليس الشعب الكردي فقط، موضحاً: "الحكومة دائماً ما توجه الاتهامات لحزبنا على أنه لا يمثل الشعب التركي، لكن على العكس تماماً حزبنا هو الحزب الوحيد الذي يمثل قيم هذه البلاد.

وهو وحده يناضل من أجل الديمقراطية، السلام والحقوق و الحريات والعدالة في البلاد وهذا ما تحتاج إليه البلاد".

وأشار إلى أن هناك أيضا مشاكل في البلاد مثل انتشار الفقر، البطالة، العنف ضد المرأة والعديد من المشاكل الأخرى، والتي يعملون على إيجاد حلول لها، مضيفاً: "في المقابل ما الذي تقوم به السلطة الحاكمة؟ تقوم بتوجيه الاتهامات الكاذبة لحزبنا، تعمل على تمزيق المجتمع ومثال على هذا سياسات التمييز بين الكرد والترك، والتمييز بين الأجنبي والمواطن".

وأكد أن "الحكومة تعمل بشكل مركز على سياسات التمييز وتمزيق المجتمعات والهدف من هذا هو زرع الخوف داخل المجتمع للحفاظ على حكمه".

وشدد: "من خلال انتخابات 31 آذار سننقذ الجميع من سلطة رجال الدولة المكلفين على إدارة شؤون المجتمع. كذلك فوزنا في الانتخابات سيكون أكبر من الانتخابات السابقة، وسنعيد البلاد إلى مسارها الصحيح".

وفي رده على تهديدات الرئيس التركي أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو ، قال: "للأسف في هذه المرحلة نحن نتعرض لهجوم من قبل الرئيس أردوغان ووزيره صويلو، وكل من يتحدث باسمهم وفي كل المناسبات، لماذا؟ هذا لانهم غير قادرين على منافستنا سياسياً، بمعنى أنهم غير قادرين على أن يقدموا للمجتمع ما نستطيع أن نقدمه نحن للشعب".

وختم حديثه مؤكداً: "المجتمع والبلاد بحاجة إلى السلام، الأمن، الاستقرار، العدالة والمساواة ونحن من نستطيع أن نؤمن هذا وفي المقابل السلطة الحاكمة هي التي تحرم المجتمع من كل هذه المتطلبات، لهذا هو فقد شرعيته ولهذا يقوم بمهاجمتنا في كل المناسبات لعدم قدرته على منافستنا سياسياً".