بايك: لا أحد يستطيع تجاهل الكرد

أكد الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك أن لا سلطة ستحقق النجاح في الشرق الأوسط ما لم تبني اتفاقها مع الكرد، وأن أي طرف من الأطراف سواء كان إلى جانب الكرد أو ضدهم يعلم أنه لا سياسة بدون الكرد.

في الجزء الثاني من حديثه على قناة " "Medya Haber تحدث الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك عن التطورات في سوريا، دور إيران في المنطقة، قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وأهمية عام 2019 بالنسبة للشعب الكردي. 

وأوضح بايك أن سوريا لن تتمكن من النهوض مجدداً ما لم تبن على أساس نظام ديمقراطي. وعن الدستور السوري الجديد الذي كثر الحديث عنه قال: إن "المشكلة لا تكمن في بقاء أو رحيل الأسد، لكنها تكمن في كيفية بناء نظام جديد على أسس الديمقراطية، وهذا لأنه من غير الممكن أن يعود النظام في سوريا إلى هيئته السابقة".

وأوضح: "ما لم يتم صياغة الدستور الجديد على أساس ضمان وحفظ حقوق كل المكونات والثقافات في سوريا، ويضمن الإدارة الحرة للجميع. فمن غير الممكن حماية وحدة سوريا المدمرة ولن يكون بمقدورها النهوض من جديد".

وأكد بايك أن موقف تركيا من الأزمة يهدد وحدة سوريا، وأشار إلى دور قوى التحالف الدولي التي تعتبر روسيا جزء مهم منها.

ولفت إلى أن هذه القوى لها دورها الفعال على المستوى السياسي، الدبلوماسي والعسكري.

وأضاف أن هذا الدور ما لم يسخر من أجل بناء سوريا على أسس الديمقراطية فلا معنى لهذه الدور.

وقال: إنه "بناء سوريا على أسس الديمقراطية هو الضمانة لاستقرار الأوضاع، وإنه غير ذلك لن تستقر أبداً، وقد يستمر الصراع لكن بأشكال أخرى. والمتضرر الوحيد هو الشعب السوري وقد يؤدي هذا الصراع إلى تقسيم سوريا".

وشدد على أن "الموقف التركي من الأزمة يهدد وحدة أراضي سوريا، فتركيا تسعى إلى أن بناء سوريا جديدة وفق ما تشتهي ولما يخدم مصالحا أو تقوم بتقسيمها".

وتابع: "اعتقد أن كل من روسيا، إيران والنظام السوري يدركون هذه المساعي التركية. والواضح أنهم سيبدون موقفاً من محاولات الاحتلال هذه. وهذا لأنهم فهموا أن تركيا ما أن دخلت أرضاً فلن تخرج منها، وما لم يقوموا باتخاذ خطوات فعلية فستكون خسارتهم أكبر".

وأوضح أن "سوريا، روسيا والنظام يدعون أنهم يعملون على أساس الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. لكن ضمان وحدة الأراضي السورية بحاجة أولاً إلى بناء نظام ديمقراطي ووضع دستور جديد يضمن حقوق كل مكونات سوريا ويعترف بهم. التحالف مع القوى الديمقراطية. ولا سبيل أخرى لضمان وحدة سوريا". 

وأضاف: "إحدى أكثر القوى الأساسية في سوريا ولها وزنها ودورها هي إيران، وعبر التاريخ كانت هناك خلافات كبيرة بين تركيا وإيران. قد يكون هناك تقارب بين البلدين واتفاق على بعض النقاط لكن رغم هذا نقاط التلاقي قليلة بالمقارنة مع نقاط الخلاف. فالطرفين يسعيان إلى الهيمنة على الشرق الأوسط".

وأوضح أن الطرف الرابح في هذا الصراع إلى الآن هي إيران، وأن تركيا وبالاعتماد على حلف الناتو وبناء علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تحقق أهدفها في المنطقة وإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.

وعبر عن اعتقاده بأن إيران تدرك هذه المساعي التركية، أنها ستسمح لتركيا بالسيطرة عن مناطق أخرى في سوريا. فقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا كان بمثابة نجاح مهماً لإيران.

