باهوز أردال: علينا تحضير أنفسنا لخوض معركة كبيرة وطويلة

قال عضو القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي الدكتور باهوز أردال إن الشرق الأوسط يشهد حرباً وصراعاً كبيراً، الكرد جزء منه، ما يتطلب أن يُصَعّد الشعب الكردي من نضاله ويكون حاضراً لخوض معركة كبيرة دون تعليق الآمال على تحقيق السلام دون حل القضية الكردية.

تحدث عضو اللجنة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) الدكتور باهوز أردال إلى تلفزيون Stêrk Tv عن التطورات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط وعموم كردستان، العلاقة بين حكومة حزب العدالة والتنمية وجنوب كردستان، تواجد القواعد العسكرية التركية في جنوب كردستان، محذراً الجهات المرتبطة مع الاستخبارات التركية التي تقدم معلومات لها عن الكريلا.
وعن المرحلة الجديدة قال أردال: "على كل أبناء شعبنا أن لا يعلقوا الآمال على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة في هذه المرحلة، لأن عموم منطقة الشرق الأوسط تشهد صراعاً وحرباً كبيرة، وكل من يعيش في هذه المنطقة معني بهذا الصراع".
وأضاف "يجب على شعبنا وعلى كافة الصعد أن يُحضّر نفسه لخوض المقاومة والحرب، وأن لا يهاب المواجهة، فلا خيار أمامنا سوى خوض المقاومة مهما كانت التضحيات كبيرة، فإما أن نعيش بكرامة وإما الخضوع والخنوع للقوى المهيمنة على المنطقة كما في السابق. لكن الواضح أن شعبنا اختار المقاومة ولا يتردد في المطالبة والإصرار على مطالبه". 
وحول التطورات الأخيرة في شمال كردستان قال الدكتور باهوز أردال: "منذ العام 2015 بدأت حكومة العدالة والتنمية وحلفيها الحركة القومية بشن هجمات جديدة ومكثفة وعلى كافة الصعد على الشعب الكردي في شمال كردستان وحركة التحرر الكردستانية. ووفقاً للمخطط الذي وضع عبر هذا التحالف فكان لابد لهذا التحالف أن يحقق أهدافه اليوم، لكننا دخلنا إلى العام 2019 وإذا ما قَيّمنا الهجمات الفاشية التي طالت شعبنا وحركتنا خلال السنوات الأربعة الخيرة فسيظهر لنا حجم المقاومة الكبيرة". 
وأكد أنه "بلا شك هناك صعوبات كثيرة اعترضت نضال شعبنا، الذي عانى كثيراً من هذه الحرب والصراع وقدم الكثير من التضحيات العظيمة وتعرضت الكثير من قرانا ومدننا للدمار، لكن رغم هذا تحالف أردوغان-باخجلي لم يحقق ما يصبو إليه، لا داخلياً ولا عسكرياً". 
وأوضح أن "مقاتلو الكريلا تمكنوا من الدفاع عن مناطقهم في شمال وجنوب كردستان والرد على هجمات العدو وإفشال مخططاته الاحتلالية". 
وتابع: التحالف الفاشي قال في السابق "في الجانب العسكري سنقضي على الكريلا أو نضعفهم"، لكنهم فشلوا في تحقيق هذا الهدف والعكس هو الصحيح فقوة الكريلا ازدادت ومقاتلو الكريلا يردون على الهجمات في المكان والزمان المناسبين. 
واستطرد: "وفشلوا أيضاً سياسياً والدليل ثبات شعبنا على النضال والمقاومة من أجل الحرية، انطلاقاً من فكر القائد أوجلان، ونتائج الانتخابات المحلية أثبتت مرة أخرى رفض شعبنا للاحتلال بكل أشكاله. وكان مفاد رسالة شعبنا لتحالف أردوغان-باخجلي هي: بما أنكم دولة تستطيعون قتلنا، تعذيبنا وسجننا، لكنكم مهما فعلتم لن تستطيعوا ثنينا عن المقاومة والنضال".
وقال:"بهذا الشكل برزت القوة السياسية للحركة الكردية في شمال كردستان مرة أخرى وتمكنت من هزيمة فاشية العدالة والتنمية وحلفائها. هذه الانتخابات قضت على تحالف العدالة والتنمية- الحركة القومية حيث بات واضحاً أن هذا النظام الحاكم فقد شرعيته. هذا التحالف كان يحاول كسر الإرادة السياسية للحركة الكردية لضمان بقاء نظامه وسلطته لكنه فشل، والأهم من كل هذا هو انهيار هذا النظام من الناحية الاقتصادية". 
وتابع أردال: "تركيا اليوم تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وبات الكثيرون يتحدثون عن أسباب هذه الأزمة لكنهم يديرون نقاشاتهم في الجانب الخاطئ. أردوغان يحاول استغلال هذه الأزمة الاقتصادية لصالحه من خلال إمكانيات الدولة والإعلام التابع له، لكن الواضح أن سبب الأزمة هي سياسات الإبادة التي تمارسها حكومة اردوغان خلال السنوات الأربعة الأخيرة، أردوغان وإعلامه يحاولون إخفاء حقيقة أن سبب الأزمة هي سياسات الإبادة المعادية للشعب الكردي، ويجب على جميع القوى الديمقراطية أن تدرك تلك الحقيقة ويوصلوها بالشكل الصحيح إلى الشعب التركي".
