المقاتلة "دليلة" تسير على درب شقيقها "نومان"

قالت المقاتلة دليلة شقيقة القيادي نومان أمد، التي انضمت إلى صفوف قوات الدفاع الشعبي بعد استشهاد شقيقها، في عام 2013،: "لم أرى شقيقي أبدًا، ولكن كأنه كان دائماً موجود معي في كل مكان، كنت أصرخ على الجبال العالية: أخي الآن أنا هنا".

تزامناً مع ضغوط وأكاذيب العدوان التركي، يتوجه الشبيبة الكردية كسيلان النهر نحو جوهرهم الحقيقي.. ودليلة هي واحدة من آلاف المقاتلين الذين توجهوا إلى جبال كردستان من أجل الرد على ظلم العدو وأيضاً للسير على درب الشهداء.

ولدت دليلة عام 1995 في مدينة آمد، وهي أصغر إخوتها وأخواتها في أسرة مكونة من 12 شخصاً، وشقيقها نومان كان في صفوف حركة المقاومة الثورية.

كبرت دليلة على ذكريات شقيقها المناضل، وكانت أمنيتها وحلمها الالتقاء بشقيقها يوماً في مكان ما، وبعد استشهاد شقيقها "القيادي نومانا آمد" كانت أحاديث مقاومته التي أبداها في جبال آمد على الألسن، ومن هنا قررت دليلة الانضمام إلى صفوف الحرية.

وعندما وصلت صور شقيقها إلى عائلتها في عام 2006، وقامت بإخراج صورة لأخيها بدى مبتسماً من بين ألبوم الصور وأخفتها، وما زالت صورة المقاتل نومان في حوزتها، وتقول دليلة، " شقيقي وهو مبتسم بالصور، كأنه ينادي الناس لمعرفة الحياة الحرة".

مرفوعة الرأس من جانب ومتألمة من آخر

كانت دليلة تتابع شقيقها من بعيد، حتى 31 كانون الأول عام 2012، وعندما تم الإعلان عن شهادته كانوا يريدون عدم تصديق ذلك، تقول دليلة: " قبل ذلك نشرت وسائل إعلام العدو خبر عن استشهاد شقيقي، أنا وعائلتي لم نكن نصدق ذلك، كنا نقول ربما يكون هذا الإعلان أيضاً من أخبار العدو المنشورة، ولكن هذه المرة كانت شهادة شقيقي حقيقة".

وتابعت: " بعدما وصلت لنا معلومات عن استشهاده ذهبنا جميعاً إلى مدينة آمد، وبقينا هنالك لمدة أيام، وبعدها سلموا لنا جثمان شقيقي، لم أكن أفكر بأن أرى شقيقي ودرب طفولتي ذات يوم بهذا الشكل، ربما يكون شيئاً عجيباً، ولكنه كان عشق طفولتي، عندما كنت صغيرة أحياناً كانت تقول صديقاتي "أنا عاشقة" وأنا كنت أقول لنفسي "عشقي هو شقيقي".

وأضافت "كنت أحلم بأن أذهب إلى جبال أمد، وأنضم للصفوف وأظهر أمامه خلال قتاله ليتفاجأ بي، ثم إذا بي هناك بهذه الحالة ووقتها كنت مرفوعة الرأس، ولكن من ناحية أخرى كنت متألمة جداً".

كأنه إلى جانبي دائماً

وقالت دليلة: "أنا لم أرى شقيقي، ولكن كأنه كان موجود دائماً إلى جانبي، وقبل استشهاده كنت متشوقة كثيراً وقليلة الصبر لكي أذهب لرؤيته... كانت والدتي مشلولة، ولأنني كنت الطفلة الصغيرة في العائلة قررت بأن أبقى في المنزل حتى مرور بعض الوقت على استشهاد شقيقي، وبعدها بسنة توجهت إلى الجبل الذي أشعر فيه بوجود أخي، وكنت أسمع من أصدقائه أنه كان شخص متوازن وبسيط وكان يقاوم ويناضل لتحقيق الحرية، وأنا أيضا أردت بأن أشارك هذه القصة".

عندما أتت دليلة إلى الجبال ذهبت أولًا إلى الملجأ العسكري الذي استشهد فيه شقيقها وأصدقائه، وحصلت على الكتاب الذي كان يحبه شقيقها جداً، وهي رواية "الأم" للكاتب العالمي ماكسيم غوركي الذي يحبه شقيقها جداً، كما حصلت أيضاً على فرد من أحذيته، وقدم أصدقاء نومان عكازته ووشاحه لدليلة، ومن هنا بدأت دليلة بكتابة الشعر عن شقيقها.

كنت أصرخ: أخي أنا هنا

وفي ختام حديثها قائلة: "كنت أفكر كثيراً بأن اسمي نفسي باسم شقيقي أو لا، هل كنت أستطيع حمل إرثه الثقيل، عندما أتيت إلى الجبل رأيت بأن العديد من أصدقائه قد أسموا أنفسهم باسم شقيقي نومان أمد، وفي ذلك الوقت قررت بألا أُسمي نفسي نومان، ربما أصدقاؤه لا يعلمون، كم يجلب وجودهم لي القوة والثقة، وتزايدت ردة فعلي تجاه العدو، وأدركت بأنني أستطيع أن أرد على ظلم العدو في الجبال، وأنا اصرخ على الجبال: أخي أنا هنا ألان".