بولدان: كلّ ممارسات الدولة التركيّة القمعيّة لن تثنينا عن مواصلة نضالنا المشروع

ردّت الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي HDP, بروين بولدان على تهديدات الرئيس التركي, رجب طيّب أردوغان مؤكّدة على مواصلة الحزب لنضاله السياسيّ المشروع و"لن ننحني أمام الدكتاتوريّة أبداً".

جاءت تصريحات بولدان خلال اجتماع مجلس حزب الشعوب الديمقراطي HDP, حيث أكّدت أنّ حزبهم هو "للعلويّين, الكرد, المسيحيّين, المسلمين, الشركس, الأرمن وجميع المكوّنات الأخرى", موضحة أنّ سياسة الاعتقالات الممنهجة التي تقوم بها السلطات التركيّة "لن تتمكّن من أجبار حزبنا على ترك عمله النضالي, ونحن نمدّ يدنا لكلّ القوميّات والأديان لنكون صفّاً واحداً في وجه الدكتاتوريّة والقمع". 

وأشارت بولدان إلى الجولات الخارجيّة التي قاموا بها كوفد للحزب والتي "قوبلت بترحيب لائق بنا في كلّ مكان كنا نزوره ومن قبل الشخصيّات السياسية في دول عدّة", مضيفة بالقول "يسألنا كلّ من نلتقي بهم: كيف يمكنكم مواصلة عملكم السياسي في هذه الظروف التي تعيشها تركيا من اعتقالات وقمع؟, ونحن نجيبهم بأنّنا نملك الغرادة القويّة والصلبة والتي نستمدّها من وقوف شعبنا خلف نضالنا".

وسلّطت الرئيسة المشتركة لHDP الضوء على العزلة التي تفرضها السلطات التركيّة على القائد عبد الله أوجلان والتي "تستهدف النيل من نضال شعبنا وكلّ شعوب المنطقة", موضحة "نحن نؤمن بالنضال المشترك الذي تخوضه الشعوب لأجل التحرّر من الاستبداد والقمع, وقد نجحنا في ذلك خلال انتخابات 7 حزيران من العام 2015", كما أشارت إلى فكر وفلسفة القائد في "إيماننا بهذا النضال المشترك, فهو يمثّل جسراً يربط هويّات شعوب المنطقة ببعضها البعض, وناضل أوجلان لأجل ذلك طويلاً, لذا يتوجّب علينا أن نستمر في كفاحنا الديمقراطي لتحقيق حرّيته".

وأكّدت بولدان أنّ سياسة الدولة التركيّة قائمة على منع إيجاد توافق بين مكوّنات المنطقة, فهي "تخاف من أيّ إطار يجمع الكرد بالعلويّين بالأتراك بغيرهم من القوميّات والأعراق في تركيا", منوّهة إلى حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنّتها الأجهزة الأمنيّة بحقّ "عدد من قياديّي حزبنا في آمد وأيله وغيرها من مناطق تركيا, إلى جانب اعتقال المئات من الناشطين السياسيّين وأصحاب الرأي, كلّ ذلك يدلّ وبوضوح على أنّ الحكومة التركيّة تعمل على إنهاء الديمقراطيّة في البلاد وترسيخ مبادئ الدكتاتوريّة".

وأضافت بالقول: "كلّ حالات الاعتقال التعسّفي التي تنفّذها السلطات التركيّة تتمّ تحت نظر المؤسّسات المعنيّة بالعدالة, وأنا أقترح هنا أن نغيّر اسم وزارة العدل إلى وزارة الاعتقالات!, هذا ما يحدث تماماً في تركيا", مشيرة إلى التناقض "الغريب" في سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم "أطلقوا سراح القسّ الأمريكي من جهة, وبادروا فوراً بالتهديدات على مناطق شرق الفرات في سوريا, كلّ ذلك ليمنعوا الكرد من الحصول على حقوقهم المشروعة في العيش بكرامته على أرضه التاريخيّة, وهنا نسألهم: لمّ كلّ هذه التهديدات على الكرد؟ هل تهدفون إلى خلق فتنة بين الكرد والأتراك من ممارساتكم هذه؟".

وختمت بولدان حديثها بالتأكيد على أنّ كلّ الممارسات القمعية وسياسة الإنكار والإبادة "لن تمنعنا من مواصلة نضالنا, ونحن نعاهد شعبنا الذي اختارنا ممثّلين له أنّنا ماضون في كفاحنا في مواجهة العقليّة الاستبداديّة ولن نتخلّى عن أهدافنا أبداً".