وأكد أن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تقليص النفوذ الإيراني لم تتحقق نتائجها المرجوة لا في سوريا، ولا العراق ولا حتى داخل إيران. بمعنى آخر إيران حققت نجاحاً ومن غير الممكن أن تفرط فيه وتعرضه للخطر التركي.

وأضاف "بالمقابل تسعى تركيا إلى اتخاذ الدور الأمريكي في سوريا بعد انسحابها، واحتلالها من خلال الإخوان المسلمين والقاعدة. هذا الواقع لا يضر بمصالح السوريين فقط بل في الوقت نفسه سيضر بمصالح روسيا وإيران. ولا أعتقد أن ايران ستوافق على هذا الوضع الجديد". 

وأوضح بايك أن سياسات إيران ضد الكرد لا تقل شدة عن سياسة تركيا، حيث أنها أيضاً ترفض حل القضية الكردية.

وتابع: "تركيا تحاول كسب إيران إلى جانبها لكن متطلبات المرحلة لا تدعم هذه المساعي التركية. إلى جانب هذا سياسات إيران تجاه الكرد مختلفة نوعاً ما عن الموقف سياسات تركيا. صحيح أن إيران وإلى اليوم ترفض حل القضية الكردية لكنها في نفس الوقت تدرك أن فرصتها في تحقيق النجاح غير ممكنه ما لم تحل القضية الكردية".

وأكد أن "إيران تعترف أن دور الشعب الكردي هو الأكثر فعالية في الشرق الأوسط وتدرك أن الشعب الكردي يرفض العيش كما في السابق، ومستعد لتقديم أكبر التضحيات في سبيل نيل الحرية. بمعنى آخر هي تدرك أن الوقت حان كي تغيّر شيء من سياستها تجاه الكرد". 

واستطرد: "أعتقد أن ايران تناقش هذا الوضع بشكل جدي، بغض النظر عن أنها لم تصدر أي قرار في هذا الشأن إلا أن التطورات والوضع الراهن قد يدفعها إلى اتخاذ قرار في هذا الشأن. الواضح جداً أن أي طرف يريد أن يمارس سياسته في الشرق الأوسط ويحقق نجاحاً عليه أن لا يتجاهل الشعب الكردي".

وشدد على أن أي طرف يتجاهل الاتفاق مع الكرد فمن الصعب جداً أن تحقق سياساته أي نتائج في الشرق الأوسط، كما أن أي طرف سواء كان إلى جانب الكرد أو ضدهم يدرك أنه لا سياسة تؤدي إلى نتائج دون الكرد.

وتابع: "كل السياسات اليوم تمر عبر الكرد وإيران تدرك هذا. وإذا بقيت إيران على موقفها السابق فستكون هي الطرف الخاسر وسيكون النجاح حليف سياسات التحالف الذي يسعى إلى تقليص دور إيران. لهذا يتوجب عليها التقرب من المسألة الكردية بالشكل الصحيح، واتخاذ خطوات عملية في هذا الجانب، وهذه الخطوات ستحقق لها مكاسب جيدة لسياساتها في الشرق الأوسط وتفشل المخططات التي تستهدفها".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة وفي الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر فرضت المزيد من العقوبات على إيران، لا شك أنها لم تفعل هذا بمفردها ولها حلفائها في منطقة الشرق الأوسط يدعمونها، وتسعى أمريكا إلى ضم تركيا إلى هذا الحلف ضد إيران وهي تعلم أنها بحاجة إلى تركيا لتحقيق نتائج فرض العقوبات والضغوطات على طهران.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن أجل إقناع تركيا وضمها إلى هذا الحلف ضد إيران أصدرت في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2018 قراراً بحق ثلاثة قيادات لحركة التحرر الكردستاني وأنا من بينهم، ثم أعلنت الانسحاب لتفتح الباب على مصراعيه أمام تركيا لتقوم باحتلال مناطق شمال وشرق سوريا.

ونوه بأن هدف أمريكا كسب تركيا إلى جانبها واستخدامها ضد إيران، مضيفاً: "وعلى ما يبدو أن تركيا مستعدة لتنفيذ الإملاءات الأمريكية لهذا أصدرت الأخيرة قرار الانسحاب من سوريا".

ولفت إلى أن "العلاقة بين تركيا وأمريكا بدأت تتحسن منذ نهاية معركة تحرير الرقة، وهو ما يعلنه المسؤولون الأتراك. اعتقد أن إيران على علم بما يجري بين الطرفين من تفاهمات ضدها. ومؤكد أن ايران لن تقبل بهذه التحركات التركية الأمريكية ضدها في سوريا، العراق وإيران".