ولفت إلى أن الشعب التركي اليوم يعاني من الفقر وغالبيته لم تعد قادرة على تأمين سبل العيش الكريم، والسبب هو سياسات أردوغان-باخجلي المعادية للكرد. 
وأكمل: "لهذا نستطيع أن نؤكد تحالف العدالة والتنمية-الحركة القومية فشل في تحقيق أهدافه خلال السنوات الأربعة الأخيرة بل على العكس تماماً انهار عسكرياً، سياسياً واقتصادياً، كما فقد شرعيته في الحكم. كل ذلك بفضل ثبات شعبنا على خط النضال ودفاع الكريلا عن مواقعه  بكل قوة ولا شك أننا اليوم أقوى من قبل بفضل هذه الانتصارات". 
وتحدث الدكتور باهوز أردال عن تحضيرات الكريلا للمرحلة القادمة، موضحاً: "لدى نظام حزب العدالة والتنمية AKP إصرار على مواصلة سياسات الحرب ضد شعبنا، لأنه لا يملك خيار آخر للحفاظ على حكمه،فيقول للشعب التركي: إن الكرد يريدون تدمير تركيا. وهم يحاولون غرس مرض "فوبيا الكرد وكردستان" داخل المجتمع التركي، وفي نفس الوقت يحاول هذا النظام إظهار نفسه على أنه المُخَلّص للشعب التركي، بينما الحقيقة أن أردوغان لا يملك وسيلة أخرى للدفاع عن نفسه ونظامه". 
ولفت إلى أنه في "هذه المرحلة تشهد منطقة الشرق الأوسط حرباً كبيره لم تسلم منها أي دولة، والمؤكد أن هذه الحرب والصراع لن ينتهي في وقت قصير، وعليه كريلا حرية كردستان يحضرون أنفسهم لخوض معركة كبيرة وطويلة الأمد. تحديث الهيكلة، تطوير وسائل الدفاع والهجوم، تطوير التكتيكات، التدريب على أشكال الحروب الجديدة وتحضيرات كثيرة أخرى جميعها تقع في خانة التحضير لهذه الحرب، هذه من المسلمات والضرورات لأن كل المناطق الكردستانية باتت جزء من هذا الصراع، ومن لا يستطيع أن يرى المستقبل بشكل صحيح ويحضر نفسه بشكل جيد فمن غير الممكن أن يصمد في المرحلة القادمة".
وأضاف "نحن نؤكد أن الكريلا لها بعد نظر ولا تخطط لمرحلة مؤقتة وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة يخوضون معارك قوية ضد سياسات الاحتلال وفي الجانب الآخر يطورون أنفسهم. 
مقاومة ربيع هذا العام هو تأكيد على حجم التطور والتحديث ضمن صفوف الكريلا. الكريلا عندما يتبعون أساليبهم بدقه قادرين على هزيمة كل التكنولوجيا التي يستخدمها العدو وفي المقابل توجيه ضربات موجعة للعدو. شعبنا في شمال كردستان أيضاً عليه أن يحضر نفسه لمقاومة ومعركة كبيرة وطويله ولا يعلق الآمال على تحقيق الاستقرار والسلام في وقت قريب، لأن كل منطقة الشرق الأوسط تشهد معركة كبيرة وكل شخص في هذه المنطقة معني بهذا الصراع". 
وشدد على "ضرورة التحضير للمقاومة على كافة الأصعدة وأن لا نهاب القتال مهما كانت التضحيات كبيرة لأننا أيضاً لا نملك خيار سوى المقاومة، فإما أن نعيش بكرامة وحرية وإما أن نبقى بيد الأنظمة الظالمة الحاكمة للمنطقة كما في السابق". 
وتابع: "شعبنا يؤكد، حتى اليوم، رفضه للأنظمة الفاشية ويُصر على مطالبه ولم يتردد في بذل المزيد من المقاومة في سبيل تحقيق أهدافه. عندما يحضر الجميع نفسه لخوض هذا الصراع ويحضر نفسه لمواجهة فاشية حزب العدالة والتنمية وسياسات الإبادة فهو يثبت وقوفه على مطالبه ويظهر قوته الحقيقية".
وأشار إلى أن هذا يؤدي إلى أن قوى الاحتلال ستفهم أن سياساتها تفشل وأن سياسات معاداة الشعب الكردي لا تعود عليهم سوى بالفشل والهزيمة، وبهذا سيكون مجبراً على قبول مطالب شعبنا وضمان حقوقه وحل قضيته. 
وشدد أردال في ختام حديثه على أنه "لا خيار لتحقيق السلام دون الاعتراف بحقوق ومطالب شعبنا ولا سلام دون ضمان الحرية وهذه ضرورة بالنسبة لجميع أجزاء كردستان".