وتحدث جميل بايك عن العزلة المشددة المفروضة على القائد الكردي عبد الله أوجلان وحملات الإضراب المفتوحة عن الطعام قائلاً: إن "العزلة المفروضة على أوجلان هي في نفس الوقت عزلة مفروضة على كل الشعوب في تركيا. عزلة مفروضة على الإنسانية. وما تفرضه الفاشية التركية على القائد أوجلان تفرضه على كل المجتمع. كل المعتقلات في تركيا باتت تشبه سجن إيمرالي. كذلك كل الشوارع، الأحياء، الضواحي المؤسسات تعاني من نفس النظام المفروض من قبل السلطة الفاشية. بل وتلك الممارسات تتجاوز حدود تركيا لتمتد إلى خارجها".

وأضاف "الجميع فقد حقه في الحياة بسبب ضغوط النظام التركي. ليلى كوفن أدركت حقيقة هذه العزلة المشددة المفروضة على الجميع في شخص القائد أوجلان وأعلنت الإضراب المفتوح احتجاجاً على هذه العزلة، وهذه الحملة تعني إنهاء هذه العزلة المفروضة على كل المجتمع". 

ووجه بايك سلامه إلى ليلى كوفن وجميع المضربين المشاركين في الحملة، وتابع: "هذه الفعالية تاريخية ومقدسة. حملة الإضراب التي أعلنتها كوفن تتمدد وتنتشر في كل مكان. مرة أخرى أوجه سلامي لكل المضربين وأتمنى لهم تحقيق النجاح ونيل مطالبهم. هذه الحملة ستحرر تركيا من الفاشية لهذا على الجميع أن يدعم هذه الحملة بكل إمكانياته. 

يجب دعم هذه الفعاليات بكل السبل من مسيرات، مظاهرات، اعتصامات، العمل الدبلوماسي، مواجهة الحرب النفسية وكل السبل الممكنة. 

وأوضح بايك أن العام 2019 سيكون عام المقاومة الكبيرة، وتابع: "طريق القائد أوجلان هو طريق الحرية. والذي لا يقبل سوى بالحرية. وهذه هي وجهة الشعب. وهذا ما أظهر حقيقة الشعب الثائر، رغم كل محاولات قوى المؤامرة لا يزال حزب العمال الكردستاني يواصل النضال والمقاومة بشكل أكبر ويزداد قوة وبات يمثل أمل كل الشعوب. 

مقاومة العمال الكردستاني منذ الآن وصاعداً ستكون هي نفسها مقاومة الحرية ولا عدول عن هذا المطلب. الـ PKK تمكن من إفشال المؤامرات وتكذيب ادعاءات الذين قالوا قضينا على الـ PKK سنقي عليه. منذ سنوات يرددون هذا الكلام، لكن في الواقع الـ PKK يزداد قوة وهم يهزمون. وهم يدخلون العام 2019 بهذا الضعف عكس الشعب، الذي يناضل من أجل الحياة الحرة وحزبنا الذي يدخل هذا العام بكل قوة بإصرار على مواصلة هذا النضال. 

وأكد بايك أن العمال الكردستاني مصر على تصعيد المقاومة في العام الجديد وأكد رفضهم تسليم الشعب الكردي لقوى الاحتلال.

وواصل حديثه: "الشعب الكردي أيضاً يقاوم الاحتلال التركي بكل قوة. مقاومة الـ PKK ستكون الأكبر في العام الجديد، انطلاقاً من مقاومة العام السابق. كما ذكرت في السابق في حال حصلت بعض التغيرات في الطرق والأساليب فإن الفاشية ستتلقى ضربة قوية. القوى الديمقراطية والداعية إلى الحرية ستتمكن من دخول مرحلة جديدة، تركيا ستدخل مرحلة جديدة وعلى تلك القوى أن تدرك هذه الحقيقة وعلى أساسها تصعد النضال. 

وختم الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك حديثه بتوجه التحية إلى القائد الكردي عبد الله أوجلان، الشعب الكردي، مقاومة معتقلي السجون والقوى الديمقراطية، وهنأهم بالعام الجديد.